أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يعقوب يوسف - وأد المرأة قبل الإسلام ..... وأزمة الفكر الإسلامي في المرأة













المزيد.....

وأد المرأة قبل الإسلام ..... وأزمة الفكر الإسلامي في المرأة


يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)


الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب أحد المدونين على صفحته يقول.... نظرت الى طفلتي الجميلة (...) وشكرت الله وحمدته على نعمة الإسلام لأنني لم اولد في العصر الجاهلي لأقتل هذه الزهرة اليانعة ظلما وتخلفا!
ولكن هل فعلا كانت العرب تئد البنات؟
إذا كان لكل قاعدة شواذ فمن الطبيعي جدا حصول حالات متفرقة لدى الشعوب عامة وقد يكون وئد البنات واحدة من هذه الحالات الشاذة ومن غير المستبعد انها موجودة لدى كل الشعوب، ولربما انحسرت في القرون الأخيرة في العالم بفعل القوانين الصارمة، ويلعب التخلف الاجتماعي دورا كبيرا في تواجدها.
.
مشكلة المسلمين هو التعميم في قرارتهم كقولهم قالت النصارى ثالث ثلاثة، وقالت اليهود عزيرا ابن الله، دون التأكد هل هذا الامر تقره طقوسهم وكتبهم المعتمدة او المقدسة كونها دساتيرهم والتي بموجبها يبنون عقائدهم التي يؤمنون بها، بل ويتمسكون بها حتى الموت، وكيف يضحي إنسان بأمر لا يؤمن به؟ ومن دون محاورتهم والتحقق من مصدر هذه المعلومات، وبسلوك منفرد تجدهم يبدأون التفسير والتكفير بل وحتى اعلان الحرب على أوهام باطلة سواء عن قصد ام جهل!
فاذا كان القرآن هو من ادعى ذلك فهذا ليس دليل على حقيقة القصة، بل هذا دليل على عدم كونه كلام الله.
.
قال القلقشندي: "إن العرب كانت تئد البنات خشية العار،
وممن فعل ذلك قيس بن عاصم المنقري وكان من وجوه قومه، ومن ذوي المال. وسبب قتله لبناته أن النعمان بن المنذر عندما غزا بني تميم قام جيشه بسبي ذراريهم. فأنابه القوم وسألوه أن يحرر أسراهم فخيَّرَ النعمان النساء الأسيرات فمنهن من اختارت أبوها فردَّها لأبيها ومن اختارت زوجها ردَّها لزوجها. إلا امرأة قيس بن عاصم فاختارت الذي أسرها، فأقسم قيس بن عاصم أنه لا يولد له ابنة إلا (قتلها) وفيها نزلت آية في القرآن ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)
والوأد هو دفن الرضيعة وهي حية، ولكن نرى هنا من الكلام المنسوب الى المنقري انها تشمل القتل لأنه لم يقل كيف كان يقتلهن.
وأعتقد انه الإجهاض او شكل من اشكال الإجهاض في عصرنا الحالي، فالإجهاض ليس بالضرورة ان يكون الطفل ميتا في رحم امه،
يقدم لنا الطب الحديث الصورة البشعة لعملية قتل الجنين في رحم الام حيث يتم قطع اجزائه وهو ينبض بالحياة لكي يتم إخراجه بسهولة من الرحم، الجريمة واحدة ما لم يكن الإجهاض بقرار طبي مستقل.
والشيء بالشيء يذكر انه من بين الانتقادات التي وجهها المسلمين للرئيس الأمريكي ترامب هو رفضه للإجهاض باعتباره اضطهاد للمرأة الامريكية!
.
ولكن هل كانت هذه حال النساء في جزيرة العرب، على العكس تماما فإن الأحداث التاريخية تظهر لنا بوضوح ان المرأة لعبت دورا تاريخيا وقياديا قي مجتمعها (طبعا بأستثناء نظام الجواري والعبيد الذي كان يسود ذلك العصر من التأكيد على ان الامر في ظل نظام العبيد كان يشمل كلا الجنسين فمثلا نرى الشاعر الكبير عنترة بن شداد العبسي الذي كان عبدا وابن أمْةٍ لكن شجاعته ودهائه مكنه من تغيير حياته)
مع بقاء قوة السلطة الذكورية الذي تفرضه حياة الغزو والبداوة القاسية.
.
نساء في عصر محمد كان لهم دورا خطيرا في الحياة العامة والإسلامية من اين جئن إذا كان العرب تئد بناتها:
لنبدأ بأول امرأة اعترفت بالإسلام (خديجة بنت خويلد) واعتبرت محمد نبيا ومن بين فخديها حيث جلس محمد يشك بأنه قد جاءه شيطان، ردت خديجة لقد جاءك ملاك وليس شيطان، وهي التي كانت توفر له مُؤونته في خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد في غار حراء
انها التاجرة الكبيرة والناجحة في اعمالها خديجة بنت خويلد والتي ورثت أموال كبيرة عن زيجتين سابقتين وكانت تدير اعمالها بنجاح وكان محمد يساعدها في إدارة اعمالها.
.
وقال الواقدي إن خديجة أرسلت إلى النبي، تدعوه إلى نفسها (الزواج) وكانت امرأة ذات شرف، ودعت أباها فسقته خمرا حتى ثمل، ونحرت بقرة، وخلقته بخلوق، وألبسته حلة حبرة، ثم أرسلت إلى رسول الله، في عمومته، فدخلوا عليه، فزوجه، فلما صحا (ابوها) قال: ما هذا العقير، وما هذا العبير، وما هذا الحبير؟ قالت: زوجتني محمد بن عبد الله، قال ما فعلت، أنى أفعل هذا وقد خطبك أكابر قريش؟ فلم أفعل" حديث الطبري
أي ان خديجة هي التي اتخذ ت القرار وهذا دليل على الدور الذي كانت تمارسه المرأة في المجتمع القريشي القبلي،
لو كانت العرب تئد بناتها فمن اين جاءت خديجة!
.
وام المؤمنين عائشة
الطفلة الدلوعة التي تحدت محمد عندما قالت له بصريح العبارة (ان ربك ليسارع في هواك)
وأما دورها القيادي بعد موت محمد له تأثيره على الأيدلوجية الإسلامية حتى يومنا هذا، فهي التي تحدت عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين والذي قال عنه محمد ان الملائكة تستحي منه،
نعتته بنعثلة وبالكافر (وهو الذي على يده كتب القرآن) ورفعت شعار (اقتلوا نعثلة فقد كفر) وبعد مقتله عادت ورفعة شعار (المطالبة بدم عثمان) وقادت أولى أقسى معارك البيت الإسلامي (معركة الجمل) وبالتأكيد لو لم تفشل تلك المعركة لكان لها مكانة متميزة بين المسلمين،
لو كانت العرب تئد بناتها فمن اين جاءت عائشة.
.
قال محمد عن عائشة (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء)
فهل نصف دين الإسلام اساسه من ناقصات العقل والدين، وما هذا الدين الذي ولد على فخدي امرأة)
.
الشاعرة العربية المعروفة والمخضرمة (الخنساء) كانت ابنة سيد قومها ومدللة والدها وأخويها صخر ومعاوية وهي التي اختارت زوجها الأول ثم بنفسها طلبت الطلاق وخطبها الشاعر والفارس وكبير قومه وصديق اخيها معاوية وهو دريد بن الصمة لكنها رفضته واختارت أحد أبناء عمومتها،
لو كانت العرب تئد بناتها فمن اين جاءت الخنساء.
.
في عصر كان غارقا بالأنبياء (امية بن الصلت، مسلمة بن حبيب المعروف بالكذاب، طليحة بن خويلد الاسدي، وغيره كثيرين ) كان للنساء حصة في النبؤة، لتثبت ان للمرأة كانت لها مكانة مرموقة
وفي خضم الحروب المسماة بحروب الردة أعلنت سجاح بنت الحارث النبوة والتف حولها العديد من قبائل تميم وتغلب لكنها هزمت من قبل قوات أبو بكر الصديق، لكن محمد وأبو بكر من بعده تمكنوا من سحقهم جميعا،
لو كانت العرب تئد بناتها فمن اين جاءت سجاح.
.
واليكم هذه القصة التي تعبر عن مكانة المرأة والحرية الكبيرة التي كانت تتمتع بها في اتخاذ قراراتها:
(ضباعة) بنت عامر القشيري. شاعرة مخضرمة، قيل انها كانت من أجمل نساء العرب وكانت متزوجة من ابن جدعان ورغب فيها هشام بن المغيرة ـ وكان من رجال قريش المشهورين، فقال لضباعة: أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشيخ اللئيم وهو لا ينجب؟ سليه الطلاق حتى أتزوجك. فسألت ابن جدعان الطلاق فقال لها: - قد بلغني أن هشاماً قد رغب فيك ولست مطلقاً حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة وأن تغزلي خيطاً يمد بين أخشبي مكة وأن تطوفي بالكعبة عريانة .- فقالت : دعني أنظر في أمري .فتركها فأتاها هشام فأخبرته- فقال : أما نحر مائة ناقة فهو أهون عليّ من ناقة أنحرها عنك وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك وأما طوافك بالكعبة عريانة فأنا أسأل قريشاً أن يخلو لك البيت ساعة فسليه الطلاق. فسألته الطلاق فطلقها وتزوجها هشام فولدت له ( سلمة )
وكان لمحمد لدة هو المطلب بن ابي وداعة السهمي (قيل في اللدة هو المولود معه في نفس اليوم او الوقت)
لما أخلت قريش لضباعة البيت خرج المطلب ومحمد وهم غلامان فاستصغروهما فنظرا إليها وهي تنزع ثيابها ثم نشرت شعرها فغطى بطنها وظهرها حتى صار في خلخالها فما استبان من جسدها شيء وأقبلت تطوف وهي تنشد الشعر فلما مات هشام بن المغيرة وأسلمت وهاجرت خطبها النبي من ابنها (سلمة) لكنه عدل عن طلبه بعد ان قيل له إن ضباعة ليست كما عهدت، قد كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها من فمها.
.
فهل هناك حرية للمرأة أكثر من هذا، فمن خلال البساطة في الفكر البدوي يبرز المصداقية والشجاعة في التعبير، لا تجرؤ اية امرأة اليوم مهما كانت من الاخلاق والشجاعة على الادلاء بمثله، ثم يقال بوأد البنات
الكبيرةُ العجز! الفخمةُ الفرج!
كان عبد الله بن ربيعة من خيار قريش صلاحاً وعفة، وكان (ذَكره لا يرقد) وكان يتزوج المرأة فلا تلبث معه الا اياماً حتى تهرب الى اهلها!
فقالت زينب بنت عمر بن ابي سلمة: ما لهن يهربن من ابن عمهن؟ قيل لها: انهن لا يُطِيقنهُ، فقالت: فما يمنعه مني؟ فأنا والله العظيمةُ الخلق، الكبيرةُ العجز، الفخمةُ الفرج! فتزوجها، فصبرت عليه وولدت له ستة من الولد!
ولا اعرف ما العبرة الايمانية في نشر مثل هذه الاحداث في كتب التراث الإسلامي لابن قيم الجوزية وهو أحد تلاميذ ابن تيمية (مع الاعتذار من الألفاظ البذيئة من مصدرها)
.
والتاريخ الإسلامي يزخر بالنساء اللائي كن علما في زمانهن،
وكلمة أخيرة أي الازمان يجب ان يطلق علبه العصر الجاهلي الزمن الحالي ام زمن ما قبل الإسلام حيث كانت المرأة سيدة محترمة في مجتمعها، بل وحتى الحديث الذي صدعوا الدنيا به وهو ان الجنة تحت اقدام الأمهات ظهر انه حديث ضعيف، ثم يقال العرب في العصر الجاهلي كانت تمارس عادة وأد البنات.



#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)       Yaqoob_Yuosuf#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الخصوصية الشخصية ... وكيف يستغلها الدكتاتوريين لتصفية م ...
- السيرك الالهي للتسلية ام للانتقام
- بضاعتكم ردت اليكم ... ايران تستخدم اسم العراق للالتفاف على ا ...
- محنة لاعب كرة القدم بسام هشام الراوي ...هل هي محنة بسام الرا ...
- هل الدعوة الى عدم مشاركة المسيحيين في اعيادهم ...هي الغاية ا ...
- مؤتمر حوار الاديان من جديد ..... هل هو مؤتمر تبادل التحيات
- سورة الفاتحة ... اساس التعصب الديني في الاسلام
- ما بين عبودي الطنبورجي وعبود الطبرجي ... هل قُتلت المسيحية ف ...
- قضية الخاشقجي ..... الجريمة غير الكاملة ..... وأزمة الشارع ا ...
- هل يمكن ان تعود دولة لبنان سويسرا الشرق؟ الجزء الثاني لماذا ...
- هل يمكن ان تعود دولة لبنان سويسرا الشرق .... ولماذا لبنان وح ...
- الرنكة الحمراء والمستقبل المفضوح للعراق الجديد
- ما كتب على الصخر لا تمحوه العواصف هل التوثيق الصخري ام الشفه ...
- لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ على أَن يَأْتُوا بِم ...
- متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
- حكم الشيعة في العراق .... اسمه في الحصاد ومنجله مكسور
- ماذا يعني فوز فرنسا بكأس العالم
- هل الانانية العربية السبب الرئيسي في افشل المغرب للتأهل لمون ...
- الموصل .... مدينة ركبها عفريت اسمه الطائفية... ولا تعرف كيف ...
- عندي قلب .... وانت


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يعقوب يوسف - وأد المرأة قبل الإسلام ..... وأزمة الفكر الإسلامي في المرأة