|
شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
خالد حسن يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 09:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
# شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي.
- شبوة في ظل الوجود البريطاني.
كانت شبوة من ضمن الأراضي اليمنية التي سيطرة عليها بريطانيا من خلال إتفاقيات الصداقة التي أبرمتها مع المشيخات، ومثلها في تلك المعاهدات ثلاثة مشيخات هي بيحان،العوالق السفلى والعليا، وفيما بعد أصبحت بجزء من إتحاد الجنوب العربي الذي أنشاته بريطانيا.
- تجربة شبوة مع الماركسيين.
ومع استقلال الجنوب اليمني ورحيل بريطانيا، شكلت المشيخات الثلاثة محافظة شبوة، والتي شكلت مساحتها الثانية على مستوى جمهورية اليمن الجنوبي الشعبية، بعد حضرموت كبرى محافظات الدولة.
وأبرز سكان المحافظة ينحدرون من قبائل العوالق، والذين يوصفون بالبدو، وتتسم شبوة بمحافظة أبنائها وروح التقليدية ذات الارتباط بالثرات اليمني، ناهيك عن النزعة الاستقلالية والتي لم تعهد نظام سياسي مركزي حاد في توجهته السياسية على المستوى الداخلي، ولقد لعب ذلك المؤشر عاملا رئيسيا في صياغة علاقة أبناء المحافظة مع النظام الجديد بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، وفيما بعد مع الحزب الاشتراكي اليمني الذي تمخض عنها في أكتوبر ١٩٧٨.
حيث أصبحت من أبرز المحافظات التي إعتراضت على سياسات حكومة عدن، ودفع ذلك السلطات إلى البطش المبكر بأبنائها، وهو ما أدى إلى مقاومة الأهالي للقمع الواقع عليهم من قبل الحكومة، إلا أن المعادلة لم تكن متكافئة مسبقا، فانتهى الأمر إلى أن أصبحوا كمسرح لتجارب النظام في عدن.
ومنذ أواخر الستينيات وخروج محمد علي هيثم وحسين عشال وآخرين من السلطة بفعل الصراع المبكر في أوساط الجبهة القومية الحاكمة ومؤسسات الدولة، تشكلت معارضة سياسية من أبناء شبوة وحط رحيلها في السعودية، والتي وظفتهم لأجل إسقاط النظام في اليمن الجنوبي، وذلك بالتعاون مع النظام في صنعاء.
- علي ناصر يسخر شبوة ضد خصومه في الاشتراكي.
ومع توتر علاقة الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، مع رفاقه في الحزب الاشتراكي اليمني في مطلع الثمانينيات، عمد إلى تعيين محافظ شبوة أحمد مساعد حسين، كوزيرا لأمن الدولة في عام ١٩٨٥، وقام بدوره إستقدام مجاميع مسلحة كبيرة إلى العاصمة عدن، في أواخر عام ١٩٨٥، ومن ثم زج بهم في مواجهات أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦، والتي انقسمت فيها الحزب الاشتراكي اليمني إلى تيارين، ومع هزيمة مجموعة الرئيس، وانتقالهم إلى الجمهورية العربية اليمنية، شكل بعض من أبناء شبوة أبرز المجاميع التي رافقته.
- أبناء شبوة جزء من المؤتمر الشعبي العام.
منذ عام ١٩٨٦ أصبح من رافقوا الرئيس علي ناصر محمد، خلال رحيله إلى صنعاء، كأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وفي أجهزة الدولة وخاصة المؤسسة العسكرية، حيث ظل ذلك قائما وصولا إلى قيام الوحدة اليمنية في ٢٢ مايو ١٩٩٠، واستمر الحال كذلك فيما بعد، وفي هذا الإطار تم تعيين عبدربه منصور هادي كنائب لرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قبل ٢٠١١ وذلك بعد خروج النائب السابق علي سالم البيض، من الحكم في عام ١٩٩٤، على إثر إعلانه فصل الجنوب.
- شبوة وحرب الانفصال.
ومع اندلاع حرب صيف ١٩٩٤ في محافظة عمران شمال صنعاء، ومن ثم انتقالها إلى المحافظات الجنوبية، كان أبناء شبوة منقسمين ما بين الرئيس صالح ونائبه السابق البيض، وفي هذا الصدد قاد الشيخ أحمد بن فريد الصريمة، مسلحي شبوة المؤيدين للبيض، بينما قاد اللواء عبدربه منصور هادي، مؤيدي صالح، والذين هاجموا المحافظات الجنوبية، وركز اللواء هادي على محافظته أبين والتي شكلت أبرز محاور القتال بين المتصارعين.
- الفيدرالية خيار جاذب لشبوة.
ظلت شبوة كمحافظة مهمشة خلال حكم الحزب الاشتراكي في الجنوب وفي ظل وحدة الرئيس صالح، رغم أنها تمثل كواحدة من أكبر محافظات الجمهورية اليمنية ومنطقة استخراج نفطي هامة على مستوى البلاد، وتقع على امتداد شريط ساحلي طويل في بحر العرب، ومحاذاتها الطويلة مع السعودية.
ومع التوجه نحو الإعداد إلى قيام نظام اتحادي في اليمن، كانت محافظة شبوة من أبرز المناطق التي راهنت على ذلك، وقد تم وضعها في إطار التصور المبدئي الاتحادي كجزء من إقليم جغرافي يجمها مع محافظتي حضرموت والمهرة، وهو الإقليم الأكبر في صدد المشروع الاتحادي اليمني، والذي لم يرى النور.
- الحوثية خط أحمر في شبوة.
ومع صعود قوة الحوثي وسيطرته على المحافظات اليمنية الواحدة تلو الأخرى منذ عام ٢٠١٥. تعرضت شبوة لهجمات ميليشيات الحوثيين، وفي المحصلة تم دحرها، وهو ما أدى إلى إعاقة تقدمهم نحو الشرق والجنوب الغربي، إيديولوجية الحوثي وقواته كلاهما غير مرحب به فيها.
ومن قبل كانت تعرضت المحافظة إلى أن اتخذها تنظيم القاعدة كمسرح لعملياته وتواجده، وهو ما سبب الضرر البالغ لأهالي المحافظة، وهكذا ظلت شبوة تاريخيا منطقة توتر وغير مستقرة أمنيا.
- إستثمار الامارات في شبوة خاسر.
دخلت الامارات على خط محاربة الحوثي في اليمن، ومع اقتحامه لشبوة لوحت بمقدراتها لمساندة أهالي شبوة، لدعمهم في مواجهة الحوثيين، وأسفر إستثمارهم عن هزيمة تلك الميليشيات التي قاتلت هناك لتستفيد من إمتيازات شبوة جغرافيا ومواردها الاقتصادية.
إلا أن سعي الامارات لسيطرة على المنطقة وقيامها بشراء ذمم عدد من النخبة التقليدية، أفضى إلى تذمر السكان من سياستها، وبطبيعة الحال أدركوا أنهم يشكلون للآخر كمجرد أدوات سيتم تفعيلها كلما تطلب ذلك، ناهيك عن أن تظل مسرحا لتوتر الأمني.
والمفارقة أن يجد أهالي شبوة ذاتهم عرضة لهجمات أدوات الامارات في عدن، ممثلين بالمجلس الانتقالي الانفصالي، والذي يرغب في السيطرة على المحافظة لتمدد في كل جنوب اليمن ولأجل تقسيمه، بينما أصبح أهل شبوة كعامل أساسي بعثر حسابات الانفصاليين.
- الانفصال بالنسبة لشبوة إعادة لعلاقات الماضي.
يدرك أبناء شبوة أنهم لن يجدوا إمتيازا من تقسيم اليمن، خاصة وأنهم عاشوا واقع التشطير الذي كان وابالا عليهم، والمشكلة أن حكوماتهم في عدن وصنعاء كانت تتعاطى التهميش في حقهم، وأن مقياس التعامل معهم كان بدرجة أولى أمنيا وليس سياسيا.
والانفصال بالنسبة لهم يمثل بحالة تراجع والعودة مجددا إلى تهميش آخر، وفي ظل استمرار العلاقات القديمة على المستويين السياسي والاجتماعي، فحضور الاستبداد واضح في ممارسات المجلس الجنوبي الانتقالي، والنزعة الجهوية القبلية طاغية على سياسته، وبتالي فإن أهالي شبوة يرغبون في القطيعة مع ماضي لم يسعفهم، وأن يناضلوا لأجل يمن موحد يتجاوز إرثهم.
- موقف شبوة مؤثر في حسابات حضرموت والمهرة.
إن تلك المحافظات تمثل الجوار الجغرافي لشبوة، وجميعها تعتبر محافظات عانت مما تعرضت له من قبل الأنظمة السياسية التي تتابعت على حكم اليمن خلال العقود الماضية، وهناك جدلية مصالح ومواقف تجمع هذا الإقليم الذي يشكل من الأقاليم التي ظلت مهمشة على شتى الأصعدة، كما أن مقاومة شبوة للقاعدة،الحوثيين والانفصاليين في عدن، له أثره السياسي في وجذان أهالي حضرموت والمهرة.
