هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 6329 - 2019 / 8 / 23 - 20:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة في كتاب أسلحة الخداع الشامل
يتحدث الكتاب عن استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق.
تلخيص الفصل الخامس من "استخدام الخوف " (1)
لحظات مظلمة في تاريخ امريكا: شيطنة المسلمين والارهاب الداخلي في امريكا في اعقاب ضربات 11/9.
ما علاقة سيارة الهامر التي تشبه الدبابة .
كيف تم استغلال الخوف من الارهاب .
وهل حجب المعلومات أم تبادلها من يوفر الحماية الأفضل ضد التهديدات الإرهابية المستقبلية.
كلها اجابات في كتاب "رامبتون وستوبر "
فقد تم كما ذكر المؤلفان استغلال الخوف من الارهاب لتعطيل قوانين وانتهاك الخصوصية الشخصية للأمريكان بحجة قانون الوطنية
الذي انتهك الكثير من القوانين التي تفتخر امريكا بها , وجعل السرية في المعلومات بل وحجبها وحارب الجالية الاسلامية والدعوة لقتلها وتحويلها للنصرانية , وحتى يتخلص الأمريكان من خوفهم تم تأمينهم بنوع من السيارات هي عبارة عن اسلحة لكي تؤمن لهم الحماية والأمن .
حتى أن بعضهم امر بصنع سيارة الهمر التي تشبه الدبابة همفي !
يتحدث الكاتب على انه معلوم ان السياسيون والارهابيون ليسوا الدعاة الوحيدين الذين يستعملون الخوف لقيادة السلوك البشري في الإتجاهات اللاعقلانية. فقد اسهمت التغطية التلفزيونية لعربة "همفي" المسلحة وهي تكتسح الصحراء اثناء عملية عاصفة الصحراء على اطلاق عربة " الهامر : وهي نسخة استهلاكية من العربة التي صممت في الأصل خصيصا للاستخدام العسكري .
الفكرة بدأت بطلب الممثل "ارنولد شوارزنيغر" من شركة إي أم جنرال سنة ,1992 بصنع عربة هامر مدنية له .فلماذا اراد هذا الممثل سيارة تشبه الدبابة
يقول صاحب الكتاب ان الخوف هو اكثر العواطف بدائية في الروح الانسانية وهو يبقينا في حالة مراقبة . اذا كان مجرّد القدرة على إبقاء الناس في حالة مراقبة هو المرادف التام ل"اعطاء المشاهدين ما يريدون" فينبغي أن نستنتج إذا بأن الناس يريدون إرهابا ص:133 .
يقول الطبيب النفسي كلوتاير راباييل والذي يعمل مستشارا بقطاع صناعة السيارات فيما ذكره بدراسته ان الامريكيين عبروا عن رغبتهم في الحصول على سيارات عدوانية ص:135
قال راباييل في مناقشه نتائج بحثه العربات الرياضية .قال ,هي" الاسلحة " –سيارات مدرعة لساحة المعركة التي تستجيب لعمق مخاوف الامريكيين من العنف والجريمة".
اما بالنسبة لمعاداة وشيطنة المسلمين ,فقد اطلق بعض الزعماء المحافظين ومنهم " بات روبنسون" ان المسلمين أسؤأ من النازيين "
لأنهم باعتقاده المخالف للمنطق , يريدون التخلص من اليهود ."دانيال بايبس " هو الآخر تحدث عن ازدياد اهمية وتكاثر المسلمين الإمريكيين, تخوفه ناتج عن ولاءه لليهود الأمريكيين فبرأيه أن تكاثر المسلمين ,سيشكل خطرا حقيقيا على اليهود الامريكيين .
متحدث آخر في منتدى التحالف المسيحي "دون فيدر" عرّف الاسلام على أنه دين كرس نفسه للتعصب والإرهاب والقتل الجماعي والظلم وإرغام الناس على اتباعه بحد السيف" كما يعتقد هذا الرجل .
اما كولتر المعلّقة الصحفية في مجلة ناشيونال ريفيو وبعد يومين من الهجمات . قالت: "يجب ان نغزو بلدانهم ونقتل زعمائهم ونحولهم الى المسيحية .لم نكن متمسكين بالشكليات حول تحديد امكنة ومعاقبة هتلر وضباطه الكبار فقد قصفنا المدن الألمانية قتلنا المدنيين .تلك كانت حربا , وهذه حرب". ولم يفعل شيء في امريكا ,ازاء تحريضها العنصري سوى التخلي عن خدماتها من المجلة بعد ظهورها على قناة فوكس نيوز تفاخرت بأن تعليقاتها " لقيت صدى هائلا لدى الجمهور". ص:145.
أما ما أثر الخوف من الحرب و قبول الرئيس عند الأمريكيين ولماذا يحظى الرؤساء الامريكيون في استطلاعات الرأي على تقادير ايجابية عند الحديث عن الحرب .يقول المؤلف " في معظم الأحوال ,يميل الامريكيون الى الالتفاف حول رئيسهم في الأزمات الكبرى ليس تقديرا لانجازاتهم او اداءهم الرائع بل شعورا منهم بالحاجة الى الوحدة الوطنية –الوقوف معا -في الأوقات العصيبة . ويشير الى نشرة تجارية موجهة لمستشاري الحملات الانتخابية فيها اربع رؤساء وصلت شعبيتهم الى مايقارب او يفوق ال 80%
وهم
حقق فرانكلين روزفلت اعلى معدل له على الإطلاق -84%
بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربور مباشرة.
قفز هاري ترومان الى معدل 87 بالمائة مباشرة بعد سقوط المانيا اثناء المرحلة النهائية الحاسمة من الحرب العالمية الثانية.
حقق جون إف كنيدي 83% مباشرة بعد الاحتلال الفاشل لخليج الخنازير بكوبا وهي الحادثة التي اعتبرت فشلا ذريعا للسياسة الامريكية بكل المقاييس الممكنة .
الرئيس جورج بوش إتش دبليو بوش حقق 89% خلال "عملية عاصفة الصحراء".
اما الرؤساء الآخرين , امثال كلينتون وريغان .فقد حصوا على اعلى نسبة لهم خلال الازمات .
نيكسون مثلا حصل على اعلى نسبة بعد اسبوع من الاحتجاجات الحادة ضد حرب فيتنام عام 1969 .
اما ريغان فقد بلغت شعبيته ذروتها بعد أن اطلق عليه النار جون هيكلي .
اما معدل الشعبية الأعلى ,لبيل كلينتون بعد أن اتهمه النواب في أعقاب انفجار فضيحة مونيكا لوينسكي ص :142.
يقول صاحب الكتاب انه في اوقات الحرب والخوف الوطني تكون مصحوبة بتراجع الحريات المدنية واشتداد الهجمات على المعارضة .
ففي الحرب العالمية الثانية تم حجز الأمريكيين من اصول يابانية في معسكر اعتقال جماعي .
وفي زمن ابراهام لنكولن علّق حق الإشعار القضائي . والكثير من تلك حدثت اثناء غزو العراق والصين وروسيا .
لقد اسماها الكاتب " لحظات مظلمة في تاريخ امريكا " ص:142.
نعم , لقد تم استغلال الخوف من الإرهاب , لتمرير بعض القوانين التي تضع قيودا جديدة على حقوق المواطن .
مثل: حق التجسس على المواطنين ومراقبة وسجن كل من المواطنين وغير المواطنين مع امكانية حجز غير المواطنين لفترات غير محدودة من الزمن حتى بدون محاكمة,
حتى وصل الأمر أن صدر امر تنفيذي عن الرئيس بوش يخوّل فيه لنفسه الحق بإجراء محاكمة عسكرية لأي شخص غير مواطن يحدده , دون منح الشخص حق المدافعة او الاستفادة من حماية لائحة حقوق الإنسان ,ص:149 .
بل وحرمهم من حقهم ,بحيث لا تتاح لهم فرصة لاستئناف القرار أمام أية محكمة , ومن تثبت ادانته حسب رايهم , يعدم .
و بحجة الخوف من الارهاب ايضا ,تم منح الإذن باجراء محاكمات عسكرية كخيار بيد الحكومة ,يشمل حالات اوسع بكثير من الحالات التي يمكن أن تكون ضرورية".
وساهم "جون بويندكستر" الشهير بعلاقته بفضيحة ايرانية –كونترا في طرح مشروع وزارة الدفاع الامريكية المسمى "الإطلاع الكلي على المعلومات "
ففي حمى ازدياد الخوف من الارهاب تم الهجوم على ما يسمى بالحقوق المدنية للمواطنين من خلال الاطلاع على كل معاملاتهم البنكية والشرائية وبطاقات الإئتمان والاشتراكات في الصحف والمجلات والنشاطات على شبكة الإنترنت ,وحتى شكاوي الجيران التطفلية , وهذا ما تم تسميته على حسب عنوان في كتاب اسلحة الخداع الشامل تحت عنوان "الحرب داخل الوطن" تطرقت الى الإرهاب الداخلي على المواطنين بسبب عقدة الخوف من الارهاب وبدعوى محاربة الإرهاب تم انتهاك قوانين الحقوق المدنية والشخصية للمواطن الأمريكي وتآكل بعض القوانين الخاصة بهم .
بل ان قانون الوطنية شجع مكتب التحقيقات الفيدرالي وخوّله صلاحية الإستيلاء على قوائم مبيعات الكتب وسجلات استعارة الكتب من المكتبات العامة .
لقد جعلوا من الخوف ذريعة للحكومة لجمع المزيد من المعلومات عن مواطنيها وايضا لحجب المعلومات عن المواطنين الذين يريدون معرفة ما تفعله الحكومة . تعلق على ذلك مجلة سيكرسي نيوز وهي نشرة اتحاد العلماء الامريكيين قائلة :" بالأحرى ,يظهر بوضوح الميل لاستغلال الظروف الحالية للإتجاه نحو السرية الرسمية".ص:152
صحيح إنه تم وأد الخطة من قبل الكونغرس, ولكنه اخذت شكلا آخر , فتغير اسمها الى "الاطلاع على المعلومات الإرهابية".
ان الخوف من الارهاب والحجج التي تستند الى الخوف استخدمت بعد ضربات11/9 كثيرا فقد اختفى في مواقع شبكات الويب الكثير من المعلومات مثل اغلاق اللجنة التنظيمية النووية لموقعها
بالإضافة الى الوكالة الامريكية للحماية البيئية ومكتب تسجيل الاوبئة وادارة المخاطر ازالت الكثير من المعلومات والتقارير المتخصصة بطبيعة عملها بحجة استخدام تلك المعلومات للجماعات الارهابية .ص:154
وأخيرا ,
"هل الديمقراطية وحرية تبادل المعلومات قد يوفران الحماية الأفضل ضد التهديدات الإرهابية المستقبلية , وعلى سبيل المفارقة ,هذه هي بالضبط الممارسات التي قد نعطلها إذا اردنا أن نسمح للخوف بأن يحكم حياتنا "
هكذا اختتم الكاتب هذا الفصل بمعنى أن ممارسة حجب المعلومات غير مجدية واستشهد بحادثة الرحلة 93 الذي تصرفت به المضيفة بسرعة , حيث ميزت حامل قنبلة الحذاء "ريتشارد رايد".
المرجع
شيلدون رامبتون و جون ستوبر: أسلحة الخداع الشامل
يتحدث الكتاب عن "استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق". الدار العربية للعلوم ,ط 1 مركز التعريب والترجمة : 2004
تلخيص الفصل 5 " استخدام الخوف " :من صفحة129-156
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