أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غسان صابور - رسالة إلى نصف صديق سابق














المزيد.....

رسالة إلى نصف صديق سابق


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6322 - 2019 / 8 / 16 - 17:10
المحور: سيرة ذاتية
    


رسالة إلى نصف صديق سابق...
بـــدايـــة...
مشينا معا أكثر من عشرين سنة... وكم احترمت معرفتك ومظاهرات ثقافتك السياسية وتهذيبك وأناقتك الخارجية.. وذات مساء اختلفنا.. اختلفنا برأي... لم أنهب مالك.. ولم أظهر عداء على أي من أهلك وعائلتك.. ولم أشهر بك.. لا برأي ولا حديث ولا كتابة.. ولكننا مشينا كل على رصيف آخر من دروب الحياة.. حتى نسيت وجودك بهذا البلد.. ومحيت كل ذكرياتي معك... ومرت سنة أو سنتين... ولم تسأل عني رغم مرارة الأيام ومقاومة مرور الكهولة... ولكني كنت أطمان عن سلامتك وسلامة أهلك هناك.. حيث ولدنا انت وأنا... ومن شهرين مات هنا أخي مروان.. بعد مقاومة مرض قاتل مرير.. كتبت عنها بالفرنسية والعربية.. اضطلع عليها مئات ومئات من القراء.. وجاءتني مئات ومئات التعازي من الأصدقاء ومن جاليات سورية لا أعرفها.. من هنا وهناك.. بعديد من وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل والمكالمات الهاتفية الشخصية.. حتى من بشر لم أشارك معهم أية مناسبة أو كلمة أو رأي... من بشر لم أعرفهم بأي يوم من الأيام... ولكنهم كانوا يقرؤون كتاباتي.. أو يسمعون خلافاتي مع آرائهم... ولكنهم رغم ارتباطاتهم ومعتقداتهم التي حاربتها ـ فولتيريا ـ بقوة كلماتي.. لم يقابلوني بأي حقد... أما أنت أيها الإنسان الجامعي الصالوني المهذب... لم تأتني منك أية كلمة تعزية بوفاة أخي مروان... فتأكدت أن حقدك المدفون ـ بلا سبب ـ والذي يأخذ اشكال كبرياء مزورة... يغرق كل مظاهر كبريائك وتظاهرات تعنتك وثقافتك... بحقد مدفون مجنزر مخبأ باطني .. وخاصة بلا أي مسبب أو سبب... حالة بسيكولوجية لم أستطع تمييزها.. بالعشرين سنة التي مشيناها معا.. هنا.. بهذا البلد... وشاركتك فيها وتبنيتك كصديق... مع مزيد أسفي وحزني.. رغم تجربتي ومعرفتي واهتمامي بخفايا الباطن والظاهر لدى الإنسان العادي.. خاصة وغير العادي..والتي غـلـفـت وهيمنت على عاداتنا وتقاليدنا وطبائعنا المشرقية... لأن لقاءنا الأول.. جرى بظروف سريعة خاصة أيام خلق رابطة سورية بهذا البلد... كنت أعتقد فيها... أن كل منا لديه إمكانيات خاصة لتطوير مستقبل جاليتنا السورية... دوما نحو الأفضل... تجربة دامت سنوات معدودة... ثم انطفأت... وماتت... ولكننا تابعنا مسيرتنا ولقاءاتنا.. أنت وأنا... وكانت لنا أذواق وميول مشتركة... ولكن... ولكن تبين لي مع مرور الأيام... أن هذه الميول وهذه الأذواق.. كانت ظاهرية... ظاهرية جدا... ولم يكن لدينا أي شيء هام.. مشترك.. وخاصة الحقد.. حقد الأخر.. متى اختلف الراي... واكتمل اعتقادي بعاهة حقدك.. عندما مات أخي مروان من شهرين.. ولم تأتني منك أية وأبسط كلمة تعزية عادية....
أنا لا أعاتبك.. ولكنني صمتت شهرين عن نتيجة تحليل حقدك المدفون... وهذا بنظري.. خطأ إنساني ظاهر... وكما تعرفني أنا لا أصمت أبدا عن أي خطأ لكائن من كان... من مبدأ : الصمت عن الخطأ.. مهما كان.. ومن أي كان... مشاركة بالخطأ...
بقيت البحصة.. بعد شهرين... وارتاح خاطري... وخاصة ارتاح ضميري!!!...........
وحتى أثبت لك أنني لا أعرف الحقد.. ولا أتركه يجتاحني.. حتى بأعقد المناسبات والحالات والخلافات... لن أضيف اسمك للائحة من لا أرغب على الإطلاق أن يحضروا جنازتي.. لدى وفاتي.. والتي أودعتها كوصية لأحد أحفادي... ولكنني أشــك أنك سوف تحضر أو تشارك... أنت الذي لم نحاول تعزيتي بوفاة أخي الصغير... على الأقل احتراما للسنين التي عشناها معا... نظرا لضخامة وغباء وشراسة حقدك الباطني...
آملا لـك ــ صــادقــا ــ أن تعيش بعدي سنينا طويلة.. لاكتشاف مدارس الحياة الحقيقية الإيجابية... من يدري؟؟؟... من يـــدري؟؟؟.......
نـــهـــايـــة.......
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة شخصية للرئيس التركي رجب طيب آردوغان
- رسالة شخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب...
- مجازر عنصرية أمريكية
- وعن - الكولكة -
- صحيب يوسف؟... صحيب يوسف.. فلسطيني.. من باندوستان حماس
- لماذا؟؟؟!!!...
- وعن هناك... ايضا...
- الشهيدة السورية.. سوزان ديركور...
- تابع... الوباء الأسود...
- الوباء الأسود...
- رجب طيب آردوغان... بداية النهاية؟؟؟...
- الحاج فلاديمير بوتين...
- تحية لموقع ميديابارت الفرنسي
- للإيجار.. حدائق.. وبشر!!!...
- مغازلات...
- واجب الاحترام... بعد موت محمد مرسي...
- لكل بداية نهاية...
- يا صديقتي العزيزة... يا صديقي العزيز...
- عبد الباسط الصروت... وهامش عن عودة أبناء داعش...
- ضجة... وغيوم غريبة...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غسان صابور - رسالة إلى نصف صديق سابق