|
وطنيّات .
أمير بالعربي
الحوار المتمدن-العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 10:59
المحور:
سيرة ذاتية
(أُترجم أفكارًا مِن لغاتٍ أجنبيةٍ أجيدها ولا أريدها , فأكتب بلغةٍ أجنبيةٍ لا أجيدها ولا أريدها لأَصِلَ أناسًا أريدهم قد تكون/ تكونين منهم , أنتَ/ أنتِ من ستقرأ/ ستقرئين لي الآن : لا أسميها "أشعارا" بل كتابات أعطيها شكلا ووزنا يروقني إلى حدّ ما لأستطيع هضمها بعض الشيء واستحمالها ثم نشرها , هي حمل ثقيل يشبه تلك المغتصبة التي أُجبرت على حمل وإنجاب وتربية ثمرة ذلك الاغتصاب .. ويا لها من "ثمرة" ... ويا لها من لغة , ومن "أشعار" , ومن كتابات .) ********
(1) : -وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا-
صَعدْتُ السمَاءْ فوجدْتُ آلهةً تلعَبُ الورَقْ كم أكرَهُ لعبَ الورَقْ ! لأنّي لمْ ألعبه يومًا ؟ أم لأني لمْ أحبّ يومًا المضاربينْ بخبز الناسْ ؟ وبحياةِ الناسْ ؟ وبأراضي الناسْ ؟ لا أعلمْ .... ولمْ يعدْ ذلك مهمًّا !
سألتُ عن بقيةِ الرفاقْ وبعدَ أن أطلقْتُ النارْ !! على الحضورْ سرتُ أبحثُ عن الغائبينْ .... الآلهة . رفاق الآلهة . لأطلقَ عليهَا . فوجدتُهَا وأطلقْتْ !
ثم في طريق النزولْ للأرضْ لمْ تُعجبني الحُدُودْ .... في يدي ورقةً مِن نارْ صارَتْ كل تلكَ الأوطانْ . مزّقتُهَا وألقيْتُ قِطعهَا في مزابل التاريخْ مزابل مَن دَمَّرَ الأرضْ وجعلَ منها جحيمًا لا يُطاقْ عندي وعند كل مَنْ تَوهّمَ الانعتاقْ .... كم أنا غريبْ ! كم نحنُ غرباءْ ! تنهّدْتْ .... وفكّرْتُ فيما عزمْتْ لمْ أتراجَعْ . لمْ أسمعْ زقزقةَ عصافيرْ . ولا ضحكات أمي وأنا طفلٌ صغيرْ .
دُستُ على الزّنادْ . آن لهذه الأرض أن ترتاحْ . أن تَنعتقْ .
لمْ أَنسَ نصيحةً لهَا : قَبْلَ أَنْ أَغيبْ اصنعي حيوانات وشجرْ وإياكِ أن تُعيدي حياةً لبشرْ ! وداعًا حبيبتي . اذكريني يوم أتحلَّلْ يوم سأقبّلكِ وأبكيكِ وأترجّاكِ : لا تُعيديني بشرًا ولا حيوانًا ولا شجرًا ولا ياسمينْ .... أعيديني حبَّةَ تُرابْ تَعيشُ فيكِ ومعكِ ككلّ غريبْ ككلّ الغرباءْ ككلّ العاشقينْ .
(2) : -أُقبِّلُ الألمَ قُبلةَ الوداع إذا قبّلتكِ-
إلى أميرةٍ أمّرتُها على حُلمْ غريبة بينَ كلّ هؤلاءْ وأولئكْ لا تحبُّ الهدايَا تكرَهُ الزهورْ تَشمئزُّ من الربيعْ وتَعطسُ من الياسمينْ فاجرةٌ عاهرة تَركَتْ منذُ دهورْ عطايا السماءْ ورضيَتْ بالتُّرَابْ لا تبكي عند زيارة القبورْ وتضحكُ كلما رأتْ صباحًا بومةً أو قطةً سوداءْ أو غُرَابْ
إلى أميرةٍ عنصريّة . متعصّبة متطرّفة رجعيّة . تهزأ بكل الألوانْ . تهزأ بدينِ حقوق الانسانْ . وبعلمانية الذلّ والهوانْ .
إلى أميرةٍ لا تأكلُ الكتفْ ليس لها بيت قصيدْ ولا مربط فرسْ ولا بعيرْ . لتقصمَ ظهره بقشّة بشعرة إلى أميرةٍ لا تملكُ قشّة لا تملكُ شعرة
عالَمُ البعير والبعرة يُكلِّمكِ عن حقوق الانسانْ أميرتي وعلمانية الذلّ والهوانْ والدكتورْ والبرفسورْ والعالِمْ والعلّامة والقائدْ والمناضلْ والزعيم الأوحدْ والأب الروحي وحامي الحِمى والدينْ والشهيدْ و ... أمّي الحنونْ وأبي تاج الرأسْ وابني وابنتي وكلبي وقطتي ...
إلى أميرةٍ لا تقول آمينْ عندها قلم وفأسْ لم تتخرّجْ من جامعاتْ تكتبُ بقلمها ما لن يفهمه أصحاب الجامعاتْ والشهادة والشهاداتْ وبفأسها تقطعُ ما لن تقطعه كل هذه الكائناتْ الصماءْ العمياءْ البلهاءْ
إلى أميرةٍ تَبولُ على قارعةِ طريقْ دون حياءْ ناظرة قِبلةَ عنترة والخنساءْ ثم لا تَستجمرْ ولا تَسجدْ للصحراءْ ولسموم الصحراءْ
إلى أميرةٍ قليلة أدبْ عديمة شرفْ قليلة حياءْ ضاجعَتْ كلّ رجال هذه الأرض والنساءْ والأطفالْ والشيوخْ والبهائمْ والشجرْ والحجرْ .... وشبقها يَصرخْ : المزيد المزيدْ ! أين الموتى ؟ أريد جيفًا أريد عظامًا ولّى زمن الفرسانْ والعظماءْ مرحى لعصر العظامِ والجيفْ !
إلى أميرةٍ أمّرتها على حلمْ سيعيشُ حتى تعودْ في كل امرأة من هذا البلدْ هلّا عُدتِ ؟ أين أنتِ ؟!!
(3) : -لَيْتَنِي كُنْتُ حَطَّابًا-
أنّى لكَ أن تفهمْ ؟! والعميان يحكمونْ ويقودونْ ويحاضرونْ !
أدمنوا أفيونَ الشرقْ العَِلمانيونْ ! وأوهموكَ أن عزّتكَ في حلقِ الذقونْ فقصموكَ بين مُعفٍ وحالقْ وأدمنتَ معهمْ ....
فها أنتَ تغرقْ أكثر وأكثرْ وكرامتكَ تُلقى كل يومْ كل يومْ !! من أعلى شاهقْ وفي السفحْ ينتظركَ العِلْـ والعَلْـ مَانِيّونْ قوّادو الصحراءْ , ومُعفو اللّحى غلمان الخالقْ ؛ أطباءْ أَنعمْ وأَكرمْ ! يُوهمونكَ أن بيدهمْ الشفاءْ !! وهُمْ منذُ عليسة الشقاءْ والفناءْ .
(4) : -لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ-
مثلهم كُنتْ ... ثم الشذوذَ تعلمْتْ وبعد دراسة الفروع والأصولْ ربَّ الشذوذ صرْتْ و .... الرسولْ . وأينَ حللْتْ عن شذوذي تكلّمْتْ وله دعوْتْ .
إذا أردتَ الحقّْ انظرْ عن يمينكَ وعن يساركَ و .... فوقْ وأطل النظرْ ! وأمامكَ وخلفكَ ... ماذا يقول الناسْ ؟ اسمعْ . وضدّ قولهم اتبعْ . وسرْ بعد أن تقلع قلبكَ وفي أوّل حاويةِ نفاياتْ تُلقيه علَّكَ تُعوِّضْ ما فاتْ ما فاتكَ .... يا صديق القلمِ والنّغمِ والاحساسْ ! ورفيق التبقيرِ في الصّغرْ والتحميرْ والتبغيلْ قبل استيقاظكَ لاعنًا ذلكَ القدرْ وكل تلك الأقاويلْ .... الأباطيلْ والأفاعيلْ
أهلا بك رفيقًا في عالَمِ الشذوذْ والاغترابْ و ... الخطرْ ! فأنتَ شاذٌّ والقتل حكمكَ وجزاؤكَ اللعن مِن الوهمْ ... من السَّرَابْ الذي يَتْبَعُونْ .... واطمئنّ يوم قتلكَ يوم بكَ سَيُلقُونْ كجيفةِ كلبٍ نتِنة عفِنة سأكونُ لكَ ذلكَ الغرابْ وسأقصّ عليكَ قصة الغرابْ .... وأصحاب الغرابْ كلهمْ ! الأسلاف منهمْ والأخلافْ ! وستَضحكْ وسأَضحكْ وربما تفتّقَتْ قريحتكَ وحَدَّثْتَنِي عن بعضِ قِصصِ الكلابْ .... لا أحبّ الكلابَ يا صديقْ ! والغربانْ والنسورَ والعِقبانْ ! أكره العقابْ اللصّْ !! سارق كتاكيت أمي عندما بدأتُ المسيرْ ولا يزالْ ! لمْ يأبهْ بي يوما ذلك العقابْ صغيرْ , كبيرْ , سجّانْ حاجبْ , مديرْ , وزيرْ , أميرْ لم يهتمّْ ! ولا يزالُ ... لصًّا مثلما كانْ ! ولا يُلَامْ اللصوصيةُ حياتُه هويتُه , ذاتُه ولنْ يحملَ يومًا قمحًا لكتكوتٍ صغيرْ !
عيب عليكَ يا صديقْ ! عنصريٌّ ومتطرفٌ أنتْ لا تحترمُ قداسةَ الحياةْ والتنوعَ والاختلافْ ... شاذّ تستحقٌّ مصيرَ الخِرَافْ ! وزنديقْ !! لا تُؤمن بحقوقِ الحيوانْ وتدعو إلى قتلِ كل العِقبانْ لتعيشَ كتاكيتُ أمي وأمكَ وأمهاتهمْ مِثْلِي .
(5) : 1+1=3/ -لا تطرقوا النّساء-
1+1=3 وأحيانًا عشرينْ بشهادةِ غلمانِ ربِّ العالمينْ والصحراويينْ القوَّادينْ ... فهل أنتَ غلامْ ؟ قوّادْ ؟ تُعلِّم العُبَّادْ أصولَ "الطّْحِينْ" ؟ وهل عندكَ شَهادَة في أبجدياتِ العِبادَة والقِوادَة والدّياثَة لتفهم كيف واحد وواحد تُنتجْ ثلاثَة ؟!
هل أنت دكتورْ ؟ تُعلِّم طلبتكَ قاذورات العصورْ درسْتَ الثلاثة وصدّقْتْ ولا تزال تُدرِّسُ الثلاثة فهلا استيقظْتْ ؟
هل أنتَ فيلسوفْ ؟ حفظتَ الثلاثة وعلّمتَ عن الثلاثة إن أنتَ إلا خروفْ في قطعان الثلاثة فهلا تساءلتْ ؟
هل أنتَ كاتبْ ؟ مشهورْ ... تَسبحُ في مُستنقعِ الثلاثة دُون قاربْ ومريدوكَ يهلّلونْ فتسعدْ وتغطسْ دون أن تصعدْ ... يا لكَ من تَعِسٍ كاذبْ هلا انتهيتْ ؟
هل أنت أديبْ ؟ شاعرْ ؟ أدبكَ قلّة أدبْ وثلاثة ... وشعركَ عنترياتُ خُطبْ وثلاثة ... عندكَ مربط فرسْ وبيت قصيدْ ورواياتْ تجعلُ فيها العدو القذرَ العربيدْ وصاحبةَ الراياتْ أبطالا لغدٍ مشرقٍ , مستنيرْ وبعيرْ ! عندكَ غرابْ وعقابْ وبعيرْ ... وتتكلّمُ عن البيزنطياتْ فيصفِّقُ لكَ المناضِلونْ والمناضِلاتْ القوّادونْ والقوّاداتْ هلا يومًا فكّرتْ ؟
هل أنتَ فنانْ ؟ تغّني الحبَّ وتُطربُ الوجدانْ وتدّعي ثورة وثلاثَة ... ترسُمُ القِوادة/ الخرافة وتبثُّ القِوادة/ السخافة أفلامًا ومسلسلاتْ وثلاثة ... وتحتفي بكَ الاذاعاتْ والمكتباتْ وثلاثة ... وتظنّ نفسكَ فارسًا وبعرة مِن فرسانْ وبعراتْ الثقافة هلا أوهامكَ كنستْ ؟
وأنتْ ؟ أمِنْ حديث القِوادة ضحكْتْ ولم تضحكْ مِن قوادتكْ ؟ تَلُومُ جلفَ صحراء مِن غابرِ الأزمانْ وتمجِّدُ عالَمًا يتنفّسُ قِوادة أيها الإنسانْ ! ولا تستحي مِن العويل أنه أصالتكْ ؟! 1+1=3 واللعنة على القِوادة والدياثة !
(6) : -قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ ... فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ-
صرخَ الصحراويُّ فيَّ وفي أخوته :
أنتَ هناك في الظلامْ ! نابِش القبورْ !! وأنتم هناك تحت السورْ ! قفوا عظّموا لي السلامْ ! حذاري أيها الظلاميون الرّجعيونْ وأنت أيها المتعصّب العنيدْ لحى وخلفاء وهتلر جديدْ ! عبّادُ حرفٍ شوّهتم صحيحَ الدينْ وزارعُ فتنةٍ بين فسيفساء هذا الوطن السعيدْ قفوا حيُّوا أخاكم الإنسانْ من الخليجِ إلى المحيطْ نُرسيها صحراوية فيطيب العيش ونلحق بقاطرة الإنسانية
صرخَ أخوته : "وربّ الكعبة كفرتْ !" أما أنا فسألْتْ : يا إنسانْ , لماذا صحراوية ؟ وما إن أكملْتْ حتى التحقَ الإنسان بأخوتهِ وأشبعوني لطمًا وركلًا و .... إنسانية .
وهُمْ يركلونَ ويلعنونْ إنسانيةَ الحاجِ الأحمرِ تذكّرْتْ خلتُه يوما صديقا وناديتُه : "يا رفيقْ" فغضبَ مصححًا : "الحاج الرفيقْ !"
كلهم يعرفونْ وكلهم يصحّحونْ معلومْ !! فقد ضللْتُ الطريقْ ومنذُ زمنٍ , غريبٌ أعيشُ في مقبرة كأني بدويّ تَركبه شياطينُ الحجونْ ومفهومْ !! لأنهم مهما كانتْ ألوانهمْ ... صحراويونْ . والصحراوية لا ! لا تحمل الهمج إلى الإنسانية . ولا تُوزِّع ثروة . ولا تُهدِ عدالة اجتماعية . قرون من الذل والجهل والعبودية ولم يفهموا وأنّى لهم ؟! المساكينْ . والفايروس الصحراوي في عقولهمْ صار طفرة جينية كل لحظة تُنسَخ منهَا آلاف الأحلام الوردية !
(7) : -القدس عروس عروبتكم-
حتّى أنتَ لم تَعدْ تُلْهِمُنِي ! للقمرِ قلتْ للقوَّادْ ! في كلِّ مكانٍ أَرَى وُجوهَهُمْ .... حتّى فيكْ ! آهٍ ما أكذبَهُمْ ! وآخر الكذّابينَ القوّادينَ أنتْ !