موقع شبوة في الخارطة السياسية اليمنية.
يحتل سكان شبوة ونخبتهم دورا في الواقع الاجتماعي والسياسي اليمني، حيث تمثل قبائل العوالق من المكونات اليمنية البارزة ناريخيا، كما أن لنخبتها حضورها السياسي في حزبي المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي اليمني، وموازين الوحدة والانفصال رهن الموقف الذي تسجله شبوة، فهي الرقم الصعب والفصل.
المطامع الإقليمية في شبوة.
إنتقل جيران اليمن في السعودية والامارات من مواجهة الحوثي، إلى استهداف اليمنيين في استقرارهم،وحدتهم،مقدراتهم ومستقبلهم، والحرب التي خاضوها تحث مبرر مساعدة اليمن من سيطرة الحوثيين، إنتهت إلى تغولهم في الشأن اليمني، وإعادة اليمن إلى واقع تاربخي ماضي وماساة انسانية واسعة النطاق، وتفكيك البلد.
وفي إتجاه مماثل تجلى أن دوافعهم لمواجهة الحوثي كانت مجرد ذريعة لنيل من اليمنيين، إذ لم يقوموا بمواجهة جدية مع الخصم، في حين مزقوا تماسك وتقارب القوى السياسية اليمنية، وفرضوا عليها الضعف لكي يسيطروا عليها، وتكلل المشهد اليمني بالإعلان الضمني المشترك عن التقسيم من قبل أبوظبي، فكلاهما لديه أطماع في أراضي الجنوب اليمني، وشبوة على غرار حضرموت والمهرة، ودفعهم عنوتا بعيدا عن اليمن، وقضم ما يصل إلى نصف مساحة اليمن والإعلان عن موته على أيدي أبنائه.
خالد حسن يوسف
# شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي.
- شبوة في ظل الوجود البريطاني.
كانت شبوة من ضمن الأراضي اليمنية التي سيطرة عليها بريطانيا من خلال إتفاقيات الصداقة التي أبرمتها مع المشيخات، ومثلها في تلك المعاهدات ثلاثة مشيخات هي بيحان،العوالق السفلى والعليا، وفيما بعد أصبحت بجزء من إتحاد الجنوب العربي الذي أنشاته بريطانيا.
- تجربة شبوة مع الماركسيين.
ومع استقلال الجنوب اليمني ورحيل بريطانيا، شكلت المشيخات الثلاثة محافظة شبوة، والتي شكلت مساحتها الثانية على مستوى جمهورية اليمن الجنوبي الشعبية، بعد حضرموت كبرى محافظات الدولة.
وأبرز سكان المحافظة ينحدرون من قبائل العوالق، والذين يوصفون بالبدو، وتتسم شبوة بمحافظة أبنائها وروح التقليدية ذات الارتباط بالثرات اليمني، ناهيك عن النزعة الاستقلالية والتي لم تعهد نظام سياسي مركزي حاد في توجهته السياسية على المستوى الداخلي، ولقد لعب ذلك المؤشر عاملا رئيسيا في صياغة علاقة أبناء المحافظة مع النظام الجديد بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، وفيما بعد مع الحزب الاشتراكي اليمني الذي تمخض عنها في أكتوبر ١٩٧٨.
حيث أصبحت من أبرز المحافظات التي إعتراضت على سياسات حكومة عدن، ودفع ذلك السلطات إلى البطش المبكر بأبنائها، وهو ما أدى إلى مقاومة الأهالي للقمع الواقع عليهم من قبل الحكومة، إلا أن المعادلة لم تكن متكافئة مسبقا، فانتهى الأمر إلى أن أصبحوا كمسرح لتجارب النظام في عدن.
ومنذ أواخر الستينيات وخروج محمد علي هيثم وحسين عشال وآخرين من السلطة بفعل الصراع المبكر في أوساط الجبهة القومية الحاكمة ومؤسسات الدولة، تشكلت معارضة سياسية من أبناء شبوة وحط رحيلها في السعودية، والتي وظفتهم لأجل إسقاط النظام في اليمن الجنوبي، وذلك بالتعاون مع النظام في صنعاء.
- علي ناصر يسخر شبوة ضد خصومه في الاشتراكي.
