|
أنسيكلوبيديا -القرأن- مصحف عثمان - تقديم
عفيف البوني
الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 20:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تقديم موسوعة جديدة: أنسيكلوبيديا "ال ق ر ءان" مصحــف عثمـــان تأليف: الدكتور عفيف البوني، تونس، 2019 تنشر "الحوار المتمدن" بعض مواد الموسوعة الجديدة المذكورة أعلاه أمدّنا بها مؤلفها، وهي موسوعة يعرّفها بأنها مختصّة في تاريخ الأفكار والمفارقات عن: معتقدات المسلمين... ومعارف الباحثين في القرن الميلادي الحادي والعشرين، وقد أرادها كعمل أكاديمي أول تفسير غير فقهي وشامل لمصحف عثمان بعلوم الإنسان. وفي ما يلي مقدمة هذه الانسيكلوبيديا:
تاريخ أفكار... ومفارقات معتقدات المسلمين... ومعارف الباحثين في القرن الميلادي الحادي والعشرين
· هذه الانسيكلوبيديا في تفسير القرءان هي: مكتبة جامعة في كتاب واحد: 540 صفحة و(287) مادة و(43) ملحقاً، فيها التعريف بأنبياء الأديان والشخصيات وكل الكائنات والظواهر القرءانيّة كما وردت في وثيقة مدوّنة قبل 1365 سنة من الآن (2019) أعني مصحف عثمان، وهي أول تفسير شامل للقرءان بعلوم اللغة والتاريخ والإنسان، وهو تفسير لم تتّسع له عقول الفقهاء رجال الأديان في كل البئات والأزمان. يحتاجُ الإنسان والمسلم والباحث (المعاصر) أن يقرأها لِيُحَيِّنَ بَحثهُ عن الحقيقة وعن السّعادة عبر الموازنة بين المعتقدات المنقولة من الأسلاف، والمعارف المكتسبة بالتجربة من الواقع عبر الأجيال، وكل قراءة بها كسب يُفضي إلى المراجعة والتصحيح والإضافة. · في هذه الإنسيكلوبيديا* يقدّم المؤلّف قراءاته للقرءان، كرجل ثقافة لا كرجل دين، وكباحث لا كفقيه، يُقدّم فهمَهُ وتفسيرهُ للقرآن بعلوم الإنسان، كما لم يَرِدْ قطُّ في كل كُتب التفاسير والحديث بحسب إطلاعي. · هي قراءة باحث معاصر لمصحف عثمان /القرآن/القرءان، قراءة تُحيّن فهم وتفسير لغته وأفكاره، وتعرّف شخصيات وكائنات وظواهر وقصص وأساطير «الوحي المقدس»، ولا تستنسخ ولا تجترّ، قراءات رجال الدين الغابرين والمعاصرين، بل تقطع معها، وبذلك، تعيدُ لنص القرءان تاريخيته، وتُعيد لشخصية نبي الإسلام، بشريته، وتُعيد، للعقل العربي عموما والتونسي خصوصا، غير الفقهي الواقعية والتوافق مع منطق الحياة والتاريخ والطبيعة. · وهي تأليف في التفسير للقرءان بالقرءان، بمنهج غير مألوف في التاريخ الثقافي، من قبل مُثقف وجامعي، لم يُقنعه، ما حرّره الرّواة والمحدّثون والمفسّرون و«علماء» الإسلام وخطباء المساجد (ودُعاة الدّين المسيّس ومُبدعو المذاهب)، حيث فهموا النصوص "المقدّسة"، بصفتهم «مسلمين»! وفسّروها «لمسلمين» محدودي الثقافة (أو هم من الأمّيين) ودسّوا عواطفهم في تفاسيرهم، وقَوَّلوُا القرءان ما لم يقله، وأغفلوا جوهر السياق، ولم يفقهوا «حدود خصوصيته الدينيّة في الزمان والمكان، ومن ذلك اعتمادهم على الأحاديث الموضوعة، والروايات والأساطير والاسرائيليات المنتقاة، والعنعنات الطويلة، والتي تسرد أسماء نَكِرَات، وتصفها بـ«الثّقات» من دون إثبات صدقيتها بمنهجية البحث العلمي. * · وهذه الأنسيكلوبيديا، بهذا الفهم والتفسير، تتعامل مع مصحف عثمان عن القرءان باعتباره وثيقة تاريخية (إلى جانب قداسته الدينية) خُطَّت في القرن السابع الميلادي أي قبل الآن (2019م) بـ1365 سنة عن طريق لجنة كلّفها الخليفة عثمان، بجمع وضبط ما كان متناثرًا أو مبعثرًا من سور وآيات القرءان في محامل مشتّتة، وقد تمّ هذا الضبط الرّسمي الشّامل والنهائي للوحي المحمدي، بحسب «التواتر المُجمع حوله من القدماء»! بقي نص القرءان (كما في مصحف عثمان)*أصيلاً ثابتًا لم يقع تحريفه ولا تصحيفهرغم ما روي عن عثمان، من أنّه أمر بإتلاف أو حرق بعض مدوّنات نصوص قرءانية، ورغم تلف بعض آخر لسوء الحفظ، ورغم ضياع النّسخ الخمسة الأولى المتطابقة من مصحف عثمان وهي النسخ الأصلية... *وهذه الأنسيكلوبيديا تعتبر ذلك «المصحف العثماني» المصدر والمرجع الأوّل والأصلي والأصدق تواترًا والأوثق والمباشر (الأقرب بين زمن التدوين وزمن إبلاغ النّبي عن نص القرءان أو زمن وفاة النّبي)، ليس فقط عن دين الإسلام، بل أيضًا وخاصة، عن شخصية وحياة وعاطفة وعقل وكِفَاح ودعوة ورؤى وسلوك محمد بن عبد الله: الإنسان، والنّبي، والقائد السياسي والعسكري، ورائد مشروع حضاري كبيرله ولقريش وللعرب وللعالمين. ومؤلف هذه الأنسيكلوبيديا، (وهو مؤرخ للأفكار الكبرى) ألّفها في شكل موسوعة ثقافيّة (أي ليست موسوعة فقهيّة)، وأنا أقرّ بأنّ الفقهاء لا يملكون أن يفهموا أو أن يُحلّلوا نصّ مصحف عثمان بالعمق الذي يُحسنه المختصّون في العلوم الإنسانيّة باقتدار، وهو جُهد لأكاديمي، ولكنّهُ وهو الأكاديمي يُقدّمها كقراءة لمثقّف، قرأ ودرس، بعقل المبدع والمفكّر والفيلسوف والباحث وهؤلاء، ينفردون بالقدرة على رؤية ما لا يراه الآخرون، هو مؤلّف لا يعتبر نفسه "فقيها" ولا "مجتهدًا"، ولا هو بـ"الهاوي أو المتطفّل" في ما قرأ وألّف وفكّر فيه (بحجم الحرّية التي للمثقّف)، وهي حرية بِسِعَة غَيْر محدودة، كما هي سعة مفهوم الثقافة، وهو في هذا العمل، يعرض ويستعرضُ القضايا، ويستحضرُ المعاني والمفاهيم، وينقدُ، بل ينقض السّرديات التي لا تحترمُ عقول التونسيين والعرب والمسلمين وغيرهم اليوم، عساه يقدّم ما يدفع إلى إبداع وامتلاك الثقافة الإنسانيّة والعلميّة الرّاهنة، والتي هي وحدها، تخدمُ الحاضر والمستقبل وقد عجزت الثقافة السّائدة الموروثة عن خدمته. لقد أنشغلت دائما وفي هذه الموسوعة بزعم المسلمين وعلمائهم في كل العصور بأنّ معتقداتهم الدينية الإسلامية "ترتقي" في "صحتها فوق" المعارف العلمية، و"تصلح" لكل زمان ومكان! و أرّقني إعجاب المصلين بالطب النبوي كلما سرده الإمام الخطيب في صلاة الجمعة، ولكنهم حين يمرضون يتداوون عند الأطباء والصيادلة وبالتقنيات والأساليب العلمية... ويحصل ذلك بفعل هيمنة الثقافة اللاعقلانية والتي من أبرز نماذجها كتب صحيح البخاري وهي كتب قد حان نقلها من مكتبات الاقتناء والتناول والمطالعة والجوامع إلى مخازن الأرشيف فالاستفادة بها تقتصر على الباحثين والمؤرخين ولا تنفع المسلمين بل تضلّلهم حين تحول بينهم وبين الفكر العقلاني والتاريخي والعلمي، وهذا العمل أساسه السعي إلى الحدّ من تضليل العقول عن العلم بذريعة الدين. كمؤلف، أطمحُ إلى إنصاف النّبي محمّد الإنسان، عبر إزالة الطّمس المتعمّد (أو عن جهل) (والذي ألحقه رجال الدين والمفسّرون بشخصه) حين قَوَّلُوه، ما لا يقوله العقلاء حتّى في زمن محمّد، أو حين صوّروه على غير حقيقته البشريّة، أو حين جعلوه «دُمْيَةً»، تُردّد أو تنقلُ آليًّا، ما يصلُ إلى سمعها من خارجها، وذلك حين ضخّموا وبالغوا في امتداح صفة «الجهل» بـ(القراءة والكتابة التي نسبوها إليه)، جرّاء فهمهم السّطحي لصفة «الأمّي» و«الأمّيين» و"الوحي" حتّى كأنّي بهم، أوحوا (بين السّطور) أن جهله بالقراءة والكتابة، هو السبب الذي جعله يُصبح نبيًّا، وهو «الدليل» عندهم على أنّ القرءان، نصّ «مُمْلَى عليه إملاء»!، أي عندهم «ما كان مُمْكِنًا أن يصبح محمد نبيًّا ومبلغًا للقرءان، في حالة الإفتراض جدلاً، في منطقهم، أنّه كان يُحسن القراءة والكتابة»!! ومثل هذه الرّؤية تصدر عن «الأميين ثقافيًّا» ممّن فسّروا القرءان، خارج معاني اللّغة وخارج سياق التاريخ وخارج مفهوم العلم، حين جعلوا "وحيه" "علمًا" إلاهيا أدقّ وأصحّ من كل علوم ومعارف وتجارب وتقنيات البشر...! *والفهم والتفسير غير الفقهي الوارد في هذه الأنسيكلوبيديا يضمّ: أ) شرح معاني الألفاظ الاصطلاحيّة القرءانيّة، كما هي في تجميع وفهم ونقل ابن منظور في معجمه «لسان العرب» (المدوّن قبل العصر الحديث بحوالي ستّة قرون، حتّى لا نفسّر، كرجال الدّين، مثلاً، لفظة (الذّرة) في القرءان بالمعنى الفيزيائي الذي أعطاه لها أنشطاين مُبدع «النظريّة النسبيّة»، كما نُرْدِف هذا الشّرح (في لغة الضّاد والقرءان للألفاظ)، بذكر مرادفاتها عند الاقتضاء، في اللغات الشرقية القديمة وفي اللغة الفرنسية الحيّة وغيرها أحيانًا... ب) تقديم نبذة مختصرة أو موسّعة، ممّا ورد في القرءان، من أسماء الأعلام والشخصيات والأقوام والمعالم والمدن... وخاصة عن الأنبياء السابقين، ومع هذه المعطيات القرءانية ذات الصِّلة بمعتقدات المسلمين، تضيف هذه الأنسيكلوبيديا، ما ورد، عن تلك الأسماء وحولها، في التّراث اليهودي والنّصراني بغضّ الطرف عن مدى صحّته تاريخيًّا وأيضًا ما ورد في المعارف المتخصّصة الحديثة في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، لأنّ قارئ القرءان الآن (والذي يعيش في القرية العالميّة ومُجتمع المعرفة)، هو غير السامع لتلاوة القرءان (أو قارئه) من قبيلة قريش في القرن السابع أو حتّى في القرن التاسع عشر الميلادي وغير المُسلم المُعاصر الأمّي أو المتعلّم غير المختصّ... ج) وتقدّم هذه الأنسيكلوبيديا، ما جاء بالقرءان، من «معلومات»! وأوصاف "عجائبية" غريبة أي أسطورية عن «كائنات»! غير حيوانيّة وغير بشريّة (أي غير طبيعيّة وغير تاريخيّة)، وهي معلومات تخرجُ عن سياق التفكير التّاريخي والعلمي الرّاهن في جامعات العلوم (وهي غير جامعات الأديان...) د)وتقدّم هذه الأنسيكلوبيدياالقصص والأمثال والأقاويل وأساطير الأوّلين القرءانيّة، ممّا يُمكن أنّهُ قد كانأو لم يكن، وممّا يفترض الوحي حدوثه في مستقبل غير منظور، وهي حول ظواهر غريبة، أسهب القرءان، في تكرار ذكرها والوعد أو الوعيد بها، وهي ظواهر ليست من الطبيعة ولا يَقْبلها العقل العلمي... ومثل هذه القَصَص القرءاني، هو عند المسلمين سرد أخبار عن «وقائع» "قد وقعت في اعتقادهم"، أمّا، عند الباحث والجامعي والمُفكّر، فذلك الاعتقاد، يخرجُ عن الواقع والطبيعة والتاريخ، ويدخل في صنف التفكير الميثيولوجي. *وهذه الأنسيكلوبيديا، قراءة جديدة ومحيّنة للقرءان فَهْمًا وتفسيرًا في اللغة وفي السّياق التاريخي، تُعيد الاعتبار الواجب، لتاريخيّة نصّ القرءان كنصّ قديم، يشهدُ عن عصر وشخصيّة مُبَلّغه البشريّة، وعن تأسيس حضارة عظيمة، والذين ينتسبون لها وهم المُسلمون، يُقدّسون القرءان، وقليلاً جدًّا منهم مَن يقرأونهُ أو يحفظونهُ أو يفهمونهُ أو يفسّرونهُ أو يزعمون ذلك... وهم لا يمكتلكون القرءان معرفيا. ويتّسع مفهوم الإسلام الأن في التنوع والتعدد والتعقيد والتفرّع والتباين بين المذاهب والفرق والفقهاء والفتاوي ورجال الدين وحتّى بين المسلمين، من "العلماء" كما من المتعلمين ومن الأميين، يتّسع أكثر بكثير مما كان يعنيه الإسلام عند النبي محمد وفي