وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 19:41
المحور:
سيرة ذاتية
وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/12
(تساؤلات)..
(1)
جَمَعْنا هُمُومَ الْمَسَاءِ
وَسِرْنا عَلَى شَاطِئٍ مُقْفَرٍ كَخَريفٍ
جَمَعْنَا هُمُومَ الْهَوَى وَمَشَينا
نَجُرّ ذُيُولَ الْمَسَاءِ
وَلَا نُصْبِحُ وَاحِدَا مُطْلَقاً
مَشَينا .. كُنّا ثَلاثَةً
أنَا.. وَالسّكوتُ.. وَأنْت
وَكانَ لَنا رَابعٌ يَقْتفي خَطْوَنا
وَلَكِنّنا لَا نَرَاهُ.
(2)
نَظَرْتُ إلَيْك
إلَى الشّاطِئِ الْمُقْفَرِ الْمُسْتَريبِ
لِتِلْكَ الشّجَيْرَاتِ وَالنّبَقِ الْحُلْوِ
وَمِنْ فَوْقِنا هَامَةٌ تَعْبُرُ
تَرْفَعُ صَوْتَهَا بِالصّدَى
ثُمّ تَمْضِي
وَيَبْدَأ صَمْتٌ كَئيبٌ.
(3)
أسَائِلُكِ الْآنَ كَيْفَ أتَيْتِ؟
لِمَاذا أتيتِ إليّ؟
وَقَلْبي حَزينٌ..
يُصَدّعُهُ مَوْتُ عِصْفُورَةٍ
مَا وَرَاءَ (الشّريعَهْ)
وَأكْتُمُ صَوتي وَأبْكي مَلِيّا
وَ(مَهْروتُ) يَمْضِي بَعيداً.. بَعيداً
وَيَتْرُكُني خَلْفَهُ مُوحَشاً
مَعَ الصّمْتِ وَالْمَرْأةِ الْقَاتِلَةِ.
(4)
لِعَينينِ.. مِنْ صَدَفَاتِ الْمَحَارِ
بَريقُهُمَا يَمْلَأ نَاظِري
وَخَدّينِ مِثلَ تَمَلْمُلِ شَمْسِ الشّتَاءِ
عَلَى الْأفْقِ.. إذْ تَحْتَرِقُ
تُصْبِحُ جَمْرَةً..
أتَشَهّى لِظاهَا
ألَا تَنْظُرينَ؟
يُحَدّثُكِ الشّفَقُ الْآنَ عَنْ امْرَأةٍ
تَنَزّلَ فيها هِلَالاً
وَأصْبَحَ بَدْرَاً.
(5)
لِمَاذا تُزيحينَ وَجْهَكِ نَحْوَ الْغُرُوبِ
وَأبْقَى وَحيدَاً
لِمَاذا تَجيءُ الرّيَاحُ عَلَى غَيْرِ مَا أرتَجي أنْ تكُونَ
لِمَاذا تَكونينَ قَاتِلَتي مَرّتينِ
وَتَرْمينَ أشْرِعَتي بِالنّبَالِ
وَأنْتِ الّتي لَا أزالُ
أريدُ.
(6)
أيَا امْرَأةً مِثلَ هَذا الضّبَابِ الّذي لَا يَبينُ
إلَى أيْنَ تَمْضينَ.. قُولِي
نِبَالُكِ مِنْ جَانِبي. أوْ عَلَيّ
اعْلِني اسْمَكِ
وَلَا تَقْتُلي عَاشِقاً مَرّتينِ
جِرَاحِي هِيَ الشّاهِدُ الْأوّلُ
وَيَشْهَدُ هَذَا الْغُرُوبُ الْخَريفيّ فينا
وَيَشْهَدُ (مَهْرُوتُ)
انّي أحِبّكِ حَقّاً
وَأنّي أمُوتُ.
(2 سبتمبر 1978م)
بصرة/ العشّار
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