جريمة الكراهية جريمة ارهابية، والجريمة الارهابية جريمة كراهية!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نعم ، جريمة الكراهية هي جريمة ارهابية، والجريمة الارهابية جريمة كراهية!.. لا فرق !!...كيف ولماذا !؟؟
**********
أولا ليس كل من ارتكب عملا مسلحا عنيفا لغرض سياسي هو ارهابي بالضرورة ، بل قد يكون بطلا مكافحا وفدائيا من اجل الحرية والعدالة، فالكفاح المسلح ضد الغزاة وضد الطغاة هو عمل مسلح يستهدف تحقيق اغراض واهداف سياسية ، ولكن هذا العمل يصبح ارهابيا اذا استهدف المدنيين !، فهنا يكون عملا ارهابيا اما اذا استهدف العسكريين والاهداف العسكرية والأمنية في حالة الحرب فلا يكون ارهابا، فالفلسطيني الذي يقود شاحنة ويداهم بها معسكر للجيش الاسرائيلي ويأخذ يدهس بها جنودا وضباطا من جيش الاحتلال الصهيوني ليس ارهابيا إنما يكون ارهابيا حينما يقوم بهذا العمل ضد المدنيين الاسرائليين في الشارع العام او يقوم بتفجير مقهى يرتاده المدينون فهذا ارهابي وهذا عمل ارهابي بالفعل!.
ثانيا الأعمال الوحشية التي يقوم بها بعض العنصريين المتطرفين بشكل فردي غير المؤطرين في تنظيم سياسي ضد الأجانب لا يتم تصنيفها كعمل ارهابي لدى معظم الغربيين كالهجوم الوحشي على المسجدين في نيوزلندة من رجل مسيحي أبيض عنصري!، وكذلك الهجوم الأخير في تكساس في المجمع التجاري، فهذه الاعمال الوحشية العنيفة التي تتم بدافع الكراهية لا يتم تصنيفها تحت مسمى الارهاب في الغرب الا حادثة الهجوم على المسجدين فقد وصفتها رئيسة حكومة نيوزلندة كعمل ارهابي.. ولكن بالنهاية العمل الارهابي او العمل بدوافع الكراهية اللذين يستهدفان الابرياء والمدنيين العزل، كلاهما عمل وحشي وهمجي!.
ثالثا، في الحقيقة حتى العمل الارهابي عند التحليل العميق هو من أعمال الكراهية ومن ينفذه انسان غير سوى بل حتى هذه الاعمال الوحشية التي يتم تصنيفها على أنها اعمال كراهية ويزعمون أنها ليست ارهابية هي في حقيقتها عند التحليل العميق والدقيق تقع ضمن الاعمال الارهابية!، لأنها في حقيقتها ودوافعها ذات مضمون سياسي ولها رسالة سياسية عامة، كهذه العملية التي جرت في تكساس او التي جرت في نيوزلندة!، هي اعمال ارهابية لأنها استهدفت المدنيين ولها رسالة سياسية عامة موجهة للدولة وللجمهور!، كلها اعمال ارهابية ولكن الغربيين كعادتهم يكيلون الامور بمكيالين!، ويحاولون تغطية عوراتهم وبداية ظهور افلاسهم الحضاري والاخلاقي كما يقول مفكروهم انفسهم!، فهم يخشون من الاعتراف بهذه الحقيقة المخيفة وهي أن الحضارة الغربية تمر بمرحلة افلاس اخلاقي وروحي، حيث أن التاريخ يعلمنا أن الحضارات اذا بدأت تعاني من التكلس الفكري والافلاس الاخلاقي والروحي فإن ذلك يعني بداية الانهيار !!
سليم نصر الرقعي

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات