وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 16:28
المحور:
سيرة ذاتية
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/13
(نُزهَةٌ خَارحَ الْمَعْقولِ)..
(1)
لَثَمْتُ فَماً كَتُرابِ الْمَسَاءِ
لِامْرَأةٍ مِنْ رُعَافِ الْحُرُوقِ
فَأحْسَسْتُ دِفْئاً
يُحيلُ دَمي وَطَناً أخضَرا
طَائِراً مِثلَ نَوْرَسٍ
(2)
أحِبّ فَماً كَتُرَابِ الْمَسَاءِ
لِامْرَأةٍ.. وَهَوَى بَابِليّ
تَكَلّمَ عَبْرَ الْمَسَافَاتِ يَوْمَاً
وَظَلّ وَرائي
كَظِلّ حَفِيّ.
(3)
تَحَسّسْتُهَا مِثلَ جُرْحٍ خَفِيّ
تَشَرّبْتُهَا قَطْرَةً.. قَطْرَةً
وَشَمْتُ لَها صُورَةً فَوْقَ زِنْدِي
وَأحْسَسْتُها مِثلَ دَمٍ جَديدٍ
يَبِلّ الْعُرُوقَ.
(4)
تُهَاجِرُ نَحْوَ الشّمَالِ
وَنَحْوَ الجّنوبِ
وَتَرسو بِقلبي كَمَرْفَأِ صَيْفٍ
أحَدّثُها عَنْ زَمَانٍ جَميلٍ سَيَأتي
وَنَرْقُصُ فيهِ سَوِيّاً بِلَا تَعَبٍ
نَرْقُصُ فيهِ جَميعَاً
وَيَخْطُرُ لي هَاجِسٌ دَاخِلي
أنّهَا رَاحِلَةٌ.
(5)
جَمَعْتُ لَهَا مَلْءَ كَفّيّ مَاءً
وَقُلْتُ لَها: اغْسِلي وَجْهَكِ
جَمَعْتُ لَها بَيْنَ عَيْنيّ دَمْعَاً غَزيراً
وَبَيْنَ الضّلوعِ حَفَظْتُ لَها أمَلَاً سَرْمَدِيّاً
كَأفْقٍ إذا انْشَقّ يَظْهَرُ مِنْ بَيْنِهِ فَارِسٌ عَرَبيّ
كَطُرْوَادَةَ الْآنَ
إذْ تَجْمَحُ فُرْسَانُهَا
ثُمّ تَفْتَحُهَا بَلَداً.. بَلَداً..
لِلشّمَالِ الْقَصِيّ.
(6)
وَلَا.. لَيْسَ مِثلَ النّسَاءِ
وَلَا مِثلَ هَذَا الزّمَانِ الّذي يَعْتَريك
لِأنّ لَهَا زَمَناً آخَراً
وَدَماً آخَرَاً
لَيْسَ مِثلَ النّسَاءِ
لَيْسَتْ عُيُونَ الْمَهَا عَيْنُها
وَلَيْسَ لَها شَفَتَانِ تَكَنزّتا
كَبِنْتٍ صَغيرةٍ
لَيْسَ لَهَا كُلّ مَا يَدّعُونَ.
(7)
أنَا وَطَني
لَيْسَ امْرَأةً في فِرَاشِ الْمُلُوكِ
وَلَا في فِرَاِش الْألى أصْبَحُوا شُعَرَاءً
لَيْسَ آنِيَةً لِلرّحيلِ
وَلَا مَؤونَةَ نِفْظِ الشّمَالِ لِتِلْكَ الْبَوَاخِرِ
وَلَيْسَ جَوَاداً وَلَا مُهْرَةً تَجْمَحُ في جُنُونٍ
وَلَكِنّهَا الْآنَ..
طُرْوَادةُ الْآنَ..
غِرْنَاطةُ الْآنَ
كُلّ الْبِلَادِ الّتي تَنْطِقُ بِدَمٍ عَرَبيّ!
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