أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد القشطيني - السبيل الجاري للحصول على الانتحاري














المزيد.....

السبيل الجاري للحصول على الانتحاري


خالد القشطيني

الحوار المتمدن-العدد: 445 - 2003 / 4 / 4 - 03:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

هذا آخر ما كنت اتوقعه في حياتي، ان اسمع عن عراقي ينتحر من اجل حكومته، ولكن هذا ما جرى السبت الماضي. وبعد تكرر ظاهرة الانتحار كما يسميها البعض او الاستشهاد كما يسميها آخرون، في شتى ربوع افرو آسيا من اندونيسيا الى العراق وتركيا ففلسطين، توقفت لأفكر بهذا الموضوع، لماذا ينتحر اي انسان من اجل حكومته او وطنه او مبدئه؟ وطالما اصبحت الظاهرة موضة عالمية، ونظرا لاعتباري كاتبا حريصا على خدمة امته، فكيف يمكننا الحصول على انتحاريين حسب الطلب. فكرت بالامر مليا ورأيت ان القاعدة الاساسية التي تضمن الحصول على هذا الهدف هي ان نزيل الفرق عند المواطن بين الحياة والموت بحيث تصبح الحياة عنده لا تستحق الحياة فعلا. هذه هي القاعدة العامة، والآن ما هي التفاصيل والسبل التي تضمن الوصول الى هذه الحالة بحيث يرى المواطن ان موته ربما احسن من حياته وانه لن يخسر اي شيء او يفوته اي شيء اذا مات.
نستطيع ان نلمس ذلك عند مقارنة انفسنا بالشعوب الحرة والسعيدة والغنية، فلا يوجد بين الغربيين احد مستعد للانتحار من اجل بلده او رئيسه او فكرته او ديانته. ينتحرون من اجل الحب او الفلوس او الفشل في الدراسة او العمل او للحصول على قيمة بوليصة التأمين على الحياة. لم اسمع عن احد ينتحر من اجل وطنه. هذا شيء نحن فقط نعمله.
والآن كيف ننمي هذه الروح الانتحارية؟
اولا، عليكم بالكبت الجنسي. اجعلوا الزواج في غاية الصعوبة وارفعوا مبالغ المهور الى اعلى ما يمكن. وبعين الوقت احرموا الشباب من اي فرصة لتبادل الغرام. حرموا عليهم حتى رؤية المرأة.
ثانيا، الجوع. هذا منهج طبق في العراق واعطى نتائج باهرة جدا في استرخاص الحياة، لا سيما عندما يرى المرء اولاده يتضورون جوعا.
ثالثا، قد يتعود الجمهور على الجوع والحاجة بعد بضعة اعوام فيتصور انه حالة طبيعية. ينبغي تصحيح ذلك وتفادي هذا التصور باغراق المخازن الارستقراطية بشتى المأكولات النادرة والبضائع النفيسة التي لا يستطيع المواطن العادي شراءها مع علمه بوجودها.
رابعا، تشجيع البطالة بحيث يمل الانسان من الحياة وتعطيه ما يكفي من الوقت للتفكير بان الموت ربما يفضل عليها فيسائل نفسه لماذا اعيش؟
خامسا، زعزعة الاستقرار باصدار قوانين وانظمة جديدة معقدة ثم تغييرها من يوم الى يوم بحيث تشوش ذهن المواطن وتصيبه بدوخة مزمنة ويصعب عليه تبين اي شيء في الحياة.
سادسا، اشاعة الرعب في البلاد باسم الوطنية والدين، ارغام الجمهور على زيارة المقابر اسبوعيا وفي الاعياد والمناسبات الوطنية.
سابعا، الاستفادة من وسائل الاعلام المتطورة، خاصة التلفزة وما وراءها من نرفزة، يكون ذلك باذاعة خطب الرئيس والمسؤولين مرارا وتكرارا دون ما شيء يقطعها غير الاستعراضات العسكرية وقصائد المديح والتعظيم. هذا موضوع يتطلب المثابرة حتى يصاب المواطن بصداع مزمن ويفقد الرغبة في البقاء حيا.
ثامنا، اجبار الناس على تعلم قواعد اللغة العربية وعلم النحو ومحاسبتهم عن اي خطأ فيها.
تاسعا، حث الناس على التوفير ثم مصادرة ما يوفرون وتشجيع الاستثمار ثم تأميم الصناعات المستثمرة.
عاشرا، منع الجمهور من السفر واعتبار كل مسافر خائنا للوطن.
باتباع مثل هذه الارشادات سيمكن الوصول الى تلك الحالة المطلوبة التي لا يصبح للحياة معها، اي معنى ويكون موت المواطن وحياته سواء. ولكن كثيرا ممن يصلون هذه المرحلة تراهم ينهون حياتهم بالرصاص او شرب السم او القاء انفسهم في النهر ونحو ذلك من العمليات العديمة المعنى. هذا تبديد للثروة الانتحارية للبلاد. المطلوب هنا توجيهها للاغراض الاستراتيجية كالدفاع عن الحاكم وذويه. يتطلب هذا اقناع الشخص بان سبب العلقة الموجعة التي تلقاها من جيرانه لغرامه بابنتهم يعود الى الاستعمار وان الرشوة التي طلبها منه ضابط التجنيد ستذهب للعدو الصهيوني، واذا طالبه الطبيب بأجرة لادخاله للمستشفى فذلك يعود لتدريبه في مستشفيات بوسطن الرأسمالية. ما ان يتم اقناع الزهقانين من حياتهم بذلك حتى تراهم يشدون احزمة الانتحار على بطونهم ويذهبون ويفجرون انفسهم بجانب اي راهبة او سائحة امريكية يجدونها في طريقهم.
الشرق الأوسط، 3/4/2003



#خالد_القشطيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد أعلم والسكوت أسلم


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد القشطيني - السبيل الجاري للحصول على الانتحاري