أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث عصر الحضارة الراسمالية أ - ميلاد الحضارة الرأسمالية وهويتها الايديولوجية 1- 2















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث عصر الحضارة الراسمالية أ - ميلاد الحضارة الرأسمالية وهويتها الايديولوجية 1- 2


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 00:16
المحور: القضية الكردية
    


فلنحاول الآن شرح خصائص الهوية الإيديولوجية الأوروبية التي أدت إلى ولادة الحضارة الأوربية بعد أيديولوجية موقع هذه الحضارة ودورها بشكل عام في التطورات التاريخية والاجتماعية.
1 ـ تأتي البنية الذهنية المستندة إلى معلومات علمية للنمط الفكري على رأس الخصائص الأساسية المميزة في خلق الحضارة الرأسمالية، حيث بدأ بتجاوز البنية الذهنية الميثولوجية للعصور الأولى، والبنية الفكرية الدينية التي كانت مسيطرة في القرون الوسطى، مع العصر الرأسمالي. وأكتسب نمط التفكير العلمي، الذي مهد له التفكير الفلسفي للعصور الأولى والوسطى ثقلاً في هذه المرحلة، وجوهر هذا النمط الفكري يعتمد على شرح علاقات الطبيعة والمجتمع من خلال قوانينه الداخلية دون الاعتماد على الخارج. أما الفرق بينه و بين الفلسفة فهو: انه في الوقت الذي تحاول فيه الفلسفة شرح الكائنات بمصطلحات ومفاهيم عامة، في حين يعتمد العلم على نمط شرح مفصل وتجريبي بشكل أكبر، ومن خلال ظواهر محددة.
هناك روابط ديالكيتكية بين تطور أنماط فكرهما رغم وجود خصائص متضادة بينهما، وتعتقد البنية الذهنية الروحانية "Animizm " بوجود روح لجميع المخلوقات الطبيعية، ولا يوجد أي تمييز بين المخلوقات الحية والجامدة، وبين الطبيعة والمجتمع، وبين الإنسان والحيوان من الناحية الحيوية، ويؤدي هذا النمط من التفكير، أي منهج تطبيقه إلى السحر، و يتم الاعتماد على الاعتقاد بأنه يمكن التحكم بكل الظواهر وإيصالها إلى الوضع المطلوب بالسحر، وفن السحر الذي يعتمد أساساً على من يمتلكون المهارة والرؤية المستقبلية في الممارسة العملية المجتمعية، يتزامن مع أولى مواقع القيادة الاجتماعية. فالساحر هو قائد لأن لديه نظرة مستقبلية ومهارة متطورة في الممارسة الاجتماعية، ويتم النظر إلى مثل هؤلاء الأشخاص في الظروف الاجتماعية الضيقة والحرجة، كأشخاص فوق الطبيعة ويتم احترامهم والإيمان بهم. لأنه حتى المساهمة المحدودة لهم، لها أهمية حيوية للمجتمع، ويظهر المجتمع حاجته لهم ويهابهم أيضاً، وعندما رأى السحرة ارتباط المجتمع بهم، وضعوا أنفسهم في موقع متميز وبنوا مؤسساتهم الخاصة، وربما كانت أول مؤسسة اجتماعية هي السحر.
إن الاسم الآخر للسحر هو "الشمانية"، والفرق بينهما هو تطور وتمأسس الشمانية أكثر من السحر. ونرى هذا النمط من الفكر والممارسة ساري المفعول في جميع المجتمعات الباليوليتية، أما نمط الفكر في العصر النيوليثي الذي يعتبر خطوة متقدمة للمجتمعات فهو نصف روحاني ـ ديني طوطمي. وكان يتم تمييز القبيلة بشكل أفضل كوحدة اجتماعية أساسية. ويتم فهم أهمية الانتساب إلى القبيلة، وكان يظهر موقع الأم الخلاق والرائد في القبيلة، وكانت بعض المخلوقات والحيوانات المدجنة والنباتات تعرف أكثر من جميع المخلوقات الأخرى، وذلك كضرورة للحياة، ولذلك كان هناك اهتمام بروح هذه المخلوقات. وانعكست هذه الظروف على البنية الفكرية لهذه المرحلة، فكانت المرأة تلعب دور الربة الأم في المجتمع الأمومي، وتمثل بالطوطم كرمز لكل قبيلة، كل النباتات والحيوانات والأشجار والأشياء الهامة كانت تمثل بآلهة في نمط التفكير المذكور، وفي الوقت الذي كان الطوطم تعبيراً رمزياً للقبيلة يوازي الإله أو شبه الإله، كان يتم تأليه جميع الرموز الأخرى وفي مقدمتها الربة الأم، لأنها هي التي تقوم بإنشاء المجتمع الجديد وتخلفه وتلده وتحافظ عليه.
