أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سالم - جنسانية الحجاب















المزيد.....

جنسانية الحجاب


محمد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6340 - 2019 / 9 / 3 - 02:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحجاب في المعاجم من مادة حجب وهو الستر. او الحاجز الذي يفصل بين الاشياء او يستره وفي الحديث حجبت الشمس علي عهد رسول الله وظن الناس انما هي حزينة علي موت ابنه ابراهيم فقال عليه الصلاة والسلام إن الشمس والقمر اياتان من ايات الله لايحزنان لموت انسان وحجبت الشمس اي منع القمر ضوءها بالكسوف وفي القرأن يخبرنا الله عن اصحاب الجنة والنار ان بينهما حجاب اي ساتر وفي سورة ص يخبرنا القرأن قصة استعراض النبي سليمان للخيل الذي كان يحبها لدرجة انها شغلته عن الصلاة فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ
اي اختفت عنه فلم يعد يراها لابتعادها عن نظره ،لكن الحجاب هو تأسيس لامر شرعي يحمل الخصوصية للنبي وزوجاته ذلك ان النبي كانت بيوته هي عبارة عن بيوت مبنيه من الطين سقفها من الخشب مجاورة لمسجده وكان يدخل عليه الناس بلااستئذان ويمكثون في بيته فقال له عمر بن الخطاب يارسول الله ان نساءك يدخل عليهن البر والفاجرفلو امرتهم بالحجاب وحدث في يوم زواج النبي من زينب أن اولم النبي وليمة الزواج علي حسب العادة العربية وظل القوم ماكثين في البيت حتي الليل فنزلت اية الحجاب يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
وهنا نجد من سياق الاية أن الحكم مخصص للنبي يعلمهم القرأن أن هناك اداب معينة ينبغي التعامل بيها معه واحكام هي خاصة به مثل خمس الغنائم وتحريم الزواج من زوجاته بعد موته وعدم التقيد باربع زوجات فقد بلغ عدد زوجات النبي اثتي عشر زوجة هذا احكام ليست مباحة للمسلمين انما هي خاصة بالنبي وكذلك نجد في امر الحجاب هو مراعاة للظروف والبيئة التي كان يعيش فيها النبي فهو يسكن في حجرات تشبه الاكواخ ليست بيوتا تحجب وتستر الانسان ومع قوما لم تهذبهم الحضارة والمدنية لدرجة انهم لايعرفون ابسط قواعد الاداب العامة حتي مع من يرونه مقدسا وافضلهم ويحبونه عن انفسهم فاحتاج ذلك الي تهذيبهم بأمر الهي ، نجد هنا كلمة الحجاب لم تذكر في القرأن الا في اية فيها حكم خاص للنبي لكن سحبت هذه الكلمة لتصبح حكما عاما علي النساء وأصبح القرار في البيت الخاص بنساء النبي خطابا موجها لكافة النساء وخلط بينها وآية الزينة وهذا التعميم هو وليد من كان يهمين علي مقاليد السلطة الزمنية والدينية في التاريخ الاسلامي اختلط فيه التأويل بثقافات من كان يهمينوا علي مقاليد السلطة والزم تأوليهم كحكم ديني باستخدام السلطة ونقصد هنا ثقافة الفرس والأتراك الذين سيطروا علي مقاليد الحكم في الشرق كله منذ عهد المعتصم وسيطروا علي المدارس الفقهية وعلوم الدين حتي اننا نادرا أن نجد اسم عربي علي مصنف للفقه او التفسير او الحديث ، وثقافة الحجاب هي سابقة علي ظهور الاسلام بقروون لما قبل ميلاد المسيح في حضارة فارس حيث يذكر الدكتور سليم حسن في موسوعته مصر القديمة عصر الاحتلال الفارسي أن الفرس لم يعنوا مثل المصريين برسم النساء او صنع تماثيل لهن وكان النساء يقبعن في غرف الحريم غرف الحريم ظلت قابعة فيها النساء الي القرن العشرين علي انها الحكم الشرعي الديني الخاص بالنساء الحجاب وكان نتيجة انزواء المرأة واحتجابها تنشئة اجيال مشوبة بالجهل والمرض والفقر وادركت أن لا نهضة ولاقيامة لامة نصفها الاخر مقموع في غرف الحريم اما الايات التي اسموها ايات الحجاب مثل وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) نجد هنا الاية تتحدث عن غض البصر وحدود الزينة التي يمكن أن تبديها المرأة وضرب الخمار علي الجيب حيث كانت المرأة تضع الخمار علي ظهرها ليكشف جيب الصدر فامر القرأن بضرب الخمار علي الجيب اذن الخمار لم يكن شيئا غير معروف في البيئة العربية لكن القرأن اراد تهذيب نساء العرب وتعليمهم الاداب العامة في الستر
