|
العاشقين
مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 18:17
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
العاشقين
فرقة العاشقين كتاب من اعداد عبد القادر خطاب وفاطمة غرابة، وهو كتاب يقع على متن 350 صفحة من القطع الكبير، والكتاب يوثق القصة الكاملة لتجربة فرقة اغاني العاشقين وسيرتها الفنية والوطنية. هناك حكمة قديمة تقول :" ان الوفاء للاسلاف لا يعني الحفاظ على رمادهم، وإنما حفظ اللّهب الذي اشعلوه وتوريثه شعالا متقدا وبكل الق الى الاجيال اللاحقة".
مارس الغناء الفلسطيني دوره الذي جُبل عليه في مسيرة شعبه بكل وفاء وجدارة واتقان؛ فقد ظل الغناء فعلا حيويا محرضا على المقاومة في الروح الفلسطينية ، وحالة استثنائية تنزرع في الوجدان الفلسطيني، وكل هذا يأتي ضمن اصرار الشعب الفلسطيني على حقه في الحياة وقدرته على استجلاب الفرح للقلوب واستمطار الامل مزيدا من الامل . فالغناء ضمن هذا السياق فعل انساني، يحمل في ثناياه قدرة الانسان على صياغة المعنى لوجوده، وعلى قدرته على تجميل معنى الحياة، والارتقاء بمعانيها، واثبات قدرته الروحية ، ودرء الانكسار في اعماقه.
بهذا السياق لعبت فرقة اغاني العاشقين دورا هاما واساسيا في خلق وتطوير حالة الوعي الوطني لدى الشعب الفلسطيني بكل فئاته، واسمهت الفرقة بأغانيها وكلماتها واصواتها ودبكاتها اسهمت في بث روح المقاومة والنضال والتحدي؛ فغنت للشهيد والاسير والجريح وللمخيم والقرية والمدينة وللفدائي وللعلم وللكوفية والبندقية. وكانت اغانيها على الدوام محفزا ودافعا للفعل النصالي الى الامام، واصبحت مع الزمم اغانيها تعبر عن مرحلة مهمة من مراحل النضال وبالتالي اصبحت اغانيها تمارس مهنة اخرى غير مهمتها الرئيسية فأصبحت بهذا المعنى تجسد الروح الوطنية السائدة وتعبر عنها واصبحت تؤرخ وتوثق لمسيرة طويلة من النضال اضافة الى مهمة رئيسية حملتها على عاتقها بكل جدارة حيث حملت راية التثفيف الوطني بإمتياز، ورفعتها عاليا في السماء وحافظت عليها راية خفاقة تسعد القلوب وتفرح العقول.
في هذا الكتاب بحث مستفيض عن فرقة اغاني العاشقين مع شيء من التوسع المصحوب بتقديم مشهد بانورامي عام للغناء الوطني الملتزم وتاريخه، مع اطلالة سريعة على اهم الفرق الغنائية الوطنية واهم شعراء هذه الاغاني، ودور هذه الاغاني في الثقافة والوعي الوطني وفي التعبئة والتحريض.
يتكون هذا الكتاب من مقدمة تناولت عرضا عن تاريخ الفن الفلسطيني في التراث والشعر الشعبيين(الحدّا أو الزجل) ثم يلي المقدمة تعريف ببعض فرق الفنون الفلسطينية، واجزاء من سيرة الشعراء الذين قدموا للاغنية الوطنية.
يتناول الكتاب قصة فرقة العاشقين من النشاة والتأسيس واول الخطوات واول الافكار، كما يعرض الكتاب التوزيع الهيكلي للفرقة ويقدم كل ملحنيها وكتاب اغانيها بالاضافة لكل من شارك فيها من مغنيين ومدربين وراقصين واداريين . كما يعرض الكتاب قصصا وقصائد قديمة بالاضافة الى عرضه بالتفصيل والتوثيق والتسجيل لكل اغاني الفرقة والبوماتها تحت عنوان(ديوان العاشقين) ، ويتناول الكتاب بين دفتيه ايضا شهادات مثقفين ومبدعين في فرقة العاشقين دون ان يغفل الكاتب عن ايراد فصل لنوتات الاغنيات متبوعا بفصل آخر لبعض رواد الفرقة .
يقول الشاعر عبد الناصر صالح في الكتاب :"لم تكن صدفة ان يصعد العاشقون سلم اللحن وفجر الاغنيات، فهذا الساحل الفلسطيني الذي برأ الحروف وسير السفن اصر ان يسجل في ذاكرة الكون وضمن اوائل المكتشفات الاثرية، مزمارا فلسطينيا يصل الفرح بالفرح، ويصل السماء بمنجل الحصاد. ولأن هذه الارض ابنة السماء ورسولها، وعدت الكون بهالات الارض، ما زالت ترسل عرافيها الى الشعوب والقبائل بالتحضر واحتضان النجم والمسرة، ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الملتصقة بحناء التراب في مقاومة المنافي والابادة، كان لابد من زراعة الاساطير على جذع زيتونة مبللة بالندى والسيف والاغنيات".
الكتاب اعلاه بالاضافة الى كتاب اغاني فرقة بلدنا وكتاب اغاني الفرقة المركزية الفلسطينية وكتاب ابو عرب حداء واغاني الثوار وكتاب فرسان الزجل والحداء الفلسطيني جزئين وغيرها وبعض الاشرطة والمحفوظات في المجلات بالاضافة الى ما ورد على الشبكة العنكبوتية تشكل كتبا ارشيفية ومصادر مرجعية مهمة لاي باحث ومهتم بالاغنية الوطنية الفلسطينية او ما اصطلح على تسميته بالاغنية السياسية الملتزمة.
بقي ان نشير وحسب ما جاء في ويكيبيديا الى ان فرقة أغاني العاشقين هي فرقة غنائية فلسطينية تأسست عام 1977 في دمشق عاصمة سوريا، لها العديد من الاغاني الوطنية الفلسطينية.
وقد شدت هذه الفرقة باغاني من اشعار كبار شعراء فلسطين وعلى راسهم الشاعر احمد دحبور الراحل محمود درويش، الراحل توفيق زياد، سميح القاسم اضافة إلى أبو الصادق صلاح الحسيني، والشهيد نوح إبراهيم، وحسين حمزة والمرحوم الشاعر يوسف الحسون و اخرون. ووضع معظم الحانها حسين نازك اضافة إلى محمد سعد ذياب، كما لحن بعض عدد من اغانيها كل من مطيع المصري ومحمد هباش.
كانت فرقة العاشقين صوت فلسطين الحر الذي اثبت حقيقة ان الثورة الفلسطينية المعاصرة لم تكن بندقية ثائر فقط بل كانت بعدا ثقافيا شكل استثناء تاريخي لهوية شعب لاجىء، روت اغانيها قصة شعب يكافح لنيل الحرية والاستقلال. غنت فرقة العاشقين في العواصم العربية و الشيوعية، وقامت بجولات غنائية في العديد من الدول الاجنبة منها اليونان الولايات المتحدة الأمريكية كندا بريطانيا وغيرها ونالت هذه الفرقة جائزة في مهرجان نانت الفرنسي للفن الشعبي وغيرها من الجوائز التقديرية.
استمرت العاشقين بالعمل لعام 1993م بعد ان انتجت مجموعة كبيرة من الاغاني واللحوحات الفلكلورية ومجموعة البومات غنائية ومن أشهر اغانيها : البوم بام عيني 1977 من أشهر اغانيه - يا ظلام السجن خيم ،مويل الهوى ،اللوز الاخضر والله لازرعك بالدار ،ربما ، عن انسان - يا دامع العين والكفين،يحكون في بلادنا.
مغناة سرحان والماسورة 1979
شريط عن عز الدين القسام 1981 (أبو إبراهيم ودع عز الدين - يا ويل ويلكم من الشعب - هدى البلبل عالرمان - هذا هو قدر الإنسان - يا حلالي يا مالي - سجن عكا.....
شريط بيروت 1982م (اشهد يا عالم - جفرا - ظريف الطول - جمع الاسرى - يمشي على الجمر - يا شوفتي للنسر .....
البوم دلعونا وظريف الطول 1983
البوم طير الغربة 1985
مغناة الارض 1987
البوم اطفال الحجارة 1988
البوم مغناة الانتفاضة 1989
البومين للجذور (الامتداد للعاشقين) ومن اغانيها سبل العيون - زغردي يم الجدايل - فلسطين مزيونة -البطل نادو عليه - يا رامي الحجار - حجر حجر بيدي حجر - يا صبايا زغردن .....
كانت العاشقين رافعة من روافع العمل الوطني تمارس دورها في التعبئة والتثقيف دون كلل او ملل، كانت اغانيها حاضرة في كل الاعراس والافراح والحفلات والسهرات والمظاهرات، كنا نسير في الشوارع على ايقاعها ونردد في الامسيات والمظاهرات كلماتها كهتاف وشعار وعنوان ونسير مع كلماتها كنهج وطريق نحو فلسطين، وهي بدورها كانت دائما صورة فلسطين المتألقة والصادقة والمعبرة عن الحدث والقضية.
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دليل حركة المقاومة الفلسطينية
-
أما بعد ؛ كفاح طافش
-
موت أرتيميو كروز رواية لكارلوس فوانتس
-
خواطر فلسطينية، عبدالفتاح القلقيلي ابو نائل
-
القطا لا ينام ، غريب عسقلاني
-
قصائد منقوشة على مسلّة الاشرفية
-
رائحة التمرحنّة
-
حياة معلّقة
-
سرد فلسطيني ، المتوكل طه
-
تعليم المقهورين
-
الصَبّار
-
النهوض في زمن الركود؛ بكر ابو بكر نموذجا
-
وداعا يا ذكرين
-
رحلة لم تكتمل
-
سنكون يوما ما نريد؛ محمود درويش
-
موسم الثلج الحار
-
شوارع المخيم
-
ثمناً للشمس
-
يهوذا الاسخريوطي والزواف
-
وزير إعلام الحرب
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|