أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العهر الأخلاقي والثقافي 3















المزيد.....

العهر الأخلاقي والثقافي 3


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 445 - 2003 / 4 / 4 - 03:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


شظايا
كان الفضاء شظايا
وأجسادنا تستجدي اللامكان
عمن يبقي لها هيبتها .
 1987
بدأت الحرب . لم يعد يحجب عريها ولوثتها كلّ مفاتن الحضارة ، ومظاهر المدنية المزيفة ، التي يتشدق بها مرتكبوها، ويرددها الخونة الأجلاف ( ببغاوات الخديعة المتأمركين ) .
بدأت الحرب ... كابوس أسود من الفتك ، وانفلات لأحقاد محمومة ، وهذيان لقذائف تحرث أرواح ضحاياها ببشاشة المتحدثين الرسميين عن نظافتها أمام العدسات.
بدأت الحرب . بموت صلف ، لايشيح بوجهه حتى عن أطفال لم يتجاوزوا عامهم الأول ، بموت لايهادن ضحاياه ، بل يفرض خطيئته عليهم ، فيورثهم الغياب .
بدأت الحرب بمرتكبين جدد ، وضحايا أبديين يستكملون دورة الموت المرسومةالأهداف بين الطغاة المستبدين والقتلة الغزاة .
وبرغم هذا الدمار الذي يكرّر دورته المفخخة ، مازال النكرات  يتوسمون بهذا الغزو خيرا ، بل يدبلجون خطاب القتلة و ينظّرون لمستقبل مشرق سـتجلبه لهم ( دون غيرهم ) قذائف الموت التي تحصد أرواح العراقيين بفظاعة أنكى من الموت  وتشيع الخراب . هذا هو المشهد الذي رسمته الربة ( المباركة ) أمريكا .
ويبقى السؤال ماهو المشهد الذي سيرسمه الخونة ( لا أعتقد أن يكون لكل من قال لا للحرب من الشرفاء مكان في خارطة العراق المحتل ، وستوزع القصعة على المتعاونين مع الغزاة من أدلاء وهتافين ومروّجي ثقافة الكاوبوي وديمقراطيته المرسومة بدماء شعبهم ) ، ماهو المشهد الذي سيرسمه الخونة  في خارطة عراق مابعد الغزو ورحيل الطاغية ( لا أعرف هل ستنفذ أمريكا ما لم تف به و بكل حروبها السابقة ضد العراقيين من وعود برحيل وأنهاء حكم الطاغية )
لقد سارع المخلصون لأمريكا في رسم وتحديد ملامح مابعد الغزو ، فكتب شاعر شاب النشيد الوطني للعراق المحتل ( نشيد لاتقاوم ) ، وسيقرأ أطفال المدارس في عراق أمريكا هذا النشيد حتما مع تحية العلم الأمريكي الصباحية ، ولأن أغلب الملوثين من الذين خرجوا في تظاهرات وتجمعات مؤيدة للحرب ( لم تخرج أيّ مظاهرة في عموم كرتنا الأرضية مطالبة أمريكا بالحرب على العراق سوى مظاهرة هذا البعض الملوث من العراقيين ...يالعاركم )، لقد كانوا حريصين على مشاركة عوائلهم معهم في تظاهراتهم ، وحتى أطفالهم لكي يوهموا كلّ من يشاهد (عرس بنات آوى ) بأن مطلب الحرب على العراق جماهيري ، وليؤكدوا بأن هذا العهر الملوث سوف لاينتهي بلوثة ضمائرهم بل سيورث لأبنائهم ليؤسسوا جيلا وسلوكا ومستقبلا ملوثا يتلاءم مع التطلع الأمريكي لعراق محتل لايقاوم .
