أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - الوحد قوة..أحيانا!!














المزيد.....

الوحد قوة..أحيانا!!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 17:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوحدة قوة..أحيانا!!
بفلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله - أستاذ جامعي وكاتب مصري
(أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد/المشارك - كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن "الوحدة" - أو "العزلة" (كما نسميها أحيانا) - ضعف وهشاشة وسلبية..وأن الشخص الوحيد (الذي اعتزل الناس) يكون في الغالب ضعيفا أو مكروها أو منبوذا أو......إلخ! وأنها (في الغالب) مؤشر يدل على الفشل وسوء التكيف النفسي والإجتماعي وقد تكون نتاجا لمحاولات كثيرة ومريرة (لم تنجح) لتقبل الواقع والتعايش معه!! وقد يكون ذلك صحيحا في بعض الحالات، ولكني أرى أنه استثناء لا يرقى إلى مستوى القاعدة العامة، وبالتالي لا يمكن التعميم..فالوحدة (العزلة) ليست مرادفا للفشل..وليست - في كل الحالات - نتيجة (سببية) مترتبة على سوء التكيف مع الآخرين وعدم القدرة على تقبل الواقع والتعايش معه..وبالتالي، ليست مرادفا للتعاسة أو قرينا للحزن والإكتئاب!!

على العكس تماما، قد تكون الوحدة أو العزلة قوة في حد ذاتها..ففي بعض الحالات، قد تكون الوحدة لدى الفرد طاقة كامنة (هائلة) تدفعه دفعا حثيثا إلى النجاح والتميز والإنجاز..فالشخص الوحيد (المنعزل) قد يكون من هؤلاء الذين اختاروا العزلة والهدوء (بمحض إرادتهم)، فقويت لديهم ملكة التفكير reflection والتأمل الذاتي (الإستبطاني) introspection نتيجة لقلة علاقاتهم الإجتماعية (المتشابكة)، فأصبحوا قادرين على امتلاك زمام الأمور في أيديهم (مثل المايسترو الذي يقود الأوركيسترا أو محرك عرائس الماريونيت) وكأن خيوط اللعبة (كلها) في أيديهم.. مما يجعلهم قادرين على التحكم في حياتهم وتسيير أمورهم في الوجهة التي يريدونها وبالكيفية التي تلائمهم - دون أن يتدخل أحد في ذلك!! ومثل هؤلاء تزداد لديهم مهارات التخطيط الجيد والإدارة الذاتية وتوقع المستقبل وإدارة الأزمات crisis management ويقل لديهم السلوك الإنسحابي والتسويف procrastination

وقد تكون الوحدة قوة عندما ترتبط بالمشاعر الإيجابية للفرد (مثل الحب والحماس والتفاؤل والإخلاص في العمل والتعاون مع الآخرين والتفاعل معهم - ولكن عبر الوسائط التكنولوجية)..فهناك الكثير (مثلي) ممن يجد سعادته في استخدام لوحة المفاتيح والكمبيوتر الشخصي لما يزيد عن 12 ساعة يوميا دون كلل أو ملل..فقمة السعادة عند هؤلاء تكون في مجرد الضغط على مفاتيح الكيبورد والإنغماس في شيء ما مفيد والخروج - في النهاية - بعمل أكاديمي أو فني!! إذن الوحدة لديهم - ولكن بصحبة جهاز تقني أو ثقافي - أفضل مليون مرة من الذهاب للنادي مثلا أو القيام بنشاط إجتماعي أو لعب الكرة أو الجلوس في المقهى أو....أو......وليس معنى هذا التقليل من قيمة هذه الأنشطة الإجتماعية والرياضية المفيدة جدا للفرد في حياته لتفريغ طاقته وتجديد نشاطه، ولكني أوردتها كمثال أقارن من خلاله بين العمل المنزلي المنغلق indoor activities الذي يلائم الوحدوييين (إن جاز التعبير) والذي قد لا يروق للكثير منا، والعمل الحر أو الأنشطة خارج الأبواب المغلقة outdoor activities الشائعة بيننا للدلالة على أن الأمر كله يقع تحت إمرة التفضيل الشخصي personal preference - بغض النظر عن مدى شيوعه واتساع نطاق ممارسته بين أفراد المجتمع..وكثيرا ما نلاحظ أن العديد من الأدباء (مثل نجيب محفوظ) والفنانين والسيناريست (مثل المؤلف الراحل/ أسامة أنور عكاشة) كانوا يجمعون بين الحسنيين (الجلوس في المقهى مع الناس والقيام - في نفس الوقت - بالتفكير والتأمل الذاتي والتأليف)..وأتذكر أني سمعت الأخير (رحمه الله) يصرح في لقاء تليفزيوني معه قائلا أنه كان يرتدي الجاكيت وكوفيته الشهيرة (غالبا بغرض التخفي والتنكر) ويجلس بين الناس في المقاهي العامة في مساء رمضان عند عرض أعماله التليفيزيونية (مثل ليالي الحلمية و زيزينيا) لكي يرى (على الطبيعة) ردود أفعال الناس وتفاعلهم المباشر مع الحلقة..

وقد تكون الوحد قوة عندما ترتبط بطبيعة الفرد نفسه؛ كميله إلى الإيمان والهدوء والسكينة tranquility وراحة النفس..فهناك من لا يجد سعادته في الصخب والصوت العالي والتوتر والضغط ولا يمكنه العمل (أو الإنجاز) في هكذا بيئة أو مناخ..ففي هذه الحالة، يعتزل الفرد القيل والقال ويكون راضيا عما يفعله (وحيدا) بعيدا عن الناس، خاصة إذا كان هناك ارتباط شرطي بين مخالطة الناس من جانب والتوتر والقلق والضغط الغصبي وتأنيب الضمير وكثرة الآثام والذنوب والمعاصي من جانب آخر..
وهناك الكثير من الأمثلة والبراهين على أن الوحدة قوة ولكن لا يتسع المقام لذكرها..
خالص تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الرجولة..
- همسة اليوم: -إنت جبت قسوة القلب دي كلها منين؟!-
- النصائح الذهبية..للفتاة العصرية
- خواطر فيسبوكية: اليقين..
- همسة اليوم: قلوب ذهبية!!
- همسة اليوم: أكمل..يكمل لك الله!!
- همسة اليوم: كم من إبليس بيننا في ثياب البشر!!
- الإسقاط النفسي (المرضي) هو...
- تعليقا على الحلقة الأخيرة من مسلسل -علامة استفهام-: بدأ بعلا ...
- همسات راقية (أذكركم ونفسي):
- خواطر فيسبوكية: عندما تنتحر المشاعر وتموت العلاقات!!
- الجنون هو... الزقمرة (الزمجرة)!
- معلومة تهمك/تصحيح بسيط: دكتور ولا طبيب؟!
- عبير الذكريات!
- لحظة صدق: من أنا؟!
- خواطر شتوية: وماذا بعد يا قلب؟؟
- نكبر.. فتعلمنا الحياة أن...
- همسة شتوية: خواطر وتأملات!
- شكرا ٢٠١٨..فقد علمتيني أن:
- خواطر شتوية: النسبية - -أنا- يتوقف على -أنت-!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - الوحد قوة..أحيانا!!