أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول















المزيد.....

قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قرار .. مصـادرة هوية لقوميـة عراقيـة في القرن الـ 21 (1 ـ 2 )
القسم الأول
المقدمة
يعكف علماء الأنثروبولوجيا ( علم الأنسان ) على دراسة ثقافات الشعوب البدائية ، وتعمل على إبقاء وديمومة هذه الثقافات وأنقاذها من مغبة الأندثار والتلاشي امام الزحف الحضاري المعاصر ولأن هذه الثقافات هي جزء من التراث الأنساني فينبغي المحافظة عليها من الأندثار او المصادرة .
نحن بدورنا ينبغي ان نحترم تراثنا وأرثنا الثقافي ، وأن لا نحاول القضاء عليه مهما كانت الذرائع من قبيل تحقيق الوحدة القومية التي ُيزعم ان تحقيقها يتطلب الغاء الثقافة والأرث الكلداني والسرياني والأبقاء على الأرث الآشوري .
المقولة التي تهشم جسور التفاهم
حينما أجلد الفكر الأقصائي بسوط النقد وتعرية النوايا لا بل المحاربة بلا هوادة ، وأدرج بصورة متكررة الفكر الآشوري المتعصب ، فإني افعل ذلك بدافع الرغبة في الدفاع المستميت عن حرية الرأي والفكر ومن اجل محاربة الفكر الشمولي اياً كان مصدره ، فلو رأيت ان الكتّاب السريان سلكوا اسلوب اقصائي او استهجنوا او استصغروا الفكر الآخر لسلطت سوط النقد اللاذع لهذا السلوك . كأن يكتب كاتب سرياني : القومية السريانية بكافة مذاهبها الكنسية ( الكلدانية والأشورية والسريانية ) ولو كتب كاتب كلداني بهذا الأسلوب رغم ان الحقائق التاريخية هي كذلك ، فإنني احارب هذا ( الفكر ) بلا هوادة لأنه ضد منطق الحرية .
لكن الواقع ان الخطاب الآشوري هو ( الوحيد ) الذي يسلك هذا السلوك الذي يبعث الكراهية والتتفرقة بين صفوف شعبنا الذي هو اصلا ً مضطهد ، وهذه النظرية الشمولية البائسة ، قد مزقت صفوف شعبنا مع الأسف . الغريب ، إن بعضهم يترجم بعض المكاسب السياسية المتواضعة وكأنها نهاية العالم ويفسرون ذلك وكأنه نجاح لنظريتهم العرجاء التي تحاول طمس الآخر بطريقة اللف والدوران .
إن الفكر الآشوري الشمولي يتوهم بأنه قد توصل الى اختراع نظرية ( مصادرة هوية الآخرين ) معتقداً انه هو الذي اخترعها ولم يسلكها غيرهم من قبل ، في حين ان هذه النظرية قديمة عفا عليها الزمن ، واستخدمها قبلهم كل الأحزاب الشمولية وآخرهم كان حزب البعث في العراق ، ولم تفلح هذه الأديولوجية في مسح هوية مهما نوعت من اساليب الدعاية او استخدمت جبروت من القوة وكان الفشل حليفها كما سيكون الفشل حليف النظرية الآشورية المعاصرة .
معضلة الوصاية بالقوة
عجيب امور غريب قضية .. ان يكون ثمة من يحشرون انوفهم في شؤوننا ، ويصبحون أوصياء علينا ودون ان نطلب منهم ذلك ، يعني ( غصباً على اللي خلفونة ) كما يقول المثل العامي ، وهم يزعمون انهم يعرفون كل شئ ، وبالمقابل نحن لا نعرف شيئاً ، لقد تخلصنا من السلطة الدكتاتورية ، لكن اليوم علينا ان نسلم امورنا لقيادة جديدة ، فينبغي ان نكون ظلاً لخطواتهم ، ونحن لا نصلح ان نكون اسياد لأنفسنا ، ونصلح بمنظورهم بأن نأكل ونشرب وننام القيلولة ونتزوج ونتكاثر لا غير ، ولا يحق ان يكون لنا شخصية مستقلة او رأي حر . في الحقيقة انها سرقة لحريتنا وتهميش لشخصيتنا واستقلاليتنا ، ووأد لقرارنا .
