|
البيئة العراقية المشاكل والحلول
علي عبد الواحد محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:04
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
الكائنات الحية ، الحيوانية والنباتية ، ومن ضمنها البشر طبعاً ، إحتاجت وعلى مر العصور الى الشروط البيئية ، كي تضمن إستمرار انواعها ،وهذه الشروط تختلف بدورها عن بعضها وفقا للعوامل المناخية المتاحة ، فهناك حيوانات ونباتات توجد في مناطق جغرافية ، لانجدها في مناطق اخرى ، فطائر البنجوين مثلاً ، والذي يعيش في المناطق القطبية لايمكنه العيش في المناطق الصحراوية إلا إذا وفرت له الظرف المناسب. وبالمثل يمكن ان يقال عن اشجار المانجو مثلاً التي لاتستزع في المناطق الباردة جدا، والملاحظ إن الكثير من الحيوانات والنباتات وكل اجناس البشر إستطاعت ان تتكيف للعيش قي الشروط البيئية المختلفة ، وادى ذلك الى ظهور بعض الإختلافات البسيطة دون التاثير على النوع ، وهذا نابع ممايسمى التوازن الطبيعي ( الإيكلوجي)، وهو النظام الذي يتيح سير الحياة ، وبقاء الطبيعة على صورتها ويمّكن الكائنات الحية الحيوانية والنباتية من العيش دون ان تنزعج .
الملاحظ إن البيئة الطبيعية، الحية وغير الحية ، هي التي تشكل هذه الشروط، فالماء والهواء والتربة والمحيط العضوي ( وهي المواد التي يدخل الكربون في تركيبها)، تتعرض بسبب الإستثمارالمتواصل للطبيعة ، دون حمايتها ، للضرر والتلوث، ويلعب الأنسان دورا رئيسيا في التلوث البيئي، الذي يعني بالضرورة الأخلال بالتوازن الطبيعي ، لأن الأستثمار دون إجراءات مكافحة التلوث ، يؤدي الى ذلك ، ويطلق على كل إضافة لعناصر غير موجودة في النظام البيئي أو إنه يزيد او يقلل وجود احد عناصره مما يؤدي الى إحداث الخلل في هذا النظام، بالتلوث البيئي.
تاريخيا عرفت الطبيعة النوع الفيزياوي للتلوث ، وهو التلوث الناتج عن الضوضاء والضجة ، وعن مخاطر الأشعاعات النووية ، الناتجة من المفاعلات ، وهذا يذكرنا بكارثة تشرنوبل، ومن المخلقات النووية ، ودفنها في بعض الدول لقاء رشاوى للمسؤلين فيها، وعرفت التلوث الكيمياوي ، وهو التلوث الناتج عن المخلفات الصناعية الكيمياوية خاصة في المجتمعات التي تفتقر الى الثقافة البيئية وعرفت البيئة تلوثا ناتجا عن الحروب ، مثل حقول الألغام التي يذهب ضحيتها المئات من المدنيين ، والتلوث الحاصل من النفايات البشرية وعدم التخلص منها ، والتلوث الحاصل عن مشكلة الإحتباس الحراري ، وهناك مشاكل إنقراض بعض انواع الحيوانات والنباتات وغيرها من الأنواع الأخرى التي سيرد الحديث عنها.