زمنه وبأكثر مما تضمنه القرءان كمرجع أساسي للاسلام، و إذا كان الإسلام دينا فالإسلام السياسي ليس من الدين بل هو سياسة لحزب سياسي يستثمر في السياسة بتوظيف الدين لكسب الأميين عبر جعل الدين سلعة سياسية. وغالبية ساحقة جدًّا من المسلمين في كل العصور بدءًا من زمن الوحي وإلى الآن، هم من الأمّيين الأبجديين أي يجهلون قراءة وفهم وتفسير القرءان، ويتساوى في ذلك المسلمون العرب وغير العرب، وكلّهم آمنوا بالإسلام تلقينا قناعة أو خوفًا من السّيف أو عبر التلقين الموروث والملزم من قبل العائلة والمجتمع منذ عمر الصّبا والطفولة، حتّى كأنّ "التأسلم" في المُمارسة أشبه ما يكون بالاستسلام أو التسليم أو بـ"الوراثة" "البيولوجيّة"! وليس بالاختيار الواعي في سنّ البلوغ، بين بدائل دينيّة ولادينيّة، والمسلمون المتعلّمون أصناف ثلاثة في علاقتهم بالقرءان: أ) صنف رجال الدّين من أصحاب المذاهب و"العلماء" والفقهاء والأئمّة وأصحاب الطّرق... هؤلاء يقرأون القرءان، وفهمهم وتفسيرهم، هو نفسه عبر كل تاريخ المسلمين لا يتبدّل وأساسه روايات وخيالات الرّواين والمحدّثين والمدوّنين الأوّلين والتي مصدرها عنعنات وغيبيات واسرائيليات، وهي ذات مضامين، في غالبها لا تصدّقها عقول الأطفال في زمن الأنترنيت، بل إنّ حشْرها في أذهان الأطفال في هذا الزمن يُفسِدُ عليهم التعلّم السّوي بالطرق البيداغوجيّة العصريّة، وتلقينهم وتحفيظهم وتفسيرهم هذا للقرءان خارج السّياق اللّغوي والزماني والمكاني (أي التاريخي)، هو بالمعيار البيداغوجي والعلمي، اغتصاب لعقول الأطفال وبه طمس ممنهج و أحادي لذكائهم عندما لا يترافق مع التربية العلمية، وفي ذلك اعتداء على براءتهم وصغرهم وكرامتهم، وتوجيههم لثقافة معادية للعلم والمنطق والتاريخ وقوانين الطبيعة، وبمثل هذا التلقين كانت كل حركات تسييس الدين، وبه نشطت منذ الفتنة الأولى (فالخوارج فالتحزّب للسنة والجماعة أو للشيعة وصولاً إلى حركات كالوهابية والفرق المختلفة فالجماعة الإسلاميّة بباكستان والإخوان المسلمين فأحزاب الله فداعش وحركات الإرهاب باسم "الجهاد"...) ب) المتعلّمون المسلمون المتخصّصون في التقنيات، أي في غير العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، فهؤلاء، سواء قرأوا القرءان مباشرة أو استمعوا إلى تلاوته، مقروءًا، وزادهم اللّغوي والمعرفي التّقني، لا يؤهّلهم إلاّ لفهم القليل من الآيات الواضحة المعنى، ولا يفهمون سياقها، أي هم، بحكم عدم التخصّص الأكاديمي في لغة وفقه اللغة العربية ولغة القرءان وعدم الأهليّة في العلوم الاجتماعيّة، لا يُمكنهم الإدّعاء، بفهم القرءان لغة وتاريخ أفكار كما سيأتي ذكرهُ لاحقًا. ج) العرب الباحثون والحاملون لمؤهلات أكاديمية في اللغة والآداب العربية وفي العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بما لها من مناهج البحث العلمي، هؤلاء هم، مَنْ نستطيع أن نثق بأنّ فهمهم وتفسيرهم لنص القرءان ولتاريخ أفكاره، هو الأسلم أو الأقرب إلى الموضوعيّة، وهذا العمل، هو من هذا الصّنف، ورغم ذلك فهذا الصّنف من الباحثين (وأنا أحدهم) يحتاجون إلى الإستعانة بمعاجم اللغة وإلى المعارف المتّصلة بالتاريخ والحضارة، وفهم هؤلاء وتفسيرهم للقرءان، يأتي في سياق التأكيد علميًّا، بأنّ البشر هم وحدهم فقط مَن أبدعوا اللغات والثقافات (بما في ذلك الدِّيانات ومنها الإسلام والنّصوص المقدّسة وغير المقدّسة)، منذ ابتداع الكتابات المسماريّة والهيروغلوفيّة والألفبائيّة الفينيقيّة حتّى اللغة الرقميّة الحالية... أبدع الإنسان النّصوص والإنشاءات والتقنيات ومنها تقنية الكتابة والمقروئيّة، ولم يكن ذلك بإيعاز من السّماء... وهذه الأنسيكلوبيديا، هي، في شكل تحليل مبسّط للمضمون، من دون التقيّد بتدوين تقنيات الإحالات المرجعية، نظرًا لطولها وكثرتها وتعقيدها، خصوصًا، وأنّ مضامينها (عامة أو غالبًا) متعارف عليها من طرف المختصّين المشتغلين بالعلوم الاجتماعيّة، وهو تحليل يعتمدُ منهجية تلك العلوم ونتائجها (كما هي في جامعات العلوم اليوم وليس بـ«جامعات»! الأديان والمعتقدات)، وهذه العلوم التي نعنيها: الأنتروبولوجيا والتاريخ والاركيولوجيا والسوسيولوجيا والآداب والفنون الإبداعية، وأيضًا العلوم الطبيعية ذات الصِّلة خاصة الفيزياء والبيولوجيا والجيولوجيا، إضافة إلى علم الفلك، وهذه العلوم على اختلاف مواضيعها ومناهجها وتطبيقاتها، لم تكن مُتاحة للقدامى في كل الماضي ما قبل القرن العشرين، (بما في ذلك الأنبياء ومنهم محمد وأصحاب النّبي والتابعين) ويجهلها اليوم الواصفون أنفسهم بفقهاء و«بعلماء» الإسلام من خريجي الجامعات الدينيّة، ودليلنا، استمرارهم في استنساخ تفاسير القُدامى وفي تدريس "التّكفير"، وإتّهام مُخالفيهم بِتُهمة «الكفر»، وكراهيتهم لكلّ الحرّيات السياسيّة والدينيّة والفرديّة والإبداعيّة والفكريّة والأكاديميّة... · وهذه الأنسيكلوبيديا تميّز بين الدّين، وبين العلم، ولا تخلطُ التفكير الدّيني بالتفكير العلمي وقداسة النّصوص المُقدّسةعند المسلمين (أو عند غيرهم)، لا تمنعُالباحثين المختصّين وأنا منهم من حقّهم الثّابت في الحرّيات الدينية والأكاديميّة والفكريّة وفي الدراسة الموضوعيّة أو المنهجيّة لتلك النّصوص المقدّسة، من حيث، هي وثائق