أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مالوم ابو رغيف - !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين














المزيد.....

!قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 10:08
المحور: حقوق الانسان
    


لم يعد اطلاق سراح كبار البعثيين المعتقلين في سجون القوات المتعددة الجنسية يثيراي ضجة، فعلى ما يبدو ان الناس قد استسلمت للامر الواقع واقتنعت ان لا جدوى من الاعتراض ولا الامتعاض اوالتعجب وآمنت ان كل شئ قسمة ومقدر ومكتوب.
الامر محير حقا، فالاصوات التي تطالب باجتثاث البعث ومحاسبة من تلطخت اياديه بدماء العراقيين او بلغت درجته الحزبية فرقة فما فوق، تغض الطرف وتنسى السنتها وهي تشاهد ان كبار مسؤلي البعث من زمرة السفالة الصدامية يُطلق سراحهم دفعة بعد دفعة. فبعد ان اُفرج عن ريا وسكينة (هدى عماش ورحاب طه) وحسب الله زوجها(عامر رشيد) وحسام امين وغازي حمود العبيدي المسؤول السابق عن تنظيمات محافظة واسط لحزب البعث وعدد اخر وصل لمجموع الكلي لهم 18سفاكا، لم تكن ردة الفعل الا تصريحات جوفاء وخطب عمياء لرجال الدين وزوابع في الفناجين، بان هؤلاء الاوغاد مطلوبين للحكومة العراقية ولا يحق للقوات متعددة الجنسية اطلاق سراحهم، وان من يهمه الامر كــ وزارة العدل والنيابة العامة سيتخذون اسرع الاجراءات واشدها للحول دون اطلاق سراحهم، وإن اُطلق سراحهم فأن السلطات العراقية الفذة ستنتظرهم على الابواب لتعتقتلهم مرة اخرى وتسوقهم الى السجون والمعتقلات يجرون ذيول الحسرة والخيبة.

لا داعي للقول ان اي شئ من هذا لم يحصل، فالزمرة التي تم الافراج عنها غادرت العراق دون اي ضجيج، ولم يقف احد امام باب بيته ناهيك عن ان يقف امام السجون لعرقة اجراءات الافراج، نُسي الامر ولم يعد احد يسال عنهم، ولم يتطوع اي حزب او اي جهة قانونية او منظمة للمجتمع المدني او الحقوقي بسؤال الحكومة عن تقصيرها واهمالها وعدم اهتمامها بتحقيق العدالة ومحاسبة من اجرم بحق الشعب.
هناك من يلوم القوات المعتددة الجنسية لافراجها عن زمر السوء. متناسين اقوالهم وتحليلاتهم المتكررة بان ما للامريكان عند الصداميين بوجه خاص والبعثيين بوجه عام هو ليس ما للعراقيين وانهم "اي الامريكيين" لم يأتوا لسواد عيون العراقيين. فالادارة الامريكية تبحث عن ارتباطات النظام السابقة باسواق السلاح وبرامج التسلح وعلاقة النظام بقوى الارهاب العالمي وعن حسابات الاموال المسجلة في البنوك وحجم الممتلكات في الدول الاجنبية ودورها في شراء ذمم السياسيين الاجانب . وامريكا بالطبع، مثل غيرها من الدول او القوى السياسية، مستعدة لعقد صفقات ابعد ما تكون عن معايير الصدق والنزاهة والديمقراطية للوصول الى المبتغى وتحقيق مصلحتها الخاصة.
اما العراقيين فبالاضافة لبعض المشتركات التي تجمعهم مع الامريكين، الا ان هدفهم الاول "كما يعلنون دائما" هو محاسبة من شارك في مجازر بشعة على امتداد فترة حكم البعث، ومعرفة اسرارها ومدبريها ومخططيها.
لكن السياسيين العراقين الذين يسيطرون على السلطة ويديرون شأنها، لم يهتموا بما اقترفه البعث من جرائم وان ادعوا ذلك، فعوائل ضحايا البعث لا زالت تكابد الفقر والحرمان والعوائل المهجرة التي اُغتصبت بيوتها واموالها واراضيها وبساتينها وذُبح اولادها، لم تعوض ولم يُسمع لشكاويها. اكثر ما يشغل السياسيين الجدد ويدور عقولهم وقلوبهم هو المنصب الذي يحاولون الوصول اليه باي طريقة، اكان بالدجل الديني او الحقد الطائفي او باختلاق نزاعات لتشتيت انتباه الناس عن المسآلة.