شَقُّوني نصفين , قالْ ... يَا عابثًا هَلْ تَسْمَعُنِي ؟ ومن بكّة لفلسطينْ حَمَلُونِي وفوق جبلِ صهيونْ جَمَّعُونِي فأنشدنَا القدسُ عَروسُ عروبتنَا إلا أولاد القِحَابْ سكتوا وتغامزوا ! قتلةُ فلذاتِ الأكبادْ منْ تهوّدَ ومنْ تسعودَ ومنْ فكرهُ تبلّدَ فغارتْ شهامته وفَتحَ للعدو البَابْ وسَلَّمَ ... وسكتَ عن اغتصابِ ميراثِ الأجدادْ وأنتْ ؟! أاِبنُ قحبةٍ مِنهم لتَصفَنِي بالقوّادْ ؟
قلتُ سبحانَ مَنْ خَلقَكْ واصطفى مِنْ أَشرفِ خَلقهِ مَنْ فَلَقَكْ أمجادْ يا قمرْ أمجادْ ! ما شأنكَ ومَنْ سكنَ الأرضْ ؟! تركْتَ مقامكَ ! أميرًا بينَ نُجومِ السماءْ ونزلْتَ تَتَتَبَّعُ أغبرةَ داحس والغبراءْ ! فتَصاغَرْتَ ! حتى تكلّمْتَ بألسنةِ العِبَادْ .. عُبَّاد الصحراءْ ! وتحاقَرْتَ ! حتى صرْتَ تَقذفُ العَرْضْ ؟! أيَتكلّمُ عنِ العَرْضِ مَن سلّم أُمَّهُ سبيّةً أبديةً للغُرباءْ ؟! ... ويُريدُ لأمهاتِ الشرفاءْ نفس الخَرَابْ !! وهل حَضَرَ غير مَنْ عَبَدَ الصحراءْ يوم وُزِّعَ القُحَابْ !!
(8) : -إِذَا كُنَّا عَرَبًا فَلِمَاذَا تُعَرِّبُونَنَا ؟! وَإِذَا لَمْ نَكُنْ عَرَبًا فَلِمَاذَا تُعَرِّبُونَنَا ؟!-
مهلًا يَا ... من تُعيِّرُني بتصديرِ الإرهابِ مهلًا !! بضاعتكَ ! أَدخلتَها عَنْوَةً من شباكِ الاغترابِ رُدّتْ لكَ خَامًا معزّزةً مكرّمةً من البابِ
فلماذا يا فلان لا تُغلقُ بابكْ ؟ وعوضَ أن تغضبْ مِن لامبالاتي بعتابكْ هلا فكّرتَ قبل ارهابي ... في استلابكْ !؟ وإن عجزتَ ... فلماذا لا تُخرجني من قائمةِ أنسابكْ ؟ العنّي سأُبالي ! بل سأبكي وسأندبُ ما أصابكْ ! اعتبرني شيطانًا ! سأنظمُ القصائدَ في أهدابكْ دَعْنِي أموتُ عطشًا وجوعًا ! ولا تَدْعُني لموائد أكلكَ وشرابكْ واطردني ! من جامعتكَ , من مؤتمراتكَ , من مشاريعكَ , أنا لا أستحقّْ ! لا أستحقُّ ودَّ جنابكْ اتّهمني برهابكْ ! وعلّم شعبكَ أن يمقتني أنتَ أرقى مِن أن تَفتخرَ بمَنْ يرى الموتَ في إعجابكْ !
ليتكَ تضعني في آخر قائمةِ الأغرابِ وتكرهني أكثر من إسرائيلي ومن وهّابي ليتك تنسى وجودي وتعتبرني عشبًا من الأعشابِ لا تَرَني كلبًا من الكلابِ ولا ذئبًا من الذئابِ لا ! رجاء ! أرجوك ! الكلاب والذئاب لا تعلم أصولَ الآدابِ قد تعوي فتُسبِّب لكَ بعضَ الاضطرابِ العشب لن تشعر بوجوده ... لن يُقلق راحتكَ ... لكن إن تسبّبتْ حركته في شيء من العذابِ اعتبرني تربةً !! مِن ترابِ أبعدني عنكَ أنا العُتُلُّ الملعونُ وأنتَ الحَيِيُّ الصحابِي أنا الثرى وأنت الثريا وكيف تأملُ تربةٌ عفِنةٌ معانقةَ السحابِ أنا كلّ قبحٍ وأنت كلّ جمالٍ خلابِ ليتكَ فقط ترضى ولا تُكشِّر عن الضرسِ والنّابِ ...
مللنا يا فلان ! وانقشعَ عن أعيننا كل ضبابِ ولم نعدْ نأبه بخمارٍ وحجابٍ ونقابِ وبإلهٍ ورسولٍ ومحرابِ اختنقنا يا فلان ! مِن ترهاتِ المفكرين والكتابِ نريد الحياة يا فلان ! ولا ننتظر منكَ أيّ ثوابِ فمُتْ وحدكَ . لكن أخرِجنا مِنْ سِجلِّ العربِ والعربانِ والأعرابِ !
(9) : -أفريقيا للأفارقة !-
ليستْ شعاراتْ يا شعبْ ليستْ شعاراتْ وليستْ مجرّد كلماتٍ على الناتْ ليستْ مجرّد كلماتْ !
صدَّقْتَ قولهم أنكَ إمامُ الثوراتْ وأنكَ أسقطتَ أعتى الطغاةْ غنّيتَ أنكَ كشفتَ المَستورْ وأنَّ النِّظامَ حزبُ الدستورْ في مزبلةِ التاريخِ تُلقيهْ فتعودَ لكَ الحياةْ وفَرحْتَ يوم ظننْتَ أنكَ قد فَعَلْتْ ونَجحْتْ ووَصلْتْ لكنكَ لم تجنِ الحياةَ التي رَجوْتْ بل إلى الخَلْفِ سِرْتْ نحوَ المهانةِ والجوعِ والظلماتْ وها أنتَ اليوم قد ملَلْتْ من الاعلاميينْ من المثقفينْ من الأعرافْ من العمالْ من الفلاحينْ من الصيادينْ من الشرطة من الحرسْ من المهربينْ ممن سكنوا القصورْ وممن استوطنوا الجبالْ من السياسيينْ من الاسلاميينْ من الحداثيينْ من اليساريينْ ومن كل مَن تَكلمَ عن غدٍ كريمٍ آتْ لا تَرى فيهِ غير المسرّاتْ مللتَهمْ كلهمْ اليومْ ولا تَرى فيهم إلا عصابةَ سُرَّاقْ انتهازيينْ متوافِقينْ على ديمقراطيةِ التوافقْ ! ديمقراطية البطيخْ والفأسْ والتراشقْ ... برغيفِ خبزكَ وببقايَا شرفكَ ولا تعلمُ ما العمَلْ وقد فقدْتَ الأمَلْ ... ولا تزالُ تسألْ أينَ المرضْ أينَ الخَلَلْ وكيفَ يكونُ الحَلّْ ؟
لكنكَ برغمِ كلّ ذلكْ لا تزالُ الغَيّورَ الفَخورْ تعتزُّ بأنكَ نأيْتَ بوطنكَ عمّا حلَّ بِغيركَ مِنَ المهالكْ ولكَ ذلكَ يا شعبْ ... لكَ ذلكْ ! ما دُمْتَ لا تزالُ تُقارِنُ نفسكَ بمَنْ بينكَ وبينه العصورْ ... مَنْ جَعَلَكَ أَطْوَعَ كومبرادورْ للشرقِ والغربْ لكَ ذلكَ .. لكَ ذلكَ يا شعبْ !
عظيم حبكَ يا شعبْ ! ملكَ منّي كلّ الأجسادِ والأرواحِ والنفوسْ وأبدا ستبقى المحبوبَ الوحيدْ حتى لو صرْتَ كلكَ قاطعي رؤوسْ ! أنتَ أبي أنتَ أخي أنتَ أمي أنتَ أختي أهلي أنتْ وما كنتَ يومًا جبارًا عنيدْ . ولتذهبْ إلى الجحيمْ كل ترهات النظام العالمي الجديدْ ... مِن ديمقراطيةِ الدباباتْ وعلمانيةِ الصّحَارِي إلى حقوقِ إنسانِ أرضِ المَوَاتْ وماركسيةٍ جَعَلَتْ عَدُوِّي أخي وجَارِي
عظيم حبكَ يا شعبْ ! ولا أحد في هذا الكونْ لا أحدْ !! أهل ليُعطيكَ الدروسْ كلهم مُلَطّخَة بالدماء أيديهم الصعلوكيّة وأجسادهم لا تَحْيَ إلا على شربِ الدماء وقطعِ الرؤوسْ فلا تغترّ بأناقتهمْ ... بلباقتهمْ ... وبروائحهم الزكيّة اقتربْ أكثرْ ... وَشُمَّ جيدًا ستكتشف مياهَ المَجَارِي علَّك تَتيّقنُ أخيرًا أن لا تعويل إلا على الذَّاتْ وأنكَ لنْ تنهضَ إلا بهجرِ ثقافةِ الرّاعي والرعيّة !
عظيم حبكَ يا شعبْ ! وعظيم حبُّ أمتكَ الحقيقيّة ! وبلغةِ مَنْ سرقَ منكَ الأرضَ والأبناءَ والهويّة أُذكِّركَ بقولِ جَدِّكَ .. مِنَ العَقْلْ , مِنَ القَلْبْ ! : "أفريقيا للأفارقة !" لا غَرْبْ فرنسيسْ وأمريكانْ ولا شَرْقْ شِنْوَة وباياتْ وصهاينة وعروبيّة !
وليستْ شعاراتْ يا شعبْ ليستْ شعاراتْ ... ولا مجرّد كلماتٍ على الناتْ قد تراها اليوم أوهامًا وخزعبلاتْ ... لكنها الحقّ الوحيد الذي لن تسمعه مِنْ (كل) التيارَاتْ ! التي مِنْ تَجهيلكَ تَحيَا كالطفيلياتْ ... في النّعيمْ ! وإلى أن تَستيقظْ . حبكَ باقٍ عظيمْ ثِقْ ... وكلّ يومٍ سيصيرُ أعظمَ وأعظمْ !!
(10) : -الأرض/الإنسان/اللغة-
كلنَا أخوةٌ وهذهِ الأرضُ تَسَعُنَا ولا وطن لبدويٍّ ادَّعَى زمنَ الغفلةِ أنّهُ مرجِعُنَا ولا يزالُ يزعمُ أنهُ الوحيدُ الذي إلى الأبدِ سَيَجْمَعُنَا
بدويٌّ يعيشُ فينَا جعل عقولنا تركبُ البهائم وتراها زِينَة وتسخرُ مِن غيرنَا صانع الصاروخ والطائرة والسفينَة
بدويٌّ دَمّرَ عقولَ كلّ مثقفينَا ولم يَستثنِ منهم لا ابنَ الريفِ ولا ابنَ المدينَة لا اليسارَ ولا اليمينَ لا المتدينينَ الطيبينَ ولا فرسانَ الله الذباحينَ واستفحلَ طاعونًا حتّى قالَ الملحدونَ لهُ آمينَا !
فأيُّ إلحادٍ هذا وأيُّ دينْ ؟! وأيُّ يسارٍ هذا وأيُّ يمينْ ؟! جعلَ منَ الجلادِ الذي قتلَ وسبَى ولازالَ يُدْمِي مآقينَا حبيبًا وأصلًا نَتشبثُ بهِ بأسناننَا وأرجلنَا وأيدينَا ؟!
لا أَقصدُ "الدينَ" شَعبيَ الغَالِي بلْ مَنْ حَمَلُوهْ ولنْ أنافقكَ فأزعمَ أنهُ بريءٌ وهُمْ مَنْ شَوَّهُوهْ هُوَ هُمْ وَهُمْ هُوَ : حقيقة وعاهَا كلّ مَنْ عَرفُوهْ .
لكنكَ لستَ مَنْ صَنَعُوهْ ! ودينكَ ليسَ دينهمْ الذي بالسيفِ فَرَضُوهْ !
أنتَ الأرضُ واللغةُ والإنسانْ : ثالوثنا الذي جَعلَ العِزَّةَ مَضْجَعَنَا وهمْ اللهُ والرسولُ والقرآنْ : ثالوثهم الذي فَرَّقَنَا وضَيَّعَنَا وشتّانَ بينَ ثقافتكَ وثقافتهم شتّانْ !
ثقافتكَ ميعادٌ وألوانْ تضعُ اللهَ والرسولَ والقرآنْ داخلَ الإنسانْ دُونَ المساسِ بالدَّمْ وباللغةِ والأرضْ وتراهمَا العَرْضَ والفَرْضْ
ثقافتهم استعبادٌ وطغيانْ جَرَادٌ يمحو كل شيءْ فيُسرَقُ الإنسانْ وتَفْنَى اللغة وتُستَبَاحُ الأرض لله , والله هُمْ !
"الأرضُ واللغةُ والإنسانْ" : أصلكَ , هويتكَ , ذاتكَ ولا غرب سيعلّمكَ أصولَ العلمانيّة ولا شرق سيدّعيها ليُخفيَ سُمومَه الصحراويّة عظيمٌ أنتَ يا شعبْ ! وتستطيعُ تعويضَ كلّ ما فاتَكْ ولن يكونَ لكَ ذلكَ إلا بذاتكَ الحقيقيّة .
(11) : نورنبارغ في حلمٍ في كابوسْ
[لحظاتْ قَبلَ النّومْ ...]
دُعاةُ اختلافٍ مُزيَّفونْ مَصّاصُو دماءٍ بقناعِ الإنسانية يَتستّرونْ وهلْ يُصدِّقُ أراجيفَ نورمبارغ ... وما تَلَى نورمبارغ ... إلا أبلهٌ مَجنونْ ؟!
دُعاةُ الأَنوارْ والعلمانيّة وحريةِ القَرارْ والديمقراطيّة لشعوبٍ لا تَعرفُ حتّى مَنْ هِيَّ ! نَحْنُ ...
بَدْوٌ جئنَا مِن صحراءٍ إلى قَفَارْ؟ أمْ تُجَّارٌ هربنَا لا نَعلمُ مِن أينَ ومِمَّنْ وركبنَا البحارْ ؟ ... لا نَعلمْ .. ولا يَجبْ !
[نَوْمْ]
علمانيةُ وَرقِ الدّولارْ وديمقراطيةُ بنوكِ الورقْ اليهوديّة الإنجيليّة ورقْ .. في ورقْ .. على ورقْ .. في ورقْ . من المحيطاتِ والبحارِ والأنهارْ تَفرضُهُ البوارجْ ومِن السماواتِ تُراقصهُ الطائراتْ وعلى الأرضِ تَعزفُ لهُ الدباباتْ سمفونيةَ أنوارِ الغربِ الرأسماليّة فتتلقّفها بالزّغاريدِ تحتَ لواءِ العروبيّة فرقةُ الدّفوفِ , الشيوعيّة وشقيقتها في إشهار الحلالْ , فرقةُ النَّسِيمِ الإسلاميّة وتُعلنُ نشرة الأخبار السعوديّة أن قد سُمِعَ صوتٌ مِنْ قَبْرِ الضَّحوكْ يهتفُ : "مبروكْ مبروكْ" ! وتهتفُ الرّعيَّةُ مِن جازان إلى تبوكْ هذا شركْ ! ويلٌ لنَا مِن الرّوافضِ الباطنيّة ! ويُجيبها أَتَالِي : حاشاه راعيكِ , حاشاه الأميرْ , حاشاه أعظم الملوكْ .
وكذا حدثَ مع رؤوسٍ كثيرةٍ لِلينينْ نقلا عنْ كثيرٍ مِن العراقيينْ والسوريينْ وجيراننا الآسيويينْ ... المصريينْ .
[استيقاظْ ... شربُ ماءْ ... سيجارَة مع بقايا قهوةٍ باردةٍ سَقطتْ فيها ناموسة لمْ تُلْعَنْ ولم تُنْقَذْ مِن الغَرَقْ .]
ويُسْأَلُ مثقّفو التَّصَحُّرِ في المدنِ والأريافْ : لماذا نحنُ متخلفونْ ! فيُجيبونْ :
هلْ أنتَ دكتورْ لكيْ تتكلّمْ ! لماذا لا تَصمتْ ؟ الدينُ علمْ . الاقتصادُ علمْ . الشيوعيةُ علمْ . الرأسماليةُ علمْ . والعروبيةُ علمْ . عِلْمْ يَلزمهُ قرونْ ليُفهَمْ ! وإلى أن تَعْلَمْ ... لماذَا لا تَصمتْ ؟!
[عودةٌ إلى النومْ , حلمْ .]
ويَصرخُ شَاخْطْ الخَضَّارْ : اللعنة على الشوفينيّة ! أيّها العنصريّون الفاشستيونْ ! كيفَ تُخرِجون بيعَ الخُضَرِ مِن مجامعكم العلميّة ؟! اللعنة على نورنبارغ ! وحقوقِ إنسانِ نورنبارغ ! وعلمانيةِ نورنبارغ ! وديمقراطيةِ نورنبارغ ! ورأسماليةِ نورنبارغ ! وشيوعيةِ نورنبارغ ! و .... نازيةِ نورنبارغ ! اللعنة على الغازاتْ ... وعلى المجامعِ المُعادِيةِ للخُضَرْ . اللعنة يا بَشَرْ !! تبًّا لكم متى ستستيقظونْ ؟!
[استيقاظْ , الثامنة صباحًا , وفي الطريق ...]
سيستيقظونْ ! لكنْ بَعْدَ غِيَابِي ! ولا يَهُمْ ... فحتمًا سأعودُ يومًا , ليلةً , في حُلمِ ... في كابوسِ ... حَبيبٍ مِنَ الأَحْبَابِ .
(12) : إلا ذلكَ الدِّينْ اللَّعينْ .
حداثيونْ , إنسانيونْ , علمانيونْ إسلاميونْ , ملحدونْ شيوعيونْ , رأسماليونْ ...... التّرفّعَ عن ذلك الدّين اللّعينْ كلهم يَدَّعونْ ولا يَخرجُ مِن أفواههمْ غير نفسِ الجُنونْ الذي أجابنَا منذُ قُرونْ ولا يزالُ كلّ يومٍ يُجيبْ ... كل يومْ ! عنْ : "لماذا نحنُ مُتخلِّفونْ ؟" .
اللعنة ! نستطيعُ أن نكونَ فقراءْ لكنْ عندنَا نخْوَة ! اللعنة ! كيفَ يُفَضَّلُ الغُرباءْ على أَحْضَانِ الأخْوَة ! اللعنة ! كيفَ لا يَزالُ يُظنُّ أنّهمْ أخْوَة !
ألقابهُمْ كثيرة وكلهُمْ خُدّامكَ يَزعمونْ وباسمكَ وُجِدُوا ولعِزّتكَ يَعملونْ فأنتَ الأميرْ ! وأنتَ الأميرَة ! وباسمكَ يَقتنصُ القنّاصْ ولعِزّتكَ تَخرجُ كلّ مَسيرَة لكنكَ لا أمراءَ رأيْتْ ولا عِزّةَ ولا إِمَارَة ولا تزالُ تَسألْ : أينَ الخللْ , أينَ الأملْ , أينَ البِشَارَة ؟ سَلبوكَ حريةَ التفكيرِ والسؤالْ بإعادتكَ لعُصورِ العيشِ في الأَدغالْ فصارَ الوطنْ ... الأرضَ التي تُشْبِعُ البَطْنْ والناسَ الذينَ لا يَنتفونَ لكَ الذَّقْنْ آه يا شعبْ ! قد أجوعُ اليوم لكنها باقيةٌ أبدَ الدّهرِ ... أَرْضِي ! وقد يَلعنُنِي أخي اليوم لكنّه باقٍ أبدَ الدّهرِ ... عِرْضِي ! حتمًا ستنزلُ الأمطارُ وستُثمرُ الأشجارُ غَدَا . وحتمًا سيعودُ أَخي ولَنْ يَخْلُفَ عنّي مَوْعِدَا .
جنونْ . عقوقُ الأخوةِ والأمّهاتِ والآباءْ جنونْ . أن تَعتقدَ بقيامةِ مَنْ وُلِدَ ميتًا في صَحراءْ جنونْ . أن تكونَ ريشةً تتقاذفهَا رِيَاحُ الأيديولوجياتْ وجنونْ !! أن تتجاهلَ التاريخَ والجغرافيا فتَجعلَ مَجْرْدَة ينشأ مِن بحيرة نَجْدْ لينتهيَ في طبريّة والفراتْ !
جنونٌ إيمانْ لم نرَ منه غيرَ هَدرِ كرامةِ الإنسانْ وسَحْقِ الأوطانْ تحتَ رايةِ الخذلانْ في بلدي ... تُراجَعُ كلّ الأديانْ إلا ذلكَ الدّينْ ومَنْ فَعَلَ لا يَسْلَمُ حتّى مِن الملحدينْ يَعيشُ معنَا أحدهم وعقلهُ ... عندَ تميم وسليم وهلالْ ولا يُغِيرُ على الرأسمالْ إلا على ظُهُورِ الجِمَالْ يَلعنُ محمدْ وآلَ سعودْ ظانًّا أنهُ استحقَّ وِسَامَ الأبطالْ وإذا ما سُئِلَ عن نهايةِ ... قصةِ العقابِ والكتاكيتْ ؟ غضبَ وأمرَ بالسكوتْ ومَن يستطيعُ الكلامْ ! في حضرةِ الإمامْ ؟!! إمام الثوريينْ , إمام التنويريينْ إمامٌ جِهْبِذٌ مِن أئمةِ ذلكَ الدّينِ اللّعينْ .... وما أكثرهُمْ !!
(13) : جِنْسٌ مَلْعُونْ فِي وَطَنٍ مَغْبُونْ
على أربعٍ قالتْ أَكثِرْ مِن اللّعَابْ فضحكتُ : هكذَا فُعِلَ في الأجدادْ ... لكنَّ وَجهَكِ على وسادةٍ ناعِمَة أمّا وُجُوهُهُمْ الراغِمَة فكانتْ في التُّرَابْ ... سخرَتْ وقالتْ : ماذا أقولْ .... ماذا أقولْ .... عَمَّنْ لا يَزالُ أَسيرَ ثقافةِ الفَاعِلِ والمَفعولْ فافعلْ نَصَرَكَ الله يا فَاعِلْ , وأَطِلِ الفِعْلْ ولا تَخْشَ مِنَ المفعولِ , لا قَذَرًا ولا قَمْلْ , ولا ضَبًّا ولا عَقربًا ولا ... حَوَلًا في النَّسْلْ !
كانتْ حديثةَ عهدٍ بإلحادْ وكنتُ منذُ عُصورٍ سَحيقةٍ حالمَة أَقْطُنُ سَعيدًا غابةَ الاغترَابْ ... أُسابقُ أسودَ الأطلسِ ولا أرَى أثرًا لكلبٍ أو نَسرٍ أو عقابْ وكلمَا هزأتُ مِنَ السَّمَاءْ لعنَتْ بُرْنُسِي ... ألا يكفينَا تَحَمُّلهُ في الشتاءْ ! اخلعْ ونحو أخوتكَ أَسْرِعْ ! أيّهَا الشقيُّ ما شَذَّ عبدٌ عَنِ العِبَادْ إِلَّا قَضَى فِي الخلاءِ فَريسةً للذئابْ !
سَمَّيتُ وشرعتُ أَفعَلْ فقالتْ طبِّقْ ولا تَسأَلْ قلتُ ماذا ؟ قالتْ إنَّا جَعلنَا الشُّعُورَ أَلْجِمَة والعجائزَ أحْصِنَة فسبِّحُوا مَنْ جَعَلَ وَأَنْعَمَ وبارِكُوا مَنْ فَعَلَ وأَتْقَنَ ...
فسَبَّحْتْ وحاوَلْتُ المواصلَة لكنْي مَا استطَعْتْ ... فتوقَّفْتْ لأتأمَّلَ وأسأَلْ ... ففهمَتْ لكنهَا ... تجاهَلَتْ سبّحَتْ وبارَكَتْ فصرْتُ المفعولَ وهيَ الفاعِلَة ...
وعندمَا انتهَتْ ... سَألَتْ : مَنْ رَأَيْتَ هذي المَرَّة ؟ عقبةَ أمْ ابنَ النعمانْ ؟ قلتُ لنْ تَستطيعي مَعِي صَبْرَا ... قالتْ معًا نُلَمْلِمُ بقايَا ذلكَ الإنسانْ وليَفتخرْ الناسُ بمُعَلَّقَاتهمْ وليُلقُوا في الصحراءِ جَمَرَاتهمْ ولتَشْوِنَا نحنُ .. مَعًا .. تلكَ المُعلّقة .. تلكَ الجَمْرَة .
(14) : أُعلنُ انسحابي مِن الإنسانيّة .
إذا كانتِ الهويّة تُغَيَّرُ كمَا الملابس الداخليّة أُعلنُ انسحابي مِن الإنسانيّة أنا لستُ إنسانْ أنا شبحُ وطنٍ مِن غابرِ الأزمانْ أنا أرضٌ تَئنّْ مِن جَحافلِ البدويّة وحَوافرِ البدويّة وإنسانيّةِ البدويّة أنا شعبٌ مظلومْ يَنقصهُ وطن حقيقي وإنسانيّة حقيقيّة ...
كانْ يا مكانْ ... عالَمٌ غريبْ يَحكمهُ بدو الصحراءْ ويُتَكَلَّمُ فيه عن الإنسانيّة مَنْ لمْ يَبعْ أُخْرِجَ من الإنسانيّة ومَنْ لمْ يَقتنِ أُبْعِدَ عن الإنسانيّة ماذا سيبيعْ ... وماذا سيشتري الوطنُ الذي لا يُنتجْ ؟ وماذا ستبيعُ ! وماذا ستشتري الجميلةُ التي لا عقلَ لهَا ... ولا أَصْلْ ؟!
البدو هنَا ... وهناكْ ... لا يُنتِجونْ يُخَرِّبونْ يُدمِّرونْ ويَبيعون للبلهاءْ ... الإنسانيّة !! هنا كمَا في غابرِ الأزمانْ الدِّينَ يُصدِّرونْ واللغةَ والهويّة وهناكْ يَصنعُ رأسمالهم أوراقًا نقديّة ويبيعُ مُحاربةَ العنصريّة ! افتحِ الحدودْ لرأسمالِ الوهْمْ وللهجرة الغير شرعيّة ولا تخشَ اليمينيينَ "المتطرِّفينْ" فاليساريونَ سيتكفّلونْ بالمبادئ الإنسانيّة وسيُحارِبونَ العنصريينْ والعنصريّة ! مثلما يُحارِبونَ الرأسماليّة ... ... لمجدِ البدوِ وبنوكهم وهويتهم وسيَصرخُ الإنساني كل الأوطان أوطاني ... لمجدِ البدو وبنوكهم وصعلكتهم
والبدو لصوصٌ قتلةٌ صعاليكْ هويتهم حرق الأرضْ وإنتاج الوهْمْ والسّطو على الكتاكيتْ هل أتاكَ حديثُ العقابِ والكتاكيتْ ؟!
البدو إنسانيونْ عَلّموا الإنسانيّة للإنسانيينْ البدو اشتراكيونْ عَلّموا الاشتراكية للاشتراكيينْ البدو بُرجوازيونْ لا يَصنعونْ لكن يَبيعونَ أوراقًا نقديّة تشتريها الأوطانْ وإنسانيّة الأوطانْ هنَا وهناكْ ناهِقةً ... لا صوت يعلو على صوتِ العلمانيّة ... على صوتِ الديمقراطيّة ... على صوتِ الإنسانيّة
أُعلِنُ انسحابي مِن تلك العلمانيّة . ومِن تلك الديمقراطيّة . ومِن تلك الإنسانيّة . أنا لستُ إنسانْ . أنا شبحُ وطنٍ مِن غابرِ الأزمانْ . أنا أرضٌ تَنتظِرُ الخلاصَ مِن البدويّة .
(15) : شذراتْ مِن قصةِ العُقابْ والكتاكيتْ
هؤلاءْ بالقلمِ علّمَهُمْ ... مَا لمْ يَعلمُوا واصطفاهُمْ ! ولمْ نَعْثُرْ لهمْ عَلَى قَلَمِ .
وأولئكْ على الغُلَفِ عَاهَدَهُمْ ! فأَقسَمُوا واصطفاهُمْ ! ولمْ نَعْثُرْ لهمْ لا عَلَى قادومٍ ولا عَلَى دَمِ .
ومِن أولئك , قَبْلَ هؤلاء , اصطفى أَحَدَهُمُ ! وحلَّ فيهِ مِن عليائهِ للَّعْنِ والتَّفِّ و ... النِّعَمِ !
وهذهِ أمّي ... سمعَتْ الملاحمَ والأذكارَ حتّى أصابَهَا الصَّمَمُ . وأحبَّتْ كتاكيتهَا حتّى حلفَتْ بكلِّ كتكوتٍ مثلمَا تَحلفُ بالحَرَمِ ...
هذهِ أمّي تَرْثِي كتاكيتهَا وتُولولُ وتَتَألَّمُ : مَنْ يَمْنَعُنِي أَفتحْ لهُ جنّةً جَعَلَهَا الجَبَّارُ تَحْتَ قَدَمِي ؟
وهؤلاءْ نَاصِرُو أمّي ... كُلٌّ يَتَوَعَّدُ ويَلْتَزمُ ... فِداكِ ... عَنكِ نَذُودُ بالأرواحِ والسَّوَاعِد والكَلِمِ ...
وهذَا أنَا . هذَا أنَا مِنْ وَرَائِهم أَنْظُرُ لأُمّي وأَبْتَسِمُ . والعِقبانُ على ظُهورهم والكتاكيتُ تَصْرُخُ مِنَ الأَلَمِ .
(16) : شذراتْ مِن قصةِ الياسمينْ والغِزلانْ
-1-
لا أُتقنُ لُغةَ الإشارة وأمّي لا تَسمَعْ . أُتقنُ تَرميمَ الحُروفْ وأمّي لا تَقرَأْ . صَوتي جميلٌ كلما غَنَّيْتْ لكنّ أمّي لا تَسمَعْ . وكلما بَكَيْتْ لمْ أَحتجْ اخفاءَ دُموعي لأنّ أمّي لا تُبصرْ . ... لا تُبصرْ , لا تَقرأْ , لا تَسمعْ , لكنها ... تَتَكَلَّمْ . وتَقصُّ قصصًا عنْ زَمنٍ جَميلٍ فَاتْ وتُغنِّي ... وتَتَأَلَّمْ . قِصصُهَا جميلة وصوتُهَا أَجمَلْ لكنّها لا تَسمعْ .
-2-
في زمنِ أمّي الجميلْ كانَ عاملُ النظافةِ يَستحي مِن كنسِ الياسمينْ أمامَ منزلهَا ومِن الاعتداءِ على بركِ الماءْ كانت العصافير تشربْ وتزقزقْ ثملةً مِن رائحةِ الياسمينْ وكانت أمّي تَسمعُ غناءَهَا ولا تَخشى مِن مارٍّ ... مِن عاملٍ يَحرمهَا مِن ماءِ حيواتِهَا ومِن ياسمينِهَا .
-3-
لكنّ أمّي لم تستطعْ توريثي حبَّ الياسمينْ على أرصفةِ الطرقاتْ والطربَ لزقزقةِ عصافيرِ زمنٍ فاتْ . لمْ أخجلْ يوم قطعتُ الياسمينة مِن حديقتهَا ولمْ أفتقدْ غيابَ العَصافير عن بيتِ أمّي . الياسمينْ لا يُذكّرني بأمّي ولنْ يفعلْ . أبدًا لنْ أحنّْ . الياسمينْ يُعيد لي صورًا أُريدُ نسيانَهَا ولم أَستطعْ ... شوارعُ الورقِ الميّتِ والكلابِ السائبةِ والسجائرِ الأمريكية وعُلبِ البيرة الألمانية ورائحةِ الحوتِ المنبعثة من الحاوياتْ والبشرْ والياسمينْ . لا أشرَبْ , لا أُدخِّنْ ولا أَحنّْ لروائحِ شوارعِ الحاوياتْ والياسمينْ .
-4-
لكني أَنكحُ كل ما هبّ ودبّْ مهووسْ ! وكلما اصطدْتُ أرنبًا أو حمامةً أو حجلة لَمْ أُذَكِّ الرّقابَ بالسكينْ لكنْ الأدبارَ برفيقٍ لَعينْ لا يَحْفَ , لا يهدأْ , لا يَنامْ ولا يزالُ يَطلبُ الغِزلانْ . ولا يصطادُ الغزلانَ هنا غير العربانْ ... ولا أزالُ أحاولُ أنْ أرضيه بأرنبٍ ... بحمامةٍ ... بحجلةٍ بخنزيرْ ! لكنّه لمْ يَقْبَلْ .
-5-
يوم محاكمتي ... كانت التّهمُ العقوقَ والشذوذْ ... العقوق مع الأم بإعدام ياسمينتهَا وهذا بلدُ الياسمينْ ! والشذوذ مع الطرائد بالاعتداء على حيوانيتهَا وهذا بلدُ نصرة المظلومينْ ! رافعتُ عن العقوق واعترفتُ بفعلي وسخطَ المُحلَّفون عند رفضي النّدمْ . ورافعَ رفيقي عن الشذوذ واعترفَ ونادى بزيادة غزالٍ على العَلَمْ .
حكم القاضي بأن تُصادَر منّي البندقيّة فلم يعد عندي ... بندقيّة ! وبأن أَزرعَ في حديقةِ أمّي ياسمينتينْ وأَمرَ بحمية وطنيّة .................... لشهرينْ أجوبُ الشوارع أشمّ الياسمينْ ساعةً في الصباح وساعةً في العشيّة ... وعلى رفيقي بالقَطْعْ وبأن يُلقى للثعالبِ في محميّةٍ ... وطنيّة !
حضرَتْ أمّي المحاكمة لكني لم أَخجلْ . فأمّي كانت لا تَسمَعْ ولا تُبصرْ . وقَبْلْ أن يُقطَعْ ضَحكَ الرفيقُ وقالْ : لو كانت أمّنا تَسمعْ وتُبصرْ كُنْتَ خَجَلْتْ وكنتُ بينَ أفخاذكَ ظَلَلْتْ .
(17) : حبيبتي والحبّْ
أَحَدٌ أَحَدْ ! أَبْحَثُ عَن أملٍ عِندَ هذهِ الوجوهِ الميّتةِ منذُ قرونْ فَلَا أَجِدْ . وأَسألُ حياةً عندَ كلّ أوراقِ الخريفِ السّاقطةِ فَلَا أَجِدْ . وتَنصحُ حبيبتي : ابحثْ عَن وجوهٍ غيرهَا واسألْ أزهارَ الربيعِ يَسرّكَ خبرهَا فأبحثُ وأسألُ ... فلا أَجِدْ . تبًّا لي ! حتى وجه حبيبتي لم أرَ فيه إلا كتابات قديمة ميّتة كتبتها يوم كنتُ أرَنِّمُ للربيعِ في ابتسامتها
أحدٌ أحدْ ! هل مِن أحدٍ يفهمْ ! هل مِن أحدٍ يرحمْ ! أيّ ربيع وأمّي تُغتصبُ . والأخوة يُبارِكونْ ؟ وأيّ حياة وأمي تُنتهبُ . والأخوة يُهلِّلونْ ؟ اللعنة أماه !! هلا نطقتِ مَنِ المُبارَكُ ومَنِ المَلعونْ ! تبًّا لكِ متى ستُبارِكينْ ومتى ستَلعَنينْ ! تبًّا لكِ وتبًّا لي ولألمِي فلا حياة ولا ربيع مَا لَمْ تَتَكَلَّمِي .
وتَسخرُ حبيبتي مِن أُمّي , مِن أخوتي : عدمي عبثي مازوشي يَزعمُ مَعْنَى لمْ يَجِدْ حياةً في وجهٍ صَنَعَهُ فهل سيجدهَا عندَ عاهرةٍ تَجهلُ عُهرهَا ! وقوّادين يَجهلونَ قوادتهم !؟ ومَنْ عَلمَ ... مجَّدَ العهرَ وَرَفَعَهُ وحَضَرَ اغتصابَ أُمّهِ حتّى أَمْنَى ؟! أَحدٌ أَحَدْ ؟ بل قُل اللعنة على هذا البَلَدْ ... أَبْعَدْتَنِي عن هذا البلدْ ... وعن حُبِّ هذا البَلَدْ ... ولا أمّ لي ولا أخوة .
قُلْتُ فَعَلْتْ . لكيْ لا أَكُونَ لكِ أسوة . لكي تَزوركِ الحياةْ ويَفرش لكِ الزّرابي الحمراء الغَدْ . أحدٌ أحدْ ... وعَرَبٌ عَرَبْ ... أَلَيْسَ فِعْلِي حبيبتي نوعًا مِنَ الحُبّْ ؟
(18) : الأَمِيرَة وَالوَطَنْ .
لا يَمرُّ يوم دونَ أن أَسمعَ نَحيبَ أمكِ وأَتذوّقَ الدّمَ السّائلَ مِن خدّيهَا وأَلْعَنْ . نَسيَتْ أمكِ نَسيَ أبوكِ نَسيَ أخوتكِ ونَسيتْ ذريتكِ . ولم تعودي غير ذِكرى تُذكَرُ في الأعيادْ مع الخرفانْ ... اللعنة على الأعيادْ . واللعنة على الخرفانْ .
أحيانًا أضحكُ وأقولْ : ملكيٌّ أكثرُ مِن الملكْ وعربيٌّ أكثرُ مِن العربْ كأني صرتُ ... مثل كلّ هؤلاء الذي يستوطِنونَ بلدي لكني أستدركْ . وأَلعنُ سَهْوي وأَراني الملكَ المُستحِقَّ الوحيدْ . ولا يجبُ أن يَنْسى صاحبُ الأمرْ صاحبُ الشأنْ . يجبُ أن يَحملَ اللعنة وحيدًا . ولا أحد يستطيعْ ... ويستحقّْ . كلهم نَسوا ولا أحد غيره يتذكّرْ كلهم اِلْتَأَمَتْ جِراحهمْ ويجبُ أن يتألّمَ أبدًا وحيدًا .
حتى هيَ سَلَّمَتْ لكِ بعدَ سنينْ ... مِن النضالِ ضدّكِ ورضيَتْ بأن تكونَ الوصيفة ولمْ يكنْ عندها الخيارْ . كنتِ الغريمة التي ملكَتْ كلّ العَوالِمْ ولا تَزالينْ . لكنها تعلّمَتْ حبَّكِ وحبُّكِ مفتاحُ كلّ العَوالِمْ .
حبيبةً دُونَ وداعٍ رَحلْتِ لنْ أَغفرَ لكِ . أميرةً كلَّ الذّكرياتِ مَلكْتِ رَضيتُ بما قرَّرْتِ . لنْ أَثورَ . لكني سألعنُ أبدًا القُبورَ وزائِريهَا والخرفانَ وذبّاحِيهَا والأوطانَ ومُستوطِنيهَا . كأنكِ وطني الذي نساهُ كلّ هؤلاءْ ... لن تَعُودي . لكنّ مياهَهُ حتمًا عائِدةٌ إلى مَجارِيهَا .
(19) : 15 .
يوم عِيدكِ ... لا قَمَرٌ سَأَلْ ولا بَحْرٌ عَادْ ولا حُقُولٌ دَعَتْ ولا نَهْرٌ سَادْ والقَمْلُ ... والنَّاسُ العِبَادْ ... والأَهْلُ الأَغْرَابْ ... والجَرَادْ ... وهذي البِلادْ ... هذي البِلادْ ! ولا رجاء في عَبْدْ ولا أمل في غَرِيبْ .
غريبْ ... كيفَ رَحَلْتِ وكيفَ كلَّ شيءٍ مَعَكِ حَمَلْتِ دُونَ إنذارْ ... دُونَ وداعْ . اللَّعْنَة ! أَعْدَلُ العَدْلِ أنْ أَلْعَنَكِ ولا آلهة أَينَ أنتِ لِتَقْتَصَّ لِي مِنْكِ . حبيبةً دُونَ وَدَاعٍ رَحَلْتِ كيفَ السّبيل للصفحِ عَنْكِ ؟ لا سَبيلْ ... ولا جَوابْ ... لا تستطيعينْ ولنْ . لا حياة هناكْ ولا حياة هنَا عبيد هناكْ وعبيد هنَا أغراب هناكْ وأغراب هنَا وشموعٌ وألحانْ وكُتبٌ وآهاتْ ... وأفقٌ صفراءْ و ... ذكرياتْ لا يُعْنَى بِهَا إلا المُغَفَّلُونْ . وكلماتْ ... تُنْثَرُ هنَا وهناكْ لا تَنتظرُ جوابًا ولا تَهْتَمّْ حُصِّلَ ما في العُقُولْ ولَمْ تَبقَ إلا اللعنَاتْ . العُقُولُ نِعْمَة ... العُقُولُ نِقْمَة . فَالْعَنِي ولا تُبَارِكِي : اللَّعْنَة ... اللَّعْنَة !
(20) : شذراتْ مِن عالمِ -الثقافة- و -التنوير- و -الشذوذ- : لَسْتُ قَوَّادًا .
لماذا أنّثوكِ ورموكِ في صفِّ الحريمْ ؟ ومتى ؟ هل عندَ الكشفِ عنكِ يوم ختانكِ وَجدوكِ بلا قَضيبْ ؟ غريب وعجيبْ ! يقولون أنكِ أمٌّ لهمْ هل سَمُّوكِ أمًّا قبلَ حَفلِ الختانِ أمْ بَعْدْ ؟
أماه هذه البلادْ ليستْ أمًّا لي . تقول فلانة أنها تُريد أن تُمضي بقية أيامها بين أحضاني فأضحكْ . وتقول أمّي أنها باقية أبدًا أمًّا لي فأضحكْ . ويقول قولهما أخٌ وأختْ وخالٌ وعمّْ , وخالة وخالْ وَ ...... فأضحكْ . ويزعم رفيقْ وتدّعي صديقَة فأضحكْ .
أماه , أنّى لهم أن يفهموا وقد جهلوكِ ؟ أبحثُ عن حقيقةٍ فلا أجد غيركِ . وكلما نظرتُ الأفقَ لا أرى غيركِ . كل شيء يتغيّر إلا أنتِ .
أغلبهم جهلوكِ فاستبدلوكِ بترّهاتِ حفنَةْ بدو اللعنة ما حييتْ . اللعنة ! سأوصي ذرّاتي أن تَلْعَنَ أبدًا بعد أنْ أغيبْ . كيفَ تُبَدَّلِين بترهاتِ حفنَةْ بدو !
بدو يتكلمون باسم السماءْ وسماءُ البدو حقّ لا يُناقَشْ ! اللعنة على سماء وكلاؤها كمشَةْ بدو . وبدو يتكلمون من الأرضْ فيدّعون أن هدفهم صلاح الأرضْ اللعنة على أرض يتكلم باسمها كمشَةْ بدو . ومنذ متى عرف البدو معنى الأرض ليصيروا عنها وكلاءْ !
أرضٌ وأراضي وأُمّةٌ وأُمَمْ وحضارةٌ وحضاراتْ وتاريخٌ وتواريخْ ولغةٌ ولغاتْ وهويّةٌ وهويّاتْ اللعنة ! أماه كل شيء تغيّر ويتغيّر ! ولا أرى ولا أسمع إلا النظرياتْ والفلسفاتْ والفكرْ والتنويرْ والديمقراطياتْ والعلمانياتْ باسم البدو تَنطقْ !
كل شيء عندهم يتغيّر إلا البدو وكل شيء عندي يتغيّر إلا أنتِ . هذه الأرض لا يمكن أن تئنّ إلى الأبدْ . هذه الأرض يجب أن تطهرْ . وهذه الأم يجبُ أن تُعرَف لتُكرَمْ ولا معرفة ولا كرامة وكل شيء يتغيّر إلا البدو . وأنساب البدو . وأديان البدو . وآلهة البدو . وخيول البدو . وأغبرة البدو . وتاريخ البدو . وأشعار البدو . وآداب البدو . وثقافة البدو ...
مثقفٌ كبيرْ ولا تكونُ أَلِفُ الثقافةِ ويَاؤُهَا إلا بدو وتنويري كبيرْ والتنويرْ بعيدًا عنِ البدو عَدَمْ وعلماني وشيوعي وملحد ولا ديني وحداثي وحقوقي و ... كل شيء يَتحرّكْ ولا يَتحرّكْ لا وجود له إلا تحت حافرِ حمارٍ بدويٍّ أصيلْ وناقةٍ بدويةٍ أصيلة وسيفٍ بدويٍّ أصيلْ وقصيدةٍ بدويةٍ أصيلة !
أماه , هل أنا أغبى البشرْ ؟ أماه , هل أنا أذكاهمْ ؟ أماه , لماذا الواحد والواحد عندي اثنين وعندهم ثلاثة ؟ أهو الغباءْ ؟ الذكاءْ ؟ أم الدياثة ؟ أماه , لا أَفهمْ ولنْ . قد أكون أغبى البشرْ ربّمَا ....... لكني أستطيعُ الجزمَ في القوادة : أبدًا لنْ أُبَدِّلَكِ . أبدًا لنْ أكونَ قَوَّادًا .
#أمير_بالعربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطنيّات (20) : شذراتْ مِن عالمِ -الثقافة- و -التنوير- و -الش
...
-
وطنيّات (19) : 15 .
-
وطنيّات (18) : الأَمِيرَة وَالوَطَنْ .
-
وطنيّات (17) : حبيبتي والحبّْ
-
وطنيّات (16) : شذراتْ مِن قصةِ الياسمينْ والغِزلانْ
-
وطنيّات (15) : شذراتْ مِن قصةِ العُقابْ والكتاكيتْ
-
وطنيّات (14) : أُعلنُ انسحابي مِن الإنسانيّة .
-
وطنيّات (13) : جِنْسٌ مَلْعُونْ فِي وَطَنٍ مَغْبُونْ
-
وطنيّات (12) : إلا ذلكَ الدِّينْ اللَّعينْ .
-
وطنيّات (11) : نورنبارغ في حلمٍ في كابوسْ
-
وطنيّات (10) : -الأرض/الإنسان/اللغة-
-
وطنيّات (9) : -أفريقيا للأفارقة !-
-
وطنيّات (8) : -إِذَا كُنَّا عَرَبًا فَلِمَاذَا تُعَرِّبُونَن
...
-
وطنيّات (7) : -القدس عروس عروبتكم-
-
وطنيّات (6) : -قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْ
...
-
وطنيّات (5) : 1+1=3/ -لا تطرقوا النّساء-
-
وطنيّات (4) : -لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَ
...
-
وطنيّات (3) : -لَيْتَنِي كُنْتُ حَطَّابًا-
-
وطنيّات (2) : -أُقبِّلُ الألمَ قُبلةَ الوداع إذا قبّلتكِ-
-
وطنيّات (1) : -وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَ
...
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|