|
العراق ومخاطر الحرب بالانابة
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق ومخاطر الحرب بالانابة ادهم ابراهيم
على اثر الانفجارات التي حدثت في قاعدة الصقر قرب الدورة جنوبي بغداد والتي روعت المواطنين. غرد السيد بهاء الاعرجي في تويتر بان الاسلحة التي انفجرت داخل هذه القاعدة هي "أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة، بناء على وشاية عراقية خائنة".ء
وبعد حل هذه المعادلة ذات المجاهيل الثلاثة يتبين لنا بان دولة جارة ربما هي ايران قد وضعت اسلحتها (ويبدو انها غير تقليدية) كامانة في قاعدة للحشد الشعبي (ذكر بانها للشرطة الاتحادية) . وقد استهدفت من دولة استعمارية مثل اسرائيل. بناء على وشاية عراقية خائنة. وتبقى هذه الوشاية في طي الكتمان، ومازالت لغزا، ربما لكونها تؤثر على الامن الوطني المستقر جدا في العراق
علما بان مصادر اعلامية اسرائيلية قد اعترفت صراحة بان اسرائيل هي التي كانت وراء هذه الضربة ومما يؤيد ذلك ان السيد ابو زينب المياحي القيادي في الحشد قد صرح في احدى الفضائيات بان طائرات مجهولة هي التي ضربت القاعدة وليس بسبب تماس كهربائي او سوء خزن كما اعلن في وقت سابق وقبل ايام قليلة شب حريق هائل مع انفجارات في قاعدة بلد في صلاح الدين، وهذه القاعدة تتمركز فيها كتائب جند الامام التابعة للحشد الشعبي ايضا
ويبدو ان اسرائيل تقوم بضرب قواعد الحشد في العراق كما تفعل في ضرب قواعد الميليشيات التابعة لايران في سوريا. ولا احد يجرؤ على التصريح بان اسرائيل هي التي تقوم بهذه المهمات وعلى رؤوس الاشهاد. لماذا؟ لان المقاومة الاسلامية لاتريد التورط في مواجهة مع اسرائيل. وقد صدعت رأسنا لسنين طويلة بيوم القدس وبان تحرير فلسطين يمر عبر بغداد، وها هو طريق بغداد سالك وما من منازل
وهنا يثور سؤال، لماذا تجاهر ميليشيات الاحزاب الموالية لايران بعدائها لامريكا، وتقوم فعلا بتهديد قواعدها. ولاتستطيع التصريح بان الطائرات الاسرائيلية هي التي تقصف قواعدها في سوريا والعراق. اليس هذا لغزا محيرا
وزيادة في التهديد والوقاحة تقول اسرائيل وعلى حسب ماورد بالقناة الرابعة الاسرائيلية ان ضربات الطائرات الاسرائيلية ستستمر في ضرب الاسلحة الايرانية المتواجدة في العراق. وهذا ما كنا نحذر منه من ان العراق سيكون ساحة الصراع الامريكي الايراني. وقد بدأت الحرب بينهما او بالانابة على ارض العراق وليس في ايران او امريكا اواسرائيل. فلماذا يدخل العراق طرفا في صراع لاناقة له فيه ولا جمل؟ . وهل يستطيع رئيس الوزراء السيد عبد المهدي ان يقول للاطراف الاقليمية والدولية المتصارعة ان العراق ملتزم بالحياد. ولايرغب الدخول في هذه الحرب؟ . وهو اساسا لايجرؤ على كبح جماح الميليشيات . وقد هددوا باسقاطه خلال اسبوعين اذا لم يستجب لقراراتهم ومطاليبهم . فاصبحت الحكومة العراقية رهينه بايدي الميليشيات وخصوصا الموالية لايران والتي سميت بالمقاومة الاسلامية كبديل عن شعار تصدير الثورة الاسلامية وماذا حل بقرار دمج فصائل الحشد الشعبي بالجيش والمنظومة الامنية.. لا بل ان هناك محاولات بائسة لتصفية الجيش ودمجه بالحشد بدل ذلك. ليكون الحشد القوة الضاربة البديلة عن الجيش وعلى غرار الحرس الثوري. ومن ينكر ذلك عليه الذهاب الى منطقة جرف الصخر والتي سميت بالنصر ليرى مدى تغول حزب الله العراقي على الحكومة العراقية حتى لاتستطيع اي قوة عسكرية او مسؤول حكومي الدخول في هذه المنطقة المغلقة . وقد سبق وان صرح السيد رئيس الوزراء ان موضوع جرف الصخر معقد سياسيا ! . وهكذا تجرأت الميليشيات المسلحة حتى اصبحت اقوى من الحكومة
