أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟














المزيد.....

الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلت في مقال سابق نشرته في موقع الحوار المتمدن قبل اشهر ان التاريخ وكما هو معروف يكتبه المنتصرون وهو ما يتمثل بالحكام والانظمة السياسية ولا شك ان التاريخ الذي تخطه الاقلام المأجورة لهذا الحاكم المنتصر أو ذاك قد تُشوه فيه كثير من الحقائق وتطمس فيه الكثير من المعالم وبالتالي نكون ازاء تاريخ مزور الا ان الغريب في الحالة العراقية ان قطاعات واسعة من الشعب العراقي اليوم هي من تقوم بأكبرعملية تزوير شهدها تاريخه القديم والمعاصر .

لقد انفرد العراقيون اليوم بممارسة اخطر عملية تزوير عندما ذهبوا الى ان سنوات حكم (صدام حسين ) لم تكن سنوات عجافا بل كانت سنوات سمانا، أكل فيهن العراقيون من فوقهم ومن تحت ارجلهم كما يقال .
المتتبع لصفحات التواصل الاجتماعي هذه الايام يجد ان عملية التزوير التي اشيرإليها هنا آخذة بالتصعيد والاتساع يوما بعد اخر فهناك المئات من الصفحات والمواقع التي تضع صورا لـ (صدام حسين ) وتخط تحت صورته عبارات التمجيد والترحم وضرورة الالتحاق بركب انصاره ومحبيه ولا شك ان الكثير من تلك الصفحات والمواقع تقف من ورائها جهات سياسية فاعلة ينضوي تحت لوائها عدد من القوى والشخصيات السياسية والعسكرية ممن كانوا يحسبون على النظام البائد حتى اذا ملئت جيوبهم وثقلت مراكبهم من اموال العراقيين فروا هاربين وولوا مدبرين الى البلاد المجاورة بعد ان اعطوا اعظم المواثيق واغلظها ان يصمدوا امام الزحف الاميركي وان يُقتلوا دون عاصمة الرشيد فكان ان تبخروا بين ليلة وضحاها تاركين البلاد والعباد في ظلام حالك ومشهد شائك .
ومع كل ما تقدم فأننا نجد اليوم ان هناك اذانا صاغية وعقولا مؤيدة لما تقوم بنشره تلك الصفحات وما تبثه تلك المواقع .

اما التعليقات فانك تجد ان اغلب المعلقين يتوزعون على كافة محافظات العراق من جنوبه لشماله وهو مؤشر يبعث على الاسى ويدعو للتوقف والتأمل وضرورة معرفة اهم دوافعه واسبابه ومبرراته .
ان مبررات هؤلاء الذين يترحمون على (صدام حسين ) وسنوات حكمه التي ابتداها بحرب كونية واختتمها بحرب كونية اخرى سلمت العراق بيد الاحتلال الاميركي تتلخص في ان من يحكمنا اليوم ممن استبشرنا بهم خيرا صاروا اسوأ من (صدام ) فقد فاقوه في الظلم وزادوا عليه في الجرم وبالتالي فلا مناص من الحنين الى أيامه وسنوات حكمه ولا شك ان هكذا مبرر لا يصمد اطلاقا بوجه الحقائق التي عشناها خلال ثلاثة عقود من الزمن فلو سملنا ان من يحكمنا اليوم هو اشد قبحا من صدام فما هو المبرر لتجميل صورته وتبييض صفحته وان قلنا بان من يحكما اليوم اقل قبحا من صدام فما هو المبرر للحنين الى سطوته وجبروته وفق هكذا معادلة وهكذا رؤية يجب ان نعالج تلك الاشكالية الافتراضية والمتخيلة.

ان اغرب ما في تلك الاشكالية المتوهمة هو وجه المقاربة والمقارنة بين صدام وبين من اتى من بعده ففساد من يحكمنا اليوم او صلاحهم لا يتعلق بصدام ومسألة تقييمه التي حسمها التاريخ وقال فيها كلمته بكل وضوح وصراحة .

ان تبييض سيرة حاكم مستبد - كون من يحكمنا اليوم ليس مؤهلا للحكم وصالحا للقيادة - مؤشر على وجود خلل ثقافي وفكري وحتى نفسي في نفوس وعقول هؤلاء الذين يسعون جاهدين ان يجعلوا من جمهورية الخوف جمهورية الحب والود والسلام .
لا شك ان حملة التزوير الآخذة بالاتساع والتمدد من ناحية اخرى تعكس مزاج الشخصية العراقية المتقلب الذي عرفت به على امتداد التاريخ حتى كانت اهم وابرز عوامل نكوصهم وتفرقهم عن افضل من صادفوه من الحكام واصلح من جربوه من الولاة على قلتهم .
لقد قال التاريخ كلمته في (صدام ) وسنوات حكمه كما قال كلمته في من يحكمنا اليوم عندما وصفهم بحيتان الفساد وآفات الخراب لذلك فلا مبرر ان يأتي كائن من يكون ليدس انفه ويقحم ذاته فيحاول ان يجمل صور النظام البائد على قباحتها ، كون من يمارس الحكم اليوم ليس جميلا وليس صالحا .

اخيرا علينا دائما ان نتذكر ان من اتى بمن يحكمنا اليوم هو صدام نفسه من خلال حروبه الداخلية والخارجية وسياساته الحمقاء التي استعْدت القريب والبعيد والشريف والوضيع فكان ان اجتمعت الارادة الدولية والاقليمية على الاطاحة به فاندفعت تلك القوى الى العراق على اختلاف توجهاتها وتباين طروحاتها وضعف تجربتها في مزاولة العمل السياسي والدبلوماسي .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القول السليم في الباشا والزعيم
- الحرب لم تنته بعد
- افكار داخل دماغ يغلي
- هل ينتفع الصائمون من صيامهم ؟
- شعوب مستفزة
- العمامة والزئبق الاحمر
- رائد التجديد في الاغنية الريفية ... الراحل عبادي العماري
- مدن مقدسة
- قراءة اولية في طبيعة الشخصية البعثية
- مخمور في المسجد
- احلام وامنيات
- سعودي
- المفردة وفهم الواقع الاجتماعي .
- الحل بيد الاميركان حقيقة ام وهم ؟
- دهشة الشيخ
- الموت في قصائد الراحل (كاظم اسماعيل الكاطع)
- عقدة الجنس
- ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف ...
- الجنس في بلدي
- الحقيقة من وجهة نظري الشخصية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