أليس من المؤسف أن لايوجد خونة في المجتمع الأمريكي رغم بشاعة النظام الأمريكي ولا أخلاقيته وهمجيته العنصرية والأستعلائية حتى مع الشعب الأمريكي نفسه ( معاملة السود والمسلمين والآسيويين الأمريكيين ) وفوقية التعامل مع شعوب العالم ورغم كلّ الحروب السوداء التي خاضتها أمريكا ، وكذلك الحال في إسرائيل ورغم شرذمة النسيج المكوّن لدولة إسرائيل . وقد تحدث حالات خيانة أشخاص لدولهم ، ولكن دون أن تتحول الخيانة في كلّ مجتمعات العالم إلى ظاهرة ، عدى ظاهرة جيش لبنان الجنوبي في لبنان ، والغريب والمؤسف والمفاجيء لكل تصورأن تشكل الخيانة لدى العراقيين ظاهرة أيضا في حرب الأحتلال ضد بلادهم ، حيث فرزت هذه الحرب مايمكن تسميته بجيش العراقيين المتأمركين  وهو جيش من الملتحقين الفعليين في الغزو، وإداء خدماتهم كأدلاء أو من المثقفين الذين يشكلون ظاهرة ثقافة الولاء للإحتلال بل وتبريره.
من الأكيد أن الخونة لا يمتلكون ضمائر ، ولكن مايشغلني من الأسئلة ، هل هم أناس عاديون بملامح آدمية أم ممسوخو الملامح ، هل يمتلك الخونة إحساسا بالحب إتجاه الآخرين ( حتى مع عائلاتهم ) ، هل يتألمون ويفرحون ويحزنون مثل الناس الطبيعيين ، ولكن حين يكون صوت هؤلاء الخونة  صادحا بالعهر ورادحا للغزاة رغم كلّ  صور الضحايا من الأبرياء وأشلاء الأطفال المحترقة ، ورغم إن هذه الأشلاء قد تكون لواحد من ذويهم أو أبنائهم من المتواجدين داخل المحرقة . يبقى السؤال هل الخونة بشر ؟
نماذج من العهر
* لم يعد يمثل العراق ( بذاكرته ورموزه ) في مخيلة مثقفي العهر سوى ترف سخيف لمرحلة القيم والأخلاق ( البالية ) ، وبما أن الجواهري و السياب ، أو جواد سليم  وسعدي يوسف ، بلند الحيدري أو عبد الكريم قاسم والحبوبي أو الأمام الصدر هم رموز للعراق بحميميته ومحبته ونكران الذات والألفة وحب العراق والتضحية دونه ، وبما أن هذه الرموز لاتحمل بريق الدولار
وثقافة السخاء الأمريكي على الخونة ، استبدل هولاء الخونة رموز العراق برموز المرحلة الامريكية ، بل والتعريض بالرموز والتهجم عليها ( مايتعرض له سعدي يوسف لوقوفه ضد الحرب )، فهذا شاعر صاحب قصيدة ( اعصفي بهم ) يتحدث عن مفهوم الرمز:
لقد إنتظرنا طويلاً من رموز عراقية ثقافية أمثال الجواهري ومظفر النواب أو سعدي يوسف أن يقودونا الى ثورة شعبية مسلحة تطيح بالنظام الديكتاتوري في العراق وخصوصاً وأننا تربينا على أناشيدهم الثورية وقصائدهم الملتهبة في تمجيد النضال وتقديس الكفاح الوطني المسلح، لكن هيهات ! فكل ذلك لم يحدث لأن الشعراء ـ ببساطة ـ يقولون ما لا يفعلون. وآن الأوان لإستبدال الشعراء بالمفكرين، فلا خير في أمة يقودها المساطيل. إنّ ما يفعله كنعان مكية، برومثيوس العراقي، وهو يحاول يكافح من أجل قبس النار من شعلة الحرية الأميركية وإيقادها في بغداد لأمر يثير الأعجاب فعلاً ويدفعنا للأندهش من مقدرته العجيبة في إستمالة دولة بعظمة الولايات المتحدة الاميركية لآرائه وتسخير جيشها الجبار لتحرير العراق من العبودية.
كلّ ماقام به هذا الشاعر من أجل العراق هو تذييل صفحته الألكترونية المتخصصة بالجنس واللواطه بعبارة ( مغلق لحين إنتهاء الحرب ) ، هل تمثل هذه العبارة تناص مع الموقف الذي أتخذته العاهرات بالتوقف عن ممارسة العهر في مصر وسوريا عن العمل خلال حرب 67 ؟ .

* كتب أهدهم مهاجما سعدي يوسف لوقوفه ضد بائعي الضمير من خونة العراق:
اليس من المؤسف يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ان تكتب بذات "القدس" جنبا لجنب مع عبد الرحمن مجيد الربيعي
اليس من المؤسف أن يدافع الربيعي عن العراق وبكل تاريخه المرتبط بالنظام وتدافع أنت عن الغزو ، ثم هل تطالب سعدي بالتنصل عن واجبه بالدفاع عن العراق ،لأن كاتبا مثل الربيعي يدافع عنه أيضا ، ولماذا الأصرار على أن العراق هو عراق صدام والربيعي فقط ، أسرائيل تؤيد الغزو الأمريكي مثلك ألا تحس بالحرج ؟
 وحول قصيدة لسعدي يوسف يدين بها فعل العملاء وهبوطهم الأخلاقي يقول هذا الكاتب :
اشعر هذا ام استعارة من غوبلز العراق الصحاف التي تثير الغثيان؟  .

*لا أعرف لماذا يمتلك هذا البعض نفس الخطاب ، بل ونفس الأستعارات ، ففي مقال كتبه أحدهم ضدي ( وباسم مستعار) وبعنوان الصحاف وعلي رشيد يكتب عن كاتب هولندي فيه :
هذا الكاتب كان أحد الذين تركوا البلاد أثناء الأحتلال النازي في الحرب العالميه الثانيه ولجأ الى الخارج وبقى يكتب من هناك عن بلده,ثم ساعد ألأمريكيين في تحرير بلده واعادته الى العالم وتكرييس مبادئ الديمقراطيه الرآئعه وحقوق ألأنسان وأحترام ألآخريين.
الكاتب الهولندي لم يهاجم في بلده ومن أبناء بلده لوقوفه الى جانب ألأمريكيين ولم يسب بل ما تزا ل اعماله تقرأ وتثير الاعجاب.
وهل الضحايا في البصرة والناصرية وسوق الشيوخ والنجف وكربلاء وبكل بشاعة قتلهم من قبل الأمريكان والبريطانيين ونثار أجسادهم على طول خارطة الوطن دون قبور ، هم من النازيين ؟ ، هل وصلت الدناءة لتبرير فعل القتل ضد العراقيين إلى حد وصفهم بالنازيين ؟ ،.
ثم تسأل لماذا مقالي يحمل مفردة العهر:

أولا نبدأ بعنوان المقال (العهر الأخلاقي) هل من المعقول ان يهاجم أي أنسان ذو وعي آخريين ويصفهم بالعهر لمجرد انهم يرون ان نهايه دكتاتوريه صدام لايمكن ان يحدث الا بحرب كالحرب التي أعادت هولندا والما نيا واليابان الى العالم ورشيد الذي يبدو انه  يكتب الشعر اي انه يجب ان يكون واعيا باهميه الكلمه فهل يعرف معنى العهر؟ وما هو العهر الاخلاقي؟ هل هي من قاموس الصحاف؟ وزي ثقافتنا المبجل!!!! ولماذا هذا العنوان أخي الكريم؟ هل هي الغيره الوطنيه؟ أم هي الرغبه بالظهور والتميز ابتدأ من عنوان المقال الى محتواه !!
هل الشاعر في عرفكم معشر الردح هو من يملك مجاميع شعرية مذيلة ( طبعت على نفقة الأستاذ عدي ) فقط .
* في الوقت الذي وقف فيه قادة الحرب وقراصنتها مشدوهين أمام تساؤل العالم عن حجم الخسائر المدنية بين الأبرياء ، وحول قصف أهداف مدنية ، وبمكر حاول المتحدثون الرسميون من الإنكار ، ينبري رداح عراقي وبكل مفهوم العهر من تبرير فعل القتلة في قتل الأبرياء وقصف المدن وبنفاق لم يتمكن حتى القتلة من أستخدامه :

   تتمركز القوات العراقية بمختلف أنواعها في الأحياء السكنية بين المدنيين ، ويطلقون النار على قوات التحالف. فإذا ما ردت قوات التحالف على النيران أصابت هؤلاء المدنيين الأبرياء.
ممارسة النظام استخدام المدنيين كدروع بشرية ، كسلوك معروف لنظام وحشي ودموي  ، ولكن هذا الفعل لايبرر للغزاة فعلا أكثر شناعة وقبحا ، بإبادة المدنيين الأبرياء المستخدمين كدروع .
    اتخاذ الأبنية المدنية كالبيوت والعمارات والمحلات والمدارس والمستشفيات مواضع عسكرية تحتمي بها قوات النظام. الأمر الذي يجعل كل المدينة هدفاً عسكرياً لأن قوات التحالف لا تميز بين هذا وذاك. وقد وجد في مستشفى في الناصرية 170 جندياً ومئات الأسلحة ودبابة من نوع تي 55 . وقد تم أسرهم جميعاً. هذا الاستغلال للمواقع المدنية والطبية يجعلها تفقد حرمة الاعتداء عليها في الحروب كما تنص الاتفاقيات الدولية.

سأترك للقاريء التعليق على ماتحته خط من الجملة أعلاه .
ملاحطة :أنني أكتب عن ظاهرة لا أشخاص ، وعن وطن لا عن سجال شخصي ، أؤكد بأنني غير ملزم بالرد على كلّ مقال أو رد على مقالي .

 

 



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العهر الأخلاقي والثقافي 3