كغيرها، تُدْرَس وتُسْتَنْطَق وتُقَارَنُ بغيرها وتُنْقَد وتنقضُ... والمقدسات: نصوصا أو طقوسا أو معالم أو معابد (هي من الثقافة، ومن الحضارة، ومن التّاريخ المادّي أو الرّمزي الذي صنعهُ الإنسان على الدّوام) لا تُسْتثْنَى من المراجعة والتقييم والنّقد، (بالرّغم من الاحترام الواجب من الجميع لكل المؤمنين بكل الأديان)، واحترام الباحثين للمتديّنين، لا يُلْزِمهم، بعدم نقد ما يُقدّسه المتديّنون، لأنّ المقدّسات نصوصا أو غيرها، ملك مشاع لكل البشر، ملك لمن يقدّسها دينيًّا، كما هي ملك لمن ينقدها معرفيا. · وهذه الأنسيكلوبيديا، موجّهة للقارئ، وللطالب، ولرجل الدّين، وللفقيه، وللإمام الخطيب وللمثقف، وللباحث الجامعي، (المُسلم وغير المُسلم)، حتّى يُحَيِّنَ فَهمَهُ ويوثّق معلوماته، ويعقلن تفكيره، بمقياس ما تطوّر إليه العقل البشري في القرن الحادي والعشرين الميلادي، كي يعقل الفارق بين زمن ظهور الإسلام والقرءان والنّبي محمد، (قبل حواليخمسة عشر قرنًا من الزّمن، وبين الواقع العالمي الرّاهن، لا شبه البتّة بين عالم قبيلة قريش في الماضيالبعيد وبين عالمنا اليوم. ومن السذاجة أو الحماقة عقد مقارنة عالم قريش زمن النبي محمد بعد الإسلام، بعالم اليوم، أو تمجيد أفضلية العالم الأول قياسا لعالم الآن كما يتخيّل المضلّلون للمسلمين باسم الدين. وفي هذه الأنسيكلوبيديا أنجزت في داخل المواد وخاصة في بعض الملاحق، جرودًا إحصائية بالأرقام حول أعداد وتكرارات ذكر الأسماء والمفردات الإصطلاحيّة القرءانيّة المختلفة والكثيرة (أعلام، شخصيات، كائنات، ظواهر، فضاءات، أقوام، طوائف، أديان، كتب مقدّسة...الخ وغرضي من ذلك الجرد الإحصائي النوعي والعددي، هو تمكين القارئ والباحث من تعقّل نمط وحدود وعي وثقافة وإدراك النبي محمد للعالم من حوله. وأنبّه مَنْ يقرأُونني، بأنّ لا أحد يأتي بالمعلومات من الفراغ في أي بحث، وحتّى في الأعمال الأدبيّة، يتخيّل رجال الآداب (أو يستلهمون) ما يكتبونهُ أو يبدعونهُ من الواقع ومن الخيال، والعلماء يصلون إلى نتائج بحوثهم في التجارب والمختبرات، والباحثون يستخلصون بمنهجية ما يتوصّلون إليه من الدّراسات المقارنة، والمفكّرون والفلاسفة والمبدعون، يؤلّفون بين الأفكار وبين الأحداث، ما هو متوافق أو مختلف أو متغيّر، وهم وحدهم يرون ما لا يراه الآخرون، وأمّا الأفكار فهي مُشاعة بين البشر، لا أحد يملكها أو يحتكرها، أو ينفردُ بها، لذلك قوانين الملكيّة الفكريّة لا تحمي أيّ إدّعاء بامتلاكها، بل هي تحمي لأي مُؤلّف، الشّكل والمنهج والقالب الخاصّ والتأليف الشخصي وتلك هي الإضافة التي تستحقّ الحماية القانونيّة، والباحثون المُحترفون المتخصّصون الذين يقرأون هذه الأنسيكلوبيديا، يُميّزون ما هو مُشاع ومُتّفق عليه غالبًا أو عامّة أو مقبولاً من طرفهم، من دون ذكر الإحالات المرجعيّة، وبين ما هو غير مُشاع أو جديد غير معروف المصدر وهي أفكار أو معلومات ذكرت مصادرها، أمّا غير الباحثين، من "علماء" "التّكفير" فلهم الحقّ في انتقادي من غير تحريف كلامي بمنهجيّة البحث العلمي، بعد أن يقدّموا قراءتهم للقرءان، دون عنعنة ودون إسرائيليات ودون أساطير أو غيبيات، مع توثيق تاريخ ومصادر كل ما ورد في الوحي المحمّدي، ممّا كان سائدًا أو منقولاً أو مقتبسًا من اللّغات والأديان والثقافات التي كانت في عصره، هذا، إن هم، امتلكوا العلم، باللّغات القديمة والحيّة، وامتلكوا مناهج ومعارف العلوم الاجتماعيّة وإن هم قرأوا ما قرأت أنا من العلوم ومن المراجع، فإن استطاعوا فعلاً سينتهون إلى ما انتهيت إليه عموما ونسيبّ، من نقد ونقض التفكير اللاّعلمي، وعندها يتخلّون عن التكفير ويُمارسون التفكير. *ومؤلف هذه الأنسيكلوبيديا تلقّن منذ طفولته «كيف يجب أن يكون» «مسلمًا صالحًا»! (كما حال الأجداد، في إطار العائلة والقرية)، لكنّه حين تقدّم في العمر وفي الدراسة بعدّة جامعات، وجال العالم، واكتشف، وقرأ، وتأمّل، وقارن، بعد أن فكّر مليًّا، فاكتشف كيف يكون إنسانًا ومواطنًا إيجابيًا وعقلانيًا وصالحًا، لنفسه ولغيره في الحياة، وحرًّا ومتمدّنًا ومنفتحًا على كل الثقافات، ويحترم كل الأديان والمتديّنين بها، شرط ألاّ يصادروا حقّه في حرّية التفكير، وفي قول لا، عندما يقتنع بعدم صواب الرأي الآخر، حتّى لو أجمع عليه الجميع (في غير ما هو من خارج العلم)، أي هو من القوانين المُلزمة للجميع في الدّول الديمقراطيّة، ومن بين ما تعلّمه: سفاهة تقسيم البشر إلى صنفين (مؤمنين) (أو مسلمين)، و(غير مؤمنين)! (أو غير مسلمين أي «كفّار»)، والتخلّي عن سفاهة تقسيم البشر إلى (ذكور) و(إناث) على أساس التّمييز الجندري، إلى غير ذلك من أشكال التّمييز الأخرى، على أساس الدّين أو العرق أو اللون... مثل هذه التقسيمات التمييزيّة، هي حماقة في هذا العصر، وكانت عند الأسلاف مبرّرة بحُكم الجهل، وقد حان زمن التخلّي عن الكثير من التراث اللاّمادّي الموسوم بالسّلبية، كالإدّعاء بـ«الثبات الدّائم» على نمط من الأفكار والعادات والرّؤى والمعتقدات التي كانت للأجداد، فاليوم، الحاجات والتحدّيات الرّاهنة والوقائع والعلوم، هي التي تحدّد ما يجب وما لا يجب،... فما نجدهُ صوابًا ونافعًا أو حقيقة ثابتة أو نسبيّة شيء، وما يخالفُ العقل ولم يُوجد في التاريخ ولا في الطبيعة شيء آخر يخرجُ عن الصواب والنّفع والواقع. وقديمًا قال الجاحظ (780-869م): ليس على الناس أضرّ من قولهم ما ترك الأوّل للأخير شيئًا، وقال ديدرو (1713-1784) Diderot إذا كان العقل هبة السماء (يقصد الله بمنطق الدّين) فالسّماء كما قال، قد وهبتنا هبتين متناقضتين (هبة العقل)، وهبة العقيدة (الثّابتة والقائمة عـلـى النّـقـل)... وقال قاسـطـون باشـلار (1884-1962) Gaston Bachelard إنّ تاريخ العلم، هو تاريخ انهزام اللامعقول لحساب المعقول، وفي هذا السّياق أيضًا، قال بول فاليري (1871-1945) إنّ أكثر الأسئلة عمقًا، في الفكر والعالم عبر التاريخ، هي: كيف لم أفكّر في هذا ؟ وأنت كيف فكّرت في ذلك ؟ *وإصدار الموسوعات في الدّول الديمقراطيّة والمُجتمعات المتمدّنة يكون من أعمال فرق أبحاث من المختصّين والمتعاونين والمموّلين من الدّول، أو بالدّعم والتّشجيع من طرف الخواص المشجّعين للنفع العام والبحث العلمي والإبداع لإشاعة الاستنفاع، ولكن هذه الأنسيكلوبيديا، لم تحصل على أي تمويل عمومي أو خاص، بفعل بيروقراطيّة وزارة الثقافة بتونس والجامعات، حيث يهيمن المتنفّذون المنتفعون (المعطّلون للأعمال الجادّة وغير المسبوقة)، أمّا الخواص من الأثرياء «المحظوظين» فيمنعهم جهلهم، من دعم إنتاج المعرفة العلميّة والإبداع... ويأسي من الدولة ومن الخواص، لم يمنعني من محاولة التحدّي بهذا العمل الموسوعي، وأفترضُ أنّ المسؤولين السّياسيين في الدّولة كما الخواص، لا يملكون الشّجاعة السياسيّة لدعم هذا الجُهد، حتّى لو إطّلعوا عليه وإقتنعوا به. · استغرق تدويني للملاحظات والمعلومات والأفكار والمعاني والمفاهيم... بضعة عقود من الزمن وأنا أَدْرُس، أستمع، أقرأ، أُحاور أُقارن، أُدَرِّسُ... وإستغرق التّأليف والتّحرير، والمُراجعة والتدقيق، حوالي الثماني سنوات، حتّى كانت هذه الصّياغة وهذه المنهجية في تقديم وتحرير وترتيب مواد هذه الأنسيكلوبيديا وملحقاتها. ومُؤلِّف هذه الأنسيكلوبيديا يعرُض القضايا والمعتقدات والأحداث والأفكار، ويستعرضُ المعاني والدّلالات والسّياقات، وينقد بل ينقض ما شاع على الدوام من "بديهيات" التفكير الأسطوري والديني الذي أنشأه الأوّلون ولم يُراجعه اللاّحقون، وزكّاهُ المسلمون الذين هم في الحقيقة مُسَلِّمُون بالنّقل، ويُرجّحونه على إستعمال العقل، و"علماؤهم" كعامتهم (بِمَا فيهم المتعلّمون التقنيون غير المُختصّين في العلوم الإنسانيّة)، يشتركون في هذه القناعة، وهذا النّقد والنقض من قبلي، دوافعه موضوعيّة لا شخصيّة، فأنا جمعتُ وألّفتُ بجرأة، ما تعارف عليه الدّارسُون الجامعيون ورِجال الثقافات في جامعات ومؤسّسات العلوم والآداب في عصرنا، ومحدودو الزّاد المعرفي، يُمكنهم أن يتأكّدوا بأنفسهم من ذلك، عبر المراجع العلميّة والثقافيّة وبمختلف اللّغات. ونقدي أو نقضي المبني على المعرفة والمناهج العلميّة، تجاوز كل ما كان من اعتبار مغلوط، لما أسمي بـ"الحرام والمحرّمات"، سواء نصّت عليها النّصوص المقدّسة، أو رُويت عن الأنبياء، أو "تبرّع" رجال الأديان بالإفتاء بتحريمها، "فالحرام" عندي، هو ما منه ضرر، أو ما يمنعهُ القانون في دولة ديمقراطيّة أو ما لا يستسيغهُ الذّوق العام (ولمدّة معيّنة في بيئة معيّنة). لقد أنهت المعرفة العلميّة والثقافة الحديثة والانترنات في مجتمع المعرفة، احتكار الآلهة والأنبياء ورجال الأديان "امتلاك الحقائق" "الثابتة والمطلقة"، وولّى زمن تكفير المفكّرين، من طرف من أعطوا لأنفسهم باطلاً، حقّ التكلّم باسم الله أو باسم النّبي أو باسم الدين أو باسم الإسلام أو باسم المقدّس، وهم لا يملكون الأهليّة المعرفيّة، ولا إثبات مشروعيّة إدعائهم تمثيل الله.. حتّى المفتي ما هو إلاّ مجرّد موظّف لدى الحكومة، يزوّدها برأيه إن طلبته منه، وتزوّده براتب شهري عن عمله الوظيفي، فهو مسؤول تابع لها ولا يمثّل الله ولا الإسلام، وغيره، يُمكن أن يفهم الإسلام مثله أو أفضل منه، علمًا أنّ الباحثين والمفكّرين والمُبدعين والعلماء ورجال الثقافة والآداب والفنون، في مختلف الاختصاصات النظريّة والعمليّة والتقنيّة في هذا العصر، لا يستمدّون معارفهم أو ما يُنشئونهُ، من نصوص الأديان أو كنتيجة لمعتقداتهم الدينيّة، ولا ممّا نسبتهُ النّصوص المنسوبة للآلهة والأنبياء عن الكون والطبيعة والمجتمعات... ومؤلّف هذه الأنسيكلوبيديا يُرحّب بأي نقد موضوعي، وبأي تصحيح موثّق، وبأيّ إثراء فيه إضافة، وكل ذلك إن صدر عن باحثين مختصّين، وألتزم بنشره في المادّة المناسبة*مع ذكر اسم صاحبه، إحترامًا لجُهده العلمي وحقّه الأدبي، ويكون ذلك في الطبعة القادمة، أمّا غير المختصّين ومنهم رجال الدّين المكفّرون (حتّى مَن يحمل منهم لقب "الدكتور" من جامعات غير جامعات العلوم) فلا يعنيني ما يصدرُ عنهم من رفض لحرية التفكير وحرّية البحث العلمي، لأنّهم يستفيدون من بيع "التكفير" للأمّيين كبضاعة سياسيّة انفردوا بها في كلّ العصور، وها أنا أُمارسُ حرّية التّفكير في قراءتي للقرءان بعلوم الإنسان، من داخله ومن خارجه، لسبر ما في السّطور وما بينها، ولم أقيّد نفسي في تفكيري، كما هم تقيّدوا بثقافة التكفير (التي ورثوها عن أسلاف لم يكن مُتاحًا لهم ما هو مُتاح لي ولغيري الآن)، ها أنا هُنا أقدّم قراءتي للقرءان قراءة جديدة بصفتيكاتبًا ومثقفًا ومواطنًا وإنسانًا وباحثًا في تاريخ الأفكار، وقد منحتني الثقافة الحديثة، كما دستور تونس للعام 2014، والمواثيق الأمميّة لحقوق الإنسان والحرّيات، هذه الحرّية التي أتصرّف بها في إنجاز هذا العمل الذي أُهديه إلى كل التونسيين والعرب والمسلمين الذين حرمهم المتزمّتون والجهلة والمنافقون من المعرفة المُمَنْهَجة، ومن التطوّر على غرار كل الأمم التي فصلت بين العلم والدين، وبين الدين والسياسة (والدّولة) وبين الدّين والثقافة والتعليم...