أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قحطان اليابس - فعل الوعي -النمطية والمطابقة















المزيد.....

فعل الوعي -النمطية والمطابقة


قحطان اليابس

الحوار المتمدن-العدد: 6319 - 2019 / 8 / 13 - 02:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا مراء ان جامعة التعاريف لرمز الوعي الاصطلاحي غير مرتبط باشتغاله الموضوعي وقاصر في مرجعية الدلالة فيه بين الالية والكينونة عبر ماهية الصفة والاكتساب وعبر عمقه الطبيعي والثقافي في إشكالية التأثير الفاعل في تشكيل الواقع بتمثلاته الرمزية والافتراضية وبين كياناته في تصنيف السلطة والمجتمع والنظام ، القوة والمعرفة ، وبين هذا الدفق الهائل من المفاهيم النسبية في ابعادها ومستوياتها في تشكيل الوقائع وفي التماهي مع المتضادات التي لا انفكاك بينها ، وديناميكية انتاج الجدليات المفتعلة والتوهمات في الانشغال الفكري الاجتماعي عن تساؤلات تفرض هيمنتها الموضوعية على الاحداث والوقائع ، كيف يمكن لفعل الوعي الاجتماعي ان يتخطى ويخرق الجسد ويتحرر من النمطية التقليدية والمطابقة الافتراضية والتنظير الأيديولوجي واللاهوتي والسياسي ؟ كيف يمكن المطابقة على تشكيل فاعلية الوعي بهيئته الفردية والموضوعية باتساق متوازن ليكون محركا فاعلا في الارتباط الوثيق بالواقع وان ينبثق ويتبلور كسلوك وممارسات وقواعد فكرية إنتاجية داخل هيكلية القطاعات والروابط والعلاقات الاجتماعية ، وكيف يمكن حجب التخرصات والتداعيات والاصطناع الهائل الذي يخترق الوعي الاجتماعي في الأصل وبالتالي ينعدم شرط امكان الواقعة الاجتماعية بحد ذاتها ، في كل هذه العوالم والذوات وما يتشكل من الافتراضات والتسارع التقني في النظام العالمي . كيف يمكن تحليل وتفكيك وتحويل كل سفر المعرفة عبر التاريخ والحدث والخيال من الاشتغال على محدودية التأسيس لطريقة التفكير والرؤى ؟؟؟ ، قد يكون الخوض في فعل الوعي جدلية واهمة في اصل استدلالها وجذور معناها والغاز كائنيتها ، وتشابكها واشتباكها في توهم الذات ومنظومة الاجتماع ووسائل الإنتاج والأدوات المعرفية وتغايرها وتطورها عبر منظور السياسة والاقتصاد والدين والمعرفة ، هذا الفضاء اللانهائي من الامتدادات والانبعاثات التي يكون فيها فعل الوعي هامشا نمطيا تابعا لما حدث ويحدث .
فليس بمقدور فعل الوعي على الانسان ان يفكر بأبعد مما هو متاح من وسائل التأثير على العالم المحيط به وليس بإمكانه ان يعي ما يمكن ان يخالف كل ما يحيط به ، ولذا فانه ومنذ تمثل فعل الوعي في المعرفة البشرية فأن كل القوى والأسباب التي نظمت العالم الإنساني واللاإنساني كانت تتمثل تلقائيا حسب الأنماط والاطوار وصراع القوة والمعنى وتمثلات الواقع والخيال وأثر حاجة الفرد والمجتمع ، ولكن لم يتفوق الوعي على ان يتمكن من اختراق الحدود النمطية في التعاملات والإشكاليات العقلية في مديات حدودها المرحلية ، لم يخرج فعل الوعي في الاستباق بتأسيس المفاهيم والقيم من مجرد وضع الية التفكير بذاتها مقابل الواقعة الاجتماعية في تشكليها واصطناعها وتقبلها ورفضها ، وبالتالي فان فعل الوعي بحد ذاته هو مجرد نمط متوهم