كان ثقل المرأة في المجتمع النيوليثي كبيراً إلى درجة بدا وكأنه لا مكان فيه للرجل، وتم إزالة دور المرأة في المجتمع كقوة أساسية فيما بعد، وحققت المرأة قوتها هذه عن طريق زراعة النباتات واستئناس الحيوانات وبناء البيت، والنسيج، وولادة الأطفال وتربيتهم. وهذه القوة الطارئة غير العادية، تعكس البنية الفكرية إلى درجة جاءت بالتأنيث الموجود في جميع اللغات، وكثرة الآلهة الإناث في الميثولوجيا، والموقع المحترم للأم في هذه المرحلة التاريخية. وتحمل بنية اللغة السومرية في البداية طابع الشخصية المؤنثة، إن الربات هن أول من أسسن المدن، وجميع الهياكل الأولية كانت على شكل امرأة، وتبرز المرأة في الأسماء والمصطلحات، وحتى أسماء قارتي أوروبا وآسيا فهي مؤنثة في الميثولوجيا الإغريقية.
كانت البنية الفكرية المستندة إلى العنصر المؤنث في العصر النيوليثي تؤله جميع المخلوقات الهامة على أساس الإنسان ـ الإله، حسب أهميتها في المجتمع، وكانت تتطور بنية فكرية وعقائدية مستندة إلى الأم في "Sterk" أو ستار"Star" وتم رفعها إلى السموات لتصبح خالدة في الهلال الخصيب لأول مرة.
النمط الفكري الأساسي عند السومريين الذين بدؤوا المجتمع الطبقي كان على أساس نظام ميثولوجي يعتمد على الأقاويل والأساطير، وتعتمد الميثولوجيا كقوة ضرورية وهامة في الطبيعة والمجتمع على شكل عالم إلهي ينعكس على نظام الإنتاج ومصادر الحياة الأخرى، وبدأ يفهم الفرق بين قوانين نظام الطبيعة والمجتمع وتكوين عالم الآلهة الذي يعكس الفرق بين السيد والعبد، بشكل يتناسب مع الفرز الطبقي في المجتمع، وحسب ذلك تتكون سيادة مفهوم كوني ميثولوجي ذو أنظمة متعددة، وربما كانت أكبر هدية قدمها السومريون للإنسانية هي: تكوين هويات إلهية تمثل نظاماً سماوياً لا يتغير، وجعله يهيمن على الأذهان كنمط فكري واعتقادي أساسي. إن الكهنة السومريين هم أكبر مبدعي وممثلي نمط الفكر الديني بما فيه الأديان التوحيدية، وتقتصر مساهمة الميثولوجيات والأديان والأنبياء والكهنة الذين أتوا فيما بعد ـ وكلهم في ذلك سواء ـ على تحويل تلك الهويات المخلوقة سابقاً وجعلها محلية.
إن الفلسفة هي المرحلة التاريخية الثالثة والهامة في النمط الفكري. وتتزامن الفلسفة بمعنى حب المعرفة مع مرحلة التعريف الأكثر واقعية للظواهر الطبيعية والمجتمعية، ويحتاج نمط التفكير الميثولوجي إلى شرح أكثر واقعية عند تفسيره كمادة أدبية في الممارسة المجتمعية، وقد ظهر في القرن السادس قبل الميلاد بأن زيوس والآلهة الأخرى لا يملكون القوة الخارقة كما كان يعتقد، وهنا بدأ الشك بالآلهة بشكل جدي، وشكلت هذه الأرضية أساساً للمرحلة الذهنية التي تم فيها فهم التمييز بين ممارسة الإنتاج الاجتماعي، وفئة المجتمع ـ الطبيعة، والحي والميت. وكانت الإيضاحات الميثولوجية تقابل بالسخرية من قبل هذه الذهنية، وتجعل التفسيرات الجديدة والشرح الواقعي أمراً ضرورياً. لقد أدت المعلومات التي ازدادت حول بنية المجتمع المتشابكة والعالم، والوصول إلى معلومات ملموسة حول بعض المفاهيم في الممارسة العملية، إلى عدم حاجة التفسيرات إلى آلهة ميثولوجية، وكان نمط التفكير الذي لا تتدخل فيه الآلهة والدين، يمر بحالة التطور.
هذا التطور الذي يمكن أن نعتبره نمط التفكير الدنيوي والعلماني، يسمى الفكر الفلسفي. الذي جعل الإنسان صاحب فكر، وقد تطور هذا خارج المعابد، واقام أنظمة تشبه الأكاديمية، والثانوية، والإعدادية، في يومنا هذا، وهذه أهم خصائصه المميزة، حيث تم إرساء قواعد المدارس والتعليم، ولكن لا يمكننا أن نقول أنها تمثل انقطاعاً كاملاً عن الميثولوجيا والدين.
إن أهم فرق بين الميثولوجيا والدين، هو ان الدين يتضمّن إيماناً وعبادة قسرية، وهذا مالا نجده في الميثولوجيا. أما في الفلسفة فلا يوجد إيمان قسري أو نمط لفظي معين. فالفلسفة هي نمط فكري يحمل السيئ الإقطاعي بعيداً عن العاطفة، وتعتمد على البنية الذهنية والمنطق لدى الإنسان، وتحمل الخصائص الاثباتية، وتضع في أولوياتها الثقة والاهتمام بالبنية الذهنية للإنسان. وهناك علاقة للإنسانية والفردية مع هذا النمط من الفكر الفلسفي، وتغدو الفلسفة بهذا المعنى شرطاً هاماً لنمط الفكر الأساسي للمجتمع الرأسمالي. كلما ازداد الصراع بين الفلسفة والدين والميثولوجيا، وانتهى هذا الصراع لصالح الفلسفة، يؤدي ذلك إلى قفزة صحيحة لصالح نمط التفكير العلمي الذي سيتطور بتأثير الفلسفة. إن نمط التفكير الفلسفي هو نتاج حياة المدينة المتطورة، وليس صدفة أن المدن التي وجدت فيها الفلسفة كانت مدناً حيوية، ومن اكثر المدن تطوراً في العصور الأولى، وهي المراكز التي تطور فيها الفكر الفلسفي، فمدينة ميلاتوس"Milatos" التي عرفت كمكان لخلق الفلسفة، كانت من أهم مراكز الحياة المدينية في زمانها، وستظهر فيما بعد أثينا وروما والإسكندرية كمدن هامة للفكر الفلسفي.
لا شك أن تمهيد الفلسفة لطريق العلم شيء هام جداً، لكنها ليست العامل الوحيد. فالعامل الأكثر تأثيراً هو ازدياد المعلومات العلمية بالتوازي مع تقنيات الإنتاج، حيث يقوم التطبيق العملي للإنتاج والحياة بتعريف الظواهر والعلاقة الموجودة بينها، وينتهي بنا إلى إنشاء معادلة السبب والنتيجة، وتزيد التقنيات المستخدمة من اكتشاف خصائص الطبيعة، وبذلك تكون المثيولوجيا والفكر الديني، اللتان كانتا مسيطرتان في البداية، قد ضعفتا بتأثير الفلسفة، وتزداد أهمية العلم الذي يتطور مع الفلسفة بشكل متداخل، وكانت نتيجة تطبيق الثلاثي الطرح والطرح المضاد والتركيب، قد انتهت لصالح العلم، فكانت الميثولوجيا والفكر الديني هما الطرح الأول، بينما الفلسفة شكلت الطرح المضاد والصراع بينهما ولد الذهنية العلمية، ويمكننا القول مع أخذ الفترة الزمنية بشكل تقريبي، أن المثيولوجيا والدين كانتا حاكمتين في عصر ما بين 3000 ـ 500 ق.م، ظهرت الفلسفة وبرزت إلى الصفوف الأمامية بين عامي 500 ق.م ـ 1500 م، ويمكننا تسمية العصر ما بعد 1500 م، بعصر العلم، وقد انتهت الحرب الكبيرة في العالم الذهني للإنسانية بانتصار الفكر العلمي.
