وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 17:14
المحور:
سيرة ذاتية
وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/11
(أبدٌ)..
مِنْ قَبلِ أنْ أقولَ أيّ شَيءٍ.. تَفْهَمين
مِنْ بَعْدِ أنْ أقولَ أيّ شَيءٍ.. تَلْعَنين
تَعْرِفينَ.. تَلْعَنينَ
تَشْعُرينَ أنّهُ السّكينُ
تجَاوَزَ سَنَوَاتِهِ السّتّينَ.. وَالسّبْعينَ
رَأيْتُ في الْحِجَارَةِ دَمَ الْمَسيحِ
يُحَرّكُ الْحِجَارَةَ الصّمّاءَ..
-(مِنْ وَاقِعَةٍ..)
تَحَرّكَتْ جُدْرَانُ بَيْتِ الْقُدْسِ
وَاهْتزّ مَسْجِدُ الْحُسَينِ
لِأنّهَا الدّمَاءُ.. لَمْ تَجِفّ
لَمْ تَزَلْ تَسْري
تَصْعَدُ في الجّدْرَانِ
سَتَزْحَفُ الجّدْرَانُ نَحْوَ الْبَحْرِ
سَتَزْحَفُ الْمِيَاهُ نَحْوَ الْبَرّ
وَيَلْتقي الإثنَانِ
وَيُولَدُ الإنْسَانُ
حُرّاً بِلا قيودٍ
طُهْرَاً بِلا أكْفَانٍ
سَتَثأرُ الْأحْجَارُ.. وَالْأشْجَارُ
سَتَخْرُجُ الْمِيَاهُ مِنْ حِجَارَةِ الْغَضَبِ
وَتَغْرَقُ أزِقّةُ (كَفّار)
سَيُولَدُ الْمَسيحُ مِنْ جِذْعِ شَجَرَةٍ
نَمَتْ مَعَ الْقِرُونِ
تَجَذّرَتْ.. تَفَرّعَتْ
وَلَمْ تَزَلْ في جَأشِها تَصيحُ
يَا أمّةً في أرْضِهَا
اسْتُشْهِدَ الْمَسيحُ.
مِنْ مَوْقِفِ التّفتيشِ.. لِسَاحَةِ الإعْدَامِ
مِنْ رُبَى (كيب تاون).. حَتى ثُرَى (بَيْتْ لَحْمْ)
نَمُوتُ.. مِنْ أجْلِ أنْ يَعيشوا
لَقَدْ دَفَعْنَا ذَلِكَ الْحِسَابَ
أقسَى مِنَ الْأيّامِ
بِعْنا بِلا حِسَابٍ.. أيّامَنا
صِغْنا بِلا ارْتِيابٍ.. آلامَنا
قَرْنَاً مِنَ الزّمَانِ
عَدّى إلى ثَمَانٍ
وَلَمْ نَزَلْ هُنَا
نُوقّعُ بِالدّمِ.. عَنْ مَصيرِنَا
مَصيرِ مَنْ يَجيءُ بَعْدَنا
تَحِلّ لَعْنَةُ الْأجْيَالِ عَلى رُؤوسِنا
وَنْمَضُغ لُحُومَنا
في زُفْرَةِ الجّحيمِ
نُذَلّلُ الجّبينَ..
نُذَلّلُ قَامَاتِنا
لِلْبَحْثِ عَنْ (مليم)
وَنَسْكُتُ.
سَنَرْفِضُ بِالْإسْمِ
وَنَرْفِضُ بِالدّمِ
وَنَرْفِضُ..
مِنْ سَاحَةِ الْخَليلِ
حَتّى ثُرَى (بَيْتْ لَحْمْ)
وَنَرْفِضُ..
حَتّى يَعُودَ شَعْبُنا
وَيَزْرَعَ الْأشْجَارَ
في كُلّ شِبْرٍ مِنْ هُنَا
وَتَهْطُلَ الْأمْطارُ
وَيَرْجِعَ الْمَسيحُ
لِلْأمّةِ الّتي تُسْتَشْهَدُ
تَصيحُ
وَتَرْفِضُ حَاكِمَها الْكَسيحَ.
(23 نوفمبر 1977م)
بغداد الجديدة
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