أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد كشكار - ابتهاجُ المواطن المستهلك ب-الصابة- الفلاحية في تونس: هل هو ابتهاجٌ مَبنِيٌّ على واقِعٍ أو مَبنِيٌّ على وَهْمٍ؟














المزيد.....

ابتهاجُ المواطن المستهلك ب-الصابة- الفلاحية في تونس: هل هو ابتهاجٌ مَبنِيٌّ على واقِعٍ أو مَبنِيٌّ على وَهْمٍ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6329 - 2019 / 8 / 23 - 13:37
المحور: الصناعة والزراعة
    


صابة دﭬلة.. صابة زيتون.. صابة قوارص.. صابة حبوب.. صابة طماطم.. صابة دلاّع.. جانا المِي.. جانا الضوْ.. جانا الكيّاسْ! هل يفرح المواطن المستهلك أو يحزن أو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله؟
أنا عن نفسي، كأستاذ تعليم ثانوي متقاعد (مرتب شهري=1500د)، أقول لا حول ولا قوة إلا بالله!
عِدة أسباب وجيهة تدعوني للحزن لكنني أتماسك ولا أحزن لـصابةٍ قد تُفرح الفلاح التونسي، لكنني وفي نفس الوقت لا أفرح كما كنتُ أفرح وأنا طفلٌ في جمنة الستينيات عندما كان عام الصابة عام رحمة على الفقراء، ينقص فيه سعر السلعة المعنية فكنا نشبع منها نحن الأطفال. اليوم، لم أعد طفلاً، أصبحت عائلاً لأسرة متكونة من ثلاثة أنفار وأصبح سعرُ سلعة الصابة يرتفعُ عوض أن ينخفض فلا تشبع منها عائلتي الصغيرة.

اليومَ، الفلاح نفسه لا يفرح كثيرًا لأنه ليس هو المستفيدُ الأكبرُ من ارتفاع سعر منتوج الصابة، مثلاً: في جمنة وفي موسم التمور، يتراوح سعر كيلو الدﭬلة بين 2 و5د، في حين يترواح سعرها وفي نفس الوقت في حمام الشط بين 6 و13 د (يوم 21 أوت 2019، اللوكس عند الخضّار في حي الشعبية، الكيلو بـ19).

المستهلك غير راضٍ والفلاح غير راضٍ وحتى الخضّار بالتفصيل غير راضٍ! أما النصف مليون من العاملات الفلاحيات فهن المعذّبات الأرض، رغم أنهن المنتجات الحقيقيات للثروة، لكنهن هن أنفسهن الخاسرات صحتهن زمن الصابات جرّاء التلوّث الكيميائي (أجر يومي=13د).

مَن يا تُرى المستفيد الأكبر من الصابة ومِن ارتفاع الأسعار؟ هم ولا أحدٌ غيرهم، هم الوسطاء مصّاصو الدماء، الله يهلكهم! هم حفْنة من الفاسدين استغلوا ضعف الدولة بعد الثورة وأثْروا بسرعة على حساب المستهلك والمنتج في آن. هم أيضًا المصدِّرون المعفون من الضرائب والمورِّدون للبذور والأدوية النباتية بأثمانٍ باهضةٍ جدًّا خاصة في زمن تدهور قيمة الدينار التونسي بالعُملة الصعبة (اليورو والدولار).

الإشكاليةُ التي أريدُ طرحَها للنقاش هي إشكاليةٌ أعمقُ من الابتهاجِ الحقيقيِّ أو الوهميِّ؟ هي الإشكاليةُ التالية: هل تُعتبَرُ الصابة الفلاحية مؤشرًا تنمويًّا؟ لا أظن! لماذا؟:
- إنتاجُنا الفلاحي إنتاجٌ خامٌّ، أي غير مصنّع، تقريبًا بدائي، متخلف وغير مضيف للقيمة، والدليل: ثمن صابة 10 آلاف دﭬلاية بسواعد 130 عامل طيلة سنة كاملة وبعد خصم المصاريف، يساوي تقريبًا ثمن سيارة بورش أو ثمن كمية صغيرة من قطع الغيار المستوردة التي لا تملأ حتى حانوت متر على متر في سوق منصف باي بالعاصمة.
- ننتجُ سلعة فلاحية خامّ ونصدرها خامّ دون أي تحويل أو أي تصنيع، نصدر أغلبها دون تعليب (en vrac) أي بسعرٍ أقل، مع الإشارة الهامّة أن تعليب الزيت مثلاً لا يتطلّب تكنولوجيا عالية وفي المقابل التعليب وحده يرفع سعر الزيت إلى عشرة أضعاف.
- يبدو لي والله أعلم أن تقسيم الأسواق المقرّر سلفًا في أوروبّا قد صنّفنا كـ"سلّة غلال" لفائدة أوروبّا (دﭬلة، زيتون، برتقال)، وجرّدنا عنوةً، وبِـنيّةٍ مبيّتةٍ، من تسميتنا القديمة "مطمور روما" (إنتاج القمح والشعير، غذاؤنا الأساسي).

إمضائي (مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 أوت 2019.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راجلْ هَتَرْ أصابَه الوَجْدُ في الكِبرْ، عَشِقَ في نفسِ الوق ...
- موقف أو بالأحرَى لا-موقف من الجدل العقيم الذي يتكرّر صباح كل ...
- مقارنة طريفة بين الأستاذ التونسي الفاشل والمسؤول السياسي الت ...
- الإسلاميون، لماذا لا يقرأون المقالات الفيسبوكية اليسارية؟ بع ...
- مُكسّراتٌ شِعريةٌ لمواطن العالَم
- كاريكاتور لنظام بورقيبة: كَرَّهَنِي في هويتي التونسية-الأماز ...
- سؤال إنكاري، أوجهه إلى الذين يدّعون أنهم يمثلون العائلة الدي ...
- دردشة مسائية في مقهى البلميرا بحمام الشط الشرقية: البناء الد ...
- ٍٍدردشة علمية (موش علمية آوي): الدجاجة أوّلاً أم البيضة أوّل ...
- مرافعة مجانية دفاعًا عن المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين ...
- ماذا أصابَ طلبتنا في تونس (ربع مليون) حتى لا يشاركوا في الحي ...
- لماذا لا أحبّذُ إقحامَ الدينِ في النقاشِ العلميِّ في المقهى؟
- من وحي العيد: المُقسِطون والقاسِطون، صفتان قرآنيتان متقاربتا ...
- في يوم العيد، سبحانه كيف أراه وكيف أناجيه؟
- لماذا الانتخابات؟
- نقدٌ بالمطرقةِ: أيها اليسار التونسي المتحزب، كم أنتَ غبيٌّ، ...
- انتهى الحِداد فلنمرّ إلى تقييم الحِداد!
- المثقف العربي كما أعرّفه أنا شخصيًّا؟
- ما هي مواصفات الرئيس التي يطلبُها عادةً عموم التونسيين، ولا ...
- ما هو أكبرُ خطرٍ يهددُ مستقبل العالَم؟


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد كشكار - ابتهاجُ المواطن المستهلك ب-الصابة- الفلاحية في تونس: هل هو ابتهاجٌ مَبنِيٌّ على واقِعٍ أو مَبنِيٌّ على وَهْمٍ؟