الكتاب المقدس 41

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

*************************
توضيح

هذا الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس الذي أكتبه برؤيتي وبوجهة نظري وبأدوات خلقي الفنية الخاصة بي اعتمادًا مني على النص الكلاسيكي للكتاب المقدس، ليس إعادةً أو نقلاً أو انتحالاً، وهو يختلف اختلافًا كليًا عما نجده في الكنائس، هذا وإن أحتفظ بآياته وبأطرها وبأساليبها، فأنا أضعها في سياق جديد يخدم الخط الجديد الذي أنتهجه في بنائه، هناك إذن عملية في الشكل جديدة تفرضها عملية في المضمون منافية تمامًا لكاتب التوراة في تصوراته المثالية للعالم، إنها تصوراتي المادية للعالم وكل فلسفتي الإنسانية التي أوظفها في هذا النص الجديد لما يدعى بالكتاب المقدس، لنقل النص الأخير، فللكتاب المقدس روايات عديدة.

*************************



سِفْرُ التَّكْويِنِ





1 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَأَى حُلْمًا: وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ السَّرِيرِ،
2 وَهَا هَيَ ذِي امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ أَجْمَلِ النِّسَاءِ طَالِعَةٌ مِنَ السَّرِيرِ، وَعَلَى صَدْرِهَا سَبْعَةُ أَثْدَاءٍ.
3 ثُمَّ هَا هِيَ ذِي أَثْدَاءُ الْمَرْأَةِ السَّبْعَةُ تَكْبُرُ، وَتَعْظُمُ، وَيَتَفَجَّرُ مِنْ حَلَمَاتِهِا الْحَلِيبُ.
4 وَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ.
5 ثُمَّ نَامَ فِرْعَوْنُ، فَحَلُمَ ثَانِيَةً: وَإِذِا هُوَ واَقِفٌ عِنْدَ السَّرِيرِ، وَهَا هِيَ ذِي امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ أَدْمَمِ النِّسَاءِ طَالِعَةٌ مِنَ السَّرِيرِ، وَعَلَى صَدْرِهَا سَبْعَةُ أَثْدَاءٍ.
6 ثُمَّ هَا هِيَ ذِي أَثْدَاءُ الْمَرْأَةِ السَّبْعَةُ تَكْبُرُ، وَتَعْظُمُ، وَيَتَفَجَّرُ مِنْ حَلَمَاتِهَا الدَّمُ.
7 وَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ.
8 وَكَانَ فِي الصَّبَاحِ أَنَّ نَفْسَ فِرْعَوْنَ انْزَعَجَتْ، فَدَعَا جَمِيعَ عُلَمَاءِ مِصْرَ وَحُكَمَائِهَا، وَقَصَّ عَلَيْهِمْ حُلْمَهُ، فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُعَبِّرُهُ لِفِرْعَوْنَ.
9 ثُمَّ كَلَّمَ الْعَاشِقُ الْأَوَّلُ وَالْعَاشِقُ الثَّانِي فِرْعَوْنَ: «نَحْنُ نَتَذَكَّرُ الْيَوْمَ خَطَايَانَا.
10 فِرْعَوْنُ سَخَطَ عَلَى عَاشِقَيْهِ، فَجَعَلَنَا فِي حَبْسِ رَئِيسِ الشُّرْطَةِ،
11 فَحَلُمْنَا حُلْمًا وَاحِدًا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ،
12 وَكَانَ هُنَاكَ مَعَنَا غُلاَمٌ عِبْرَانِيٌّ عَبْدٌ لِفُوطِيفَارَ رَئِيسِ الشُّرْطَةِ، فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ، فَعَبَّرَ لَنَا حُلْمَنَا.
13 وَكَمَا عَبَّرَ لَنَا هكَذَا حَدَثَ، رَدَّنَا إِلَى مَقَامِنَا، وَحَرَّرَنَا.»
14 فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ مِنْ وَرَاءِ يُوسُفَ، فَحَلَقَ، وَأَبْدَلَ ثِيَابَهُ، وَدَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ.
15 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «حَلُمْتُ حُلْمًا، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يُعَبِّرُهُ، وَأَنَا سَمِعْتُ أَنَّكَ تُعَبِّرُ الْأَحْلاَمَ.»