(( انها بحق قرصنة على إرادتنا وحريتنا وشرفنا ورجولتنا نحن الكلدانيين )) .
من الأمور البديهية أن تذهب الى كاتب العدل ، وتقر أمامة انك ترغب وبملئ إرادتك إن يكون المحامي الفلاني او زيد من الناس وكيلاً عنك . لكن رواد الفكر الآشوري المتعصب وبينهم كلدان موالون للحركة الديمقراطية الآشورية ، ينصبون أنفسهم وكلاء وأوصياء علينا ، دون أن نقر لهم بذلك سواء امام الكتاب العدول او امام المجتمع ، فيقوم هؤلاء القوّامون على شؤننا ، يقررون اسماً قومياً مشوهاً اسمه كلدواشوريين ، وبعد ذلك يقرر ( أسيادنا ) أن اسمنا القومي هو كلدوآشوري سرياني ، ويوم آخر يقرر هؤلاء ( الأسياد ) أن اسمنا آشوري ، ومن يخالف من السريان والكلدانيين هذه القرارات فهم : خونة ومتآمرين يريدون تمزيق الوحدة القومية وإنهم السبب الرئيسي في توسيع الفتحة في طبقة الأوزون فوق القطبين .
وهكذا نحن ( العبيد ) وهم ( الأسياد ) وعلينا ان نهلهل لما يقرره قداستهم بحقنا نحن الخطاة . إنه لأمر محزن ومؤسف ان يفكر هؤلاء الناس بهذا الأسلوب من التكبر والغطرسة والنرجسية .
هناك من يطلب منا ان نرضخ ونسكت لمصادرة هويتنا وان نكون ودودين لطفاء طيعين لأسيادنا .
أعتقد ان معظم قراؤنا سبق لهم أن قرأوا القطعة الأدبية للأديب البابلي ( حوار بين سيد وعبده ) والتي تبدأ بمقطع يقول :
السيد : أيها العبد اتفق معي
: العبد : أجل سيدي أجل
وبقية الحوار معروف لقرائنا ولذلك سنضرب صفحاً عنه . ولكن نشير الى قصة أخرى يونانية ، وهي للعبد ابكتاتوس الذي كان سيده يعامله بقسوة شديدة ، وإنه أي ( السيد ) أخذ يلوي ساق العبد ابكتاتوس للتسلية ، فقال ابكتاتوس العبد لسيده :
لو واصلت لويك لساقي فإنك ستكسرها ، قال العبد هذا بلطف وهدوء .
لكن سيده استمر في لويها حتى كسرها ، وهنا قال العبد ابكتاتوس بلطف ورقة :
ألم أقل لك سيدي بأنك ستكسرها ؟
المطلوب منا ان نلتزم بهذه الفلسفة ونتصرف كعبيد مطيعين لطفاء لكي لا نخدش مشاعر من يلون أعناقنا ويصادرون هويتنا القومية في وضح النهار وفي زمن نقول عنه انه زمن الحرية والديمقراطية .
خطاب آشوري صريح بمصاردة الهويتين الكلدانية والسريانية
ظهرت الحركة الليبرلية في القرن الثامن عشر ومنذ ظهورها كانت في نزاع مستمر مع الحركات الأستبداية في العالم ، وكان النزاع على خلفية الفكر لكل من الأتجاهين .
الحركة الليبرالية تؤمن بحرية الفرد وحرية المعتقد وحرية الرأي ، والحركة الأستبدادية التي كانت سائدة تريد الحفاظ على الموجود من الفكر الأستبدادي ، من نظريات الأحتواء او الأقصاء او الألغاء تحت حجج مختلفة . وفي الدائرة التي نتحرك فيها عن هموم شعبنا وآماله في مواكبة التطور الفكري ، لقد ظهرت في اواخر القرن الماضي أحزاب آشورية تبنت (معظمها وليس جميعها ) خطاباً صريحاً يقضي بمصادرة الهوية الكلدانية والهوية السريانية ، وذلك في وضح النهار ، ونحن نولج اعتاب القرن الواحد والعشرين اي الألفية الثالثة للميلاد ، وهذا الخطاب يعلن عنه دون خجل او حرج في الصحف والمجلات والفضائيات .
وعندما يحدث ان تهمل اسمائنا القومية من قبل مسؤول في الدولة نناشده ان يذكر الأسماء القومية لشعبنا المسيحي من ( كلدان وسريان وأرمن وآشوريين ) ، فيما يكون الأحتجاج الأحزاب الآشورية على عدم ذكر الأسم الآشوري فقط ، باعتبار أن الأسماء الأخرى هم ( خرّاع خضرة ) ليس إلا .
لقد مرت أفكار التعالي او الأقصاء او المصادرة في التاريخ إذ كان هتلر يضع قومه الألماني فوق الأقوام الأخرى في المثلث ، أما صدام فكان يصادر الهويات القومية العراقية الصغيرة لحساب الهوية العربية ، واليوم نقرأ هذا الخطاب في الأعلان الآشوري ، وهم يعرفون حق المعرفة ان صداماً كان يصادر كل الهويات العراقية بحجج باطلة ، وإنهم اليوم يقدمون لنا نفس المعايير ونفس الحجج دون نقصان أو زيادة .
وكما كان الرئيس كل يوم يمنح مكرمة ، فإن المفكرين الآشوريون والكلدان الذين ركبوا القطار الآشوري ، يمنحون لنا مكرمة سخية وهي ان القومية الآشورية تعتز بكافة مذاهبها الكنسية : الكلدانية والآثورية والسريانية . حقاً انها مكرمة من اسيادنا ينبغي ان لا ننساها .
( للأسف ان الخطاب الوحدوي الآشوري ، قوامه خطاب اديولوجي أقصائي وقد مزق هذا الخطاب النسيج الأجتماعي والسياسي لشعبنا ، وكانت فرصة جيدة لنيل حقوقنا ونحن موحدين لكن هذا الخطاب الأناني الحزبي قد نسف كل جسور التفاهم بين مكونات شعبنا )
يليه القسم الثاني
ويحتوي القسم الثاني على الفقرات الآتية
ــ الحركة الديمقراطية الآشورية والتذبذب بين السياسة والعقيدة .
ــ الأستاذ يونادم كنا ومار توما تلميذ السيد المسيح .
ــ منح الثقة لوزراء من ابناء شعبنا في حكومة أقليم كردستان .
ــ الهوية الكلدانية ليست كفر .
ــ اشكالات الفوز في الأنتخابات .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب
- هل من حقائب وزارية للأقليات الدينية في حكومة المالكي
- اثاث وأدوات منزلية تراثية .. بيت القوشي نموذجاً
- هل الشيعة مؤهلون لإدارة الحكم في العراق
- واقع الأقليات الدينية والقومية في أقليم كردستان
- أخي ثامر توسا .. لماذا تستكثرون علينا اسماً قومياً ؟
- انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟
- نعم .. لمنطقة آمنة ولكيان ذاتي للعراقيين المسيحيين
- الوحدة القومية بين الفكر الراديكالي الآشوري وبين حذف الواوات
- مام جلال .. جنّبوا العراق شبح حرب اهلية قذرة
- البيت الكلداني القومي والسياسي .. كيف نبني ؟
- ايران تتحدى امريكا وحلفائها من موقع قوة
- العراق بين العودة الى العصر الجاهلي واللحاق باليابان
- المصداقية في بيث نهرين اثري 752 والامل في العراقية الوطنية 7 ...
- تكهنات الفوز واحتمالات الفشل قوائم شعبنا 752 :740 :800
- الخطاب السياسي الكلداني .. الى اين ؟
- القومية الكلدانية بعد ان تبوأت مكانها الطبيعي في الدستور
- انه زمن الجنون العراقي
- الأقليات العراقية وإنصافهم بمقاعد ثابتة في الجمعية الوطنية


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول