أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية: التنمية والتعليم














المزيد.....

شذرات اقتصادية: التنمية والتعليم


عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 02:24
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اعتبر منظرو النظام الرأسمالي أن السلع (Biens) المنتجة هي أساس الربح بينما الخدمات (Services) المنتجة لا يمكن أن تكون مصدر له، وبالتالي للنمو الاقتصادي. ساد هذا الاعتقاد طيلة المراحل الأولى لسيطرة هذا النظام الجديد على حساب النظام الاقتصادي القائم آنذاك. فحاول خلق وزعزعة البنيات القائمة وبناء أخرى تعزز لقيام نظامه وتطويره. كان الإنسان خلالها مبهرا باختراعاته واكتشافاته حتى أنه حاول منتجو السلع جعله مجرد آلة تساعد فقط على الإنتاج. فكانت العلاقة المتحكمة هي الرفع من كمية السلع المنتجة لأنها بالضرورة ستخلق الطلب المناسب لها، ويتم تحديد قيمتها من داخل علاقة التوازن بين الطلب والعرض.
ساعد تطور طبيعة ونوعية المنتجات بشكل كبير في تغيير هذا الاعتقاد النظري المؤسس للنظام الرأسمالي لتصبح الخدمة المنتجة هي أيضا مهمة للباحثين عن الربح وأصبح الاهتمام بالإنسان كعنصر فعال في المنظومة الإنتاجية. لينتقل الحديث من مفهوم العنصر البشري إلى مفهوم المورد البشري أو الرأسمال البشري، وبالتالي انتقل الاهتمام النظري إلى كيفية تطويره والرفع من جودته وقيمته. هذا التطور ساعد التحليل الاقتصادي للاعتراف بأهمية الخدمات المنتجة، بل أحيانا يتم اعتبارها أنها أكثر أهمية من السلع المنتجة وذلك نظرا لتأثيرها المباشر والغير المباشر على مستوى إنتاج الثروة وسرعة النمو الاقتصادي.
لقد تعددت الخدمات المقدمة في العلاقات الاقتصادية: بدءا من المجال المالي، مروراً بالمجال الاجتماعي والمجال البيئي، ووصولاً إلى المجال السياسي والمجال الثقافي. حتى أصبح من البديهي الآن الحديث عن المنتج في صيغته العامة التي تعني السلع والخدمات معا، وبالتالي أصبح الاهتمام بجميع القطاعات المنتجة ولم يعد التفريق بينهما لأنهما إضافة إلى كونهما مصدر للثروة والنمو فإنهما في تداخل وتفاعل مُركَّب يحضر فيه التأثير الزمني القصير أو المتوسط أو الطويل أو هم معا.
نظرا لصعوبة تحليل أهمية المنتجات المقدمة في معادلة اقتصادية واحدة، فإن الحكمة تقتضي أخذ مجال من المجالات أو منتج من المنتجات وتحليل أبعاده مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية باقي المجالات أو المنتجات، ومن جهة أخرى الأخذ بعين الاعتبار عامل الزمن أو البُعد الزمني في التحليل لما له من آثار على معرفة قوة تأثير المنتج على باقي المنتجات أو المجالات. هذا يعتبر من أبجديات التحليل لدى خبراء الاقتصاد لكن لا بد من التطرق إليه هنا حتى نكون على قناعة أن العلاقة بين التعليم والتنمية يتداخل فيهما عاملين أساسين :أولا، تَعَقد معرفة تأثير إنتاجية التعليم على التنمية وحساب تأثيرها الزمني، بالرغم من أن الجميع على يقين بتأثيره الإيجابي على جميع النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية والبيئية، لكن المشكل يكمن في تحديد خاصة تأثيراتها الغير المباشرة على باقي المجالات. ثانيا، صعوبة تحديد قيمة الاستثمار وحصيلة الخدمة المقدمة (التعليم) على الاقتصاد، لسبب بسيط يكمن في أن الاستثمار في التعليم هو كلفة في الزمن الحاضر والحصيلة أي الربح أو الخسارة هي نتيجة في الزمن البعيد، أي في المستقبل. فأي خطأ في التقديرات الاستراتيجية ومحددات العلاقة الاقتصادية سيؤدي حتما إلى خسائر مستقبلية متعددة ومتشعبة ويكون بذلك إهدارا للموارد المخصصة لإنتاج الإنسان الذي يعتبر المنتوج الأساسي لهذا المجال الإنتاجي.
التعليم ليس كباقي المنتجات لأنه خدمة منتجة تهم الإنسان، لكن لا يمكن في أي حال من الأحوال اعتباره مجالا للتنافس والصراع كباقي المجالات. يجب أن تختفي فيه كل الاعتبارات لأنه القادر على إنجاح أي نموذج تنموي أو فشله.
يتنافس الاقتصاد العالمي الحالي على إنتاج المعرفة وتطوير العلوم والابتكار لأن مردوديتها أكبر وأسرع من المنتوجات الأخرى، بل إنتاج المعرفة وتطوير العلوم والابتكار يساهم بشكل كبير في تطوير المنتوجات ومضاعفة مردوديتها. هذا المنتوج يشكل المردودية الأساسية لمجال التعليم، وأي استثمار فيه لن يكون إلا مؤثرا إيجابيا على التنمية في مستوياتها المتعددة.
حضور الإنسان في المعادلة التنموية ضرورة حتمية لتحقيق التوازنات الاقتصادية والبيئية ولاستتباب الأمن السياسي والاجتماعي، لكنه يشكل أيضا العنصر المهم أو المادة الأولية في التعليم. فالتعليم يشكل المعمل الحقيقي لتشكيل الإنسان وصناعته ليكون المنتج القادر على استمرارية عملية التنمية والحامل للقيم الإنسانية والثقافية بين جيله والأجيال المستقبلية وأداة التواصل لقيم التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات. إن المتلقي في المنظومة التعليمية يتحول من مُستَقْبِل للمعلومة إلى فاعل وناقل ومطور لها.
ليس هناك نظرة موحدة في كيفية إنتاج الإنسان ليكون فاعلا ومؤثرا في مجتمعه وباقي المجتمعات، لكن ما يمكن الاتفاق حوله هو الهدف من التعليم وماذا نريد أن نأسس لمستقبل البلد والعالم. أما الحديث عن أي لغة ندرس بها أبناءنا ونبني بها غدنا يعتبر صراع هامش ومحطماً لمجتمع العلم والمعرفة. لا يمكن أن يكون إلا حديث "الأنا" السياسية وهي في طبيعتها ظرفية ومصلحية وغير مستقرة، يغلب عليها المصلحة الجماعية على المصلحة المجتمعية التي تشكل المصلحة المشتركة "نحن" وهي عماد لأي نموذج تنموي.



#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات اقتصادية: النموذج التنموي - العدالة الاجتماعية
- اقتصاد الريع، هل هناك سياسة لمواجهته؟...
- صعود النزعة المقاولاتية والريعية للمجتمع المدني …
- الهدف الرابع للتنمية المستدامة واستراتيجية التعليم بالمغرب- ...
- استراتيجية الهدم ونموذج التنمية بالمغرب …الحصيلة الراهنة 201 ...
- التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية... أية علاقة؟
- النموذج التنموي والعمل السياسي، أية علاقة ؟...
- الدول المستفيدة من الديون… تحليل لمقال
- اندثار معالم الحدود... (الجزء الثاني)
- اندثار معالم الحدود... (الجزء الأول)
- العمل الموسمي والمياوم للنساء بالمغرب عُملة لاضطهاد يومي واس ...
- 8مارس اليوم العالمي للمرأة، هل هو يوم للاحتفال أو لتخليد ذكر ...
- -خديجة- المرأة المغربية و الاغتصاب الجماعي...
- هل ساهمت الأزمة المالية العالمية 2008 في تقوية الحركات الاحت ...


المزيد.....




- السعر كام النهاردة؟؟؟ تعرف على سعر الذهب فى العراق اليوم
- الاحتياطي الفدرالي: عبء الديون يتصدر مخاطر الاستقرار المالي ...
- الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد
- صندوق النقد يرحب بالإصلاحات المصرية
- مدفيديف: الغالبية العظمى من أسلحة العملية العسكرية الخاصة يت ...
- -كلاشينكوف- تنفذ خطة إنتاج رشاشات -آكا – 12- المطورة لعام 20 ...
- إيلون ماسك يحطم الرقم القياسي السابق لصافي ثروته.. كم بلغت ا ...
- اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليا ...
- تونس.. توقف بطاقات -UnionPay- الصادرة عن بنك -غازبروم- الروس ...
- مصر.. بيان رسمي حول أزمة سفينة -التغويز- وتأثيرها محليا


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية: التنمية والتعليم