|
البحث عن مصطلح اسمه الضمير ... قاسم محمد الياسري
قاسم محمد الياسري
كاتب وباحث
(Qasim-mahmad - Alyesri)
الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 02:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مصطلح الضميرلغوي فلسفي يردده الكثير في مجتمعنا لا وجود له في علوم وظائف الاعضاء الانسانيه ولا العلوم النفسيه ولا في العلوم الدينيه الاسلاميه ولا غير اسلاميه وقد سعى الكثير من الباحثين في شتى المجالات العلميه للبحث عنه فلا وجود لهذا المصطلح علميا .. فالضمير تسميه فلسفيه استخدما فرويد ايضا لذالك كثير ما يختلط الامر على البعض في مصطلح الضمير والذات المثاليه التي اطلق عليها فرويد الانا العليا والتي تمثل الجانب المثالي والمظهر الروحاني للنفس البشرية. فهي تضم مبادئ الأخلاق والمثالية المستوحات من القيم الدينية والقواعد الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية حيث تعتبر الأنا العليا أو ما يعرف القوة الرادعة للنزوات والشهوات والربط بينها وبين مصطلح الضمير حيث أنه يقوم بمراقبة الأنا في إدانتها لوظائفها وانتقادها أو تأنيبها إذا ما استجاب لنزوات الذات الدنيا. فهذه النفس هي النفس اللوامة وهكذا بالنسبه للذات الشعوريه او العقل .. فمصطلح الضمير يشار له فقط في الدراسات الفلسفيه وبحوثها الاهوتيه والدينيه ولا يوجد نص ديني اسلامي يشير له لذالك وددت التأكد فراجعت عدد غير قليل من البحوث والدراسات عن علوم وظائف الاعضاء ولا حتى في القرآن والسيره النبويه والاحاديث.. إذا هو مصطلح اسمه الضمير فلسفي لغوي فقط .والمجتمع العربي كطبيعه بشريه يحبون التنظير الفلسفي واللغوي اكثر من العلم والمعرفه والتجربه والبرهان ويبتعدون عن تطبيقات حكمة العقل وينسون أويتناسون الرحمه الانسانيه والعلم الذي جاء به دينهم الاسلامي سعيا وراء شهوات النفس واللهو بها .. لذالك نلاحظ أكثر ما تردد هذا المصطلح متخصصين اللغه والاوساط الشعبيه في مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه تأثرا بوعاظ السلاطين والمنظرين والقشور السطحيه عن مايذهب اليه أساتذة الفلسفة واللغه المحترمين.. ففي القرآن الكريم تم ذكر (العقل 139مره) وتم ذكر (القلب 49مره) وتم ذكر (النفس314مره) وتم ذكر (الروح 25مره) ولم تذكر كلمة الضمير في القران إنما مامذكور فقط في سورة الحج ايه27(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) ..ضامرأي مايضمره قلبه او ما تضمره نفسه اي ما يخفيه قلبه اوما تخفيه نفسه .وهذا موجود علميا في العلوم الانسانيه والنفسيه أي أن المضمر هو المكبوت أو المختفي أو الغائب أوالمختزل في الأعماق .. وبما لا يدع مجالا للشك إذا مصطلح الضمير هومن الناحيه الفلسفيه يقصدون به الفلاسفه القوة الحاكمة في حركة الافراد ومن ثم المجتمع . فقد قسم فلاسفة الأخلاق الضمير بثلاث أنواع (عقلي وجداني اجتماعي)كمصدر للتمييز بين الخير والشر ويكون ملزما لأتباع الخير وتجنب الشر بشرط أن يلتزم الناس بتعاليمه واشتراطاته فبعض الفلاسفة ركزوا على تقسيمات هذا الضمير. وهناك فلاسفه من كان شغلهم الشاغل أساس هذا المصطلح بمعنى هل هذا الضمير موجود لدى الإنسان بالفطرة أم أنه مكتسب من خلال التجارب والسنين التي يعيشها الإنسان بطبيعتة وهنا لا يتسع الوقت للدخول في التباينات الفلسفية التي اوجدها الفلاسفه المحترمين بشأن مصطلح الضمير وأنواعه اما من الناحيه اللغويه فهو واحد من الافعال وموقعها في صيغة الجمل واعرابها او الضمائر وهكذا في النحو وهذا ليس لنا دراسه فيه فهو تخصص اساتذة اللغه ..اذا هناك خلط اليوم في مجتمعنا باستخدام كلمة ضمير بين قواعد اللغه والنحو وتقسيمات فلاسفة الاخلاق وبين العلوم النفسيه ووضائف الاعضاء والعلوم الدينيه ..