|
الازمات المتصاعدة لزعزعة امن الخليج الفارسي
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 6317 - 2019 / 8 / 11 - 00:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الازمات المتصاعدة لزعزعة امن الخليج الفارسي لابدّ وان يرى المتابعون على شدة ردود الأفعال ازاء خبر المشاركة الإسرائيلية مع قوة التحالف المتشكلّة حديثاً في الخليج الفارسي ضمن القطع البحرية – الحربية لواشنطن لخطورة الموقف والخوف من الانفلات لان مشاركة إسرائيل في تحالف ترعاه الولايات المتحدة في مياه الخليج الفارسي الامنة هو تهديد صريح لأمن المنطقة بلاشك وناهيك عن الاصرارالايراني المستمرفي قبول التحدي الند بالند بالامكانات المتوفرة لديها والاكتفاء الذاتي في الحقول المختلفة الذي تسببت لـ"اسرائيل" الخوف على مدى أربعة عقود من الزمن، ذلك الرعب والصداع الذي مازال مستمرًا ومتواصلًا بمنحى تصاعدي واضح للوجود وتقدم التصنيع العسكري الايراني في كل الامور الحربية وخاصة الصواريخ ذات المديات القصيرة والبعيدة والطائرات المسيرة والاعتماد على جهود علمائها، و ان قوى المقاومة في المنطقة سوف تتعامل بقوة مع أي وجود إسرائيلي في مياه الدولية ضمن سياساتها الرادعة والدفاعية ، لمنعها من التمختر في المياه الاقليمية ولوحظَ بالمقابل كذلك حجم ردود الأفعال الإستباقية تلك مع الأخذ بنظر الأعتبار أنّ قدوم سفنٍ بحرية اسرائيلية سوف لا يكون لها ايّ دورٍ عسكريٍّ في النزاع القائم والوضع الراهن سوى التأثير السيكولوجي ، وربما ضمن الحرب النفسية المرتبطة بالإعلام للكيان الاسرائيلي كلياً ”والتي تعودت علية في الكثير من الازمات في المنطقة و بعكس ما ينادي به ترامب "بان إسرائيل حامِيةً لدول الخليج رسميًّا بضمّها إلى التحالف البحريّ لحماية المِلاحة في مضيق هرمز "وهي اضعف من ان تعمل شيئ لو ارادت لوحدها فلا يبقى لها وجود وهي اول الخاسرين ولهذا تعكسزت بجلباب واشنطن المتهرء وربيباتها من دول التطبيع التي اعطتها الحق في وجودها على حساب الشعب الفسطيني المظلوم و تصريح وزير خارجية البحرين خالد بن احمد الخليفة و فيما يتعلق بالمحاولات الأميركية لتشكيل تحالف عسكري أو عقد اجتماع حول الملاحة بذريعة تأمين الملاحة البحرية في الخليج الفارسي واضافة وزير خارجية البحرين ان استضافة البحرين للاجتماع الامني " لتأكيدا للدور الفاعل الذي لطالما قامت به مملكة البحرين، وتحرص على استمراره وتعزيزه بالعمل المشترك والتعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والحلفاء والشركاء الدوليين، لتأمين ممرات التجارة والطاقة، وحرية الملاحة الدولية، وتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية من العالم" ومن جوبهت بردود افعال قوية بطرق مختلفة من اكثر دول العالم والاوروبية الرافض لذلك الوجود لانها تخلق التوترات والازمات التي لا تتحملها المنطقة وفيه خسارة اقتصادية وسياسية للجميع اذا حدث خطأ او تهور دون حسبان العواقب المدمرة وخاصة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصفها إحدى دول منطقة الخليج القوية ترى في نفسها الحق من مواجهة هذا التهديد والدفاع عن نفسها وعن مصالحها ، وترى أن مسؤولية هذا الإجراء الخطير على عاتق أمريكا والكيان الصهيوني اللاشرعي وهي لديها 1500 ميل شاطئية في هذه المنطقة وحسب مسؤوليتها التاريخية،و لن يساعد في تعزيز الأمن بهذه المنطقة بل ستوفر الأرضية لللتوتر والأزمة في منطقة الخليج الفارسي الحساسة أكثر من قبل ،وتعتبر الخليج استمرارا لأراضيها وامن المنطقة يعني امنها وترى نفسها ملتزمة بتأمينها وضمان أمن حركة السفن فيها".بعكس ما ينادي به ترامب ". ان هذه التصرفات الغير منضبطة والمثيرة الامريكية ومعها الاسرائيلية ليست جديدة، بيد أن لها هذه المرة دور مختلف إذ تأتي في سياق تدشين أميركا وإسرائيل "عملية حرب على مستوى إقليميٍّ تتحقق فيها لإسرائيل أقصى المنافع حتى لو تكبدت فيها سائر دول المنطقة أقسى الخسائر.وهذا الخطاب لم ينفك عن النفخ في بوق الحرب طيلة عقود، وظلَّ يرمي إلى إبقاء العالم في حالة تهيئة وفزع وتوثب دائم، مجتذبًا الدعم على كل الاصعدة ومستنفرًا التلاحم والتماسك والتعاون التي تسود المنطقة . وفي قلب ذلك الخطاب المتكرر القائلة إن إيران تريد مسح إسرائيل من الخريطة ومن هذا النوع من الكذب ما قال وحذرمنها ولم يكن مفاجئًا ولا مستغربًا في تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من تعرض إسرائيل "الضعيفة القلقة والخائفة والمرتبكة، رغم ترسانة أسلحتها الضخمة، والقوى الدولية والاقليمية التي تقف وراءها، وهذه الصورة ارتسمت وتشكلت، عبر سلسلة هزائم وانكسارات منيت بها" لهجوم من إيران بشكل مباشر أو عبر وكلائها في حال حصلت مواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة مع تسارع الأمور في الخليج الفارسي. دفعها وحسب ما أعلن وزير الخارجية العدو الاسرائيلي "يسرائيل كاتس" قبل أيام قلائل أن "تل ابيب" ستشارك في القوة البحرية التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى تشكيلها بهدف تأمين حركة الملاحة في منطقة الخليج، وسط تصاعد التوتر ".وهذا بفعل الاستعراض المتواصل للقوة التي لم تتوقف و حالة النمو المتصاعد في إيران دون توقف وعن ممارساتها التي بلغت حداً تؤشرالى قرب انهاء الوجود والنفوذ الأميركي بالمنطقة؛ بدءاً بالبحار واستطراداً إلى الدول الحليفة والمنبطحة لأميركا "، ومن حقها الطبيعي وهي تواجه خصماً يحاول النيل منهم ويحاول السيطرة على خيرات دولها ويعزز قوته في محيطهم للدفاع عن المكاسب التي حققتها ، وعلى واشنطن أن تتقدم بالتماس وبخضوع للقيادة الإيرانية بالتواصل والحواربعد العودة للاتفاق النووي 1+5 الموقع من قبل ( الدول الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - بالإضافة إلى ألمانيا ) المنعقد معها باشراف الاتحاد الاوروبي في 14 يوليوعام 2015 وانسحب ترامب من الاتفاق بشكل أحادي الجانب وأعلن عن حزمة عقوبات بحق طهران بحجة عدم التزامها بكامل بنوده والتي تطالب رفع تلك العقوبات الغير مبررة المفروضة عليها ورغم التزام جميع الاطراف الموقعة ببنوده و ترى نفسها على حق في كل ما تفعل وغير ملزمة للبقاء في الاتفاق اذا لم يطبق بنوده و تقول " افعلوا ما تشاءون في بلادكم وقراراتكم، ولكن يؤذينا كثيراً أن تكون المنطقة غطاءً لتمرير اهدافكم و لما لا شأن لكم بها" عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدولة لا تبنى بمشروع الكتل والمكونات المضطربة
-
دراسة عن الشعبوية بين التشويه والحقيقة
-
ابي ذلك الفيلي العصامي
-
خطوات بناء منظومة التربية وا لتعليم في العراق
-
ثورة 14 تموزعام 1958 فاصلة تاريخية
-
بين اللغط الامريكي والحكمة السياسية
-
الوطن هو الشرف، هو البيت، وهو الحياة
-
الارث الاعلامي وازمة القيم عند البعض
-
** نزيف الفراق**
-
قمة العشرين...الصين وامريكا والعودة الى الهدوء
-
التعايش والتعامل والمشتركات
-
الرؤية الغائبة في استراتيجية مكافحة الفساد
-
خفض التوترات داخل مجلس النواب
-
دعوات وتصريحات جوفاء للحوار
-
الصبرالمتعالي للفيليين رغم الجراح
-
العطلة المدرسية: بين نشاط الطلاب ومسؤولية الاهل
-
قيمة المرء ما قد كان يحسنه *
-
صفقة القرن لا طريق لها إلأ الفشل
-
الاستثمار ودوره الريادي في بناء العراق
-
الاستقالة حالة غائبة في الفشل عند سياسيينا
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|