بانه قادر على التأثير في اصل الحدث او التحولات او الثورات في البدايات القديمة ، وهو عاجز تماما عن فصل إشكاليات المعنى واللامعنى في بعدها الطبيعي والإنساني , في الواقع الموضوعي والافتراضي وفي عمق الصراعات التي تنتج الحدث والواقعة والتصور ، وحيث ما وجد فعل الوعي فهو نمطي تقليدي يتبع الحدث ولا يخلق إمكانات جديدة كليا في فرضه لمفاهيم او تصورات تفوق ما يتبعه ، وكل انتاج الوعي هي تنظيرات تدور حول نفسها بدون انجاز ميداني حقيقي في تأسيس لاجتماع ومعرفة وسلطة ونظام ، بل ان فعل الوعي انتج تداعيات كارثية في التاريخ البشري بسبب استغلال السلطة لنمطية الوعي الاجتماعي في التحولات التي سرعان ما أخذت تشكل سلطات منفصلة عن اصلها وباتت تدير النظام حسب منظومة السلطة وليس حسب تطوير وابداع الفعل التوعوي الاجتماعي وترابطه في مفهوم تنظيم الدولة ،، فعصر التنوير انتج دول استعمارية ،، والاشتراكية أسست دكتاتوريات ، والديمقراطية انتجت خرق للتماسك الاجتماعي بفعل استغلال المفاهيم واستثمارها من قبل القوى التقليدية والاصولية ، وكل هذا يجري بمحصلة عدمية فعل الوعي فعلا في أي انقلاب جوهري في العلاقات والمفاهيم والقيمة والنمط والطور ، ويبقى الوعي في قصوره الذاتي من حتى تصور ماذا يحدث ولماذا يحدث ، وانشغال دعاته في اللغط والسفسطة بتشكيل الوعي الذاتي بمنطلقات تقارب الهراء والانحلال والاضمحلال عن المطابقة في حدها الأدنى ، وبارتدادات قد تكون كارثية في تشكيل النظام الاجتماعي وانفصال كيانه عن نظام المعرفة والسلطة .
وفي المطابقة فان فعل الوعي في حيز اشتغاله لا يمتلك الإرادة المستقلة عن البناء الاجتماعي في ثنائية التحدي والتجاوب بين الكائن والمتصور في نسق الفرد والمجتمع ووسائل المناقلة والتأثير والتحول والتغاير ، فلم يستبق الوعي البناء الأيديولوجي لسمات وشخصية وقواعد واصول التكييف والتماهي الاجتماعي مع الحدث والواقعة ، لانهما الأسبق في التوظيف والتأسيس للواقع المتصور والمصطنع والمفترض في الإنتاج ، بل ان الحدث هو من يفرض هيمنته المطلقة على كل إشكاليات المعنى واللامعنى في الواقع بما يمتلكه الحدث من وسائل الاعلام والتسويق الذي يتم توجيهه في الغالب لخدمة اجندات معينة تحت اشتغال منهجي قائم على فرض الفكرة و الأدلجة على الاجتماع بشكل مخزون هائل من التمثلات والبداهات والخيالات ومن ثم تصبح واقع يتشكل في الفكر والسلوك كعنصر أبستمولوجيا يترسخ ويتأصل في النظام ، فليس هناك عرض موضوعي مطلق للحدث في بنيته واصل دلالته وقوته واستثمار السلطة في الاشتغال عليه لصالحها ، وعبر كل ما انتجه التاريخ من تقنية معرفية وسلطة ، يترسخ البناء التراتبي ثم يبدأ بالدفق والانبثاث في اشكال وهيئات وصور ورموز مغايرة ومختلفة في خلق الوقائع نمطا بعد الاخر وطورا بعد الاخر في اكبر توهم وتصور وخيال ذهني بجدلية فعل الوعي في تشكيل حدث عابر يخرج من اقطاب البنى الأيديولوجية لمنظومة الاجتماع ، وكل الجدل حول فعل واعي من عقل وإرادة حرة ومبدعة للإنسان قادرة على تحريك التاريخ في ابعاد غير خاضعة لبنى غابرة في المخزون البنيوي الاستراتيجي لتأسيس نظام في بعد آخر مطلق سيكون جدل غير ذي جدوى ، فالتاريخ يثبت مرارا وتكرارا ان الاشتغال الذهني لا ينتج مطابقة حتمية مع فعل الوعي في نسبية الواقع ، بل ان الوعي في حد ذاته هو الية متابعة وتابعة وعاجزة تماما عن منح ذاتها أي معنى عدا الخوض في ما يحدث ، بلا أي تشكيل او استباق للأسباب والنتائج في الشكل والمحتوى في مختلف النسقيات الفكرية والفلسفية والأيديولوجية والثقافية والطبيعية وفقا للمدى المحدود جدا الذي يشتغل على الإحاطة به .
لا يملك فعل الوعي القدرة على تجاوز شروط امكان الواقع حتى من خلال التعامل معها إدراكا ونقدا ، فالوعي بحد ذاته ليس معطى مباشر ، والادراك هو معرفة وتصور وتخيل سابق على حضورنا ، ونحن نبدأ في فعل الوعي من خلال سفر من المفاهيم والشروط الأولية التي سبقت الحدث والحضور ، فقد كان انتاج الخيال الذهني للجنس البشري معقد جدا ومتفوق على ما هو طبيعي ، وباتت هذه الخيالات واقع متراكم ومتراكب من البداهات والمسلمات صعبة التفكيك والتحليل الى أصول الدلالة في البدايات وسفرها عبر التاريخ الإنساني ، ولذلك افترض العقل البشري مضمون الوعي كآلية تفكير لمحاولة فك الاشتباك الهائل من المعرفة السابقة وتأثيرها على الإمكانات الواقعة ، فليس هناك من يستطيع البرهنة على ماهية الوعي خلال سفر كل هذه الاستباقات ، فكما انه لا يوجد معطى قاطع على الوجود المادي ، ( وبذلك نقوم بالافتراض والاصطناع للتماهي مع الطبيعي ) ، فكذلك نقوم بافتراض فعل الوعي للتماهي مع إشكالات الواقع بروابطه واواصره الممتدة بين تمثلات السلطة والمعرفة ، وبين الحدث والواقعة ، ولذلك نبقى في دوامة أستدراك بين ما هو داخل وما بين هو خارج ، بين الفرد والموضوع ولذلك فان كل ما نملكه من أدوات هو النقد وإعادة التفكير والفهم في المديات التي تتشكل بالواقع ، وان نسعى لتوسيع المعرفة النسبية في الفضاء المتداول من اجل التعامل مع معطياته ضمن قواعد فكرية تشتغل على الإمكانات الموضوعية ،، وبهذا يكون التعويل الاستباقي على فعل الوعي في التغيير بما هي الشروط الحالمة ،، توهما متعالي الطور والامكان ، بل مجرد ارتهان ومعالجة الهراء بالهراء .



#قحطان_اليابس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ في أصل الدلالة والتوهم
- الإنسان والذات – المعنى و اللامعنى
- البصرة .. مو للبيع !!
- الوصايةُ على العراق .. حكمُ الأرباب والجماعات
- الحاكميةُ في العراق .. أزمة إنتخابات أم مكوّنات ؟
- أرضُ السواد .. وَهمُ الدولة !!
- بعد 100 عام .. لابد للإرث أن ينكسر
- صخب -الأسلمة والعروبة- .. رهانٌ خاسر
- الإزدواجية التشريعية ... المنظومة الفقهية والقانونية
- خطاب المنابر .. نصٌّ ثابت من فكر غابر
- فقه الحاكمية .. أزمة السلطة في الفكر الاسلامي
- في أتون المرجعيات العقائدية
- عقيدة التوحش .. شريعة من الاثر
- قِبْلة الإسلام السياسي في البوصلة العربية !
- المؤمنون الجدد .. عباءة شرعية تحت خباء سياسية
- المشروع الإسلامي .. قرون من التيه الفكري
- صحابة الإسلام السياسي


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قحطان اليابس - فعل الوعي -النمطية والمطابقة