مصر تعلن لأمريكا التدخل في مذابحنا الداخلية مرفوضة؟

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 07:08
المحور: حقوق الانسان
    

العركة بين القضاة و الحكومة او العركة بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية أو الصراع بين الأخوان المسلمين العسكر السياسيين و بين الأخوان العقائديين المتطرفين الذين يطلق عليهم لفظ الجماعة المحظورة ليس من باب التحقير و العزل إنما منطلقا من مبدأ المحظور مرغوب.
من الواضح كل الوضوح ان الحكومة المصرية واقعة تحت ضغوط نفسية شديدة نتيجة أعراض الرئيس الامركي عن استقبال رئيس مصر أو حتى ممثليين من الحكومة المصرية وأصبحت العلاقة بينهما في غاية التوتر مما لاشك فيه. ومن قرأتي وتحليلاتي للصحف المحلية و العالمية وجدت ان الحكومة المصرية في مأزق لا تحسد علية ولولا ان هذا المأزق بدأ ظاهرا للعيان ما سافر رئيس مصر لأوربا في مرات متتالية يقابل فيها نفس القادة ويختتم الجولة في المغرب لآخذ بعض الصور و توقيع بروتوكلات اعتدنا عليها تتكرر مرات ومرات ولا ينتج عنها أي أيجابيات بل ينتج عنها سلبيات وتباعد لعدم جدية الاطراف في احترام أي من هذه البرتوكلات ذات الاغراض الاستعراضية فقط لاغير. ويجمع السيد الرئيس حاشية من رؤساء تحرير الصحف الموالية للحكومة لكي يتشدقوا بشباب الرئيس ولطفه وابتسامه وحنانة ونشاطه الغير عادي كما كتب لنا رئيس تحرير الاهرام أسامة سرايا وكاد يحلف بشرف الوالدة كما فعل وزير داخلية سابق في مجلس الشعب لكي يصدقه الناس. ومن الغريب جدا ان راجعتم الصحف وكافة تعليقات وكتابات رؤساء التحرير المرتزقة... تطرق السيد الرئيس لمعظم المشاكل بما فيها مشكلة القضاة التي قال فيها انا مليش دخل فيها دي مشكلة بين القضاة يحلوها سوا... ولم يذكر الحالة الملتهبة و شعور المواطن المسيحي بالإهانة و الظلم من جراء إحداث الاضطهاد العلني المستمرة منذ النصف الثاني لعام 2005 ردا لجميلهم في أعادة انتخابه و الي أحداث ا الإسكندرية الأخيرة المؤسفة .
في الخبر التالي المنشور في الأهرام بدون توقيع باسم شخص معين. اعتقد ان هذا البيان صادر من وزارة المخابرات العامة أو وزارة الأشغال و المجاري .
الغريب في هذا البيان أنه صادر من وهابي أخونجي بدون أدني شك ومن الواضح في جملة من الجمل المرغوب من هذا البيان ... أرجوك عزيزي القارئ لا تستهون بهذا البيان لانه يحوي الكثير . بل هذا البيان قد يغير من الاوضاع في أشياء كثيرة . وأعتقد أن علي رؤوس الاموال الحذر لان الفترة المقبلة فترة صعبة جدا في تاريخ مصر و المواطن المصري. لان الطيبة تخص و السيئة تعم

قضايا و اراء
43622 ‏السنة 130-العدد 2006 مايو 13 ‏15 من ربيع الآخر 1427 هـ السبت

راي الاهرام‏
التدخل في شئوننا الداخلية مرفوض‏!‏


يغيب عن فهم البعض ان من أهم وظائف أجهزة الأمن في كل دول الدنيا الحفاظ علي النظام بما يحفظ علي المواطنين أرواحهم وممتلكاتهم وأعمالهم‏,‏ ولايتصور عاقل أن يترك رجال الأمن هذه الوظيفة الاساسية تحت أي سبب أو في أي ظرف‏,‏ ونري جميعا كيف أن أجهزة الأمن في أعرق الديمقراطيات تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاعتداء علي المشاه أو الممتلكات أو السيارات أو محطات المترو وغيرها‏,‏ ولم يتهم أحد هذه الأجهزة الامنية الغربية بالتجاوز أو بالسعي لهدم الديمقراطية‏.‏

وليست سلطات الأمن عندنا في مصر استثناء من هذه القاعدة‏,‏ ان المهمة الأساسية لرجل الأمن هي الحفاظ علي الأمن وحماية الأرواح والمنشآت‏.‏

وقد أكدت مصادر وزارة الداخلية أمس ان قوات الأمن لم تستهدف ايا من رجال الهيئة القضائية عندما كانت تمارس عملها أمام دار القضاء العالي امس الاول

ويدرك المصريون بالتأكيد أن العلاقة بين سطات الأمن والمواطنين هي قبل كل شئ وبعد كل شئ شأن داخلي بحت ولا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه‏,‏ وبالتالي فان تعليق وزارة الخارجية الامريكية علي تعامل الامن المصري مع المواطنين المصريين يدخل تحت بند ما يسمي التدخل في الشئون الداخلية‏,‏ وهو بكل المقاييس أمر مرفوض‏,‏ حتي لو جاءت هذه التعليقات في صورة عتاب بين الأصدقاء‏.‏

وللمرة المليون نقول للأصدقاء الامريكيين ان أهل مكة أدري بشعابها وان مهمة حفظ النظام والأمن داخل بلادنا هي مهمة رجال الأمن المصريين وحدهم‏,‏ وليس أحد آخر علي اعتبار أن مصرـ ومنذ عشرات السنين ـ دولة مستقلة‏,‏ وذات سيادة‏.‏

واذا كنا كمصريين نفتح عقولنا وقلوبنا لنصائح الآخرين فان ذلك يأتي من باب الرغبة في الاستفادة من تجارب هؤلاء الاخرين وليس من باب الخضوع للإملاءات والاشتراطات‏.‏ وكما ان لهؤلاء الاخرين الحق في توجيه النصح لنا فإننا ربما نسمح لأنفسنا بنصح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن يستمع إلي وجهة نظر رجال الشرطة الذين يبذلون أقصي التضحيات‏,‏ التي وصلت إلي الروح‏,‏ للحفاظ علي أمن وسلامة هذا الوطن العظيم‏.‏

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات