أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - قانون التقاعد العام














المزيد.....

قانون التقاعد العام


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6319 - 2019 / 8 / 13 - 23:29
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


التقاعد في مفهومه العام :  -  هو ضمان مالي يعطى للفرد في سن معين ، أو إنه يعطى  للفرد  في حال لم  يكن  قادرا على العمل  -   ، وهذا  الحق  مكفول  من قبل الدولة  لكل فرد فيها  سواء أكان من المشغلين أو العاجزين ، ولا يرتبط هذا الحق بكون الفرد عاملاً أو لا  ، ولا يستثنى من هذا الحق النساء ولا  الشباب بإعتباره حقا عاما ،  هذا من ناحية البنية التعريفية  والتكوينية لأصل هذا الحق ، وأما التفاصيل فتكون بقانون مُنظم  لا يجب أن يظلم فيه أحد .
وبما ان الكلام عن الحق المادي فالواجب  أن  يرتبط  هذا  الحق  بحياة الأفراد   لا بعد موتهم  ، أي إن هذا الحق  مؤوسس  للأحياء  وليس للأموات  ،   فلذلك نقول إنه  يسقط  بالموت  ولا يصح  إعطائه لورثة الميت   مهما علو أو قربوا   -  لأنه  حق  يتعلق بالفرد المعين بذاته  في الحياة  -   ، وأما خاصة الميت وعائلته فليس لهم من هذا الحق شيئا  .
  لماذا  ؟  :  لأن الأصل  في القانون العام  (  أن يكون  لكل فرد في الدولة ومن يقيم فيها  أو عليها   راتب شهري   )  ،  هذا الراتب هو بمثابة  المعاش الذي يوفره   للفرد  العمل أو غيره ، والدولة  والحكومة  بكل مؤوسساتها  مسؤولة  مسؤولية مباشرة  عن توفير ذلك  ،  وبالتالي فليس هناك إعالة  أو إحالة   من أحد لأحد  في المعاش أو الحياة  من الناحية المادية ،  [   فلا الزوج مُعيل لزوجته ولا الزوجة معيلة لزوجها  ]   ،  أعني  إن الدولة ومؤوسساتها  مسؤولة عن  توفير  الضمان  و الحرية المادية والإقتصادية لكل فرد  ،  بمعنى :  إن  لكل فرد من أفراد  الدولة  دخل وراتب  شهري  معين  ،  يكفل له كرامته  وحياته  وهذا هو الكفيل  بسقوط  مفهوم الإعالة بعد الموت  ،  كما هو متبع في البلدان المتخلفة  والتي تسن قوانين التقاعد على أساس ذلك .
ومن الطرائف في هذا الشأن ما قام به الرئيس مام جلال   حين أعطى  لعبدالكريم قاسم راتباً  تقاعدياً   (  في منقبة  وهبه  لا أفهمها  ولا أعرف مغزاها  )    ،   والحق إن هذا التصرف  من مام  جلال   هدرا متعمدا وإفسادا  في البنية الإقتصادية والمالية للبلد ،   نعم  تصرف الرئيس جلال  من وحي  قدم   قوانين  التقاعد  وماهي عليه بالفعل   ،  ولأن ذلك كذلك  فهنا تبدو الحاجة ماسة لإعادة النظر  في كتابة قانون للتقاعد  جديد ينسجم من بنية وطبيعة النظام الجديد .
مستفيدين ومتكأين  مما قدمناه  في مجال الحماية والضمان لكل فرد في حياته  ،  إذ عندما توفر للمرء في حياته المعاش الذي يحفظ كرامته وإنسانيته ، لا تعد الحاجة للعمل  بذلك القانون القديم بمعنى إن ما يوفره الضمان  لكل فرد  من راتب يُغنيه عن الإنتفاع بحق الغير من غير وجه حق ، وبحسب القانون العام  فالدولة مكلفة بتوفير ذلك الراتب الشهري لكل فرد ذكرا كان أو أنثى صغيرا كان أم كبيرا ،  هذا الحق يجب ان تكفله قوانين الدولة وأنظمتها  ،  وإذا توفر هذا الحق للجميع لم تعد الحاجة لإستقطاع المال تحت بند تقاعد الميت ، فالميت لا تقاعد له ولا يصح ذلك مطلقا .
  طبعا نحن نتكلم عن القانون وعن الواجب  الذي   يجب أن تكفله  الدولة والحكومة  وتعمل به  ،  وهذا الواجب  يوفر للدولة  الضمانة والحماية  من الوقوع بالهدر والفساد   والتبديد والإسراف في المال العام ،  والعمل بموجب هذا  ليس مسألة عويصة   ،  بل هو  في صميم العمل الوطني :  أعني في حال ضمان وتوفير  الراتب الشهري لكل فرد تنتفي الحاجة ، لراتب للميت تحت بند التقاعد ، فالتقاعد عمليا يشمل الفئات الحية والمستحقة بحسب القانون  .
وفي هذا  المجال  لدينا رؤية  متكاملة  وتفصيلية   ، إن رأت الحكومة والمجلس النيابي  ذلك ، فيمكننا مناقشتها وبحثها  معهم  وإقرارها  على نحو قانوني   ، والأمر في ذلك يحتاج إلى إرادة ونية  صالحة   وعزيمة  وطنية تحقق للفرد العراقي ما يغنيه ويحفظ كرامته  في حياته ،  ومن دون اللجوء لإستهلاك المال العام  وتبديده  ، وهذا الكلام أوجهه للأخ رئيس الوزراء والأخ رئيس البرلمان ، للإحاطة والعلم فيما لو توفرت  الإرادة و الجدية والصدق والنزاهة ، فنحن بعون الله جاهزين للمساهمة في صياغة هذا القانون وتعميمه ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجوز النيابة عن الميت للحج ؟
- سقط القناع
- ماذا تعني الضجة المفتعلة حول الإحتفال بكربلاء ؟
- الفساد في البلاد العربية
- عيد العمال العالمي
- الإرهاب في عيد القيامة
- هزيمة المسلمين
- وهم العقل الإسلامي
- عيد النوروز
- صحيح البخاري
- بمناسبة الحكم الصادر على قتلة الشهيد حسن شحاته
- الزواج المدني
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية
- داعش تعود من جديد
- أمُنيات 2019
- الدولة الفاسدة
- تظاهرات في فرنسا
- لإحتفال الدولي بنهاية الحرب العالمية الأولى
- العلاقة بين الفكر والسلطة
- القوي الأمين


المزيد.....




- تركيا.. حزب الشعب الجمهوري يدعو أنصاره إلى المقاطعة التجارية ...
- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...
- القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس ...
- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...
- في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - قانون التقاعد العام