أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - كلامٌ في الحبّ من منظورٍ علميّ














المزيد.....


كلامٌ في الحبّ من منظورٍ علميّ


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ممّا لايمكن إغفاله أنّ أغلبيّة البشر السّاحقة تنظر إلى الحبّ وكأنّه شيءٌ معنويٌّ فقط يرتبط بالشّعور الإنسانيّ الذي تظنّه هذه الغالبيّة أيضاً أنّه حالةٌ فوق ماديّة
يعود ذلك كلّه إلى أنّ هذه الغالبيّة من البشر لاتعرف شيئاً عن فيزياء الكمّ
تقول فيزياء الكمّ ببساطةٍ شديدةٍ أن كلّ مافي الوجود هو حالةّ موجيّة كهرطيسيّة ولاشيء غير ذلك .بمعنى أنا . أنت . الحجرة . الشّجرة كلّ شيءٍ هو صرّةٌ من الأمواج تآلفت مع بعضها البعض وكوّنت أنا .أنت .الحجرة . الشّجرة إلخ .......
فأنا عبارةٌ عن مجموعةٍ هائلةٍ من الأمواج تجمّعها أعطاني شكلي الذي تراه
ومالتّفكير أيضاً سوى حالةٍ كهرطيسيّةٍ تحدث في الدّماغ سببها فكرةُ أو صورةٌ تراءت لهذا الدّماغ وتمّ زرعها في القرين
إنّ الشّعور بالحبّ هو حالةٌ ناتجةّ عن تأثير موجاتٍ صادرة ٍ من شخصٍ ما وهذه الموجات هي مانسمّيه الطّيف غير المرئي تحمل إلينا معلوماتٍ تتطابق إلى حدّ بعيدٍ مع صورةٍ قياسيّة لشريكٍ محتملٍ نرغب أن يكون لنا ومعنا
فمثلاً وبعيداً عن الحبّ لكي نفهم الأمر بشكلٍ بسيطٍ حاسّة الذّوق عند الكائن الحيّ ماإن تستشعر بكثافةٍ لموجاتٍ ما مخرّبة كما الفلفل الحارّ جدّاً حتى تبدأ ترسل إلى الدّماغ معلوماتٍ بأنّ شيئاً كثيفاً أكثر من اللازم يهاجم الفمّ فيقوم الدّماغ بإرسال إشاراتٍ لمركز الألم فيه الذي يتحرّك بسرعةٍ موحياً للعقل الواعي أن يتصرّف بسرعةٍ فترانا نقذف بهذا الطّعام الحارّ جدّاً خارج فمنا أو إن كنّا ممن نستسيغه نبلعه مع القليل من التّأفف
وهذا مايحدث في الحبّ ما إن نلتقي شخصاً مواصفاته تتوافق مع الصّورة الرّقميّة المختزنة في القرين حتّى يبدأ هذا القرين بإرسال شاراته المتسارعة الكثيفة عبر الغدّة الصنوبريّة إلى القلب الذي ياخذ بالتّسارع ليستطيع التّجاوب مع هذا السّيل المفاجىء من الموجات التي يرسلها القرين والتي تقول لنا هذا هو الشّخص المطلوب فيبدأ وعينا بالإرتياح لهذا الشّخص وهذا الإرتياح هو مانسميه : الحبّ
لماذا ننجح بالحبّ ؟
ومع البحث عمّا يثبت لنا أنّ الشّريك خائنٌ بطبعه نتصرّف بطريقةٍ نبني فيها صورةً للخيانة المحتملة للشّريك ونبدأ بالعمل على إثبات صحّتها فنبدأ بالتّحايل والبحث والإستقصاء والتّنقيب خلف هذا الشّريك ونبدأ نفسرّ أيّ تصرّفٍ له معنا إن كان مثلاً بعض إهمالٍ بدون قصد بسبب الإنشغال أو بسبب التّعب النّفسي أوالجسدي أو ............
وعندها سنبدأ بتجميع هذه الأوهام ونوحي للقرين على أنّها حقائق وبسبب إستمرار البحث والتّجميع تتراكم في القرين صورةٌ مناقضةٌ للشّخص الذي قال لنا عنه سابقاً : هذا هو
ويبدأ القرين بإرسال شاراتٍ إلى القلب عبر الغدّة الصّنوبريّة أنّ هذا الشّخص هو مثله مثل الآخرين خائنٌ وسنبدأ بالنّفور منه ونتصرّف بشكلٍ يوحي له أي لهذا الشّخص أن إرحل عن عالمنا فأنت لست فيه ولا منه وبذلك نكون قد أثبتنا لأنفسنا أنّنا كنّا على حقّ : كلّ الشّركاء خونةٌ (كلّكم متل بعض ) وتستمرّ المأساة التي نعيشها ولا سبب لها إلا خيانتنا نحن لأنفسنا بسبب فكرة الخيانة التي زرعت في القرين ولم نفكّر بتغييرها أبداً
كم من النّساء تعّرضن لمحاولات إغتصابٍ في سنٍّ مبكّرةٍ ومن بعدها لا ينظرن إلى الجنس على أنّه سوى محاولة إغتصابٍ حتّى لوكانت ممارسته مع حبيب ؟
دائماً السّؤال الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا هل نحن فعلً منصفون في تفكيرنا بطبيعة آخر وهل حقّاً نريد شريكاً في الحبّ قبل أن نوّرط أحداً معنا في علاقةٍ قد نؤذيه عميقاً فيها ؟
إنّ بحثنا عن أدلّة تثبت خيانة الشّريك ماهو في الوقع سوى بحثٍ لنبرّرفيها خيانتنا له أو في أحسن الأحوال لنثبت لأنفسنا أنّ فكرة الخيانة التي زُرعت في القرين هي فكرةٌ صحيحةٌ بالمطلق



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن والعلم
- في التّربية
- كلامّ في الفلسفة
- كانتا رتقاً ففتقناهما
- الولادة الثّانية
- بين الفلسفة والعلم ...الإنسان من حتميّة نيوتن إلى حتميّة ميك ...
- أهل السّنة والجماعة
- حديثٌ في السّياسة
- أوراق خريف
- أعلن الآن صمتي وموتي
- تقاسيم على أوتار الرّوح
- الوطن ...أنتِ ...أنا
- لماذا القلب وليس العقل ؟
- هايكو سورياليزم
- هايكوسورياليزم
- فلسفة الغفران بين الثّّواب والعقاب
- كلامٌ في العشق خارجٌ على القانون
- التّعميم كظاهرةٍ مدمرّةٍ في العلاقات الإنسانيّة( علاقات الحب ...
- من نحن؟2+3
- من نحن؟ -2


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - كلامٌ في الحبّ من منظورٍ علميّ