شهدت أوروبا في القرن الثالث عشر بعد الميلاد مرحلة الحضانة نتيجة للتراكم الذي تحقق عبر رافدين وهما الفلسفة والتطبيق، وتخلصت الجامعات البارزة من الدوغمائية الدينية في هذا القرن، وخطت أول خطوة نحو العلوم التجريبية، ويعتبر "روجر باكون" من رواد هذه المرحلة وعلامة بارزة في تلك المرحلة، ولعب دوراً طليعياً في عصر العلوم التجريبية وفتح الطريق أمام العلم، بعد أن خلّصت حركة النهضة التي تطورت منذ بداية القرن الخامس عشر في أوروبا ذهن وروح الإنسان من الدوغمائية الدينية، ووضعتها في مسار دنيوي وباتجاه الإنسان، وتم تقديم عدة شهداء في هذا الطريق وفي مقدمتهم برونو. لكن هذه الشهادات تعتبر انتصاراً لعصر الفكر العلمي، وهكذا كانت الإنسانية وجهاً لوجه مع نمط حياة جديدة. إن تسمية عصر العلم بالحضارة الرأسمالية تكون تسمية ضيقة، فتحقيق سيادة العقلية العلمية سيؤدي إلى تسريع الحضارة الرأسمالية وتفوقها، ويجب أن نرى العصر العلمي كأكبر المكتسبات التي حققتها البنية الذهنية للإنسان في طريق التطور الاجتماعي الطويل، وتم بذلك إغلاق عصر الآلهة التي تقدّم القوانين وممثليها على الأرض، وخطو خطوة إلى العصر الاجتماعي أي عصر المجتمع العقلي الذي يديره ويحدّد قوانينه الإنسان، وبهذا المعنى تم الدخول في بداية عصر المجتمع العلمي.
مازالت القوانين والعلاقات المتبقية من العصر المثيولوجي للعبودية سارية المفعول في مؤسسات البنية التحتية والفوقية للمجتمع وفي مقدمتها المؤسسات السياسية، فحتى لو سمي عصرنا بعصر المعلومات والاتصالات، سنرى بشكل افضل في نهاية تحليلنا للحضارة الرأسمالية أن الإرث الاجتماعي ولا سيما مؤسسة الدولة التي تحتل مركزه، لم يتغير منذ خمسة آلاف سنة، بل تم تقويته، وفي الحقيقة إن هذا التمأسس يتناقض في جوهره مع العلم، ويمتنع العلم عند تطبيقه من أن يكون المبدأ الأساسي الذي يحدد النظام الاجتماعي، لذلك يكون التناقض في الأساس بين الدولة التي هزمت الإيديولوجياً" مثيولوجيا ودين وفلسفة مثالية"، واستمرت في وجودها كأداة ضغط، وبين العلم الذي يعطي شكلاً جديداً للمجتمع وفق أسس علمية.
لم يخلق عصر المعلوماتية، الذي يستخدم كثيراً في يومنا هذا، شكله الاجتماعي بعد، ناهيك عن أن العلم هو ظاهرة مازالت تتطور باستمرار، ولم يتم تحديد أخلاق العلم حتى على مستوى المبادئ، ولذلك لم يكن مستحيلاً للعلم الخارج عن السيطرة أن يخلق أنظمة أخطر من أنظمة ممثلي آلهة المثيولوجيا والأديان التوحيدية على الأرض، ويمكن مشاهدة الكثير من الأنظمة الحاكمة البعيدة عن الأسس الأخلاقية الاجتماعية المطبقة والمستندة إلى العلم، تتحول إلى أنظمة سلطوية ومستبدة.
