|
تأثير كازينوهات ألقمار على ألإقتصاد وألمجتمع
عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 6319 - 2019 / 8 / 13 - 14:49
المحور:
الادارة و الاقتصاد
في ألظروف ألراهنة، تحتل ألكازينوهات ألقائمة وألإفتراضية ألريادة في صناعة دوُر القمار. وليس سراً أنّ حانات ألقمار، تجلب أرباحاً ليست بألقليلة إذا كانت تمارس نشاطها بصورة قانونية، فإنها ستضخ عائدات مالية إلى ميزانية ألدولة. لنرى تفصيلياً، كيف تؤثر صناعة ألكازينوهات على إقتصاد ألبلد. دَور الكازينوهات في ألإقتصاد: في تلك الكازينوهات، تُقدَّم للمقامرين مجموعة من الخدمات، مثل تلك المناطق المشهورة هي( لاس فيغاس) و( ماكاو)، لا تستهوي المقامرين فقط، إنما تجذب السواح لغرض ألإستمتاع بأجواء ألمرح وأللهو. وبألنسبة للمناطق الفقيرة، يكون إنتشار ألكازينوهات مربحاً، وكمثال، فإنّ ولاية نيفادا ألأمريكية، كانت إحدى أفقر أطراف الولايات المتحدة قبل بناء( لاس فيغاس). ولذلك، فإنّ بناء الكازينوهات وألبُنى ألتحتية المصاحبة/ الفنادق والمنتجعات السياحية/ أدّت إلى أن تصبح ولاية نيفادا واحدة من الولايات ألمزدهرة ... وعلى ألعكس من ذلك، فإنّ الممارسة العملية أثبتتْ أنّ تشديد منع حانات القمار لا يؤدي إلى إختفائها، إنما سيحولها إلى إقتصاد الظل وظهور الجريمة وغياب الرقابة من جانب ألحكومة. ولذا، تحاول حالياً سلطات الكثير من الدول إعادة عمل حانات القمار بصيغة قانونية... وبتلك الطريقة، نصل إلى إستنتاج بأنّ في تلك البلدان حينما تكون ألكازينوهات مصدَّقة قانونياً، تصبح ذات تأثير مفيد وإجابي على إقتصاد ألبلد/ إستقطاع ضريبة ألدخل وخلق فرص عمل/. تأثير ألكازينوهات ألإفتراضية على ألإقتصاد: في الظروف الراهنة، ألأرباح ألمتأتية من{ أون لاين – كازينو} ليست ملموسة من قِبل الدولة، حيث أنّ المقامرين جالسون في بيوتهم، يزاولون أللعب بإستمتاع. ولذا، فإنّ إستخدام ألأسلوب ألذكي ربما سيجعل تلك ألكازينوهات ذات فائدة للدولة إذا ما وُجِدَ لها ألأساس ألقانوني. تأثير لعب ألقمار على ألمجتمع: أللعب – هو أحد أشكال قضاء وقت ألفراغ. وكتقدير، فإنّ نصف السكان من وقت إلى آخر يمارسون اللعب بأشياءٍ ما، بدءاً من لعبة ألبوكر يوم السبت وإنتهاءً بألرهان على المسابقات الرياضية/ خاصةً مباريات كرة ألقدم/. معظم الناس، يستمتعون بأللعب ويعيشون حياتهم ألطبيعية. للأسف، يوجد قسم من الناس، يقع في ألإعتماد ألمَرَضي على أللعب( مرض ألقمار). إنّ ألعلاقة مع شكل أللعب لقضاء وقت ألفراغ، تكون ملحوظة بصورة متباينة في المجتمعات ذات ألثقافات المختلفة( بضمنها ألدينية)، وألإقتصادية، وميزاتها السياسية. وعلى ألأقل، فإنّ كل ثقافة عامة وثقافة فرعية تحدد« معدل ألإعتماد» بناءً على أساس ألقيَم الشخصية وألخبرة المحدَدة. وفقاً لواحدة من البيانات – بسبب ألإعتماد على لعب ألقمار، يُعاني من 0.5 ولحَد 1.5% من السكان، وفي بيانات أخرى – من 1 ولحَد 3%. على ألأقل، 60% من السكان، يذهبون مرة واحدة في السنة إلى صالات ألقمار/ المقصودة هي ألبلدان ألمتطورة، وخاصةً تلك ألأماكن ألمصدَّقة قانونياً/. تحتل بريطانيا ألموقع ألريادي في ألإمبراطورية ألأوربية لحانات القمار، ووفقاً لمختلف ألتقديرات في البلد يعاني بهذه الدرجة أو غيرها من 275 ألف ولحد 370 ألف شخص من تبعية لعب ألقمار... وبسبب هكذا وضعية مُقلِقة، إقترحَ النواب البريطانيون فرض ضريبة إضافية على أنشطة القمار. وألأموال ألمستحصَلة، تُسخَر لتمويل ألمنظمات ألإجتماعية ألتي تساعد على علاج ألمدمنين على ألقمار. في إيطاليا، يَقطن حوالي 57,2 مليون إنسان، منهم 13 مليون( 22,72% من مجموع السكان)، ينفقون ألنقود بإنتظام على اللهو، 150 ألف منهم يُعتبَرون من المدمنين بمرض ألقمار. وكمعدل، كل عائلة إيطالية، تُنفِق على تلك ألأغراض في السنة( عند تحويلها إلى الدولار ألأمريكي) حوالي 700 دولار. تتواجد خمسة بألمئة من مجمل كازينوهات ألإتحاد ألأوربي في إيطاليا. في إسبانيا، يُنظَر إلى ألإدمان بلعب القمار كألإدمان على المخدرات. وتنتشر مكائن ألقمار بمعدل( 62 ماكنة لكل عشرة آلاف شخص). في فرنسا، يَقطُن حوالي 58 مليون إنسان، منهم حوالي 1 مليون شخص، بدرجة معينة أو بغيرها، ينغمسون بشغف لعب ألقمار. حوالي 20 مليون أمريكي، يلعبون القمار بصورة دائمة... وأكثر من خمسة ملايين شخص( 1,88% من مجمل سكان الولايات المتحدة) يُمكن أن يُحسبون من ضمن ألمدمنين على لعب ألقمار. كذلك، هنالك 15 مليون شخص، يشكلون مجموعة ألخطورة( 5,65% من مجمل السكان)، تلك هي بيانات أللجنة ألوطنية لدراسة تأثير لعب ألقمار. في جنوب شرق آسيا، ووفقاً لعدة دراسات في بعض مقاطعات ألصين، بورما، تايلاند، يذهب بمعدل ثلث دخل ألعائلة ألتي تمتهن ألزراعة لدفع ديون ألعاب ألقمار. في روسيا، وبحسب بيانات مؤسسة{ ألرأي العام}، فإنّ كل شخص واحد من خمسة أشخاص لاعبين، يلعب القمار بألنقود. ورداً على سؤال: « هل أنتً إنسان مقامر؟»، الجواب ألمباشر" نعم" يعطيه قليلون – 26% من الرجال و 12% من ألنساء. وهنالك 33% من العيّنات، يعترفون بأنهم في بعض ألحالات، يشعرون بألإثارة نحو ألقمار، بينما صرّحَ 43% من تلك العينات بأنهم لا يشعرون بألرغبة للعب ألقمار. وهنالك فقط 31% من ألذين يأسفون لوجود ظاهرة ألقمار. في إطار ألدراسة ألإجتماعية، يوجد 52% من العينات، يعتقدون بأنّ الناس في روسيا لا يحبون القمار. هنالك نسبة 56% من عصابات ألجريمة ألتي تمارس لعب ألقمار. في ألحالة ألعراقية، إنتشرَت ظاهرة لعب ألقمار لأسباب عديدة ومنها: أولاً – حالة الفلتان العام وإستشراء ألفساد. ثانياً – إنتشار عصابات ألجريمة ألمنظمة. ثالثاً – ضعف ألسلطة ألقضائية وعدم تطبيقها لمبدأ " من أين لك هذا". رابعاً – ضعف عمل ضريبة الدخل، فكلما إزدادت مداخيل ألكازينوهات المسجَلة قانونياً، يجب أن تكون ألضريبة تصاعدية لغرض ألحد من إنتشارها ... وإنّ مجمل ما يدخل من واردات ضريبة ألدخل إلى خزينة ألدولة لا يتعدى ألـ 1%. خامساً – تشابك ألمصالح ألمتبادلة بين مالكي صالات القمار وبعض ألمتنفذين في ألسلطة ... وأحد ألأسباب ألرئيسية للواقع ألمأساوي ألإقتصادي – ألإجتماعي هو تطبيق مبدأ " العلاج بألصدمة" ألذي أفرزَ الكثير من ألعِلل والمشاكل ألإقتصادية وألإجتماعية.
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألسياسة ألنفطية ... أصبحتْ أحد مؤشرات ألإنتماء الوطني
-
ديمومة السلطة مرهونة بألهيمنة على مفاصل ألإقتصاد ألوطني
-
ملف طباعة ألكُتب ألمدرسية خارج ألعراق ...وما يكتنفه من فساد!
-
محاولة إيران لجَر العراق إلى ألفخ ألإقتصادي
-
ألدولار ... ألمسيرة وألهيمنة
-
ألدولة ألعميقة ... تعني غياب دولة ألمؤسسات ألدستورية!
-
ألمجلس ألأعلى لمكافحة ألفساد ... أم مجلس لإدارة وتطوير ألفسا
...
-
ألإقتصاد ألمعرفي – كعامل لتطوير ألإبتكارات في القرن 21
-
هل ستصب ألإتفاقيات ألإقتصادية مع ألأردن في مصلحة ألإقتصاد أل
...
-
ألمناطق ألحرة .. خطرٌ يهدّد نهوض ألإقتصاد العراقي في الظروف
...
-
برهم صالح ... نرجسية فاضحة وفاقعة ...!
-
ألإندماج وألإبتلاع في ظروف ألعولمة
-
سباق ألتسلح .. ألإنفراج .. ألتنمية -2
-
سباق ألتسلح .. ألإنفراج .. ألتنمية - 1
-
عادل عبد ألمهدي ... بئسَ ألإختيار!
-
وزارة التخطيط بين المهم وألأهَم
-
السياسة الإجتماعية... المؤشرات الواصِفة للمستوى المعيشي للسك
...
-
ألعشوائيات ... كارثة ألعراق وأوكار عصابات ألجرائم... ألحلول
-
ألإقتصاد ألرقمي ... وحاجة إستعماله بنشاط ألإقتصاد ألعراقي
-
ثقافة ألفرهود ومسيرة تطورها
المزيد.....
-
بأقل من 6 ملايين دولار.. هل يطيح -ديب سيك- الصيني بسوق الذكا
...
-
برلمان مصر يقر 3 قوانين تقدم تسهيلات ضريبية لرجال الأعمال..
...
-
توقيف مسلح خطط لقتل وزيري الدفاع والخزانة الأميركيين
-
عاجل | وسائل إعلام أميركية: القبض على مسلح خطط لقتل وزيري ال
...
-
سوق العقارات في كردستان يتهاوى.. خسائر كبيرة وأسباب عديدة
-
تكنولوجيا روسية متقدمة.. بوتين يزور مركز إنتاج الطائرات المس
...
-
بوتين يتفقد مركز أبحاث وإنتاج الطائرات بدون طيار
-
النفط يتعافى من أدنى مستوى في أسابيع وسط تعطل إمدادات ليبيا
...
-
مدبولي: مصر سيكون لديها فائض في الميزان التجاري بحلول 2030
-
الذهب يصعد وسط ضبابية بشأن السياسات التجارية الأميركية
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|