سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6320 - 2019 / 8 / 14 - 23:59
المحور:
سيرة ذاتية
التقيت مرة مع شابيتين البانيتين فى المطار والفتاتيين تقريبا فى نهاية المرحلة الجامعية و بقينا نتحدث حوالى ساعتين .المهم فى الامر ما قالته لى احداهن انها تعرف انها ذاهبة الى كندا حال التخرج .قلت, هل هذا ما تحلمين به ؟.قالت لا هذا هو حرفيا تفكير كل طالب او طالبة ان يذهب الى كندا بعد التخرج .قلت لماذا ؟ قالت لانه لا يوجد مستقبل لنا فى البانيا .
فكرت فى هذا عندما كنا فى ايطاليا قبل نحو عشر اعوام و قد دعينا الى غداء لدى عائلة طليانية.و هناك فى تلك المنطقة الريفية التابعة لمنطقة توسكانا الرائعة جلسنا فى الحديقة .كان هناك الجد و الوالد و الاحفاد .كان جوا جميلا و رائعا حقا .قال احدهم عندما قلت ان هناك القليل ممن يتحدث الانكليزية فى ايطاليا ,قال لم نحتاج الى الانكليزية .نحن نعيش فى بلدنا و كل شى بلغتنا .
فهمت من خلال الاحاديث ان هناك من شباب و صبايا العائلة من يعمل فى مدن لكن داخل ايطاليا .اى انهم خلال ساعات قليلة يلتقون ان كان هناك داع لذلك .شعب يعيش فى بلاده باطمئنان و ليس مضطرا ان يذهب ليعيش فى بلاد بعيدة .لانه من الطبيعى لللانسان ان يعيش فى بيئته الطبيعية حياة طبيعية .اما الشعوب المغضوب عليها ,مثل حالة الصبايا الذين من البانيا ستجد ان التشرد اىا كان العنوان الذى يحمله هجرة او اى اسم اخر من يطبع حياتهم .
.هكذا صارت حالة شعوبنا تمزق و مزيد من التمزق .تجد واحدا من العائلة فى اوروبا و الاخر يعيش فى امريكا و الاخر فى استراليا .فكيف تجمع هذا الشتات الرهيب المنتشر فى كل القارات ناهيك كيف سيكون عليه الوضع لدى الجيل الثانى؟ حيث لا احد سيعرف احدا.و لولا السكايب و سواه من وسائل الاتصالات الحديثة لكان الوضع اسوا مع الجيل الاول للهجره .
.اقسم لى احد الاصدقاء ممن عاشوا طويلا فى هذه البلد انه عرف عن وفاة اقرب الناس اليه فى الوطن من عائلته عبر الهاتف و لم يشارك فى جنازة احد .اى حياة تلك يا صديقى ؟ تساءل و هو يعبر فى ظنى عن مشاعر ملايين من الناس .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