أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - برهان القاسمي - المثقف الثوري في الحياة














المزيد.....


المثقف الثوري في الحياة


برهان القاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 18:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المثقف الثوري في الحياة
" لم يعد دورا من الادوار...انها الحياة .وفي الحياة لا وجود للمتفرحين .يرتفع الستار." يوليوس فوتشيك ( تحت اعواد المشنقة)ة
أن يقدم اليسار والثورة التونسية اليوم مثقفا ثوريا للانتخابات الرئاسية،هذا في حد ذاته مساحة افتكها اليسار التونسي،وثغرة في جدار الرجعية والتخلف من اجل الحرية والكرامة الوطنية .
كتب الرفيق حمة الهمامي نصا صدر به اخر مؤلفاته "المفرد والجمع في الحرية والمساواة" ويحمل عنوان " في العلاقة بين الفكر والسياسة " بين فيه نوعية هذه العلاقة وابعادها ،وشروطها ،وماهية المثقف الثوري ودوره، وكذلك عواقبها ومصير أصحابها في المجتمعات المتخلفة ،وخاصة في المجتمعات العربية الاسلامية ومنها تونس على اعتبارها تطرح أمام المثقف والسياسي على السواء قضايا واشكالات مرتبطة بالشائع الديني والأخلاقي في المجتمع وهي ( محرجة وتمس من "عقائد الناس" )، وتستغلها القوى الرجعية ، وقد تؤدي إلى "خسارة اصوات الناخبين " اذا ما قرر الترشح للانتخابات هذا العام .فكان جوابه " ان هدفي ،...من النضال السياسي ليس البحث عن موقع أو منصب بل العمل على تغيير المجتمع نحو الأفضل ...حتى لو ادى ..ذلك إلى " التصادم " ،وهذا جوهر مفهوم المثقف الثوري الذي يحتاجه المجتمع من اجل تحرره وتطوره وتقدمه ،فلا المواقع والمناصب ولا الشعبية الزائفة،ولا خسارة اصوات الناخبين ولا الانتصارات المؤقتة والزائفة ولا الترشح في حد ذاته عدى كونه وسيلة لخلق شروط التغيير.فالسياسي اذا لم يكن مفكرا وحاملا لمشروع مجتمعي متكامل هو بالضرورة سياسي فاشل ، حيث لا سياسة ثورية دون مرجعية فكرية ونظرية تشكل بوصلته في الكشف عن قوانين تطور المجتمع والكشف عن التركيبة الاجتماعية والقوى المتصارعة فيه واتجاه سير خط التطور و تحديد مواقفه الانية والاستراتيجية وتقديم اليات ووسائل تغييره .هذا الجمع بين السياسة الثورية والفكر /المبدا ،لم يعرفها تاريخنا التونسي والعربي عموما إلا مع الثورة التونسية لدى حمة الهمامي .
عرف حمة الهمامي كاحد ابرز المعارضين السياسيين لنظام بورقيبة وبن علي والترويكا ،وكان من الرعيل الماركسي الأول ،منذ ستينات القرن الماضي الى اليوم كرس كامل حياته للنضال السياسي، عرف الايقافات والمحاكمات والسجون والتعذيب والملاحقات واجبر على السرية ولم يهادن ولم يساوم ولم يفاوض ولم يتراجع ولم تحبطه الانتكاسات والتراجعات التي عرفتها الحركة الشعبية ، كما انه لم يغتر بالانتصارات .
لقد كان صوت الثورة ورسالتها وجوابها بالامس والان ،وغدا فهو إلاستمرارية والتراكم في النضال الثوري والثبات على المواقف وتعامل بكل صدق واخلاص مع قضايا وهموم الفقراء و الكادحين والمسحوقين والمهمشين، خلافا لبقية المترشحين وليس المترشحين فقط بل كل المهرولين والمتهافتين ما قبل الثورة وبعدها من أصحاب النفوس الضعيفة الساعية الى مطامعها الشخصية والذاتية ...
كما كرس حمة الهمامي حياته في البحث والتنقيب وانتاج المعنى، حيث مارس الكتابة الصحفية السرية منها والعلانية ونشر الفكر التقدمي والتنويري عبر البحوث والدراسات النقدية خاصة في الفكر السياسي ،وفي جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والثقافية ،والتراثية التاريخية القديمة منها و الحديثة النهضوية التنويرية ،والثقافة الديموقراطية التقدمية.مستندا في كل ذلك إلى النظرية العلمية الماركسية اللينينية،والمنهج المادي الجدلي التاريخي ،مضيفا بذلك إلى المكتبة التونسية والعربية العديد من الكتب والمؤلفات تذكر منها ضد الظلامية في الرد على الاتجاه الاسلامي والمجتمع التونسي قراءة اقتصادية اجتماعية
وقراءة في تاريخ الحركة النقابية والمراة التونسية حاظرها ومستقبلها ،واشتراكية أو بربرية ، والاشتراكية والمراة و البريسترويكا السوفياتية ثورة مضادة داخل الثورة المضادة المفرد والجمع في الحرية والمساواة.....
بين كل السياسيين يظهر حمة الهمامي كحالة متفردة .مثقف ثوري في راهن متعفن ،وطنيا وقوميا ،حالة لم تعرفها تونس ولا كل الوطن العربي خلال كامل تاريخه . بقي صامدا ثابتا امام سيل الاكاذيب والاافتراءات و التشويهات والاتهامات والمؤامرات .وامام الانهيارات المتتالية لاشباه المثقفين والصحافيين الماجورين ،والسياسيين " اليساريين " الانتهازيين الذين انكروا وباعوا دماء شهدائهم ،والمحايدين والمستقيلين والمتباكين على وحدة اليسار ،وكامل جوقة الندابات بالاجر في الماتم .
خلافا لهؤولاء جميعا ومن الطرف المقابل لهم كانت رسالة حمة الهمامي واضحة وصريحة ولا لبس فيها أما الانتصار مع الجماهير ومعها أو المضي الى الموت مرفوع الرأس.ولذلك ضل قابضا على جمرة النضال الثوري الفكري والسياسي ولم ينكس راية الحرية والتقدم والثورة،ليصنع الارادة والفعل.
برهان القاسمي



#برهان_القاسمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مأساة -اسخيليوس- الى محاورات - لوقيانوس - المفرد والجمع ف ...
- حول نظرية الحزب في الماركسية اللينينية
- الواقعية الاشتراكية في الادب و الفن
- الجذور الفكرية و الفلسفية لهزيمة الثورة التونسية (الجزءالثان ...
- الجذور الفكرية و الفلسفية لهزيمة الثورة التونسية
- الثورة التونسية : بين الحزب اليساري الكبير و الكتلة التاريخي ...


المزيد.....




- 30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
- ئ?رک?کي د?ستب?ج?ي س?رج?م ئازاديخوازان، پوچ??کردن?و?ي سياس?تي ...
- 30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
- الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي في لندن وستوكهولم وجنوب السويد ...
- الرفيق ممدوح حبشي، القيادي بالتحالف الشعبي الاشتراكي المصري: ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغر ...
- رسالة من أوجلان إلى البارزاني وتوقعات بمصالحة كردية مع أنقرة ...
- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - برهان القاسمي - المثقف الثوري في الحياة