أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - النموذج المغربي-المغربي للتنمية، أية أبعاد؟














المزيد.....


النموذج المغربي-المغربي للتنمية، أية أبعاد؟


عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 16:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من الصعب الحديث عن تنمية اقتصادية واجتماعية دون الأخذ بعين الاعتبار المحيط العالمي بمختلف تجلياته وكيف يتم التحكم بالمنظومة الاقتصادية العالمية حتى تضمن الدول المسيطرة مصالحها الاستراتيجية وكذا التنفيس عن أزماتها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الداخلية على حساب أمن واستقرار باقي الدول الفقيرة والمتخلفة.

من العبث التفكير في بناء نموذج تنموي طموح يهدف إلى العدالة الاجتماعية والأمن الاقتصادي والحفاظ على البيئة الطبيعية في ظل بنية اقتصادية تبعية وهشة. تزداد ضعفا وتخلفا وتناقضا مع تصاعد الضغوطات والتلاعبات الدولية خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية ل2008 وتزايد الصراع بين قطبين أساسين الاول بقيادة أمريكا والثاني بقيادة الصين.

رغم البرامج الدولية الطموحة لخروج الدول الفقيرة والمتخلفة من أزماتها الخانقة، خاصة الدول الإفريقية، فإنها تستمر في المعاناة، بل معاناتها أصبحت أكثر خطرا وتفاقما مما كانت عليه قبل سنوات الثمانينات أو التسعينات من القرن الماضي. لذا، الجواب عن سؤال التنمية والخروج من الأزمات لا يمكن أن يكون إلا من داخل الإرادة الافريقية وبين دول يتقاسمون جزءا من نفس المشاكل والطموحات، وليس خارجها. فلا يمكن أن تنتظر ممن "أهانك" و"استغلك" و"اغتصبك" في السابق أن يقدم لك الحلول الناجعة ويبرم معك الاتفاقيات الاقتصادية "العادلة" لتخرجك من أزمتك وتحقق بذلك المسار التنموي العادل والمستدام والمتوازن.

إن البحث عن حلول دائمة لتخلف قارتنا ’افريقيا’، يتطلب تحالفا اقليميا-جهويا وإرادة سياسية قوية بينها وبين دول أخرى لم يجمع بينها تاريخ الاستعمار والاضطهاد؛ أي البحث عن تحالفات أخرى غير التي أنسجت بقوة التاريخ والجغرافيا. بيد أن هذا لوحده غير كاف، بل يتطلب بالموازاة استراتيجية وطنية لبناء اقتصاد قوي وغير تبعي ليكون البلد على استعداد للدفاع عن مصالحه الاقتصادية عندما يأتي التناقض المصلحي أو الحصار الاقتصادي أو الغضب السياسي كرد فعل طبيعي لدولة متقدمة تريد الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وامتيازاتها الاقتصادية.

المغرب إحدى هذه الدول، حيث يطمح إلى التغيير وتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لكل فرد داخل المجتمع، لكن استمرار معاناته من التخلف رغم الامكانات الهائلة التي يتوفر عليها والمحاولات المتعددة للبحث عن تنشيط وتشجيع بعض من قطاعاته الاستراتيجية، يجعله بعيد عن المسار الحقيقي لبلوغ ما يصبو إليه وفي فشل من تحقيق أهدافه الاستراتيجية العامة والمرحلية. السبب الرئيسي يكمن في أن أغلبية أهداف هذه المشاريع تظل مرتبطة باحتياجات الخارج خاصة الدول الأوربية. وما يزيد الطين بلة هو الاتجاه السريع والفج في السنوات الأخيرة إلى إقحام الاقتصاد المغربي في علاقة مع الاقتصاد التركي دون مراعاة للضرر الداخلي/الوطني.

إن النموذج التنموي للمغرب لا يمكن أن يكون إلا مغربي-مغربي، أي نموذج مبني على كفاءات وتقنيات ومؤهلات مغربية. هذه المشاريع ستكون الدينامية الوطنية لتطوير باقي القطاعات حتى يتم خلق مسلسل من التطور والتفاعل مع كل القطاعات المكونة للاقتصاد المغربي. أي بناء مشاريع من خارج منطق الاستعانة أو التفويض "the Subcontracting" لأن البلد لا يمكن أن يخلق شروطه المثلى للتراكم المالي والمعرفي والعلمي والتقني المطلوب لاستمرارية مسلسل التنمية دون قطاعات اقتصادية مؤسسة على الإمكانات والمؤهلات الوطنية.

ربط التنمية بالصادرات أو بمشاريع التفويض لن يمكن البلد من خلق شروط القوة الاقتصادية اللازمة للوصول إلى مرتبة الند بالند في مختلف المفاوضات الاقتصادية، ويكون قادرا خلالها على الدفاع عن أهدافه الاستراتيجية الوطنية خاصة مع الدول المفوض لهذه النشاطات الاقتصادية أو المستفيدة من منتوجاته المحلية.

النموذج التنموي المغربي-المغربي هي عبارة تلخص في عمقها مطلبا عادلا لتحرر اقتصادي من تبعية استنزفت خيرات الوطن وشجعت الريع الاقتصادي وعمقت التفاوتات الاجتماعية والترابية، إنه عمق لمشكلة تعاني منها جل الدول الافريقية لأنها القارة التي كانت ولازالت مطمعا للدول المسيطرة على المنظومة الاقتصادية العالمية.



#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات اقتصادية: التنمية والتعليم
- شذرات اقتصادية: النموذج التنموي - العدالة الاجتماعية
- اقتصاد الريع، هل هناك سياسة لمواجهته؟...
- صعود النزعة المقاولاتية والريعية للمجتمع المدني …
- الهدف الرابع للتنمية المستدامة واستراتيجية التعليم بالمغرب- ...
- استراتيجية الهدم ونموذج التنمية بالمغرب …الحصيلة الراهنة 201 ...
- التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية... أية علاقة؟
- النموذج التنموي والعمل السياسي، أية علاقة ؟...
- الدول المستفيدة من الديون… تحليل لمقال
- اندثار معالم الحدود... (الجزء الثاني)
- اندثار معالم الحدود... (الجزء الأول)
- العمل الموسمي والمياوم للنساء بالمغرب عُملة لاضطهاد يومي واس ...
- 8مارس اليوم العالمي للمرأة، هل هو يوم للاحتفال أو لتخليد ذكر ...
- -خديجة- المرأة المغربية و الاغتصاب الجماعي...
- هل ساهمت الأزمة المالية العالمية 2008 في تقوية الحركات الاحت ...


المزيد.....




- المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص للعملات المشفرة
- إقلاع أول طائرة مدنية من مطار دمشق بعد سقوط الأسد (صور + خري ...
- ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب الأسواق بيانات أمريكية
- تسلسل زمني لأداء الليرة السورية من الثورة إلى سقوط نظام الأس ...
- تحديث لحظي..سعر الذهب اليوم في مصر وأسعار سبائك BTC
- بلومبيرغ: رسوم ترامب الجمركية ستحدث ألما كبيرا لشركات السيار ...
- بوينغ تستأنف إنتاج الطائرات عريضة البدن 767 و777 بعد إضراب
- تحقيق أوروبي يستهدف -تيك توك- بسبب انتخابات رومانيا
- الكونغرس الأميركي يكشف عن تشريع مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي
- رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - النموذج المغربي-المغربي للتنمية، أية أبعاد؟