عاطف الكيلاني
الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 13:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمس، كانت الكلمة الفصل للبندقية المقدسة ...
أمس، كان يوم الوفاء بالوعد والعهد اللذين قطعهما سيّد المقاومة، بأنّ المقاومة ستردّ الصّاع صاعين للعدوّ الصهيوني.
عجيب أمر هذا السيّد المعمّم، فهو يقول ويتبع قوله بالفعل، في زمن رديء نرى فيه زعماء وحكام ورؤساء وملوك يقولون ولا يفعلون ... بل هم أصلا لا يقولون شيئا!!
كان ردّ حزب الله عملا بطوليا كرّس بقوة النار حق لبنان شعبا وجيشا ومقاومة في مواجهة العربدة الإسرائيلية، وعزز من مصداقية راكمتها المقاومة اللبنانية على مدى تأريخها المشرف،كما مثّل الردّ صفعةً لأنظمة خانت الأمة وصارت متصهينة أكثر من الصهيونية.
إنّ الرد في الزمان والمكان، اتسم بالشجاعة والجرأة والقوة والحكمة والمسؤولية في آن، وهو وجّه صفعة قوية لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وجيشه وأجهزته الإستخبارية، لاسيما وأن عملية المقاومة تمت في وضح النهار وفي ذروة الاستنفار الصهيوني، وحالة منع التجول في شمال فلسطين المحتلة، واستهدفت آلية عسكرية ودمرتها بمن فيها من جنود.
لقد أثبت هذا الرد النوعي للمقاومين في حزب الله بما لا يدع مجالا للشك، ان خيار المقاومة هو الخيار الاقوى القادر على لجم العدو الصهيوني وتلقينه دروساً قاسية تسحق غطرسته وكبريائه.
إن المقاومة اللبنانية بهذه الضربة المحكمة، قد استعادت زمام المبادرة، وحوّلت خلالها الفشل الصهيوني في الضاحية الجنوبية إلى فرصة لتعزيز ثقة شعوب الأمة العربية بخيار المقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين وكافة الأراضي المحتلّة .
وهنا، لا بدّ للمقاومة اللبنانية والفلسطينية أن تبقى على أعلى درجة من الجهوزية واليقظة والمزيد من تماسك قوتها وجمهورها وحاضنتها الشعبية، فالعملية تمثل إرادة الشعوب وتكشف ضعف ووهن الأنظمة الرجعية العربية التي تراهن على المشاريع الانهزامية والركوع للعدوّين الصهيوني والأمريكي، في الوقت الذي تراكم فيه المقاومة قوتها وتطور من امكانياتها وتوقع خسائر مؤكدة في صفوف الاحتلال، وتحقق معادلة الردع.
إن المقاومة اللبنانية أوفت بوعدها رغم الضغوطات التي مورست بحقها، فكان ردّها رسالة عزة وكرامة يفتخر بها كل العرب بشكل عام واللبنانيون على وجه الخصوص.
إن رد حزب الله على “إسرائيل” رغم الإجراءات الأمنية والاستخبارية والعسكرية الإسرائيلية، قد أربكت الأجهزة الأمنية في “إسرائيل” بشكل واضح ، وفضحت هشاشة الكيان الصهيوني بكلّ مؤسساته ، ليقتنع الجميع بأنه فعلا أوهى من بيت العنكبوت.
أمس، سكت الجميع ... وتكلمت البندقية!
فالمجد للبندقية !
ومن نصر إلى نصر!
#عاطف_الكيلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