واذا نظرنا في معني الزينة وحدودها في الاية سنجد اختلافا شديدة فقد ذهبت عائشة أن الزينة هي القرط والخلخال والكحل والخضاب والدملج
وذهب ابن عباس أن الزينة هي الوجه والكفين
اما ابن مسعود فكان يري انها ظاهر الثياب واختلاف التفاسير في حدود ماهو المباح من هذا الامر الشرعي بيبن ظنية دلالته وتأويله بما لا يدع مجالا للشك فالفرائض هي قطعية الدلالية كما هي قطعية التاويل والاختلاف يكون في تفاصيل لا في اساس الحكم مثل حدود الزينة وفي اختلاف معني حدود الزينة نستدل علي أن حدود هذه الزينة يختلف علي حسب اختلاف البيئة ،ويذكر المفسرين حدود عورة المرأة وماهو المباح بكشفه امام الرجال
فنري الفخر الرازي يقسم العورة الي ثلاث اقسام
عورتها امام الزوج حيث لاعورة مع زوجها
وامام محارمها وعبيدها والذين لا ارب لهم في المسائل اي لاشهوة تحركهم تجاه النساء لغفلتهم او لمرض عضوي حيث عورتها من فوق السرة الي ماتحت الركبة مثل عورة الرجل وذلك لان لامن أن تتقد شهوتهم تجاه النساء ولكثرة دخول تلك الفئات علي النساء
ثم عورة الامام وهي مثل عورة الرجل من فوق السرة الي ماتحت الركبة ورخص للامة وضع الحجاب لكثرة خروجها لقضاء تدابير اسيادها وللتميز بينها وبين الحرة عملا بالاية الكريمة يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)
حيث تحدثنا كتب التفاسير ان سبب نزول الاية أن النساء في عهد النبي كن يخرجن لقضاء حاجتهن في الخلاء حيث لم تعرف بيوت المدينة الحمامات وكان يتخفي في طريق جماعة من الشباب الفساق فان وجدوا المرأة بلاجلباب عرفوا انها امة فافسقوا بها اي تحرشوا بها وان وجدوها دانية جلبابها عليها عرفوا انها حرة فكفوا عنها فانزلت الاية تأمر النساء باءدناء الجلباب حتي تعرف الأمة من الحرة ، وتحدثنا الاثار أن عمر بن الخطاب كان يضرب الاماء بدرته اذا وجدهم يرتدون خمارا قائلا اتتشبهين بالحرائر اي لكاع وتحدثنا ايضا بان اماء عمر كن يخدمن الرجال في عام الرمادة واثدائهن ظاهرة ونذكر هنا ماذكره احمد شفيق باشا في حولياته السياسية عن بيوت بيع العبيد والجواري التي كان الشباب يذهب اليها ليتفرج علي الجواري العاريات اللائي كن يعرضن للبيع ونذكر مئات وعشرات من شعر الغزل في الجواري الذاخر بها الادب العربي ، حقيقة لم يعد هناك حريم ولا اماء وتغير مفهوم الحجاب ليكون حدود الزينة لكن ظل حجاب يحجب المرأة في بعد واحد ويفرغ اي ابعاد انسانية في علاقتها مع الرجل سوي البعد الجنسي فحدود العلاقة تتوقف علي الشهوة والميل الجنسي وظلت هذه النظرة الجنسانية للمرأة حاجب بينها وبين انسانيتها وحقها الانساني الطبيعي



#محمد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قدماء المصريين عرب؟!
- لماذا يكره السلفيين العلم
- حد الردة
- دين الدولة٢
- دين الدولة
- جريمة الإنجاب
- (عناقيد الطائفية) في الناصرية
- .قصيدة مهداة الي المعتقلةالسياسية مينتو حيضار/مينتو صرخة حري ...
- العوامل المحركة للتاريخ - العامل الأجتماعي - العامل الديني - ...


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سالم - جنسانية الحجاب