توني جرجس توفيق
(Tony Girgis Tawfik)
الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 01:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن المعرفة الكونية مثل عقل عظيم امتدَّ ليشمل الكون كله، حتى في الفراغ المظلم الذي يمتد في كل أنحاء الكون يظهر الصمت الذي هو فكرة من أفكار ذلك الوعي الكوني الممتدّ. فإذا فكَّر هذا الوعي في ابتسامة، لظهر على الفور طفل يبتسم حاملاً بين يديه لعبة جميلة. تتجسَّد الفكرة على الفور... لذلك تكوَّن الكون كله بكلمة. حتى أن الوعي الإنساني فيه بعض من طبيعة ذلك الوعي الكوني. فعلى سبيل المثال، يستطيع الإنسان رسم عالم كامل متكامل لم تر عينه أيّ من ملامحه من قبل، إلا أن الرغبة الروحية و الرغبة في الارتباط بالوعي الكوني مكّنته من الرؤية... كما يستطيع الفنان تجسيد فكره بالألوان، يستطيع أيضاً الإنسان أن يجسد الفكرة إلى واقع ملموس يمكن للآخرين حتى رؤيته إذا ما استطاع أن يدرك العلاقة بين الرغبة في تجسد الوهم، و الإيمان بتلك الرغبة... إذا ما استطاع أن يصنِّف الرغبة إلى رغبات مادية ورغبات أخرى كونية.
هناك في الواقع قصة لطيفة يمكن أن تُعطي بعضاً من ملامح تلك العلاقة بين الرغبة المادية و الرغبة الروحية، رابطةً كل ذلك بتلك الإرادة الأسمى.
رجل الإطفاء
كان هناك رجل يعمل كإطفائي في إدارة مكافحة الحرائق. إمتلكتْه رغبة شديدة برؤية جوهرة رائعة في الطابق الأول من متحف كنوز في مدينته، ولكن لفرط ارتفاع قيمة تلك الجوهرة، تم منع الزوار من رؤيتها لفترة زمنية ما. كان يذهب إلى ذلك المتحف كل يوم ، حتى أنه كان أحياناً يتشاجر مع حراس الأمن الخاص بالمتحف من أجل أن يحصل ولو على نظرة واحدة. فشلت كل محاولاته، إلى أن شبَّ حريق خطير في الدور الثاني من المتحف عن طريق الخطأ. عندها اندفع رجل الإطفاء لإنقاذ الأرواح في المتحف المحترِق، حينها دخل من البوابة، نظر إليه الحراس، سمحوا له بالدخول دون حتى أن يعرفوه. أما هو فاندفع نحو المتحف إلى الدور الثاني مباشرة باحثاً عن الأحياء بين ألسنة النار... وبعد أن أنقذ الجميع، نظر نظرة نحو الجوهرة من بعيد ثم خرج من المتحف.
#توني_جرجس_توفيق (هاشتاغ)
Tony_Girgis_Tawfik#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