أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة دالي - انتخابات 2019 : الانقلاب النّاعم














المزيد.....

انتخابات 2019 : الانقلاب النّاعم


فاطمة دالي

الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا احد يشكّ في انقلاب المافيا على شرعيّة الشعب وحقّه في حصد ثمار تضحياته التي قدّمها ولازال في سبيل تحقيق ما يصبو اليه من حق في الحرية و العيش والكرامة .

انّ ما يسمى اليوم بانتخابات رئاسية انتخابات جاءت سريعة وخاطفة وكانّنا لا نستطيع العيش يومين زيادة بدون رئيس وكانّ الرئيس "سوبر مان "سينهي كل هذه الفوضى ويعيد الامور الى نصابها مع اول رمشة عين يرمشها او انّه سيدفع بعجلة الاقتصاد ونصبح في مصاف الدول المتقدمة بين عشية وضحاها
انّها انتخابات التموقع الحاسم والاخير الذي تفرضه القوى المعادية للثورة والتحرّر.

لكن كيف سينتخب رئيسا في ظلّ هكذا مناخ من الكراهية و الاقصاء و الانقسام وما الذي يضمن انّ الانتخابات ستكون فعلا نزيهة و شفّافة ولا تحمل ادنى امكانيات التشكيك والحال انّ اغلب المرشّحين لهم باع وذراع في اللصوصية والانتهازية ما يجعل الامر مريبا ان لا احد يخفى عليه ذلك، بل انّ ما يثير الاستغراب فعلا استنكار الدّفاع المستميت الذي يبديه الكثيرين تجاه هؤولاء اللصوص وهكذا تحوّلت حلبة الصّراع بين القوى المافيوزية الى صراع بين المواطنين بمختلف اطيافهم و شرائحهم .

يبدو انّ ما قامت به حكومة يوسف الشّاهد من تضييق و تكميم وتجويع واذلال لم يعطي اكله في ان يوحّد الشعب التونسي على اهداف جديدة تقطع مع تجربتين انتخابيتين "فاشلتين " و تؤسّس لمستقبل حقيقي بعيدا عن الكذب و التزييف المملّين .ذلك انّ الجوع لا يوحّد الصفوف بقدر ما تفعل الرغبة في التحرّر والانعتاق . وبكلّ الاحوال ليس الجوع ما دفع محمد البوعزيزي للانتفاض .

انقلاب؟
الحقيقة لا يمكن موضعة الانتخابات خارج هذا التوصيف انّها انقلاب صامت وناعم ولا اخلاقي
نعم انّه انقلاب ثان على الشعب البائس المسكين الذي مازال يؤمن بامكانية اللاممكن مع تجار الاوهام و مافيا الخراب والتخريب هذا الشعب الذي مازال يصارع من اجل الحقّ الّذي انتزع منه زمن الانقلاب الاول الانقلاب الكهنوتي الحداثوي ممثلا في شيخ التحالفات الذي يعمل خلف الكواليس و هاهو اليوم يفصح عن مطامحه ولا عين رات ولا اذن سمعت .

انّه انقلاب ملتحف برداء الانتخابات انقلاب ناعم على استحقاقات شرعيّة باسم الشرعيّة و هل يمكن الوقوف في وجه شرعيّتهم امام هذا التهليل و التصفيق ؟واذا ما حدث ذلك الن يتهّم من يواجههم بالارهابيين؟!
اليوم توضحّت الامور اكثر لكن رغم ذلك ما زالت هنالك اصوات تنادي بضرورة الوقوف بجانب اللّصوص كاللّص الّذي اغرقهم باعطياته الا يعي هؤولاء ان ما قدّمه ذلك المتهرّب الضّريبي لا يرتقي ان يكون فضلات موائده العامرة !
لكن بكلّ الاحوال لا يمكن ان يقع اللوم على هؤولاء فحسب فالقصّة لم تبدأ هنا او مع هؤولاء انّها موغلة في القدم و ثابتة ومستمرّة استمرار وجود رؤووس الفساد و الالتفاف و لن تنتهي بثورة او انتفاضة او احتجاج .
انّ ثورة مهما كانت شدّة عنفها لن تحرز تقدّما ما لم تكن طموحة ومستمرّة وحاسمة لكن اولئك الذين ما فتئوا يوهموننا بلا حقيقيتها في البدء بدؤوا يتسلّلون الواحد تلو الآخر واستقّر بهم الحال الى كوكبة من اللّصوص وهاهم اليوم يتصارعون جهارا نهارا للالتفاف عليها للمرّة الثانية على التوالي.
هكذا تدار الامور و بهذه الاساليب المتعفّنة تُحبك الحكاية
لكن ليتها تنتهي هنا ..

بالمقابل وسط هذا النشاز الانتخابي والتحالفات الخفيّة يتموقع البيت اليساري بابواب مشرعة على كلّ الاحتمالات ، حرّا من كلّ هذا منهكا منقسما ومعزولا ليس من الفعل السياسي فحسب بل ومن الالتحام بالطبقات الشعبيّة ويبدو انّه لم يحفظ الدرس جيّدا فاختار ان يخوض معاركه بعيدا عن المضطهدين وانطلق في التسابق للوصول الى السلطة معتقدا انّها ستمكنّه من الالتحام بالجماهير بينما العكس هو الصحيح.
يسار متعالٍ يصمّ الآذان على الاصوات المنادية بضروريّة اعادة تنظيم البيت و غلق ابواب الاحتمالات و فتح باب واحد يقبل الاختلافات ويضع حدّا لصراعاته ، بابا للمفروزين اجتماعيا واقتصاديا و سياسيا غير هذا لا يمكن الحديث عن معارضة حقيقية و قادرة ولا يمكن الحديث عن يسار ساهم بنفسه في تبخّره .



#فاطمة_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان
- تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة دالي - انتخابات 2019 : الانقلاب النّاعم