ان امريكا كايران برغماتية وهما يعملان على مايوافق مصالحهما ونفوذهما في المنطقة.. ولكن اين مصلحة العراق من هذا الصراع القائم بينهما ومن يدافع عنه . وقد اصبح ككرة ملتهبة يلعب بها فريقين او اكثر
ويتسائل المواطن المنكوب، المغلوب على امره اين موقف العراق المستقل وماهو مستقبله، وقد اصبح تارة حديقة خلفية لايران. وتارة ولاية امريكية تحت سقف البيت الابيض. ومازالت الدماء تسيل من ابناء الشعب العزل الممزوجة بدماء الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي من غير الحزبيين الجرحى والمعوقين الراقدين في دورهم دون رواتب تقاعدية او معونات، وليس هناك من يواسيهم او يعالجهم . والاحزاب متسلطة على رقاب الشعب بفسادها وميليشياتها الوقحة والمافيوية تساندها الدولة العميقة بكل ثقلها امام شعب مخدوع شلت ارادته وغسل دماغه فاصبح لاحول ولاقوة له
ان العراق قد اصبح بين فكي كماشة. فامريكا تطالبه بدعم جهودها في الضغط على ايران وتضييق الخناق عليها. تحت تهديد ايقاف الدعم العسكري والمساعدات المقدمة له ومن جهة ثانية السيطرة الايرانية على كل مقدرات العراق السياسية والاقتصادية. وهي غير مستعدة لمغادرته، بعد ان اصبح الممر الاستراتيجي والممول الرئيس لها
وهكذا سيضطر السيد عادل عبد المهدي في نهاية المطاف الى الوقوف مع ايران للضغوط التي تمارسها عليه، ومعها الميليشيات المسلحة . ويتجاهل المطالب الامريكية، مما قد يتسبب في فرض عقوبات امريكية على العراق كالتي فرضت على ايران. والعراق في وضع قلق ليس فيه ارادة سياسية ولا قيادة حكيمة، خصوصا وان هناك محاولات جادة للاطاحة برئيس الوزراء وهكذا فان الوضع سيزداد سوءا"ونحن امام عشائر مسلحة، وميليشيات تصول وتجول وتهدد وتتوعد والدماء تسيل في كل يوم لاسباب شتى، فضاع الشعب بين ايدي سياسيين حمقى، ينتمون الى طوائف وقوميات شتى لاهم لهم الا التنافس لملئ جيوبهم بالسحت الحرام وهم يستلمون اوامرهم من دول جوار لاتريد للعراق النهوض مجددا، ولا تريد له مستقبلا واعدا خشية سطوته وهو العملاق القادر والمكبل
وازاء كل ذلك يتوجب على ابناء الشعب العراقي الاصلاء ادراك هذه المخاطر، والسعي لانقاذ الوطن . وقد اصبحت الحاجة ملحة لفرض حكومة طوارئ لادارة البلد لمرحلة انتقالية واخراجه من هذا المأزق الواقع فيه والذي يهدد وجوده وكيانه ومستقبل ابناءه ادهم ابراهيم
Sent from Yahoo Mail on Android
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيوع خيانة الامانة في المجتمع
-
مسلسل الربيع العربي ومابعده
-
بدل من ان تلعن الظلام اوقد شمعة
-
التوتر الامريكي الايراني والحرب الشاملة
-
14تموز 1958 من كان خلف الكواليس
-
تحديات اندماج المهاجرين في اوروبا
-
نشر الخوف في المجتمع
-
عادل عبد المهدي والنأي بالنفس
-
ذكرى سقوط الموصل . . وحافة الهاوية
-
روح التسامح بين التعددية والتعصب
-
تراجع الدراما العراقية في مسلسل العرضحالجي
-
من يبكي على وطن ضاع في زحمة الطامعين ؟
-
من المستفيد من الحرب
-
كانت حياتنا مفعمة بالامل
-
النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق
-
حكومة عبد المهدي لا انفراج في الافق
-
التصعيد الامريكي على ايران . . اسبابه واثاره على العراق
-
ماوراء اقليم البصرة
-
حزب العدالة والتنمية التركي . بداية النهاية
-
العودة الى الديكتاتورية ام الملكية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|