إن وضع العلم لمصادر قوة الطبيعة في خدمة المجتمع، هي إحدى نتائجه الرئيسية، ومن الواضح أنه لا يمكن أن يكون المجتمع منذ ميلاده حتى الآن "دون علم ومعلومات". لقد كان الإنسان الذي استخدم الحجر والعصا لأول مرة قد وصل إلى العلم، ووضع القانون الفيزيائي المخطط له، ووضعه في خدمة الإنتاج، عن استخدام العلم حتى لو لم يجر تحويله إلى صيغة، ويجب أن نقول ما يلي: إن المجتمع ومنذ ظهوره على علاقة وتناقض مع ظاهرة العلم، وتتحول العلاقة إلى علم كلما تم حل التناقضات، وهذا يؤكد بدوره ان التنوير في العلم ظاهرة مستمرة، وأن المشكلة هي المستوى النسبي لذلك عبر العصور، ويكون التنوير متطوراً بمقدار دور العلم فيه، وليس صحيحاً انعكاس ذلك الواقع كتطور لعصر المجتمع الرأسمالي فقط، بل يمكننا التحدث عن زيادة دور المجتمع الرأسمالي في ذلك.
يجب أن نعرف جيداً أن الحضارة الرأسمالية لم تؤد إلى تطور العلم وحسب، بل أدت إلى الحد منه في مستوى متقدم أيضاً، فالتناقضات الموجودة في داخله منعت من استخدام العلم لكل قوته، وهي في موقع النظام المتعصب تجاه العلوم الاجتماعية، ومع هذا يعتبر المجتمع الرأسمالي هو النظام الذي قوّى البنية التحتية والفوقية لمؤسساته بالعلم أكثر من كل الأنظمة الاجتماعية الأخرى، وتظهر هذه الخاصية الدور الخلاّق لحركة النهضة والعصر التنويري عند ظهور الرأسمالية، أكثر المجتمعات تطوراً، والذي أخذ قوته من تطور العلم وتمأسسه وإدارته، وليس صدفة وصول المجتمعات التي تنجح في أن تكون علمية أو بعض قطاعاتها إلى مواقع أكثر قوة. فالعلمية تعني التنوير، والتنوير يعني القيام بالعمل الصحيح، وهذا بدوره يعني النجاح والإنتاج النوعي، والإنتاج النوعي في كل مستوى ابتداءً من الاقتصاد إلى السياسة يعني الوصول إلى موقع ريادي وطليعي.
يمكننا تعريف بروز الجانب العلمي لتشكل الهوية الإيديولوجية للحضارة الرأسمالية في هذا الإطار، ويتواصل الى ذلك مع موقع العلاقة والتناقض، ولم تنسلخ تماماً عن الهويات الإيديولوجية الأخرى كالدين والفلسفة، لا تملك مؤهلات الانفصال، إن مستوى شموليته المجتمعية محكومة بالدين والفلسفة المثالية.
إن السؤال الأخير الأرض الذي يجب توجيهه هو: هل يمكن للعلم بمفرده أن يكون قوة منقذة..؟، هل هو قادر على إزالة الإنسان الكامن في طبيعة الإنسان..؟ هل العلم كل شيء..؟ أما السؤال المذهل فهو؛ هل قام الإنسان الأول بأصح شيء عند توجهه إلى فكرة الله..؟ ألا يستند الاعتقاد الذي يقول: "أنا الحق أنا الله" إلى اللاهوت..؟ ألا يعلن الإسلام بان صيغة "العلم = الرب" منذ زمن طويل بأن الله يعلم كل شيء..؟ ويمكننا توجيه أسئلة كثيرة، ولا يمكننا التخلص من العيش بشكل عبودي، كتابعين أكثر من العبيد في تلك المرحلة، والتحول إلى أنظمة اكثر تسلطاً من النمرودية والفرعونية، إذا لم نربط القوة التأليهية للعلم بالمبدأ الأخلاقي الذي يتطلب الانسجام المطلق أي بمبدأ السلوك الأساسي الذي يتخذ المصالح المشتركة للإنسانية وحقوقها وأمنها أساساً له، ولقد شرحنا الدور الذي لعبته الحروب الأكثر فظاعة في التاريخ في القرن العشرين والتي استخدم فيها العلم أكثر من أي قرن مضى، هذا الخطر يومي وبمستوى ان يولد القيامة. فعندما كان ممثلو مثيولوجيا العبودية والأديان التوحيدية الإقطاعية على الأربعة متشابهين، لم تتخلص الإنسانية من الاستبداد والظلم والتسلط الذي خلقوه، ألا يعني هذا ان تأليه العلم سيجعل من تسلط الإنتاج واستبداديته أشبه بيوم الحشر..؟



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث عصر الحضارة الراسمالية أ - ميلاد الحضارة الرأسمالية وهويتها الايديولوجية 1- 2