|
#أحاديث #الصباح #والمساء 1- متوهم النفس
عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 6314 - 2019 / 8 / 8 - 14:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنك لن تذر ريحك يزرو سوى بأن تصبح وتمسى ترجو أنت كنت لا شئ حتى صرت نفس مثقلة أثقلها هم الوجود وصارت وحشا بالأثقال وحيدة مكبلة بالأغلال أنت لست سوى وهم يظن نفسه أنه نفس واعية . إن الإستدراك المتعالى بالزهو الشعور المتاخم بالفخار والكبرياء فى وهم ذاتك ما هو إلا وهم ملاء الفراغ . انظر عندما يملأ الوهم الفراغ هل ياترى يظل فراغا كما هم ؟ أم يملؤه الوهم بنفس الذات الواهم المتوهم فيصير أيضا فراغ كما كان ؟! أشطان لبان كأسهم متجاورة البنان او كأعواد ثقاب متراصة يمنعها عن استكمال الإشتعال بالنفاذ عود فيها اعلى او أدنى الصف رك ما انفك وترك وشرد عودك حتى كنت هنا الفساء الذى يكون ريحا يملأ بطن صاحبه وبخروجه تهدأ البطن وتسكن وهكذا روحك من نفسك فروحك مد شاهق من العلو ونفس هى نفس ذات الظراط ملاء فارغ وفارغ يملأ جنبات الروح فيخنقها ويزعجها وعند الخروج الخروج المتوهم من الوهم المتعالى بالزهو والإنتفاخ والخيلاء يرتد إليك بصرك ويكشف عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد لترى بجلاء ما يقبع خلف متوهم النفس ذلك الكلى الفسيح من ذلك المتوهم الكسيح روحا من نفس وكيف أن مدك شعاع شاهق ينبلج من الأفق للأفق وأن نفسك ما هى إلا جبل متطاول يحاول ان يسد بظله ما بين الأفقين ليمنع إنتشار تلك الأشعة فى تدفق مدك بين أفقين فيخيل إليك أن الجبل متعاظم يسد ما بين الأفقين. أما الحقيقة عندما تجلو من علو شاهق لترى نفسها بعين نفسها غيرها وهى كسيحة ترى نفسها على امتداد من الدنو وهنا نفصل بحيث لا تصبح الأشياء هى ذاتها ولن يصبح للتناظر اى معنى فما فوق ليس كما تحت وما قبل الرماد حطب وما بعد الرماد ذر رماد تغشاه يحصو العيون فيعميها عن الحقائق . فكما أن الروح غيرها النفس غيره الجسد إلا أن الثلاثة لا تكتمل إلا فى صورة واحدة شكلها الوعى الأول فجمعت الأضداد والمتناقضات كلها فى صورة هذا الإنسان المتوهم العظيم ليرى أشتاتا مجزءة فيحسب نفسه الجرم العظيم " وتحسب نفسك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر " فكما الذرة كما المجرة وكما فوق كما تحت ونظل نردد فى صرع تلك الأكاذيب المجهولة حول ذلك التناظر المزعوم بين النفس والروح إلا أن الجسد قد خرج مبكرا من هذا الرهان خاسرا خاسئا وهو حسير . فكم احتقرنا هذا الذى يكون مادتنا بل أكم احتقرنا المادة ذاتها مع أنها هى الحقيقة وهى محلا لكلا الروح والنفس هذا إذا كان الآخران حقيقة أصلا فما هما سوى مجرد أشباح أوهام من اختراعنا فالروح والنفس والعلة القائمة بينهما بالوعى ما هى إلا صور وتجلى من تجليات هذا الجسد الأعظم والذى بحق قد انطوى فيه العالم الأكبر والأصغر . إن نفسك المتضخمة ذاتا ما هى إلا انتفاخ وروحك ذلك المد العظيم شاهق العلو ما هو إلا فراغ يداخله انتفاخ نفس متوهمة ليملأ حشاشته وليلبس عليه عظمته أما الحقيقة الباقية هى ان كل هذا الفساء مستوعبات داخل جسد متمثل فى شئ مادى تافه مستحقر نستحقره جميعا وندعى فضيلة كاذبة خطيئة كذب مدعاة نحاول من خلالها أن نستر حقيقة الجسد بثوب الأخلاق والفضيلة . إن اكبر كذب اخترعناه أثواب الفضيلة تلك وما الفضيلة سوى خرق ندارى بها عورات حقيقة الوجود البشعة ولأن الطبيعة غير أخلاقية وغير إنسانية فاخترعنا نحن أنفسنا من فراغنا الكاذب تلك الأخلاقيات والفضائل المدعاة والتى نضرب بها عرض الحائط ونرجع لطبيعتنا الوحشية . تلك الطبيعة التى تعرفها الطبيعة عندما نخلع عنا قناعنا الزائف لتظهر من خلفها أقنعة أخرى أقنعة الثعالب والذئاب . إن الوعى سواءا كان وعيا أولا أو وعيا مشتقا من الوعى الاول ما هو إلا بواعث خافتة من ماض سحيق متآصل فينا حين حاول العالم استكشاف نفسه بنفسه لينبثق وجودا بالقوة وبالفعل لأنه قد توجدك القوة ولكن لا تنفعل فيك فتصبح مجرد معدوم متوقف على سببية للظهور من هنا كان انبعاث الوعى الأول ضرورة وما انبثق منه من وعى تالى صيرورة . نحن لا ندرك ما نواقعه من العالم فحسب بل أيضا ما يريده العالم منا أن نواقعه فكما كانت محاولاتنا الطفولية الساذجة المليئة بالبراءة والشغف هى الكشف والمواقعة عن الموجودات واطرها كانت الموجودات والأطر ذاتها تعبث وتتلاعب بنا فى محاولة منها هى الأخرى لكشف اللغز فنحن نرى ونرى ونسمع ونسمع ونهمس ونهمس وكل فى فعل ورد فعل وتأرجح بين ذهاب وإياب ولا توقف إلا لمن ظن أنه نفس متوهم وأراد أن يتوهم بانتفاخ عظمته الذاتية بانه لا بد من توقف . لذا وجب علينا أن نقول أنه من تدولب تدولب ومن تبندل تبندل ومن ترقص ترقص وليس هنا من مناص ولا وقف ببعث قناها الكلية فى خلفة الوجود والعدم الكل يدور بلا قدور والأقدار ذاتها لو سألتها ما علمت أقدارها ولا مرسى قرارها والكل فى تلك الحبور يدور ولا يكسر الدائرة اسد هصور ولا حتى قيصر الروم وليست هى بالدائرة المقفلة فتفتح ولا بالسلسلة المغلقة فتكسر ولا هى كما ندعى تناظرا فتسكره الفوضى والعشوائية فتبدله ولا أمرا مقلوبا رأسا على عقب فنقلبه ليصير رأسه عقبا وعقبه رأسا بل الكل فى تناظر مكسور مكبل بالحديد والقيود وليس هناك من نظم ولا منظوم والكل فى تلك الفوضى يسبح يدور . أنت مذ صرت وجودا صرت جمودا ومذ صرت عدوما صرت كمونا وجودا يتجهز للفناء وفناءا يتجهز للنهوض ليبعث وجود . أيها النفس المتوهم التى تشقى بها الروح العظيم أيها الروح العظيم الذى تنظر متعاليا بغطرسة المتعالى من علو لا تتأنف من ذلك الجسد لأنه فى الحقيقة حقيقتك انت أيها الجسد الشقى لا تلقى نفسك فى الأوحال تبغى نهل أوزار المجون فالمجون جنون أما الجنون الحقيقى ان ترتمى فى احضان الفضيلة والأخلاق معتبره مخلصا من الآثام والأوزار تكفيرا فإن فضائلك وأخلاقك لم تكن إلا أعظم خطاياك وأكبر أوزارك ومستلهم مستنقع أوحالك . أيها الوعى قف مكانك أيها الفسل الزنيم أيا كنت راصدا أعظم أوعيا أول او وعيا مشتقا فأنت حيث ترى انت وأنت ترى أنت بلا أنت فلست أنت سوى بأنا وأنا لست أنت المقال القادم فى #أحاديث #الصباح#والمساء (2- متوهم الحق )
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأطر الفلسفية الكبرى (4) قياس التغاير
-
الأطر الفلسفية الكبرى (3) الإطار
-
الأطر الفلسفية الكبرى (2) مشكلة الرصد
-
الأطر الفلسفية الكبرى (1) تساؤلات موضوعية
-
السقوط فى هاوية الأفق الظاهرى لثقب أسود
-
لاحقيقة !!
-
لن أصير مثلهم !!
-
حينها كان النور فى قلبى
-
تبا لكم أبناء إبراهيم !! جاهلية الإتباع (3)
-
تبا لكم أبناء إبراهيم !! الله ليس طاغوتا (2)
-
الكفر بالثورات
-
تبا لكم أبناء إبراهيم !! أصل التوحيد بين الهوية والهوى (1)
-
حوار مع قاعدى وهابى متسلف اخوانى
-
كومبارس فى مسرحية إرادة الذوات تحت مسمى الإرادة الإلاهيه
-
زمن البهلول
-
من يأخذ ثأر الحسين ؟؟؟؟!!!!!!!
-
العقل المبدع 1
-
مقولات بين الحياة والموت
-
هاى مرسيتلر هاى مرشدلر !!!!!
-
متى نهدم الأصنام ؟
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|