أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - كي تصنع وردة ربيعاً














المزيد.....


كي تصنع وردة ربيعاً


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مند أن استلم السيد عمرو سالم وزير الاتصالات السوري حقيبة وزارته ، بات مواطننا السوري يسمع أنباء عن وجود خطة طموحة ، و وطنية ، لديه ، لخدمة المواطن السوري ضمن مجال عمله
لاأخفي أنني أحد هؤلاء المواطنين ممن تشكل الاتصالات عصب حياتهم اليومي ، لدرجة أنني ممن ينفقون ما لايقل
عن ستين بالمئة من مردودهم الشهري، على اتصالاتهم، وهو رقم كبير ، دعاني منذ سنوات أن اكتب مقالا بعنوان:
أعمل كي أتكلم – أبين فيه كل هذا وغيره..!
ولقد حاولت أكثر من مرّة ، أن أكتب عن مشروع وزير الاتصالات ، بيد أنني كنت أتردد في كل مرة ،ولعلّ سبب هذا التردد ، يكمن في أنني كمواطن ، وككاتب ، وصحافيّ ، أجد نفسي قبل كل شيء" حكومة كاملة" لا مجرد وزير، أو وزراة ، وأنني تعودت أن أكتب عن مواطن الخلل، أنى كانت ، وما أكثرها !، دون أن أخشى في الحق لومة لائم ، دافعا ً ضريبة ذلك على حساب لقمة أولادي ، وراحتى ، بل وأمني الشخصي ، و أن موطناً إيجابياً، إذا وجد، فإنني لأرى بأنني لمعنيّ بتسليط الضوء عليه ، وهو ما لم أفعله من قبل ، لأنني لم أر – وهي وجهة نظر شخصية – من هو واضح بإنحيازه الى أبناء بلده إلى درجة العشق ، كما أروم .....!
بيد أن ما جعلني أكسر هذا التردد ،هو ذهابي في صباح هذا اليوم الأحد 14-5-2006 إلى مبنى بريد ومؤسسة هاتف القامشلي ، للحصول على خط هاتفي جديد، وليس باسمي ،تحاشياً من جور الرقابة التي قد تتنصت على المكالمات ، بل وأن من بين التهم الموجّهة إلى صديقي محمد غانم -فك الله أسره- كما سمعت، هواصغاء أحد الآذان الطويلة ،على ذبذبات صوته، و تحويرها، وهو موضوع آخر.
أجل، إن ما جعلني أكسر هذا التردّد، هو أنني تفا جأت بعدد من الأصدقاء، في مبنى هاتف ــ قامشلي ـــ يعلمونني بأن وزير المواصلات موجود , في صالة المبنى , وسط حشد من المواطنين , يصيخ إليهم السمع , بكل تواضع ، في صالة المواطنين واقفاً على قدميه ، على امتداد ساعة كاملة وليس من وراء طاولة ..!
شعور عارم , امتلكني . وأنا أقول في نفسي : أمعقول أنني في سوريا ؟, أمعقول أن يأتي وزير، نعم وزير... بشحمه ولحمه ، ويلتقي المواطنين؟ , أين رجال" المخابرات "الذين يحيطون عادة بأماكن تواجد مجرد مسؤول قصير القامة , ويمنعون الناس من الالتقاء به.....!
أين المداهنون ، والمتزلفون، والممالقون ، ومساحو الجوخ ، والمهرولون وراء الاستثناءات التي قصمت ظهر بلدنا سوريا؟
فجأةً، وجد ت نفسي أتقدم منه , كي يعرفنني به بعض المواطنين , وأسأله بعد المصافحة الحميمة , وهو يربت بيده على كتفي ،كأنّه يعرفني منذ سنين طويلة , محققا بهذه الحميمية ، من طرفه،العلاقة المطلوبة – أصلاً- بين المواطن والمسؤول ، وأنا الفت نظره إلى بعض المطالب الجماهيرية, و لأشكره لأنه يكسر تقاليد المسؤولين , رفيعي المستوى , وينزل إلى الشارع , نعم إلى الشارع..، يستمع إلى المواطنين بنفسه , يعد الجميع بما لديه من حلول مريحة ، ولمن لا يعرف هذا الوزير، أحب أن أشير
بأنه هو من وعد بتخفيض تسعيرة المكالمة الدولية , وتسعيرة الهاتف النقال , بل وتخفيض الاشتراك في الهاتف الثابت إلى 1500 ل.س وبالأقساط الشهرية،، بدلاً عن خمسة آلاف ليرة سورية , تدفع نقداً، وتأمين مليون حاسوب وبيعهاللمواطنين بالأقساط- على فاتورة الهاتف - دون فوائد، ;ناهيك عن تخفيض الاشتراك بخدمةال .....adcl.ليكون مجرد. ألف ليرة سورية بدلاً عن بضعة آلاف ....
عموما ً ، عندما يقول وزير ، ولأول مرة في تاريخ سوريا، بعد كل ما يبديه من وعود فردوسية ، تتعلق بالخدمات: حاسبونا ان لم نحقق هذه الوعود.....! ، ان هذا الوزير ليستحق منا التشجيع ، و الاحترام، بل وأن نعلن مثل هذا الموقف ، لأكثر من سبب ، واعداً أن أكون من أوائل الذين سينقدون الرجل في ما إذا بدا حالما ً ، طوباويا ً ، مدغدغ مشاعر ، قائلاً ما لا يفعل ، أو " ضاحكاً على الدقون ".........!
أؤكّد ، أنني- الرجل الذي لا يعرف إلا النقد - عندما أشيد وعبر طفرة استثنائية بمواقف – طفرة وزارية استثنائية – في تاريخ سوريا ، كما أزعم ، وكما يخيل إلي ،مع احترامي لمن "عمل" بصمت ، وبمصداقية ، دون أن نعلم كمواطنين ، فإن ذلك لكي أشيرإلى هذه الحالة – كقدوة حسنة –و لكي أدعو كي يحذو حذوها، سواه ، ممن يفكرون ، كالعادة بعدد السيارات التي سيستلمونها ، بعد توزيرهم ، بل والمكاسب التي سيجنونها على حساب تجويع الملايين من بلدالتجويع والتخويف ، كي يكون هم كل وزير سواه في الوزارات الأخرىأن يهبط سعر المواد التموينية إلى الثلث – وهو الأهم لدى سواد الجماهير من الاتصالات الترفية قياساً إلى الحاجة إلى" الرغيف" ضالة ملايين السوريين رغم أنها ضرورية- ويكون لكل مواطن سوري مورده ، عاملا ً كان أو عاطلاً عن العمل ضمن إهاب الضمان الاجتماعي ، وتكفّ أجهزة الأمن عن مضايقة المواطن ،وتحميله " الظرف المختوم " على طريقة مسرحية" رأس المملوك جابر "، وتعكير صفو أمنه، بدعوى الحفاظ على الأمن ، ويكون القضاء النزيه ، غير المؤدلج ، فيصلاً في كل قضية، لا فروع الأمن ومراكزالتحقيق، بناء على تقرير كيدي ، أوأضغان حاقد .....
وأحب أن أشير- أخيراً - إلى أن مثل هذه الحالة ، تبدو – مجرد طفرة – قد لاتتكرّر ، وقد مازحني أحد أصدقائي ، وهو يراني في مبنى البيريد قائلا ً:
أرجوألا تكتب عن الرجل ، سيحسّ به الفاسدون ، وسيطير.........لاسمح الله......لاسمح الله. ألا تتذكر ما جرى ل د . عصام الزعيم، مثلاً، صاحب الظاهرة العصامية التي تم وأدهاوووووووالإساءة إليها.................!
- يقيناً هذا هو الانموذج الذي نريد، من سيشكل لنا حكومة صرفة من انموذجه؟...من



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء موقع أنترنيتي سوري
- سورة فرهاد....!
- مهاباد،آمد: أوتوستراد الدم الكردي
- الطبشورة-
- الاستقواء على معوّق...!
- رسالةإلى المؤتمر الرّابع للأحزاب العربية في دمشق
- أخي السوري .....لسنا بخير والله.....!
- .......!فتنة الكاريكاتير
- يوم كردي في روزنامة السيد الرئيس....!
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر اتحاد المحامين العرب..!
- عبد الحليم خدام : مقاربة لفهم شخصية واضحة في الأصل
- وقّع .......ولا ..تقع.......!
- ضدّ العدوان على - سوريون
- عبد الحليم خدام - فاسداً- : صح ّالنوم...!
- القضية الكردية في سوريا ليست مسألة إحصاء، فحسب
- فضائية روج الكردية - شهادة لابد من الإدلاء بها....!
- محافظ الحسكة يوقع ولا يعرف .....!
- محافظ الحسكة يوقع ولا يعرف......!
- 2-2 كمال مراد... وداعاً.
- كمال مراد وداعا ً....!


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - كي تصنع وردة ربيعاً