16 فَأَجَابَ يُوسُفُ فِرْعَوْنَ: «لَيْسَ أَنَا، وَإِنَّمَا حَدْسِي.»
17 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «إِنِّي كُنْتُ فِي حُلْمِي وَاقِفًا عِنْدَ السَّرِيرِ،
18 وَها هِيَ ذِي امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ أَجْمَلِ النِّسَاءِ طَالِعَةٌ مِنَ السَّرِيرِ، وَعَلَى صَدْرِهَا سَبْعَةُ أَثْدَاءٍ.
19 ثُمَّ هَا هِيَ ذِي أَثْدَاءُ الْمَرْأَةِ السَّبْعَةُ تَكْبُرُ، وَتَعْظُمُ،
20 وَيَتَفَجَّرُ مِنْ حَلَمَاتِهَا الْحَلِيبُ.
21 وَاسْتَيْقَظْتُ.
22 ثُمَّ رَأَيْتُنِي فِي حُلْمِي وَاقِفًا عِنْدَ السَّرِيرِ، وَهَا هِيَ ذِي امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ أَدْمَمِ النِّسَاءِ طَالِعَةٌ مِنَ السَّرِيرِ، وَعَلَى صَدْرِهَا سَبْعَةُ أَثْدَاءٍ.
23 ثُمَّ هَا هِيَ أَثْدَاءُ الْمَرْأَةِ السَّبْعَةُ تَكْبُرُ، وَتَعْظُمُ، وَيَتَفَجَّرُ مِنْ حَلَمَاتِهَا الدَّمُ.
24 وَاسْتَيْقَظْتُ.
25 فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: «حُلْمَا فِرْعَوْنَ حُلْمٌ وَاحِدٌ.
26 الْأَثْدَاءُ السَّبْعَةُ لِلْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ سَبْعُ سِنِينَ،
27 وَالْأَثْدَاءُ السَّبْعَةُ لِلْمَرْأَةِ الدَّمِيمَةِ سَبْعُ سِنِينَ.
28 الْحَلِيبُ حُبٌّ وَسَلَامٌ، وَالدَّمُ حَرْبٌ وَقِتَالٌ.
29 هَا هِيَ ذِي سَبْعُ سِنِينَ قَادِمَةٌ حُبًّا وَسَلَامًا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
30 ثُمَّ تَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ حَرْبًا وَقِتَالَاً، فَيُنْسَى كُلُّ الحُبِّ وَكُلُّ السَّلَامِ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ،
31 وَلاَ يُعْرَفُ الْهَنَاءُ فِي اَرْضِ مِصْرَ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ الْقِتَالِ بَعْدَهُ، لأَنَّهُ يَكُونُ مُدَمِّرًا جِدًّا.
32 وَأَمَّا عَنْ طَرَفَيِ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَلأَنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ الرَّبِّ بِيَدِ فِرْعَوْنَ الرَّجُلِ، وَفِرْعَوْنَ الرَّبِّ مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ.
33 الْآنَ لِيَرْفَعْ فِرْعَوْنُ رَئِيسَ شُرْطَتِهِ، وَيَجْعَلْهُ عَلَى رَأْسِ جَيْشِ مِصْرَ.
34 يُعِيدُ فُوطِيفَارُ بِنَاءَ الْقُوَّاتِ فِي سَبْعِ سِنِي السِّلْمِ،
35 فَتَكُونُ قَادِرَةً عَلَى الدِّفَاعِ،
36 لِسَبْعِ سِنِي الْحَرْبِ الَّتِي تَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَلاَ تَنْقَرِضُ الأَرْضُ بِالْقِتَالِ».
37 فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عَيْنَيْ فُوطِيفَارَ وَفِي عُيُونِ جَمِيعِ أّرْكَانِ الدَّوْلَةِ.
38 فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِمَرْؤُوسِيهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلًا فِيهِ رُوحُ الْعَقْلِ؟»
39 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمْتَنِي كُلَّ هذَا، لَيْسَ هُنَاكَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ.
40 فُوطِيفَارُ يَكُونُ عَلَى جَيْشِي، وَأَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي، وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي، إِلاَّ إِنَّ الْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ.»
41 ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ وَلِفُوطِيفَارَ: «انْظُرَا، لَقَدْ جَعَلْتُكُمَا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ جَيْشِ مِصْرَ.»
42 وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ، وَوَضَعَهُ فِي إِصْبَعِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ حَوْلَ عُنُقِهِ،
43 وَأَرْكَبَهُ وَفُوطِيفَارَ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُمَا «ارْكَعُوا».
44 وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ وَلِفُوطِيفَارَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ، بِدُونِكُمَا لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.»
45 وَدَعَا فِرْعَوْنُ يُوسُفَ «مُفَسِّرَ الْأَحْلَامِ»، وَجَعَلَهُ الْعَشِيقَ الثَّالِثَ.
46 فَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ، وَاجْتَازَ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ رَسُولَاَ،
47 فَبَنَى الْجَيْشَ فِي سَبْعِ سِنِي السِّلْمِ،
48 وَحَصَّنَ كُلَّ الْمُدُنِ طِوَالَ السَّبْعِ السِّنِينَ الذَّاهِبَاتِ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ، وَجَعَلَ طَعَامًا فِي كُلِّ الْمُدُنِ طِوَالَ السَّبْعِ السِّنِينَ الْقَادِمَاتِ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
49 وَخَزَنَ يُوسُفُ قَمْحًا كَرَمْلِ الْبَحْرِ، كَثِيرًا جِدًّا حَتَّى تَرَكَ الْعَدَدَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ،
50 وَفُوطِيفَارُ جَنَّدَ جَيْشًا كَمَوْجِ الْأَرْضِ، كَبِيرًا جِدًا حَتَّى تَرَكَ الْحَجْمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَجْمٌ.
51 وَدَعَا يُوسُفُ اسْمَهُ بَيْنَ النَّاسِ «أَنْسى» قَائِلًا: «لأَنَّ فِرْعَوْنَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي.»
52 وَدَعَا اسْمَهُ «أَثْمَرَ» قَائِلًا: «لأَنَّ فِرْعَوْنَ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي.»
53 ثُمَّ كَمِلَتْ سَبْعُ سِنِي السِّلْمِ الَّذِي كَانَ فِي أَرْضِ مِصْرَ.
54 وَابْتَدَأَتْ سَبْعُ سِنِي الْحَرْبِ كَمَا قَالَ يُوسُفُ، فَكَانَ حِصَارُ الْفُرْسِ، وَأَمَّا جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ، فَكَانَتْ فِيهَا الْمُقَاوَمَةُ.
55 وَلَمَّا صَمَدَتْ جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ، وَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَجْلِ دَحْرِ الْمُعْتَدِينَ، قَالَ فِرْعَوْنُ لِلْمِصْرِيِّينَ: «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ، وَالَّذِي يَقُولُ لَكُمُ افْعَلُوا.»
56 وَكَانَ بَنُو فَارِسَ أَقْوِيَاءَ، فَأَرّادَ يُوسُفُ كَسْرَهُم، فَأَرْسَلَ فُوطِيفَارَ لِيَصْنَعَ مَعَ الْكَنْعَانِيِّيِنَ حِلْفًا،
57 فَكَانَ مَا أرَادَ، لأَنَّ الْقِتَالَ كَانَ شَدِيدًا فِي كُلِّ الأَرْضِ.

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات