العراق اولا في احتياطي الغاز الطبيعي واولا في الفقر

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 22:35
المحور: الصناعة والزراعة
    

اكتسب الغاز الطبيعي اهمية متزايدة منذ منتصف القرن الماضي لما يتمتع به من كفاءة عالية عند الأستخدام مما أدى الى التوسع في عمليات استخدامه في العديد من الصناعات وتوجه العديد من دول العالم نحو هذا المورد الاحفوري النظيف.
ويعد العراق احد بلدان العالم الذي يمتلك كميات احتياطية ضخمة من الغاز الطبيعي التي تتيح له الفرصة للدخول الى اسواق الغاز العالمية في حالة توفير السياسات الأقتصادية التي تهدف الى استثمار هذه الكميات . ويتميز الغاز الطبيعي العراقي بقلة تكاليف استخراجه لأن غالبية الغاز الطبيعي المتواجد داخل البلد يتدفق من انتاج النفط ( غاز مصاحب) لكن على الرغم من هذه الميزة يعاني الغاز الطبيعي من الهدر المفرط نتيجة لتردي الوضع ألأمني وتخلف البنى التحتية والضعف التكنولوجي مما ادى الى الأنخفاض في المشاريع الاستثمارية وتزايد الكميات المحروقة منه للتخفيف من تكاليف عمليات انتاج النفط ، وينظر الى الصناعات الغازية كأحدى الفعاليات المهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال اشباع حاجات الطلب المحلي وتنويع مصادر الدخل القومي عند القيام بالتصدير.

المؤشرات السلبية لأستثمار الغاز الطبيعي:
• عدم وجود رؤية اقتصادية واضحة للعراق في مجال تطوير صناعة الغاز الطبيعي
• عدم تنمية وتطوير اكتشاف الغاز الطبيعي والعمل على استخدامه ومن ثم استغلاله وعلى نطاق واسع
• عدم استقطاب الاستثمارات الاجنبية بهدف الأستثمار لهذه الصناعة خاصة وان الجزء الأكبر من الغاز هو الغاز المصاحب للأنتاج النفطي
• عدم اتباع الطرق والوسائل التكنولوجية والتقنية في صناعة الغاز وبما يساهم في خفض نسب احتراق الغاز المصاحب لأنتاج النفط
• عدم تبني المشاريع التي تستخدم تقنيات تخفيض الأنبعاثات الغازية كأعادة حقن الغاز في حقول الأنتاج النفطية.
• ان ضعف الأستهلاك الداخلي للغاز الطبيعي سيؤدي الى توفر كميات كبيرة تؤهل للتصدير اذا ما استكمل بناء منظومة اجتماعية واقتصادية قادرة على استغلال هذا المورد افضل استغلال
• عدم ايلاء مركز البحث والتطوير الأهمية من خلال رفدها بالجديد في عالم الغاز الطبيعي من خلال تنشيط التبادل العلمي وعقد الندوات واللقاءات والمشاركة في المؤتمرات الأقليمية والعالمية
• عدم وجود قوانين استثمارية خاصة بمشاريع صناعة الغاز بغية جذب الاستثمارات الاجنبية والمحلية
• الأعتماد الكلي على النفط وعدم فسح المجال امام الغاز الطبيعي بأقامة صناعات ضخمة لتصنيع منتجات الغاز الطبيعي للحصول على القيمة المضافة الحقيقة
• تهيمن على صناعة الغاز الطبيعي اعتبارات البنية التحتية فالغاز ليس منتجا سهل النقل كالنفط فهو يحتاج الى انابيب طويلة المدى والى خزانات كبيرة عند تخزينه
• ان ارتباط الغاز المصاحب بانتاج النفط الخام ادى الى صعوبة التحكم به وبالنظر لعدم وجود منشآت التجميع والضغط والمعالجة على مستوى الحقول وبسبب عدم وجود التقنيات الجديدة لمشاريع جمع الغاز الطبيعي ومعالجته وتنقيته او تقادم ماهو قائم منها ولذلك فان مصير الغاز الطبيعي هو الحرق والهدر وتشكل نسبة الغاز المحروق 45% من اجمالي الغاز المنتج
• انخفاض كمية الأنتاج المسوق وانه لايتناسب مع ألأنتاج الأجمالي المتحقق وهو مؤشر على تخلف صناعة ومعالجة الغاز في العراق
• تعرض البنية التحتية للصناعة في العراق الى الخراب والتدمير بفعل الحروب المتعددة والحصار الأقتصادي مما ادى الى توقف عمليات الأعمار والتجديد والى تخلف البنية التحتية للأقتصاد العراقي.
• لم تستطع الحكومات العراقية المتعاقبة من الاستغلال الامثل للغاز الطبيعي على المدى البعيد والمتوسط واخفاق سياستها النفطية من تحويل هذه الكميات المحترقة الى ارصدة مالية ضخمة ترفد الموازنة العامة للدولة وبلغت القيمة المادية للحرق للسنوات ( 1976-2014) نحو ( 56) تريليون دولار اضافة الى الخسائر الاقتصادية والبيئية الأخرى
• ان مركز العراق النسبي في انتاج واستهلاك الغاز الطبيعي ضعيف جدا حيث لم يشمل الغاز الطبيعي في ميزان طاقته سوى 19,8% لعام 2014 ليترك الباقي لهيمنة النفط
• ان محاولات استثمار الغاز المصاحب والحد من حرقه وتوجيهه نحو الأستخدامات المفيدة والمتمثلة بمشروع غاز البصرة بما له من فوائد لم تكن بالمستوى المرجو من عملية استثمار مشتركة حيث سيؤدي المشروع الى رفع اسعار الغاز الطبيعي المسوق للصناعة المحلية مستقبلا والقضاء على التنافسية المستقبلية بهذه الصناعات
• ان للعوامل الطبيعية سلطة واضحة ومؤثرة في عمليات نقل الغاز وتختلف هذه العوامل في شدة تاثيرها على كل واسطة نقلية سواء كانت للغاز الجاف ام السائل
• ان لعدم صلابة التربة في طبقاتها السطحية دور كبير في سهولة عمليات الحفر ومد انابيب الغاز الجاف والسائل ومن ثم توسع هذه الشبكات الناقلة للغاز كما اثرت خواص التربة كأرتفاع نسبة الملوحة على الأنابيب وزيادة تآكلها
• يعد المناخ بعناصره المختلفة واحدا من العوامل الطبيعية التي تؤثر ايضا على عمليات نقل الغاز الجاف والسائل في محافظة البصرة
• على الرغم من النجاحات التي حققها العراق في مجال البرامج النفطية للسنوات 2011-2015 الأ انه لم يفلح في استثمار الغاز الطبيعي واستغلاله بالصورة المثلى اذ تزداد الكميات المحروقة منه بشكل كبير في وقت يعاني العراق من نقص الكهرباء واستيراد كميات كبيرة من الغاز بمليارات الدولارات
• ان ضعف الأهتمام من قبل مؤسسات الدولة بالثروة النفطية الغازية وقلة التخصيصات الاستثمارية لقطاع الغاز جعل من تقدم الصناعات الغازية محدودا
• ان الصيغ المطروحة بموجب التراخيص النفطية لايمكن وصفها بعقود خدمة وانما هي بمثابة عقود امتياز متطورة وليست خدمية كونها لاتتضمن خطط لبناء الصناعة البتروكيمياوية فضلا عن تركيزها على الحقول المطورة التي هي ليس بحاجة الى مثل تلك العقود
• لن تعمل الشركات المتعاقدة بموجب جولات التراخيص على تحديد سقف زمني في العقود لنصب معامل معالجة الغاز المصاحب الامر الذي دفع الشركات الاجنبية الى التاخر باعداد التصاميم ونصب المعامل فضلا عن الاستمرار بحرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي
• ان الأنتاج الغازي في العراق في الوقت الحاضر لايتناسب ابدا مع الكميات الهائلة من الأحتياط للغاز الطبيعي ويرجع هذا الى التوقفات المتكررة للعديد من المشاريع الأنتاجية نتيجة تعرض البلد للعقوبات الأقتصادية والحروب التي مر بها العراق مما انعكس على انتاج الغاز الطبيعي
لذا على وزارة النفط استثمار الغاز ألأحتياطي من اجل سد احتياجات الفقراء والجياع.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات