أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الخطاب المعارض للحكومة














المزيد.....

الخطاب المعارض للحكومة


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6320 - 2019 / 8 / 14 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رفعت الرايات، وتعالت الأصوات، وجعجعت الأحزاب بأسلحتها، ترمي يمينا وشمالا كل معارض، وإشتد غبار المعركة، حتى إختلط الحابل بالنابل، وصعد القادة على المنابر، يرددون الشعارات الرنانة، ويعيدون على آذان الحاضرين كلمات مستهلكة بلحن جديد.
إنجلى غبار المعركة، ونزل الفرسان من سفح الجبل، وحان وقت تقاسم المغانم، والتكالب على المناصب، وتشكلت حكومة توافقية، شعارها المهنية وباطنها الحزبية، مخالفة لأبرز فقرة دستورية، فأضاعت تسمية الكتلة الأكبر البرلمانية، تحت قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، فأنتجت لنا حكومة فاقدة الشرعية، وإياك أن تقول ذلك! فربما تزعل عليك جارة شرقية، أو تتعرض لعقوبات صارمة من دولة غربية، فأصبحنا شعبا ودولة فاقدين الهوية.
متلازمة التوافقات أصابت العملية السياسية من رأسها الى أصغر قاعدة فيها، فالوزراء محاصصة ووكلائهم محاصصة، والهيئات موزعة على الأحزاب الحاكمة، والمدراء العامون كل يستنجد بحزبه ليبقيه في محله، مقابل الدعم والتمويل من عقود المؤسسات، ومفوضية الإنتخابات تناهشتها الأحزاب فيما بينها بقرار برلماني، وإذا ما حدث خلاف على النتائج تحرق صناديق الإنتخابات.
وزارات تدار من مكاتب الأحزاب، ومشاريع وإستثمارات في جيوب الفاسدين، حدود مباحة للتجار والمهربين، وموانئ إستولت عليها أحزاب ومليشيات، ونفط مهرب تجول به الباخرات، فنادق أصبحت مرتعا للدعارة وتجار المخدرات، عشائر تضاهي الدولة في تسليحها، وأزمة كبيرة في تطبيق القانون، ينجو منه الكبير ويضيع فيه الصغير، لو صرخت ليلا ونهارا، لا أحد يسمع منك، ولا حلول تلوح في الأفق، فالقرار خارج الحدود!
لأن الغالبية مشترك في حكومة جعلت الوطن ملعبا للصراعات الإقليمية، وليس لاعبا ومؤثرا في الأحداث الدولية التي تكاد تعصف به، مهددة أرضه وشعبه وخيراته، ولأن الأغلب أخذ نصيبه من الكعكة، غاب الحسيب والرقيب، وإختفى الصوت المعارض الذي ينبه على أماكن الضعف ومناطق الخلل، بل إن المعارضة للحكومة أصبحت شذوذا في نظام ديمقراطي، يفترض به أن يقوم على معادلة الموالاة والمعارضة.
مرت السنوات وتعاقبت خمس حكومات، لكنها لم تستطع أن تجيب على التساؤلات، نحن في العراق.. هل هناك في الأفق حل لمشاكلنا؟ لماذا نحن متعبون دائما؟ لماذا لا توفر أبسط الطلبات لحياتنا اليومية؟ فنحن نفتقد الماء الصالح للشرب، ومشكلة الكهرباء أصبحت عصية، وشبابنا عاطل عن العمل، يشكون مستقبلا مجهولا، يعانون الضياع والعوز واليأس والإحباط، لا يرون حلولا لمعاناتهم في المستقبل القريب.
السؤال الأهم الذي لم تتم الإجابة عنه هو أين تذهب أموال البلاد؟ ولماذا يطالب أعلى مسؤول في السلطة بأدلة على وجود الفساد؟! وماهي الحلول الناجعة للوقوف بوجه المفسدين؟ الذين أثروا على حساب الدولة، وأصبحت لهم ما فيات إعلامية تدافع عنهم، بل إن أياديهم إمتدت لثروات الوطن، فبتنا نشهد حرائق المزارع، وحرق المؤسسات وحرب المولات، والحكومة تقف موقف المتفرج من كل ما يجري، وكأن الأمر لا يعنيها.
لا ندري حين نسأل هذه الأسئلة.. هل نتبنى الخطاب المعارض للحكومة؟ أم نريد بناء دولة كباقي الأمم، يشعر أبنائها بالأمان والراحة، تتوفر لهم حقوق وعليهم واجبات، يعيشون في ظل حكم رشيد، يكون فيه الناس سواسية تحت مظلة القانون.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم الصراصير
- سانت ليغو قانون أم لعبة ؟
- أنا قافل عليك !
- مخدرات في مدينتي
- قوانين مسكوت عنها!
- الحكومة العراقية وتحدي المعارضة
- جراح سبايكر وضماد برهم
- أجراس تقرع وآذان صماء
- العراق ودوره في لعبة المحاور
- الرئيس برهم صالح وزيرا للخارجية !
- النزول من الجبل
- دولة علم دار
- فقدان الحلول بين أزمة الجفاف وخطر السيول
- متظاهرون في قصر الرئيس
- ليبيا.. صراع بلا نهاية
- قمة النوم العربي
- موسم الحج الى العراق
- سفاح الموصل
- كي نكون دولة !
- صور أبلغ من الكلام


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الخطاب المعارض للحكومة