أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - من يوميات معلمة














المزيد.....

من يوميات معلمة


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 14:00
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يمر علي من قبل طفل يحمل هذا القدر من الحنان
حين كنت العب الكرة مع صغاري ، تقدم إلي وسألني ان كان بأمكانه أن ينظم إلينا،
ناولته الكرة وقلت له هيا، فاجأني اداؤه بالنسبة لعمره، ذكي جدا، وعارف بقواعد اللعب، كان ذلك أول ما شد أنتباهي إليه، في اليوم التالي وبينما كنت اعد التدريب للاطفال، لمحت اليكس في الحديقة مع الاطفال، كان أصغرهم تقريبا، لكنه كان يوفق بين الجميع، شاهدته وهو يعطي رشاشة المياه خاصته لطفلة كانت تبكي، وحين تشاجر أثنين من رفاقه، كان يدفع بنفسه في وسطهم، ويشد ايديهم كي ينهي العراك.
لا اعرف كيف يمكن ان يستحوذ طفل على اهتمام معلمته، الى هذا الحد، مئات ومئات الاطفال مروا في حياتي ، بحكم عملي كمعلمه، لكن اليكس لم يكن يشبه الاطفال، أنه يرعى الجميع ، يهبهم محبته وحنانه، الجميع بما فيهم أنا،
حين كان يلعب في الحديقة وحدث ان جرح اصبع رجله، قفزت إليه مرعوبة،سألته : هل أنت بخير،
فرد مبتسما : نعم ، لا تقلقي سيلتئم بسرعه. .. صرت اضحك من رده، كنت اعرف ان قدمه الصغيرة لا تحتمل مثل هكذا ألم، لكنه كان يريد ان يطمأنني.
، بعد الظهر كان اليكس مع مجموعته في حديقة المركز، ما ان رآنا نشاركهم المكان، حتى جاء يهرول، وكان يحمل الكرة خاصتنا التي فقدناها حين نطت من اعلى السور، سألته باستغراب : كيف وصلت إليك، لقد فقدناها البارحة،
أسمعوا ماذا كان رده: مدام شيئا مثل السحر، تخيلي كان رجلا يمشي في الشارع، فقلت له هل تستطيع ان تجد لي كرة خلف الحائط، شيئا مثل السحر، كالخيال يا مدام، لقد بحث عنها وناولنياها من اعلى السور،.. كنت مبهورة بطريقة حديثه اكثر من تفاصيل القصة، هذا الصغير الذي يملك لغة القص والدهشة والاستغراب.
كنت أعد تدريبا راقصا للاطفال على أغنية (أفتح ياسمسم ابوابك )
فاجأني اليكس الذي عانق ساقي وهو يقول بلهجته االرائعة
:مدام، هل تستطيعين ان تصنعي لي طائرة ورقيه
هل تصدقوني لو قلت لكم اني وجدتني أسيرة لرجائه هذا، لم استطع ان ارده، حملته إلي وقلت
: هل يمكنك مساعدتي، يمكننا ان نصنعها معا،، وكنت في الحقيقة اريده ان يبقى يحدثني، حقيقة كنت لا امل سماعه وهو يتحدث عن اشياءه الصغيرة الكثيرة.
هو ليس ضمن مجموعتي، وقاعته بعيدة نوعا ما ، تفصلها عنا قاعتين كبيرتين،
اليكس ذو الثلاثة سنوات، يهرب يوميا من قاعته، ويأتي ليكون ضمن مجموعتي، يملئني فرحا حين اراه واقفا عند الباب منتظرا ان اسمح له بالانضمام إلينا.
اليكس هذا الصباح كان مدركا أنه نهارنا الاخير معا، ورغم أني حييته صباحا ولعبنا كثيرا معا،
لكنه حين انشغالي بملء بطاقات الاطفال كلٌ بحسب نوع التدريب الذي تلقاه في المركز، فاجأني بضمته مخلفا على غير عادته ،حزنا كبيرا جدا في قلبي، رغم انه كان يطلب مني بفرح: يمكنك ان تصنعي طائرة ورقية .
كان اليكس حاضرا بقوة، يرعاني على صغره، ممارسا ابوته الصغيرة علي، مطمئنني الى ضمة ذراعيه الصغيرتين، وقبلته الصباحية الرائعة، ورجاؤه الجميل :أرجوكي اصنعي لي طائرة ورقية ثانية ، لأختي الصغيرة...

فلسطين الجنابي



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش التنمر
- ذهب في هارودز
- ومضة حب في زمن التدجين
- مادة إنشاء- من حكايات الحي القديم
- انت كل حواسي - من سيرة الغياب
- من سيرة الغياب
- شونة زنبقة البزل - من ذاكرة الأنهار
- من صدى الأغاني
- أبواي - من سيرة الغياب
- عرب الصغيرة وأم سالم- من حكايات الحي القديم
- مومس - من حكايات الحي القديم
- عرس - من حكايات الحي القديم
- معسكر التدريب - من حكايات الحي القديم
- الشامية ووردة الدار -من حكايات الحي القديم
- كابينة الهاتف - من حكايات الحي القديم
- الجيران - من حكايات الحي القديم
- من حكايات الحي القديم


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - من يوميات معلمة