كل انواع التلوث تقسم الى ثلاثة درجات رئيسية هي:
التلوث المقبول : هو التلوث الذي لا يضر بنظام التوازن الإيكولوجي ولا يكون خطرا التلوث الخطر : هو التلوث الذي يسبب الإخلال بالتوازن الإيكولوجي التلوث المدمر: هو التلوث الذي يسبب إنهيار نظام التوازن الإيكولوجي ظاهرة الإحتباس الحراري تحدث هذة الظاهرة كظاهرة طبيعية فيزيائية مؤقتة عندما تتوفر العوامل التالية ، مصدر اصلي للحرارة، وسط تنفذ منه الحرارة النابعة من المصدر الأصلي فقط ، جسم متلقي للحرارة، وتكون اكثر وضوحا في الأيام الحارة الملبدة سماؤها بالغيوم ، فتنعكس حرارة الشمس عبر الغيوم الى الأرض، ولاتسمح هذه الغيوم بارتداد الحرارة من الأرض الى الفضاء ، لأن الأرض ليست مصدرا اصليا للحرارة،فللغيوم خاصية نفاذ الحرارة عبرها من المصدر الأصلي. وبذلك تنحبس الحرارة في جو الأرض . ، . ولكن هذه الظاهرة مؤقتة تزول بزوال الغيوم ولا تشمل كل الأرض ، ولكن الذي حصل إن هناك غازات تشترك مع الغيوم في خاصية الإحتباس الحراري وهي غاز ثاني اوكسيد الكربون، والميثان واوكسيد النتروز ، التي ادى إرتفاع نسبها في الجونتيجة الدخان المتصاعد من المداخن وعوادم السيارات والمكائن الى إرتفاع نسبها في الغلاف الجوي المحيط بالآرض ، ونشّطت خصائصها في الإحتباس الحراري الدائم وعلى نطاق الكرة الأرضية باجمعها ، هذا ادى الى إرتفاع درجة حرارة الأرض ، وحدوث التغيرات المناخية تتمثل في تغير درجات الحرارة، وإختلاف معدلات سقوط الأمطار وإحتمال زيادة الفيضانات والعواصف وإرتفاع مستوى سطح البحر.وقد حذر علماء وخبراء من إمكانية برودة الطقس في اوربا الغربية جراء هذة الظاهرة،التي تسبب ذوبان ثلوج القطب الشمالي ، التي تصب مياهها الباردة في المحيطات الدافئة فتبردها ( ينسب الى المحيطات الدافئة إعتدال الجو) وعندما تبرد المحيطات يبرد الجو.
اسباب التلوث البيئي: هناك جملة من الأسباب تتلخص بما يلي المخلفات الصناعية خاصة في المجتمعات التي تفتقر الى الثقافة البيئية. المخلفات النووية وازمة التخلص منها إزدياد عدد المحطات النووية إرتفاع نسبة ثاني اوكسيد الكاربون في الجو هجوم الصحراء اوما يسمى بالتصحر إنقراض بعض انواع الحيوانات ، والنباتات الحروب في المناطق الساخنة ، وإستخدام اليورانيوم المنضب في القذائف
بعض المعلومات عن التوازن البيئي: في الصين الشعبية ايام المرحوم ماو تسي تونج ، جرت حملة لإبادة العصافير وكانت النتيجة ان ابيدت العصافير ولكن تكاثر نوع من الحشرات المزعجة كانت العصافير تاكلها ، مما حداهم بالعدول عن حملتهم.
وجد الباحثون في مياه المغارات العميقة المظلمة نوع من الأسماك بدون عيون.
تشير انباء البيئة القادمة من الصومال ، ان الأسماك في المياه الصومالية قد نفقت ، بسبب رمي النفايات الصناعية في الميا ه الإقليمية لهذا البلد ، بالإتفاق بين اصحاب هذه النفايات وزعماء الحرب هناك .
عنما إرتكب النظام البعثي الدكتاتوري السابق جريمة تجفيف الأهوار ، لوحظ إن طيور البط المهاجرة ، قد نفقت بسبب عدم وجود المساحات المائية السابقة التي تشكل مناطق هجرة صيفيةلها. وهناك العديد من الأمثلة، نتركها الآن، ولكن للحديث عن البيئة العراقية التي تعاني من انواع التلوث التي مر ذكرها ، فالحروب العديدة التي إرتكبها صدام بحق الشعب العراقي وخاصة حروبه مع امريكا ، وإستخدام الولايات المتحدة وحلفائها للقنابل الثقيلة ، المنضبة نتج عنها إصابات عديدة بالسرطان للمواطنين ومشاكل للأشجار والنباتات الأخرى للأراضي المقصوفة التي تلوثت تربتها بالإشعاعات النووية، وعانت اشجار النخيل في البصرة من امراض لم تكن معروفة للفلاحين ولخبراء النخيل ، ادت هذة الأمراض الى موت العديد من النخيل ، بحيث يؤدي ذلك الى سقط راس النخلة مع بقاء الجذع مغروسا في الأرض ، وادت الأمراض الى صغر الأثمار.
ومع إنهيار الخدمات البلدية في اعقاب سقوط النظام البعثي الدكتاتوري ، وعدم عودتها لمستوى ادائها السابق ، تراكمت المياه الآسنة في عدد من المحلات الشعبية ، والنفايات والزبالات خارج اماكن تجميعها ، وتكاثر اسراب الذباب ، والحشرات الغريبة، الأمر الذي حول البيئة الى خطرة تهدد من يدنو منها بشتى الأمراض، لاسيما وان المزابل تتزاحم مع الأطفال على ملاعبهم ، يضاف الى ذلك إن المدن العراقية تشكو من الضوضاء الصادرة من محركات السيارات التي امتلأت بها البلاد نتيجةلإطلاق الإستيراد دون ضوابط في السنتين الأولى والثاني ، فالسيرات والمحركات القديمة تهدر طوال اليوم ، ناهيك عن الضوضاء الصادرة من المولدات الكهربائية المنتشرة ، نتيجة الإنقطاع الدائم للتيار الكهربائي . ويؤدي استخدام المضخات لسحب المياه الى البيوت من انابيب الإسالة ، الى تعكير هذه المياه ، ذات الروائح الكريهة، الأمر الذي يدفع الناس الى شراء الماء النقي ، مما يكلفهم اعباءا مالية إضافية .
الحروب التي خاضها النظام المقبور ملئت البلاد بنفاياها، وبالمياه الملوثة ، فعلى سبيل المثال ، إن شط العرب الذي كان ميدانا لكل الحروب ، يفتقد الى جسر يربط بين ضفتيه ، والجسران المقامان، في العشار والذي يربطه مع التنومة وفي المعقل الذي يربطه مع جزيرة الصقر ، هما جسران مؤقتان ويسدان الطريق بوجه الملاحة النهرية، يضاف الى إن مياه الشط مشبعة بالإشعاعات واليورانيوم المنضب، والسكراب ، والزوارق (ذات المحركات الضخمة) والوحدات البحرية الغارقة. كل ذلك يشكل خطرا على صحة الناس لاسيما اذا ما عرفنا إن مياه الشط هي المصدر الرئيسي لمياه السقي في البصرة.
حسب الدراسات الدولية والمحلية ، تم حصر 50 موقعا ، تعتبر من البؤر البيئية الساخنة في العراق،تم التعاقد بين الجهات العراقية ، والمؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة لتنظيف عدد من هذه البؤر ، فعلى سبيل المثال رصدت وزارة البيئة العراقية مبلغ 900,000 دولارا أمريكيا لتنظيف موقع القادسية للتصفيح المعدني ، وهو احد هذه البؤر ، حيث تعرض للقصف بالقنابل المشعة ، وللنهب ثم الهدم بطريقة عشوائية لم تخضع للمراقبة ، وننتظر ان يبادر الى إنجاز هذه المشاريع التي ستساهم في تنظيف البيئة العراقية ، وهناك مواقع مشابهه نذكر منها مستودعات الصويرة لمبيدات الآفات الحشرية. موقع خان ضاري لمستودعات البتروكيمياويات. مجمع المشراق لمناجم الكبريت. موقع عويريج للتخزين العسكري. هذه المواقع تعرضت كلها للقصف ، ووجدت بعض الأوعية منها في البيوت أستعملها الناس منزليا ، دون وعي منهم لمخاطرها ، وخاصة في تسببها لللأمراض الخبيثة كالسرطان الذي اشارت الإحصائيات الدولية الى إرتفاع معدلات الإصابة به. عموما إن البيئة العراقية تعاني الآن بكونها بيئة موبؤة ، وملوثة ، وما زال المواطن العراقي غير مكترث بمخاطرها ونامل ان تاخذ الحكومة المقبلة على عاتقها مهمة تطهير البيئة ومهمة توعية المواطنين لمخاطرها الجسيمة يساعدها في ذلك منظمات المجتمع المدني ، والمثقفون العراقيون ووسائل الإعلام ، فخطر التلوث البيئي لا يقل خطورة عن الإرهاب .
#علي_عبد_الواحد_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دراسة اولية لفكر الحزب الشيوعي العراقي الآن
-
التكريم الذي اثلج الصدور
-
العراق العقدة والحل العراق العقدة والحل
-
العشائرية في العراق الى اين ؟
-
التطبق والإختلاف
-
المسؤولية الكبيرة
-
مناقشة هادئة
-
المجتمع المدني ومنظماته
-
أم أحمد العريفة وحكاياتها
-
مستقبل منظمات حقوق ألإنسان في العراق
-
الشيوعية في العراق والديمقراطية
-
لقطات هوليودية
-
اعطب صوتي للقائمة 731 بدون تردد
-
الخطاب الجديد للسياسيين والكتاب العراقيين
-
وافق شن طبقة
-
هل تختلف الجينات العربية عن غيرها ؟
-
ياهو مالتي
-
الديمقراطية وألأصلاح ألسياسي في العالم العربي
-
المال العام ومسودة الدستور الدائم النهائية
-
الجلاوزة هم الجلاوزة وأن أختلفت المسميات
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|