أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً














المزيد.....


الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبر المسـيرة الطويلة والمعقدة للإنسان , اسـتطاع أن يوجد كل مقومات سبل العيش , وذلك وهو يصارع كل عوامل الطبيعة من أجل الاسـتمرار في البقاء , واستطاع أن يحقق إنجازاته المذهلة , التي ابتدأت بتحويل الحجارة إلى مشارط وفؤوس , وصولا ً بأعظم المنجزات التي حققها العلم في هذا العالم الحديث , والمتطور الذي لو وُجدت , أبسط مخترعات العلوم الآن والتي نعتبرها من بدهيات الحياة في الزمن السحيق , لخرّ لها الإنسان البدائي أو في العصور الماضية المختلفة ساجداً , ولقــَدّسها وجعلها له ربا ً , علما ً أنها موجودة, كل مقومات هذه المادة في ذاك الزمان الذي فيه الإنسان البسيط , ولكن يبدو أن الحتمية التاريخية , ستأخذ دورها , ليبدأ الإنسان التدريجي , وعبر معاناته الهائلة بالتعرّف إلى المفاهيم التي خضع لها عقله , عبر تطور تدريجي ومعقد إلى الوصول إلى ما وصل إليه الآن من المعرفة , والتي حصيلتها آلاف السنين , وكان الخاسر الأكبرفيها هو ذاته , وذلك من خلال الصراعات التي كان يعيش, إنْ كان مع جنسه البشري , في الصراعات الدامية والتي لا تزال قائمة , أو مع الطبيعة بمحتوياتها وأهوالها , ويبقى السؤال هو : هل الإنسان الحديث المُحمّل بأرقى أشكال المعرفة التي أنتجت له كل هذا الكم الهائل من وسائل الحضارة , التي بدورها أعطته كل هذه الرفاهية , وسخرت له كل ما في خارج الأرض وباطنها , وجعلته يركب السحاب , ويرى زميله الآخر الذي يبعد عنه آلاف الكيلو مترات , ويتحدث معه وكأنه إلى جانبه , أقول هل هذا الإنسان , الذي كان بالأمس القريب متوحشا ً في الغابات , وأضحى الآن مالكاً ومسيطراً على كل شيء , لازال يقاتل أخيه الإنسان وُيبيده من أجل الطعام , والتنافس على النفوذ , والماء والمال والسلطان والجاه , وبالتالي التحكم بالآخر , ومن ثم كسر رقبته وجعله يخضع لقوانينه , وبالتالي عاد مرة أخرى إلى مستوى إنسان الغابة , هل لم يستفد البشر من كل قيم الديانات السماوية التي أرادت منه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , والتي حاولت ابعاده عن الصفة الحيوانية المقيتة التي كان عليها في غابر السنين ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) قرآن كريم – ثم أين كل التراكم المعرفي , الذي أنتجه عقل هذا الإنسان الجبار العظيم المخترع الذي أفنى نفسه , جوعاناً برداناً , من أجل أن ينتج المعرفة للبشر , ويحول لهم الليل إلى نهار , هذا الإنسان العاِلم الذي لم يكن سياسياً ولم يسعى لاستعباد الناس , بل كل الذي كان يريد هو تخفيف آلامهم ومن ثم تحريرهم من العبودية والجهل , وأن يرسل بهم إلى عالم النور , لماذا حول البشر الأديان بكل ما فيها من خير يخدم الإنسان , إلى مجاميع متعصبة متخلفة تريد العودة إلى زمن القطيع و محاولة قطع كل ما هو خير بين البشر , ثم هل يعود البشر رغم التقدم الهائل , إلى اصولهم قرودا ً ووحوشاً ضارية تتناهش بعضها بعضاً , ألم تزكم أنوف البشر ملايين الملايين من روائحة جثث إخوانهم الذين قتلوهم عبر الزمن الطويل , ثم ألا يعرفون أن الوحوش التي يُعَيّرون بها , لا تأخذ أكثر من حاجتها من الطبيعة , وإذ اكتفت تتسالم مع بعضها البعض , وتنام بهدوء بجانب بعضها البعض , إلا أن تصوي أمعاءها, فتكتفي من الطعام بحاجتها ومن كل هذا تستطيع الوصول إلى أن المساواة بين البشر , وتحقيق العدالة الاجتماعية , والنظر إلى الآخر , الذي يشبهنا في البصر والبصيرة , بشكل إنساني , ملزمين أنفسنا بالمعروف , وكل القيم التي أنتجتها الأديان السماوية قاطبة ومتمثلين حياة الرسل والأنبياء , وكل دعاة القيم النبيلة التي ورثناها عبر تاريخنا الطويل , هذا التاريخ الذي فيه منائر , مملؤة بالحب والعدل والقيم التي تليق بكائن يتربع على عرش الحضارة , ويستحق أن يكون رباناً لقيادة هذا الجنس البشري العظيم إلى مستواه الذي يليق به , مبعده عن إنسان الغابة , وطغاة عصر الظلمات , هذا الإنسان الذي يستطيع أن يخلص البشرية من الأطماع والجشع , واستغلال سلطان المال أو الدين للمصالح التي لا تجلب إلا الكوارث على الإنسانية جمعاء , لتعود العصافير تبني أعشاشها في أحضان البشر , والأمهاتُ يهدهدن أطفالهن بأغاني السلام 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت في العراق فاختر طريقة موتك
- الخميني – أحمدي نجاد – إسرائيل
- الحنظل الغريب
- الممثل عادل إمام – ومقاومة الإرهاب
- الأ ُفسديان
- الطاغية عبر التاريخ , من هو ؟
- مجَرد أسئلة
- يا أعداء الحياة أوقفوا جنون الكره
- المطرودون من الجنة
- الماركسية والفن
- لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت
- ويسألني الليل عن نباح دمي
- المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا
- الدائرة
- الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث
- الشعر والحداثة
- خيانة الحزب الشيوعي السوري للطبقة العاملة
- لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن
- هنيئا لك إسرائيل


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً