أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق التميمي - ........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقافة العراقية














المزيد.....

........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقافة العراقية


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 10:53
المحور: المجتمع المدني
    


بعد زوال الدكتاتورية مباشرة أدرك المثقفون العراقيون بنماذجهم المختلفة بأنهم متخلفون عن ذلك الحدث وثمة هوة بينهم وبين شعبهم الذي لم تعطه الحروب وتقاويم القتل والمجاعات فرصة مناسبة للالتصاق بمنجز هذه الثقافة والتأثر بها.
وكان اختزال صورة الثقافة العراقية بأطارها الشعري والسردي أحد أهم العقبات التي تحول دون تأسيس جديد لثقافتنا العراقية. وأعقد مشاكلها البنيوية،وواحدة من الصدمات التي تلقاها المثقف العراقي من فضاءات الثقافة التي فتحت فجأة على مدياتها الواسعة، وكان للسلطة الفاشية دور كبير في تكريس هذه الصورة الناقصة والمبتورة للمثقف العراقي ووضعه في أطار السلطوي لتصنع منه مهرجاً دعائيا توجهه كيفما تشاء ومتى تشاء.
وهكذا وجد المثقف نفسه في آخر الميدان الجديد متخلفا عن رجال الدين والاحزاب وعن زملائه السياسيين الذين سبقوه الى المنطقة الخضراء ليتركوه وحيدا خارج غطاء الايدلوجية التي سقطت وخارج اطار الشعرية التقليدية التي لم تعد تستوعب انفجار الثقافة المؤجلة في المنافي والادراج السرية والكتب المصادرة من دون وجه حق من خيمة الثقافة العراقية.
”المدى “ المؤسسة الثقافية الوحيدة التي انجزت خلال سنوات قليلة مهاماً معقدة وصعبة تتعلق باعادة مفهومية للثقافة ووظيفة المثقف وكان استقلال المثقف وكرامته هي احد هموم هذه المؤسسة منذ انطلاقها في مخاضات ثقافة المنفى العراقية من هنا كان لابد ان تسفر هذه الهموم وتتمخض هذه الجهود عن فعالية ثقافية مدنية في بقعة آمنة ككردستان للاجابة عن هذه الاشكاليات وتأصيل مفاهيم الثقافة المدنية والمثقف الفاعل اجتماعيا وسياسيا.
فكانت فعالية المدى في اسبوعها الثقافي محاولة في تقويض الابوة التاريخية للسلطة على الثقافة والمثقفين، بما يشبه الانقلاب النبيل ولاول مرة في تاريخ هذه الثقافة، كما كان الاسبوع فرصة لتأسيس جديد لمفهوم الثقافة العراقية المطورة تحت ركامات السردية والبلاغة الشعرية وابراز وجهها الناصع والمتنوع قوميا وجماليا وابداعيا.
ولهذا توزعت برامج هذا الاسبوع وفي فضاء كردستان الآمن على طاولات مستديرة للبحث في اهم عناوين الثقافة في المعرفة والاقتصاد والسياسة والفلكلور والمسرح والسينما، وكانت هنالك حدائق ساحرة احتضنت معارضا للكاريكاتير وقاعات صخبت بالوان الغناء والرقص الوطني.
والاهم من ذلك كله كان اللقاء الحميمي وبعد طوال غياب عقود من القهر والغربة مابين مثقفي الداخل والخارج”برغم تحفظنا على هذه التسمية “ لقاء مثمرا وخصبا ومفعما بالمحبة والامل المشترك لبناء وطن جديد بعيدا عن ظلامية العصور وحرائق التتر الجدد ومفخخاتهم الاجرامية فأروع ما انجزته المدى، بالاضافة الى تأسيس جسور اللبنات الاولى والصحيحة لمجتمع مدني ثقافي قادر على النهوض بمهامه ووظائفه دون التعكز او الالتفات الى تلك السطوة الابوية لمفهوم ثقافة جديدة مغاير لمفهومها التقليدي القديم.
هو تجميع روافد هذه الثقافة من شتاتها المنفية ومن مدنها المحترقةتحت سماء كردستان العراقية الآمنة الساحرة.
وهذا فضل لا يمكن ان ينساه او يتجاهله مثقف عراقي غيور على ثقافته ومستقبلها سواء كان من الذين تمتعوا بهذه الضيافة الكريمة للمدى، او من الذين حالت الظروف من دون مشاركتهم في هذه الفعالية الثقافية الناجحة والنادرة



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب العربية قبلكم يا حكام رفات القومية
- كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار
- انتفاضة اذارالعراقية امانة في ذمة المبدعين
- هل يعود معلمنا الخالد؟
- نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف
- ما بعد الرسوم الدنماركية
- الارهابيون يلاحقون((اطوار)) لمشارف قبرها
- موفق محمد سفير للوجع العراقي
- ثقافة القرصنة والانقلابات
- احمد خلف يعبر حده الفاصل ليتنبا بموت ابيه
- مكتبة عراقية في نادي الاخاء التركماني
- المشترك في نكباتنا المقدسة
- ملتقى السياب التاسيسي/المعلم محمد خضير وتسيد القصيدة العمودي ...
- ناظم السعود يتامل البنايات العالية
- العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده
- حوار مع الفنان العراقي هادي السيد
- الدرس العراقي في خروج عبد الحليم خدام
- لا تحولوا حناء البنفسج الى نافورات دماء
- مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشع ...
- اليبراليون العرب والصمت القهري


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق التميمي - ........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقافة العراقية