فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 17:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أتسائل مع نفسي أحيانا؛ هل قامت البلدان الاوربية وبلدان أخرى في المنطقة بمقارنة إيجابيات علاقاتها وتعاملاتها مع نظام الملالي وقارنت بما يقابلها من السلبية؟ وهل فکرت مثلا من الطرف المستفيد أکثر من الآخر في هذه العلاقات؟ بقناعتي وبکل تواضع أنا واثق من إن الاوربيون وکذلك البعض من بلدان المنطقة يتهربون من توجيه هذان السٶالان لأنفسهم، لأنهم يعلمون إجابتها الدامغة ويعلمون بأن نظام الملالي کان ولايزال هو المستفيد والرابح الاکبر من وراء ذلك ولئن کانت هناك ضرورة وحاجة ماسة لکي يقوم الاوربيون وبعض بلدان المنطقة بعملية مراجعة، غير إنه وعوضا عن ذلك نجد هناك ثمة تحرکات ونشاطات توحي على العکس من ذلك تماما، وتبين بصورة أو أخرى إن هذه البلدان کما يبدو لاتريد أن تستفيد من دروس وعبر الماضي التي أثبتت إن نظام الملالي أشبه بالضبع، والضبع من الحيوانات المتوحشة التي لايمکن تدجينها ويستحيل عليه أن يتخلى عن طباعها الاساسية.
نظام الملالي وبعد سلسلة عمليات الاغتيالات التي قامت به فرقه المخابراتية في أوربا والتي إستهدفت فيما إستهدفت الوجه البارز في المقاومة الايرانية الدکتور کاظم رجوي في سويسرا، ومعارضين آخرين في ألمانيا والنمسا وإيطاليا وغيرها والتي إضطرت البلدان الاوربية وفي صفقة مشبوهة الى أن تطلب من نظام الملالي الکف عن نشاطاته الارهابية على أراضيها مقابل عدم ملاحقة المتورطين في الجرائم الآنفة التي أشرنا إليها، ومع إن النظام وافق على ذلك وعلى مضض، لکنه ولأنه ضبع والضبع لايترك ماقد تربى وتعود عليه ولذلك فإنه قد قام بنبذ تعهده جانبا عندما أوعز للإرهابي"أسدالله أسدي" المتخفي تحت غطاء ديبلوماسي في سفارة الملالي في النمسا بتنفيذ مهمة إرهابية غير عادية بإستهداف التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2016، وکذلك أوعز لوکر الارهاب والتجسس التابع له في ألبانيا والمسمى بسفارته کذبا ودجلا، لکي يقوموا بسلسلة عمليات مخابراتية ضد سکان أشرف 3، وهو ماقد أدى الى طرد سفير النظام وسکرتيره الاول من ألبانيا، کما إن بلدان المنطقة التي يهددها النظام بين الفينة والاخرى لإبتزازها، بخلاياه النائمة يبدو إن البعض منها قد إنساق لتهديد هذا النظام ظنا منه بأنه إذا فعل ذلك فسوف يأمن شره، ولکن هل يمکن للمرأ أن يأمن من شر ووحشية الضبع؟ فالنظام الايراني سواءا إستجابوا له أو لم يستجيبوا فإنه ماض قدما في جرائمه وإنتهاکاته وتدخلاته التي لايمکن إطلاقا أن يتخلى عنها.
المقاومة الايرانية التي حذرت وبإخلاص وصدق دول أوربا والمنطقة والعالم من التعامل مع هذا النظام مٶکدة بأنه لن يکف عن نهجه العدواني الشرير مهما فعلوا ولذلك فإن عدو يتربص بك بهذه الصورة ويضمر لك الشر والاجرام، فإن من الاجدر أن يتم حسم أمر العلاقات معه وقطعها أسرع مايکون ففي ذلك خير ومصلحة لهذه البلدان کما إنها خطوة إيجابية تصب في مصلحة نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