أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر وسام - الكآبة العربية














المزيد.....

الكآبة العربية


حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 07:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في بعض الأحيان يشعر الشخص منا بأن الدنيا تضيق به حتى يشعر وكأنه في قبره لكنه يتنفس ويستطيع الرؤية , لكن ماذا يتنفس دخان سكائره فقط ويرى مدى العتمة التي يقبع فيها !!! وكأنه محكوم بهذا الأمر أو مجبر عليه وهو لا يملك أي وسيلة للتخلص من هذا الواقع المر .
ربما إن ما يشعر به هو الوحدة مع إنه محاط بالأصدقاء , فالوحدة قد تكون كمتاهة لا يستطيع الشخص الخروج منها إلا بقليل الوسائل التي قد تكون معدومة بالنسبة له .
أو ربما إن ما يشعر به هو شيء حتى هو لا يستطيع ترجمته إلى كلمات أو بالأحرى إنه لا يستطيع البوح به حتى أمام أصدقائه أو مقربيه .
إذاً هو يعتبر إن هذا الأمر الذي يجعله يظل طريقه دائماً هو شيء يمس كيانه أو روحه أو قلبه , وفي كل الأحوال فهو يحاول الإبقاء على صورته الطبيعية أمام مجتمعه ومقربيه , حتى لو كانت تلك المحاولة تتم من خلال الضغط على كل مشاعره وأحاسيسه مما قد يؤدي به إلى الشيخوخة قبل أوانها وهي ليست بصيغة مبالغة فالكبت النفسي يؤدي فعلاً بالشخص إلى قمة مستويات الكآبة وهو ما يسمى بالمصطلح العلمي في علم النفس بـ ( نوبة الإكتئاب الكبرى ) والتي تؤثر على معدل عمر الإنسان بالنقصان وبشكل أكيد .
وهذه المرحلة من الإكتئاب لا تتمثل بطبقة معينة من البشر أو بمعنى آخر إن المستوى المادي أو المعاشي للشخص غير ذي صلة بمسألة الإكتئاب ودليل ذلك إن هنالك شخصيات كثيرة مهمة ومؤثرة في مجتمعاتها أصيبت بهذا النوع من الكآبة أمثال ( الممثل هاريسون فورد , الموسيقار لودفيج فان بيتهوفن , نابليون بونابرت , فان غوغ , ونستون تشرشل , إسحق نيوتن , إبراهام لنكولن ) وغيرهم كثيرين .
ونحن قد نمر بهذه الحالة أو إننا عشناها فعلياً لفترة من الزمن أو مازلنا نعاني منها هذا لأننا نعيش في مجتمع أساسه الكبت الإجتماعي و التشدد السياسي و القمع الفكري و التسلط الديني بالإضافة الى زائرنا الجديد الإرهاب .
كان الله بعوننا نحن العرب فنحن كعامة الشعب نعاني وبشكل دائم من ما ذكرناه آنفاً , والمضحك في هذا الأمر إننا أدرجنا قائمة بأسماء مشاهير أصابتهم نوبة الإكتئاب الكبرى وبعضهم حكام في بلدانهم بل وصلوا إلى أبعد مما كانوا يتوقعوه وخارج حدود بلدانهم ولكننا لم نسمع بأن أحد الحكام العرب أصابته هذه النوبة بل يكاد يكون هو من يسببها لشعبه .
ولكننا نعذرهم لسبب واحد وهو لأنهم ( حكام عرب ) أي ما يعني إنهم لا يمتون للإنسانية بصلة لا من قريب ولا من بعيد بل لم يسمعوا بها مطلقاً .
وهذا النوع من الكآبة يصيب الشعوب العربية فقط دون حكامها , فالإنسان العربي إن لم يصب بهذا النوع من الكآبة لا يمكن إعتباره مواطناً عربياً وستسحب منه الجنسية ويعتبر عميلاً لإسرائيل !!! , أو مرتداً عن الدين !!! .
فكيف نستطيع نحن كعرب أن نتجاوز هذه الحالة ونحن نمشي وكأننا مسيرون ونعمل وكأننا عبيد ونجالس بعضنا البعض بدون كلام وكأننا أصنام بل وحتى أفكارنا مقيدة وتخاف أن تدور في خلايا أدمغتنا لأنها تعلم بأننا نتوقع إن الحاكم عندما ينام تأتيه أخبارنا في الأحلام .
متى نتحرر من التسلط ؟ .. فمثلاً في العراق كان صدام يحكم بالنار والحديد والآن بعد التحرير أو الإحتلال سموها ما شئتم أخذ نوع آخر من التسلط يسيطرة على الشارع وعلى الفرد العراقي وهو التسلط الديني , والمشكلة إن هذا التسلط يكون بنوعين نوع شيعي ونوع سني فإذا أخترت أحدهما أغضبت الآخر وتكون عاقبتك إما الموت أو التهجير أو أي شيء يؤدي بك الى النهاية , وإذا لم تتبع أي منهما فقد خلقت لك عدوين في آن واحد .
فالإنسان العراقي كمثال في الوقت الحاضر مستعد لأن يبيع بيته وأرضه وأغلى ما عنده ويرحل عن هذا البلد بل إنه بدأ يكره نفسه كونه عراقياً فإنطبق عليه ما قاله الشاعر في بيته المشهور :
هذا ما جناه علي أبي وما جنيته على أحد
نتمنى في قادم الأيام أن نكتب بحرية ونفكر بحرية ونعمل بحرية ونعيش بحرية , ولكنها تبقى أمنيات ولا ندري متى تتحقق لأن :
ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن



#حيدر_وسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر وسام - الكآبة العربية