وعلى عكس ما ادعته الحكومة العراقية بانها لم تعرف بنية القوات المتعددة الجنسية وعزمها على اطلاق سراح كبار البعثيين، اعلنت القوات الاجنبية انها قد فاتحت الحكومة العراقية بهذا الشان لكن الحكومة العراقية لم تبدي اي اعتراض على اطلاق سراحهم ولم تعارضه.

هذه المرة ولكي تفوت الفرصة على من سيدعي بانه لم يعلم، اعلنت القوات المتعددة الجنسية، قبل اكثر من شهر، بانها ستفرج عن 11 من مسؤولي النظام السابق اذا لم يكونوا مطلوبين للحكومة العراقية. وعلى ما يبدو ان الحكومة العراقية لا تملك دليلا واحدا ضدهم، ليس لانعدام الادلة او لانهم برئيين من الجرائم بحث الشعب، بل لان الحكومة العراقية وسلطاتها المختصة، لم تبذل جهدا للبحث عن ادلة لتجريم المعتقلين لا في داخل العراق ولا في خارجه، و لا تود ان تضيف اليها اعباء اخرى غير اعباء استغلال المناصب والوزارات الى اقصى حد ممكن للانتفاع، فسكتت كما سكتت في المرة الاولى، وان اثارت في المرة الاولى زوبعة فنجانية، فانها هذه المرة فضلت الصمت.

نعم لنا ثلاث سلطات، قضائية وتنفيذية وتشريعية، لكن هذه السلطات على كثرة موظفيها الجشعين، في غاية الهزالة والضعف، وجودها او عدم وجودها سيان، ليس لها الجرأة على مواجهة الخيارات الصعبة ولا تملك ارادة والحسم ولا العزم لمواجهة الوضع المتأزم. ربما بسبب قوامها وتلونها الطائفي او بسبب تفكيرها الايدلوجي الديني او ان رؤوسائها غير كفؤوين لاي شئ.

واذا كان كبار البعثيين يطلق سراحهم الواحد بعد الاخر والدفعة بعد الدفعة فما معنى هيئة اجتثاث البعث، وما موقعها من الاعراب .؟
وما معنى ان ينص عليها في الدستور، بينما البعثيون موجودون في كل مكان في الحكومة وفي البرلمان وفي الجيش وفي الشرطة وفي السلك الدبلوماسي؟
لقد اثبتت الثلاث سنوات الفائتة ان الاحزاب والقوى الدينية و بقايا الملكية البائدة وشيوخ العشائر وشيوخ الدين، غير جديرين بقيادة العملية السياسية وغير مخلصين في مجمل عملهم وانهم مستعدون اضفاء صفة الملاك على ابليس ، و يتغلبون على الحرباوات في سرعة تغيير الالوان ، وعلى الافاعي في عدد تبديل الجلود.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية
- فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟
- مشروع خطبة ليوم جمعة
- مدينة الثورة
- لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟
- لاضطهاد المراة مصدر واحد
- هل حقا ان التكتل السني لا يرغب بترشيح الجعفري.؟
- Bad Muslims are good, good Muslims are bad.
- تفجير قبة الامامين والمواقف الدينية الجبانة
- فاقد الشئ لا يعطيه
- انه زمن المد الديني الاحمق
- متى سيتعلم المسلمون الدرس.؟
- صالونات لمكيجة الدين


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مالوم ابو رغيف - !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين