وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6326 - 2019 / 8 / 20 - 16:37
المحور:
سيرة ذاتية
وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/7
(أنَا الْخَمْرَةُ وَالسّاقي)..
(1)
دَعي الْخَمْرَ
دَعي لي الْخَمْرَ وَالسّاقي
وَرُوحي الآنَ عَنْ عيني
فإنّي لا أريدُ الآنَ امْرَأةً
وَلا أحْتاجُ كِبْريتا
وَلَكِنّي أريدُ الآنَ أنْ أبْكي
فَسِدِّي الْبَابَ
سِدّيها وَانْهَزِمي
أخَافُ عليكِ مَنْ وِسْوَاسِ هَذي النّفْسِ
وَمِنْ كُلِّ عُيُونِ النّاسِ
أخَافُ عَلَيْكِ مَنْ حِمَمي
وَمِنْ جُوعِي وَمِنْ قَدَمِي
أخَافُ عَلَيْكِ .. انْهَزِمي
لَقَدْ ثُرْتُ
وَحينَ أثُورُ
لا أبْقِي عَلى مَالٍ وَلا نِعَمِ
فَلا تَعْرِفُني الرَّحْمَةُ
وَلا يَعْرِفُني ألَمي
فَسِدّي الْبَابَ.. خَلّيني
أنَاجي النّفْسَ بِالْكَأْسِ
أسَلّيها عَنِ النّاسِ
دَعيني أمْلأ رأسي
وَأشْرَبُ.. أشْرَبُ حَتّى
يَفيضَ الْخَمْرُ مَنْ عَيْني
وَتُحْرِقَ جَذوَتي حُلُمَاتِ إحْسَاسي
وَهَاتِ الكأسَ..
هَاتِ الكأسَ وَابْتَعِدي
فَتِلْكَ دَمي.. وَنِبْرَاسي.
(2)
وَمِنْ بَينِ جَميعِ النّاسِ
تَخَيّرَني رَسولُ الْحُزْنُ..
يَحْمِلُ ثَوْرَةً في الرّأس
وَمِنْ بَيْنِ الْمَلايينِ
مِنْ بَينِ الْمَلاعينِ
مِنْ بَينِ الْمَجانينِ
الْمَسَاكينِ
تَخَيّرَني رَسُولُ الْحُزْنِ
صِرْتُ النّادِلَ في الْبَارِ.. وَالنّادي
صِرْتُ الْمَيِّتَ الْمَمْسوحَ.. وَالبَاقي
أنَا مَزّقْتُ أشْعَاري وَأوْراقي
دَعي لي الكَأسَ وَابْتَعِدي..
فَلَسْتُ أريدُكِ أنْتِ
وَلَوْ كُنْتُ أحِبّكِ بَعْضَ أحْيَانٍ
وَحينَ أرَاكِ تَبْتَسِمينَ عَنْ قَيْدٍ
وَتَلْتَفّينَ كَالأفْعَى عَلى رُوحي وأحْزاني
تَصيرُ نَفْسي مَمْلَكَةً
وأنْتِ الْحَاكمُ الجّاني
فَلَسْتُ أريدُكِ أنْتِ
هَاتِ الكأسَ.. هَاتِ الكأسَ
وَانْصَرِفي
سَأشْرَبُ.. أشْرِبُ حَتّى
تَصيرَ عُيوني واديها!
(22 مايو 1979م)
بصرة/ باب الزّبير
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