ومع توتر علاقة الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، مع رفاقه في الحزب الاشتراكي اليمني في مطلع الثمانينيات، عمد إلى تعيين محافظ شبوة أحمد مساعد حسين، كوزيرا لأمن الدولة في عام ١٩٨٥، وقام بدوره إستقدام مجاميع مسلحة كبيرة إلى العاصمة عدن، في أواخر عام ١٩٨٥، ومن ثم زج بهم في مواجهات أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦، والتي انقسمت فيها الحزب الاشتراكي اليمني إلى تيارين، ومع هزيمة مجموعة الرئيس، وانتقالهم إلى الجمهورية العربية اليمنية، شكل بعض من أبناء شبوة أبرز المجاميع التي رافقته.
- أبناء شبوة جزء من المؤتمر الشعبي العام.
منذ عام ١٩٨٦ أصبح من رافقوا الرئيس علي ناصر محمد، خلال رحيله إلى صنعاء، كأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وفي أجهزة الدولة وخاصة المؤسسة العسكرية، حيث ظل ذلك قائما وصولا إلى قيام الوحدة اليمنية في ٢٢ مايو ١٩٩٠، واستمر الحال كذلك فيما بعد، وفي هذا الإطار تم تعيين عبدربه منصور هادي كنائب لرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قبل ٢٠١١ وذلك بعد خروج النائب السابق علي سالم البيض، من الحكم في عام ١٩٩٤، على إثر إعلانه فصل الجنوب.
- شبوة وحرب الانفصال.
ومع اندلاع حرب صيف ١٩٩٤ في محافظة عمران شمال صنعاء، ومن ثم انتقالها إلى المحافظات الجنوبية، كان أبناء شبوة منقسمين ما بين الرئيس صالح ونائبه السابق البيض، وفي هذا الصدد قاد الشيخ أحمد بن فريد الصريمة، مسلحي شبوة المؤيدين للبيض، بينما قاد اللواء عبدربه منصور هادي، مؤيدي صالح، والذين هاجموا المحافظات الجنوبية، وركز اللواء هادي على محافظته أبين والتي شكلت أبرز محاور القتال بين المتصارعين.
- الفيدرالية خيار جاذب لشبوة.
ظلت شبوة كمحافظة مهمشة خلال حكم الحزب الاشتراكي في الجنوب وفي ظل وحدة الرئيس صالح، رغم أنها تمثل كواحدة من أكبر محافظات الجمهورية اليمنية ومنطقة استخراج نفطي هامة على مستوى البلاد، وتقع على امتداد شريط ساحلي طويل في بحر العرب، ومحاذاتها الطويلة مع السعودية.
ومع التوجه نحو الإعداد إلى قيام نظام اتحادي في اليمن، كانت محافظة شبوة من أبرز المناطق التي راهنت على ذلك، وقد تم وضعها في إطار التصور المبدئي الاتحادي كجزء من إقليم جغرافي يجمها مع محافظتي حضرموت والمهرة، وهو الإقليم الأكبر في صدد المشروع الاتحادي اليمني، والذي لم يرى النور.
- الحوثية خط أحمر في شبوة.
ومع صعود قوة الحوثي وسيطرته على المحافظات اليمنية الواحدة تلو الأخرى منذ عام ٢٠١٥. تعرضت شبوة لهجمات ميليشيات الحوثيين، وفي المحصلة تم دحرها، وهو ما أدى إلى إعاقة تقدمهم نحو الشرق والجنوب الغربي، إيديولوجية الحوثي وقواته كلاهما غير مرحب به فيها.
ومن قبل كانت تعرضت المحافظة إلى أن اتخذها تنظيم القاعدة كمسرح لعملياته وتواجده، وهو ما سبب الضرر البالغ لأهالي المحافظة، وهكذا ظلت شبوة تاريخيا منطقة توتر وغير مستقرة أمنيا.
- إستثمار الامارات في شبوة خاسر.
دخلت الامارات على خط محاربة الحوثي في اليمن، ومع اقتحامه لشبوة لوحت بمقدراتها لمساندة أهالي شبوة، لدعمهم في مواجهة الحوثيين، وأسفر إستثمارهم عن هزيمة تلك الميليشيات التي قاتلت هناك لتستفيد من إمتيازات شبوة جغرافيا ومواردها الاقتصادية.
إلا أن سعي الامارات لسيطرة على المنطقة وقيامها بشراء ذمم عدد من النخبة التقليدية، أفضى إلى تذمر السكان من سياستها، وبطبيعة الحال أدركوا أنهم يشكلون للآخر كمجرد أدوات سيتم تفعيلها كلما تطلب ذلك، ناهيك عن أن تظل مسرحا لتوتر الأمني.
والمفارقة أن يجد أهالي شبوة ذاتهم عرضة لهجمات أدوات الامارات في عدن، ممثلين بالمجلس الانتقالي الانفصالي، والذي يرغب في السيطرة على المحافظة لتمدد في كل جنوب اليمن ولأجل تقسيمه، بينما أصبح أهل شبوة كعامل أساسي بعثر حسابات الانفصاليين.
- الانفصال بالنسبة لشبوة إعادة لعلاقات الماضي.
يدرك أبناء شبوة أنهم لن يجدوا إمتيازا من تقسيم اليمن، خاصة وأنهم عاشوا واقع التشطير الذي كان وابالا عليهم، والمشكلة أن حكوماتهم في عدن وصنعاء كانت تتعاطى التهميش في حقهم، وأن مقياس التعامل معهم كان بدرجة أولى أمنيا وليس سياسيا.
والانفصال بالنسبة لهم يمثل بحالة تراجع والعودة مجددا إلى تهميش آخر، وفي ظل استمرار العلاقات القديمة على المستويين السياسي والاجتماعي، فحضور الاستبداد واضح في ممارسات المجلس الجنوبي الانتقالي، والنزعة الجهوية القبلية طاغية على سياسته، وبتالي فإن أهالي شبوة يرغبون في القطيعة مع ماضي لم يسعفهم، وأن يناضلوا لأجل يمن موحد يتجاوز إرثهم.
- موقف شبوة مؤثر في حسابات حضرموت والمهرة.
إن تلك المحافظات تمثل الجوار الجغرافي لشبوة، وجميعها تعتبر محافظات عانت مما تعرضت له من قبل الأنظمة السياسية التي تتابعت على حكم اليمن خلال العقود الماضية، وهناك جدلية مصالح ومواقف تجمع هذا الإقليم الذي يشكل من الأقاليم التي ظلت مهمشة على شتى الأصعدة، كما أن مقاومة شبوة للقاعدة،الحوثيين والانفصاليين في عدن، له أثره السياسي في وجذان أهالي حضرموت والمهرة.
موقع شبوة في الخارطة السياسية اليمنية.
يحتل سكان شبوة ونخبتهم دورا في الواقع الاجتماعي والسياسي اليمني، حيث تمثل قبائل العوالق من المكونات اليمنية البارزة ناريخيا، كما أن لنخبتها حضورها السياسي في حزبي المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي اليمني، وموازين الوحدة والانفصال رهن الموقف الذي تسجله شبوة، فهي الرقم الصعب والفصل.
المطامع الإقليمية في شبوة.
إنتقل جيران اليمن في السعودية والامارات من مواجهة الحوثي، إلى استهداف اليمنيين في استقرارهم،وحدتهم،مقدراتهم ومستقبلهم، والحرب التي خاضوها تحث مبرر مساعدة اليمن من سيطرة الحوثيين، إنتهت إلى تغولهم في الشأن اليمني، وإعادة اليمن إلى واقع تاربخي ماضي وماساة انسانية واسعة النطاق، وتفكيك البلد.
وفي إتجاه مماثل تجلى أن دوافعهم لمواجهة الحوثي كانت مجرد ذريعة لنيل من اليمنيين، إذ لم يقوموا بمواجهة جدية مع الخصم، في حين مزقوا تماسك وتقارب القوى السياسية اليمنية، وفرضوا عليها الضعف لكي يسيطروا عليها، وتكلل المشهد اليمني بالإعلان الضمني المشترك عن التقسيم من قبل أبوظبي، فكلاهما لديه أطماع في أراضي الجنوب اليمني، وشبوة على غرار حضرموت والمهرة، ودفعهم عنوتا بعيدا عن اليمن، وقضم ما يصل إلى نصف مساحة اليمن والإعلان عن موته على أيدي أبنائه.
خالد حسن يوسف
٠٠
٠٠
#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
-
العرب ما بين استبداد السلف والخلف
-
الصومال فريسة الأرز الحرام..
-
السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!
-
النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
-
الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
-
صورة على خلفية تاريخ صومالي
-
الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
-
فرماجو يبلع الطعُم
-
طاهر عولسو ظاهرة صومالية
-
امن الصومال ارجوحة الفاسدين والمتطرفين
-
ليس جديدا ان تباع بربرة
-
بلوغ الوزارة بفضل العلمانية
-
نحو ثقافة علمانية ديمقراطية
-
وحدها الراسمالية لا تتبنى الارهاب المتعارف عليه!
-
شجاعة سياد بري وكونفيدرالية فيدل كاسترو
-
سكان الاوجادين ما بين الصومال وجيبوتي
-
الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية
-
الصوماليين وحكاية إسمها جالكعيو
-
المحاكم الا إسلامية.. سراب خدع الصوماليين
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|