مايهمنا في بحثنا هذا هوعلم وظائف الاعضاء وعلم النفس وتحليلاته والعلوم الانسانيه وبعد ماتقدم يمكننا الاتجاه لعلمية التحليل النفسي إستنادا للقاعدة التي يمكننا تسميتها (غياب الفعل عن الفاعل) أي (تتعطل أوتضمر أو تتبلد وتختفي وتغيب المشاعر أوالاحاسيس عن واجباتها )عند الانسان فيختفي التوازن في السلوك .. فكلنا نعرف ان الحكمه يصنعها العقل .. والرحمه يصنعها القلب ..والشهوة تصنعها النفس .. فأين هذا مصطلح ضميرعلميا ..اكرر لا يوجد شيئ إسمه ضمير في أعضاء الانسان ..بل هناك مشاعر وأحاسيس تنتج عن (غياب الفعل عن الفاعل) ولكي نوجز يمكننا القول إن(قاعدة غياب الفعل عن الفاعل في وظائف الاعضاء)وهي يمكن ان نقول(( إذا ضمرأوغاب فعل العقل فقدت الحكمه وإذا ضمرأوغاب فعل القلب فقدت الرحمه. وبضمورهما وغياب فعلهما فقد تتبلد الأحاسيس وتموت المشاعر الانسانيه وتبقى النفس بشهواتها هي السيدة المتحكمه بكل شيئ عديمة الأحاسيس والانسانيه)) ..اذا المصطلح العلمي الصحيح يمكننا تسميته (موت الحكمه والرحمه الانسانيه) اي فقدان التوازن في العدل والحقوق بين العناصر الثلاث العقل والقلب والنفس ((فالنفس غالبا ماتضمر فتصنع الاخطاء ان غلبت عليها شهواتها ..والعقل السليم ذات الحكمه لا يخطأ ويكون الى جانب القلب كموجه له لنشر الرحمه))فغياب أوتبلد أوضمور أوإختفاء المقصود بها غياب التوازنات العقليه والقلبيه والنفسيه فتنفقد الاحاسيس وتموت المشاعر..فإذا تغذى الفرد على الخير بحكمة العقل ورحمة القلب وتمكن من التغلب على أنانية النفس وشهواتها) كانت النتيجه هو هذا مصطلح التوازن الانساني اي مايسمونه الفلاسفه واللغوين بال(الضمير) لكل الافراد ولكل المجتمع هذا ما تتطلع إليه االبشريه قولا وعملا بمسئولية الوسيلة التي يتحدث منها الإنسان أوالأداة التي يستخدمها فمن يقف في مقدمة المجتمع وفي جميع المجالات لابد أن يكون متوازن الذات عقلا وقلبا ونفسا وهذا التوازن يمكننا ان نطلق عليه (الرحمه والحكمه الانسانيه)الحيه التي تعمل الخير وأن كل ما يفعله الانسان بسلوكه ويطلقه بلسانه وبتوجيه حكمة عقله بالعدل ورحمة قلبه سيتم البناء عليه وسيكون عنصرا مؤثرا في نفوس الآخرين فتغذية التوازنات السلوكيه السويه التي يتم اكتسابها من توازنات رحمة وحكمة المحيط الاجتماعي العادله وهو ما يفرض علينا حقا العودة إلى ذواتنا وتوازن انفسنا بمنطق حكمة العقل ورحمة القلب وتجنب شهوات النفس .وهذا هو افضل مايناسبنا كافراد مجتمع فاعلين لفعل الخير .في مشاعر الخير الإنسانية القائمة فينا والتي تجعل عقل الفرد رقيبا على سلوكه يميز من خلالها .الخير من الشر والطيب من الخبيث .وهو أمر فطرتنا التي وعينا عليها كمجتمع يسعى للخير والسلام والحب فنحن فطرتنا على حب الخير ونبذ الشر وتكويناتنا الاجتماعية الأساسية تفرض وجود مجتمع حي ينشر الخير بوعي ويراعي حقوق الآخرين ويعمل على الخير دائما .. وأننا بحاجة للعودة إلى الجذور وتكويناتنا الفردية والاجتماعية لتبقى الرحمه في ذواتنا حية حتى يبقى الصدق والوفاء بل وتبقى الحياة ومن هنا يمكننا أن نتاكد بأن التوازنات بين العقل والقلب والنفس هو بالحكمه والرحمه الذي يسمونها الفلاسفه (الضمير) ويسمونها اللغويين النحويين (أفعال الضمير) والعلوم النفسيه يسمونها(المكبوت او المضمور او المختفي في أعماق الفرد تتحكم فيه النفس في الاعماق وتظهره وقت ماتريد في شهواتها فقد يكون أساس لنشرالشر والشذوذ أو نشر الخير والعدل وحماية الافراد والمجتمع من شرورأنفسهم اذا توفرت رقابة حكمة العقل ورحمة القلب لصد ملذات النفس. إذا رحمة القلب وحكمة العقل هما الرادعان لشهوات النفس لإحداث التوازن السلوكي وهو الذي يجب ان يبقى حي بدواخلنا وهو اغلى من كل الثروات ..
#قاسم_محمد_الياسري (هاشتاغ)
Qasim-mahmad_-_Alyesri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيكولوجية الاعماق وانعكاساتها (صدمات الطفوله المختزله) قاسم
...
-
من الادب العالمي الاديب الاوكراني الثائر (تاراس شيفتشينكو)
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|