أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - دموع المابان ودماء شنقلي طوباي وأهمية السلام














المزيد.....


دموع المابان ودماء شنقلي طوباي وأهمية السلام


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6322 - 2019 / 8 / 16 - 18:18
المحور: حقوق الانسان
    



ضجت وسائل الإعلام و وسائط التواصل الإجتماعي خلال الأيام الفائتة بصور مؤسفة جدا لمجزرة منطقة شنقلي طوباي التي نفذتها مليشيات مسلحة ضد السكان العزل، كانت مجزرة مؤلمة راح ضحيتها عدد كبير من أبناء هذا الوطن، وتضاف هذه الجريمة لسجلات إنتهاك حقوق وحريات الإنسان في السودان، والأمر الأكثر إيلام ونأسف عليه هو تسجيل تلك الجرائم ضد مجهول ما يضع حياة المواطن السوداني في خطر دائم لا يمكن الخروج منه إلا بملاحقة المجرمين والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات، فالموت بات من صكوك القهر والإستبداد التي توزع علي السودانيين في كل الجهات دون محاسبة، ودموع شنقلي طوباي لم تجف إلا بتحقيق العدالة الحقة، وهذه الكارثة تؤكد أهمية السلام الشامل ودولة المواطنة بلا تمييز حيث تتساوى الحقوق والحريات بين سكان السودان وفي مقدمتها حق الحياة، ومن أسمى واجبات المثقف المعاصر الدفاع عن حقوق الشعب في كافة جوانبها، لذلك يجب أن تسير مواكب تندد بالقتل خارج القانون وتطالب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في ملابسات جريمة شنقلي طوباي والجرائم المماثلة لها في المناطق الآخرى من أجل كشف الحقيقة ومحاسبة المجرميين.

لم نستفيق من صدمة شنقلي طوباي التي حدثت في الأيام السابقة حتى باكرتنا ذات الوسائط الإلكترونية بخبر غرق بيوت أهلنا في المابان بالنيل الأزرق، فقد تسببت الأمطار في كارثة طبيعية كبرى للسكان الذين يقطنون معسكرات النزوح التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة، ورغم معاناة هؤلاء الناس في حياتهم لم تتصالح الطبيعة معهم بل زادة فقرهم وحرمانهم بتشرهم وسط سيول جارفة تجتاح مساكنهم، ومرة آخرى تتأكد أهمية السلام ودولة المواطنة بلا فرز من أجل تقديم الخدمة المدنية لكافة سكان الريف والمدينة الذين عاشوا سياسة الحرب والتفقير الممارسة من قبل سلطات المركز الإقصائي العنصري، ويحتاج هؤلاء المواطنيين لغوث إنساني سريع يوفر لهم مأكل ومشرب ومسكن وملبس ودواء، وترك هذه المنطقة تواجه نكبتها وحدها سيفاقم النكسة الوطنية العامة في تدهور الحقوق السياسية والمدنية وغياب التنمية في مدن وقرى السودان وضيق فرص العمل وغيرها من مسببات الفقر والتشرد، وإستمرار هذا الوضع كارثي علي تماسك الأسر والمجتمع وسينعكس ذلك علي كل البلاد، لذلك نحتاج لحملات إغاثة من داخل السودان وخارجه تنجد شعبنا من الهلاك، وهذه دعوة للمنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية والدول والشعوب الديمقراطية الحرة ليس فقط لتقدم مساعدات تموينية بل لطرح مبادرات شجاعة وصريحة تضغط كافة أطراف المعادلة السياسية للتوصل لسلام شامل وبناء دولة توفر التنمية لشعب السودان بالتساوي.

المرحلة الحالية تحتم علي مكونات السودان بكل أطيافها توحيد جهودها في ترميم أرضية دولة جديدة مختلفة عن دولة العنصرة والإقصاء التي ساد حكمها لسنوات، هذه المرحلة الصعبة لا تحتمل التلكع والتعاطي بانصرافية مع قضايا الساعة والمستقبل، وشعب السودان ينتظر توافق قواه السياسية والمدنية والمهنية علي أساسيات بناء الدولة المدنية والديمقراطية والدخول في سودان السلام والتسامح، هذه الدولة ستحمي جميع السودانيين دون تمييز، وستمكن سكان الريف والمدن المريفة من الإستقرار وستزيد الإنتاج وتفتح أسواق جديدة وترفع مستوى الدخل الفردي والجماعي وتمكن المؤسسات الوطنية من وضع برنامج يقلل من خسائر الكوارث الطبيعية التي تحدث من حين لآخر، فغياب دولة المؤسسات له تأثيره علي حياة المجتمع والتطور الطبيعي للدولة، لذلك لا بد من تفكير موضوعي بعيدا النمط الإقصائي القديم، ويجب النظر للمرحلة التاريخية التي يمر بها شعب السودان بعين الحقيقة المجردة طبقا للوقائع السياسية والثورية الماثلة وتقدير حجم المشكلات الشائكة في البلاد، فشعب عاش عشرات السنين تحت خطوط الفقر والحرب يستحق أن ينتقل إلي وضعية جديدة يعيش فيها الأمن والرفاه.

إننا اليوم نقف بكل أسف مكتوفي الأيدي حيال ما يحدث في المابان وشنقلي طوباي وغيرها من المناطق المنكوبة المتأثرة بالحروب وسياسات التفقير والكوارث الطبيعية رغم كل ما نمتلكه من أدوات التغيير والتحرر وإمكانيات البناء والتعميير، نحن أحوج ما نكون لوحدة قوانا الحية وضخ كل طاقاتنا في تحسين الإقتصاد وتقليل مستويات الفقر ومحاصرة العنصرية وتشكيل وطن حقيقي، والفرصة التي وفرتها ثورة شعبنا لنهوض السودان يجب أن تضيع بسياسات عبثية غير مسؤلة ومحاولات القفز إلي الأمام دون التأكد ثبات منصة الإنطلاق حتى لا نرتطم بجدار يحطم طموح وتطلع شعبنا، ورغم الصراعات السياسية والإيدلوجية المحتدمة والمتصاعدة بين قوى الحرية والتغيير من جهة وشعبنا بكل مكوناته والمجلس العسكري من جهة آخرى ونعتبر كل ذلك خصم علي السودان إلا اننا ما زلنا نتمسك بخيط الأمل الذي نحلم بأن يحملنا من إلي الأمان، فقط نحتاج لحكمة العقلاء من السودانيين ومزيدا من كفاح كنداكات وشباب بلادنا وتحدي صروف الظروف لبناء دولة سلام وديمقراطية وتنمية متوازنة نعيش فيها معا، لنمسح دموع أهلنا في المابان بالتنمية ونغسل دماء شهداء شنقلي طوباي بالعدالة ونهدي السلام لكل الشعب السوداني.

سعد محمد عبدالله
16 أغسطس - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء أحكام الإعدام والمؤبد بحق قيادات الحركة الشعبية
- تعليق علي موقف قوى الإجماع الوطني تجاه إجتماعات القاهرة
- افريقيا وأسئلة المستقبل - تعليق علي مقال للرفيق شوقي حسن
- مجزرة السوكي
- قارئ في حضرة الأستاذ أحمد خالص الشعلان
- مليونية أربعينية شهداء القيادة العامة والأحداث السياسية
- المملكة السعودية - إعتقال الناشط السياسي التشادي محمد أرديمي
- رحيل الجمهوري الجسور مجذوب
- قضايا السلام الشامل
- أم الشهيد هزاع حارسة لوحة كفاح جيل ثورة الحرية والتغيير
- ملحمة الأحد والرد علي المبادرة الآفروأثيوبية
- إستعراض موجز لخطاب الرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعب ...
- مبادرات - الرئيس سلفاكير ميار ديت ورئيس الوزراء أبي أحمد لحل ...
- رأي شخصي - حول إستقالة صلاح جلال عضوا المكتب التنفيذي وأمين ...
- وفاة الفنانة السودانية مريم أمو
- قصيدة - اللون الأزرق
- كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان
- أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري
- المجلس العسكري الدكتاتوري ينفي قيادة الحركة الشعبية إلي جنوب ...
- الحركة الشعبية بولاية سنار تدين إعتقال قيادتها السياسية


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - دموع المابان ودماء شنقلي طوباي وأهمية السلام