وأخيرًا الحرّية الفكريّة والأكاديميّة ومنها حرّية الضّمير والتفكير، تعلوُ على الدساتير والقوانين والمقدّسات. أعلن أنا المختصّ في اللّغة العربيّة والباحث في تاريخ الأفكار كسر الحِصار الموروث والمُمارس من طرف رجال الدّين في إحتكارهم فهم وتفسير القرءان، (فهمًا وتفسيرًا سلفيًّا ومتكرّرًا ومغلوطاً). وذلك عبر هذا العمل، فالقرءان/أو المصحف، نصّ أو كتاب متاح فهمه وتفسيره لكل انسان يمتلك المؤهلات المناسبة، وهي لا تقتصر على رجال الدّين، وأنا بهذا العمل أفتح ثغرة سيوسّعها غيري في الباب محكم الغلق الذي أحكم الفقهاء غلقه أمام المسلمين حتى لا يخالفهم أي مفكّر يمكن أن يكشف حيل الفقهاء وهي كثيرة يعرفها المختصّون، ومنها فتواهم بغلق "باب الاجتهاد" منذ ق4هـ حين اعتبروا أنفسهم "آخر المجتهدين كما محمد آخر الأنبياء" وأشاعوا أن "لا اجتهاد بعد اليوم في ما فيه نص بالكتاب الذي لم يفرّط في شيء"!! ومنها مقولتهم بـ"اجماع" أهل الحل والعقد "(أي الفقهاء والخليفة) وزعموا أن "اجماعهم" يلزم كل المسلمين في كل البيئات والأزمان! وذلك هو التضليل بعينه أو هو الجهل بلا رتوش، لأنه لا وجود لاجماع في الدين ولا في العلوم الاجتماعية والانسانية ولا في ما هو وجداني أو إبداعي أو فني أو ذوقي، ويوجد اجماع صحيح وغير مغشوش وغير مفروض، وهو حول صحّة وفعل القوانين المتصلة بالعلومالطبيعيّة والتجريديّة مثل الفلك والرياضيات. غلق الفقهاء باب الإجتهاد كان ذكاء منهم لحماية ذواتهم من خليفة جاهل أو طاغية ومن عامة سفيهة العقل، وذلك الغلق ذكاء أيضا من قبلهم، فالأذكياء من الفقهاء كانوا يعرفون أن سورو آيات القرءان مغلقة وبها أفكار وأحكام ومعايير مطلقة وثابتة وقد ترسّخت، وهم أعجز من تحدّى خليفة غاشم ومسلمين جهلة، إن هم ذهبوا في إعمال العقل إلى الأقصى،إلى النهاية أي إلى القطع مع كل سائد أو مطلق او جامد ممّا لا يقبله العقل أو يتعارض مع المصلحة أو يتناقض مع الواقع ومع التطور وحاجات الإنسان... أستتصيغ القول أنني في هذه الموسوعة قد خلعت باسم العلم باب الاجتهاد الذي أحكم الفقهاء غلقه بجهل أو بذكاء. وأضيف أن تونس بدستور 2014 ميلادي عليها أن تجرّم فتاوي التكفير وكل دعاوي العنف والقتل و"الجهاد" بذريعة "الكفر". المجتمعات الانسانية اليوم لم تعد في حاجة للنّبوءات والأنبياء الجُدد، ولا لفقهاء لا يأتون بجديد في نصوص مقدسة ومغلقة، وبها أحكام وقيم ومعايير قبيلة وبيئة مضى عليها أربعة عشر قرنا من الزمن أعني قريش... فقهاؤنا اليوم هم العلماء في كل الاختصاصات بالعلوم الاجتماعيّة والطبيعيّة والخلاّقون في الابداعات في ما هو خارج منظومة المعتقدات الدينية التي لا صلة لها بالعلم ومن الصدفة أن تزامن استكمال صياغتي لهذا العمل العلمي، بمعايشتي لأحداث الثورة التونسية وقد سرقت و وقع تحويل مجتمعات ليبيا والعراق وسوريا واليمن، (ومن قبل لبنان ونسبيا الجزائر في عشرية كاملة) إلى طوائف متقاتلة في حروب أهلية وطائفية مدمّرة وعلا فيها خطاب ورصاص الإرهاب باسم الإسلام والشريعة والخلافة والإيمان والكفر... وقد تلازم ذلك مع ظاهرة تحوّل وتحويل بعض المسلمين إلى "إسلاميين" هنا وهناك فكان هزّ الاستقرار وتهديد نمط التعايش وإضعاف الدول ونهب الثروات وانتشار الإرهاب الأعمى... والحاصل أن الثورات السياسية تتعرّض للإجهاض إن لم تسبقها أو لم ترافقها أو لم تعقبها ثورة ثقافية، وآمل أن تكون هذه الانسيكلوبيديا إسهاما ينير عبر الصّدمة، من أجل إنجاز أهداف التنمية الشاملة.. وليس في هذه الأنسيكلوبيديا ما قد يفسّرهُ المكفّرون للفكر الحرّ بأنّه "استفزاز" أو "مسّ بالمقدّسات" فعند المؤلّف، المعرفة العلميّة هي الحرّية التي لا تحدّ منها النصوص الدينيّة، وعنده الوعي الكامل بأنّ القانون العادل (والعقل السّوي) في الدّولة المدنيّة الديمقراطيّة، لا يحمي العقائد الدينيّة (الموروثة) ولا المقدّسات الإيمانيّة، من النّقد وحتّى النّقض بالعقل والعلم، فحقوق الإنسان تكفلُ التفكير الحرّ لكلّ إنسان في كل ما يعتقده أو ما لا يعتقد فيه... وعليه الحماية القانونيّة لا تكون ولم تكن، لحماية المعتقدات أو المقدّسات، بل، الحماية القانونيّة تكون لحقّ الأفراد في أن يعتقدوا كما شاؤوا، ولا حقّ لأيّ منهم في فرض وصايته على من يُخالفهُ في معتقده أو في تغيير مُعتقده. لقد أنجزت هذا العمل الفكري بعقل أكاديمي ودرست قرءان محمّد والذي قَرْأَنَهُ في الثّلث الأوّل من القرن السّابع الميلادي... وفي هذه القراءة انتهيت إلى قناعة شخصيّة مفادها أنّ أفكار الاجتهاد في الدين ودعاوي الإصلاح و"التوفيق بين الدين والعلم... هي دعوات مثاليّة أو تلفيقيّة، لأنّه يوجد في النّصوص المقدّسة، ما يتناقضُ مع العلم والعقل والتطوّر وقيم العصر، ممّا لا يقبل منطق الاجتهاد أو الإصلاح أو التوفيق بين الصحيح في العلم والخاطئ في الدين وحيث من غير الوارد حذف أجزاء من النّصوص المقدّسة، ولا يصحّ الاستمرار في العمل بمضمونها، لذلك لا يُوجد حلّ داخل النّص، والحلّ هو خارج النّص، بالخروج عليه من أجل الإنسان والحياة وحضارة العصر، والأديان أوجدها الإنسان من أجل الإنسان في الماضي، ولم يُوجد الإنسان من أجل الأديان، بل وُجد ليحيا وليُفكر وليعمل بحرّية، فهو سيّد نفسه وتسيّد على الطبيعة... مع التسليم بحقّ كل إنسان في هذا الزّمن أن يعتقد بحرّية كما يشاء، بشرط ألاّ يَخْرِقَ القوانين السّارية في الدّولة المدنيّة الديمقراطيّة، يجبُ أن نُلاحظ وجود تناقض صريح بين أن يكون الإنسان مؤمنًا بالموساويّة أو بالنصرانيّة أو بالإسلام... (كما وردت أشكال الإيمان في النّصوص المُقدّسة لهذه الدِّيانات الثلاثة) (مَن مثل الإيمان بالشياطين والملائكة والجنّ وقصص "معجزات" الأنبياء و"إسراء" محمّد عبر السّماء! وقيام الله بالصلاة على النّبي الخ)، وبين، أن يكون الإنسان المعاصر الحرّ مُلتزمًا بواجبات المواطنة، كما يُحدّدها الدستور الديمقراطي، ومُلتزمًا بالسّلوك المدني في العيش المُشترك مع الآخرين ومُتبنّيا لـ: · التسليم بصحّة العلوم والمعارف المتخصّصة والحاجة الدّائمة إليها، وبجمالية الفنون وحاجتنا المؤكّدة لها. · ضرورة إحترام الكرامة البشريّة عقلاً وجسدًا، ذكرًا وأنثى، عبر التمتّع (وبمساواة) بكلّ الحقوق والحرّيات العامّة والفرديّة... · التسليم بحاجة البشر والمجتمعات والدّول إلى التفكير الموضوعي والعلمي والنّقدي والإبداعي والمستقبلي... · الحاجة التي باتت ماسّة، إلى الفصل التّام بين القانون والسياسة والاقتصاد والثقافة والعلم، وبين الأديان والإديولوجيات الشموليّة... · حاجة المجتمعات البشريّة إلى حِياد الدّولة والإدارة عن الأديان والفلسفات اللاّعقلانيّة... · إعتماد الدساتير والقوانين على مرجعيات تخدمُ المصالح والحرّيات والحقوق للأفراد وللمجتمع، وتكونُ من وضع أغلبيات المجتمعات، والتي هي صاحبة السّيادة في الدّول الديمقراطيّة، وبمعايير إنسانيّة وكونيّة لادينيّة. · اعتبار كل الخصوصيّات مثرية للتنوّع والاختلاف متى ما لم تتعارض مع ما هو كوني وإنساني في موضوع الكرامة البشريّة. · اعتبار العلم والعمل هُما وحدهما مصدر القيم البشريّة وبهما يكون الإبداع الإنساني. وأنهي تقديم قراءتي هذه للقرءان كما دوّنتها لمن سيقرأها وهم قلّة، وأقلّ منهم عددًا مَن سيثمّرونها لتؤتي أُكلها بعد أجيال، وأُكلها، يأتي عبر التفكير بالعقل الابداعي لتجاوز اللاّمعقول في المنقول الموروث، فذلك طريق الخلاص. وأزعم أنني في مصنّفي هذا قد دوّنت ما فكّرت فيه وبحثته بصدق، لقد بحثت بتفكيري الذي بقي حبيسا في الصدر وبين السطور في بعض المؤلفات، وتشاركني النخب العالمة والمبدعة في ما قد أصبت فيه، وأحمّلها مسؤولية تصحيح وإكمال هذا التفكير المشروع بما قد فاتني أن أتأكد من صحته أو من توثيقه وها أني دونت حرّيتي في الضمير وفي التفكير لما يُفيد مجتمعاتنا التي يستمرُّ المُحتالون في استبلاهها منذ ألف سنة باسم الدين أو المذهب أو الطائفة بسبب غياب الثقافة، في عقول وبرامج السّاسة وأحزابهم وطغيان الأيديولوجيا باسم الهوية أو المصالح الخاصة، أقول: هويتنا الآن لم تعد كما كانت بالعِرْق أو الدين... هي تتعدّل اليوم، ودائما، بالتنمية وبمعيار الكرامة المبنية على الحريات والحقوق والمصالح، بالعلوم والفنون ووفقا لقانون العيش المشترك. الدكتور عفيف البوني تونس، سبتمبر 2018
*(الأُنسيكلوبيديا: (الفكرة والمشروع): اشتقّ لفظ أو مصطلح الأنسيكلوبيديا (Encyclopédie) أواخر عصر النهضة الأوروبية في صيغة كلمة من أصل يوناني enkulios بمعنى الدائرة الكاملة (والمتكرّرة دوريًّا) في مجال التربية (Paideia) ووقعت لَيْتَنَةُ هذه الكلمة في اللغة اللاّتينية لتؤدّي مفهوم "مجموع المعارف الجامعة والمترابطة، أو هي "شجرة المعارف الإنسانية من مختلف العلوم والمعارف عبر تّتبّع "مبنى ومعنى اشتقاق (وأصول) الكلمات وتطوّر معانيها واستعمالاتها بحسب السّياقات، وعرّبت هذه الكلمة في العصر الحديث بكلمة "موسوعة أو دائرة المعارف". أنسيكلوبيديا : ديدرو ودالمار: تلقّى الكاتب والمُثقّف والفيلسوف الفرنسي ديدرو (1713-1784) (مات وعمره 71سنة) عام 1747م عرضًا من إحدى المكتبات لترجمة القاموس الجامع للعلوم والفنون والرّسوم وهو بالانجليزية والحامل لعنوان ثان هو Cyclopedia لمؤلفه الانجليزي Ephraïm Chambers والذي أصدره سنة 1728م. هذا العرض أوجد في نفس ديدرو فكرة إنجازه مع غيره، لتأليف شبيه باللغة الفرنسيّة، فكان مشروعه مَعَ دَالمبير D’Alembert واختار له العنوان التالي بالفرنسية: Encyclopédia ou Dictionnaire raisonné des Sciences, des Arts et des Métiers. وتعاون في إنجازه مع كثيرين من نخبة الفلاسفة والعلماء والكتّاب في عصره ومع أعضاء جمعية رجال الآداب (أو الثقافة)، وقد راسلهم وأشركهم في تحرير مواد مشروعه أي الموسوعة غير المسبوقة ومن بين المُتعاونين مونتسكيو وفولتير وبيار لاروس مؤسس معجم(Larousse). كانهدف ديدرو والموسوعيين الفرنسيين في موسوعتهم هذه، جعلها أداة لنقل أفكارهم وخبراتهم والمعارف التي تعرفها النُّخب، من الأرستقراطيين والفلاسفة والمفكّرين، إلى المختصّين في مختلف الميادين لينقلوها إلى أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب، حتّى يمكن إيصال ونشر التفكير النقدي والبحث عن الحقيقة، وكانت أفكار التنوير (Les Lumières) في حينها بصدد التّبلور. *)ألّف ديدرو ونشر آلاف المقالات، كثير منها نشرها في الأنسيكلوبيديا. وأصدر ديدرو الأجزاء الثلاثة الأولى في سنوات 1751 إلى 1753 ومن سنة 1751 وإلى 1772م أصدر 17 جزءًا تضمّنت نصوصًا لمواد عددها 71818 مادّة (والجزء الأوّل طبع منه 2050 نسخة). انسيكلوبيديا ديدرو هذه، توّجت حركة أفكار أو فلسفة التنوير Les Lumières، ومهّدت المجال لفكرة الحداثة Modernité، وبشّرت بالحاجة التي باتت ماسّة إلى الثورة الفرنسيّة (التي حدثت عام 1789) أي بعد صدور آخر جُزء عام 1772 بـ17 سنة، وبعد 38 سنة من صدور الجزء الأوّل سنة 1751، ظهرت أفكار ديدرو والموسوعيين، كمفاهيم ومضامين وشعارات وأهداف وأفكار في تلك الثورة، ومنها فكرة العلوم والمعارف والأنسنة والتطوّر وفصل الدين عن السياسة والدولة والتعليم والقانون والحياة العامّة، وهو ما تحقّق فعلاً بإقامة الجمهورية وإعلان الدستور والإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان والمواطن الخ. أَثار نشر الأجزاء الأولى من الأنسيكلوبيديا رجال السلطة ورجال الكنيسة. احتجّ البرلمان على صدور الأجزاء الأولى وعيّن سنة 1752 لجنة من رجال الدين وغيرهم لمراجعة الموسوعة و"تنقيتها" ممّا فيها ضدّ السّائد، قرّر مجلس الملك لويس15 وأد الأجزاء الأولى المنشورة من الأنسيكلوبيديا وحرقها ومنع نشرها وبيعها وتوزيعها لتضمّنها ما يمسّ الأمن والنظام والدين والشكّ في البديهيات التي عليها "إجماع" خصوصًاضدّ الدّعوة إلى إستقلاليّة التفكير والترويج لأفكار "خاطئة وفاسدة" ضدّ العادات وضدّ التّديّن... أي ضدّ الملك وضدّ الكنيسة. وأَدَانَ البابا كليمون الثامن Clément VIII إصدار هذه الأنسيكلوبيديا عام 1759 وأمر بمنعها ووضعها في قائمة وخزانة الـ(index) أي الكتب التي وقع حظر قراءتها على رجال الكنيسة والمسيحيين، لاتهام مؤلفيها بالكفر أو الإلحاد!! لم يتعاطف مع ديدرو ومحرّري الأنسيكلوبيديا، إلاّ المُفكّرون الأحرار أي التنويريون، وتعاطف معه كل من مالارب 1721-1794م Malesherbes وهو قاضٍ كان يعمل حينها قيّما للقصر الملكي، وكذلك المركيزة بومبادور1721-1764م Pompador "صديقة" الملك، ورفعا لاحقًا الحظر عن الأنسيكلوبيديا. *ومن بين أهم الموسوعيين المحرّرين للأنسيكلوبيديا، نُورد مختصرًا لبعض آراء كل من ديدرو وفولتير (1694-1778م) في الشأن الديني. 1)فولتير: حارب هذا المفكّر رجال وفكر الكنيسة، وسجن بسبب ذلك لبعض الوقت، وعن موقفه من الدين بسبب إيمانه بالعلم، قال فولتير: « La Religion existe depuis que le premier hypocrite a rencontré le premier imbécible » وبالعربي الفصيح " وُجد الدين منذ أن استطاع أوّل محتال أن يُقنع به أوّل غبي " ... 2) نشر ديدرو عام 1776م نصًّا بعنوان: Entretien avec la Maréchale نترجم بعض ما جاء في هذا الحوار لأهميّته في هذا السّياق: - الماريشالة: هو إذن أنت مَنْ لا يؤمن بأي شيء؟ - ديدرو: نعم هو أنا... - الماريشالة: ومع ذلك، فإنّ لك أخلاقًا تماثل أخلاق المؤمن [بالدين]...! - ديدرو: لِمَ لا؟ يمكن أن يكون الإنسان غير مؤمن ويكون شريفا..! - الماريشالة: وهل تلتزمُ في حياتك بالأخلاق؟ - ديدرو: من مصلحتي أن أفعل ذلك... - الماريشالة: ماذا؟... أنت لا تسرق! لم تقتل! ولم تستبح [ما لغيرك] !... - ديدرو: نادر جدًّا [حصول ذلك].. - الماريشالة: ماذا يُمكن أن تخسر حين لا تؤمن بشيء؟... - ديدرو: لا أخسر شيئًا سيدتي.. وهل مَنْ يُؤمن [بدين] يفعل ذلك طمعًا في أن يربح شيئًا؟ [...]. - ديدرو: أنا لا أشكّ في أنّ المكلّف من طرفك بالتصرّف في أموالك، في أنّه يسرق منك أموالاً قبيل أعْياد الفصح Paques، أقلّ قليلاً ممّا يسرقه بعد إقامة الحفلات، ولا أشكّ أنّه في أحيان مختلفة، لا يمنعُ الدين حصول بعض الشرور ولا يجلب الدين الخيرات [...]. - ديدرو: [يواصل تعداد ذكر المآسي التي سبّبتها الأديان في الماضي والمستقبل من خلال المؤمنين بها ويقول: لا يُوجد مسلم لا يتخيّل القيام شخصيا بعمل ممتاز من أجل الله والرّسول وذلك عبر إبادة كل المسيحيين، (والمسيحيون بدورهم ليسوا أبدًا متسامحين مع غيرهم [...] الدين أوجد الفرقة والتنازع حتّى بين المواطنين وبين الأقارب، أوجد الأحقاد الكبيرة.. المسيح قال إنّه جاء ليفصل الزوج عن زوجته، والأمّ عن أبنائها، والأخ عن أخته، والصديق عن صديقه...! ونبوءته لم تحقّق غرضها... - الماريشالة: هذا يحصل بسبب التجاوزات أو الإنحرافات وليس بسبب الحاجات... - ديدرو: الحاجات هي السّبب، والانحرافات أو التجاوزات ليست منفصلة عنها." * وهذا العنوان الإلكتروني للتواصل مع المؤلف وإرسال الإضافات والتصويبات من قبل المختصين [email protected]
#عفيف_البوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنسيكلوبيديا -القرأن- مصحف عثمان - تقديم
المزيد.....
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|