|
الحوار الإيراني الأمريكي
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 6335 - 2019 / 8 / 29 - 22:23
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حان الوقت لتنتهي هذه اللعبة في الشرق الأوسط ، وتتجه شعوبها للبناء والإعمار والتنمية ، فلقد عاشت منطقتنا صراعاً سياسياً وعسكرياً غير متكافئ راح ضحيته الكثير من الأرواح ، وتعطلت فيها حركة الحياة لسنين طويلة ، حان الوقت للإنتهاء من هذا كله والتوجه بصراحة وواقعية لمجابهة التحديات المعاصرة ، بروح المسؤولية و الشفافية والتحلي بالقدر اللازم من الوضوح والدقة .
إن لدى إيران الكثير من الأشياء التي يجب ان تتحدث عنها و تتحاور فيها وتتفاوض ، وفي مقدمة ذلك يأتي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، بعدما إنحاز ترامب لجهة إسرائيل من خلال تبنيه و طرحه لمجموعة أشياء ، أثارة حنق وغضب الفلسطينين و لم تسهم في حل الصراع بل زادته تعقيداً وتراجعاً ، بدءً من إعترافه بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ومن دون النظر حتى للقرارات الأممية ومجلس الأمن في ذلك ، وإنتهاءاً بما يُحكى عنه و يسمى - بصفقة القرن - أو الوطن البديل سواء في الأردن أو في سيناء ، وهذه الخطوات والإجراءات جعلت من غير الممكن الثقة بترامب وبما يقوم به .
والفلسطيني كان يأمل وهكذا كان ظنه يسبقه ، إلى أن أمريكا ستدفع بعملية السلام للحل بين الطرفين وتجعل من قضية التعايش بين الشعبين ممكنة ، خاصةً والقضية الفلسطينية وصلت إلى مراحل متقدمة من الناحية النفسية والثقافية ، وهكذا كان ظن الإسرائيلي بعد إتفاقات أوسلو والذي عمدت منظمة التحرير من جهتها للتخفيف من حدة الصراع وجعله في الإطار السياسي والإعلامي المسموح به .
هذه النقطة يمكن للإيراني أن يتباحث فيها و حولها كثيراً و مطولاً ، وفي هذا المجال يمكنه ضم جهات فلسطينية رسمية وغير رسمية لهذا الحوار وتقديم وجهات نظرهم ، وبذلك يخرج الإيراني من كونه مثيرا للفتنة أو مغردا خارج السرب ، ومن أين تأتي هذه الإمكانية ؟ نقول إنها تأتي بعدما تراجع سهم الإهتمام العربي بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني ، ولم يبق غير الإيراني في الساحة وهو وحده الذي يمكنه مناقشة ذلك مع الإمريكي ، وفي هذا سوف لا يكون لأمريكا الحق بإتهام إيران بالإرهاب ومساعدة وتشجيع المنظمات على ذلك في الشرق الأوسط ، وهذه ورقة مهمة في يد الإيراني حين يفتح باب الحوار وما يتطلبه من حسم الصراع وإغلاق منافذه .
كما إن للإيراني الحق في فتح باب الحوار مع أمريكا حول - هضبة الجولان - التي صرح ترامب بإنها جزءا من أرض إسرائيل الموحدة ، وفي ذلك التصريح أو الإعتراف قفز على الحقايق التاريخية والقانونية ، أعني إنه حتى لم يأخذ بعين الإعتبار - وديعة رابين - ، وإذا كان مطلوبا من إيران الخروج من سوريا بإعتبارها تهدد أمن إسرائيل الوجودي وتشجع قوى راديكالية فلسطيينية وعربية متطرفة في هذا الشأن ، فمن باب أولى أن يكون لإيران إشتراطات متقابلة تضميناً لحقوق الشعب السوري في أرضه ، وفي هذا نجد من الضروري أن تدعوا إيران سوريا وقيادتها ليكونوا معها وهي تحاور أمريكا ومن معها ، إذ ليس من المنطق ولا من الطبيعي أن يتحدث ترامب نيابة عن شعوب المنطقة أو يقرر عنهم ولهم في أشياء ليس من حقه ، أمريكا كما هي إيران يجب ان يكون لهما مصلحة مشتركة في تقريب وجهات نظر الأطراف المتنازعة ودفع المتخاصمين لإيجاد حلول واقعية ومنطقية .
وأما في الشأن العراقي فنقول : إن لإيران الحق أن تطالب أمريكا بترك العراق وعدم التدخل بشؤونه الداخلية ، فالتجربة الأمريكية في العراق أثبتت فشلها وعقمها وعدم قدرتها على تصحيح الأوضاع أو بناء الديمقراطية المنشودة ، وبظل أمريكا تعددت أوجه الجريمة والفساد وأنعدم القانون وقلت قدرة العراق وتقلص دوره الوطني .
لإيران الحق أن تقول لأمريكا ومن غير توجس ، إن كنتم تطلبون منا كف أيدينا عن المنطقة ، فمن باب أولى إلتزام الجميع بهذا والسعي الحقيقي ليكون العدل سيد الموقف ، أما التدخل بشؤون إيران الداخلية والطلب منها تغيير نمط حياتها وفق مقتضيات إيمان ترامب ، فهذا تدخل مرفوض لا نصوبه ولا نرغب به لأنه لا يمت للواقع بصلة ، فغالبية الشعب الإيراني مع النظام والدولة وهذه حقيقة يثبتها حتى أشد المعارضين للنظام الإيراني .
وإذا كان الحوار متعدد الأطراف فيجب أن لا يستثنى اليمن من الإعتبار ، تلك الدولة التي تعيش أسوء أزمة في تاريخ البشرية ، وعلى الجميع المساعدة في الحل السياسي ودعوة جميع الأطراف للحوار والضغط في هذا الإتجاه وإنهاء حالة الحرب والصراع ، إذ لا يبدو إن في اليمن من غالب أو منتصر فالجميع خاسرون .
وأما ما يتعلق بالقضايا المعلنة كموضوع النووي والأسلحة الإيرانية ، فليس فيها شيء يُقال لأنها حقاً لا تستحق كل هذه الجهود ، إذن الحوار مطلوب ونحن من جهتنا نؤيده وندعوا له طالما يحقق للمنطقة الأمن والعدل والحرية والسلام ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثمن الحرية
-
قانون التقاعد العام
-
هل يجوز النيابة عن الميت للحج ؟
-
سقط القناع
-
ماذا تعني الضجة المفتعلة حول الإحتفال بكربلاء ؟
-
الفساد في البلاد العربية
-
عيد العمال العالمي
-
الإرهاب في عيد القيامة
-
هزيمة المسلمين
-
وهم العقل الإسلامي
-
عيد النوروز
-
صحيح البخاري
-
بمناسبة الحكم الصادر على قتلة الشهيد حسن شحاته
-
الزواج المدني
-
رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية
-
داعش تعود من جديد
-
أمُنيات 2019
-
الدولة الفاسدة
-
تظاهرات في فرنسا
-
لإحتفال الدولي بنهاية الحرب العالمية الأولى
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 590
-
علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
-
محتجون في بنغلاديش يحرقون منزل والد رئيسة الوزراء السابقة
-
الشيوعي العراقي يدين مخطط التهجير والتطهير العرقي في قطاع غز
...
-
افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد
...
-
س?رکوتوو ب?ت خ?باتي مام?ستايان و س?رج?م موچ?خ?راني ه?ر?مي کو
...
-
الرفيقة شرفات أفيلال عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتر
...
-
من أجل إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: فوضى التشريع وليدة المنهج الفاش
...
-
الاتحاد العام التونسي للشغل يساند ويتضامن مع النقابات المغرب
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|