فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 20:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خبر شاهدته على شاشة التلفاز أرقني وأقض مضجعي وأحال بيني وبين النوم (قوى الأمن الداخلي يمنع فتاة من الانتحار أثناء محاولتها رمي نفسها من على جسر الأحرار) فتاة في ربيع العمر ضاقت بها الدنيا وعجزت معها الحيل والسبل فلم تجد أمامها منقذ ينقذها من معاناتها وسبل الحياة المؤلمة وكابوس بؤسها وعذابها إلى منقذ الخلاص من الحياة نحو الموت ... ما هي الأسباب والظروف التي جعلت هذه الفتاة تلجأ إلى الموت للخلاص من الحياة ... لقد تراكمت مآسي وآلام كثيرة لم تجد هذه الفتاة المسكينة طريق سوى الموت بدلاً من الأحلام الجميلة تنتظر فيها شريك العمر وحبيب القلب أن يرافقها في جولة على ضفاف دجلة ... فتختار عوضاً عنه الخلاص برمي نفسها في نهر دجلة عوضاً عن الاستمتاع بجريان النهر والنوارس تتراقص على مائه وتتداعب مع جريانه ... نهر دجلة الخير الذي غرد له وغنى شاعرنا الكبير الجواهري أصبح ملجأ إلى اليائسين والمحرومين منفذاً للهروب من الحياة كيف ما تكون هذه الحياة في شقائها وذلها وبأسها يلمس به المعذبين والهاربين من شقاء الحياة (البطالة والجوع والمخدرات والحرمان والتسول والضياع في عراق النهرين دجلة والفرات والنفط الذي يتفجر من بين شقوق الأرض) أصبح فيه الإنسان لا يلمس على الصعيد العملي في الحياة إنجازاً أو نهجاً يستوحي غير هذا التوجه ... ودولتنا الموقرة استسهلت (الاقتصاد الريعي) تستلم عائدات النفط وتسلمها للوزارات ذات الاختصاص وتوزعها رواتب إلى الموظفين وإلى العوائل المعففة وإلى الشهداء والمعوقين وأصحاب الحظوظ والفضائيين أصحاب الجاه والاعتبار مثل كل شهر لا زائد ولا ناقص ... أفضل من المشقة والمعاناة توزع عائدات النفط والضرائب التي يتفاخر مدرائها في الكميات التي تعد بالمليارات على الرسوم والضرائب على البضائع الاستهلاكية التي تدخل إلى العراق غذاء للشعب العراقي العاجز عن العمل فأصبح يأكل وينام والله أرحم الراحمين ودولتنا العامرة والفاضلة بألف خير ... لا تعب رأس في المدفوعات وتوزيع الرواتب والأجور في كل شهر كم هي حصة وزارة المالية لدفع رواتب الموظفين الذين أصبح عددهم في ظل الحكومات الموقرة ستة ملايين موظف ... نعم ستة ملايين موظف ... لا يوجد بمثلها سوا في الدول الكبرى الذي عدد نفوس شعبها بمئات الملايين ... والعراق العظيم مبروك له أصبح عدد موظفيه ينافس عدد موظفي الدول الصناعية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا وانكلترا وألمانيا وغيرها ... مبروك للعراق العظيم هذا الإنجاز الكبير في منافسة الدول الكبرى ... وهنيئاً لشعبه الذي ينام على لحن وغناء ... نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام ... نامي فإن لم تشبعي من يقظة فمن المنام ... نامي على زبد الوعود ... تداف في عسل الكلام ... نامي ... سترى زرائيك الحسان مبلطات بالرخام ...!!
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